في إحدى الدول وذات يوم ذهبت لأستمتع وأشاهد يوماً رياضياً ترفيهياً للأشخاص ذوي الإعاقة حيث تقام الاحتفالية والألعاب الرياضية المختلفة والمسابقات الخاصة لهم، كانت جميع أنواع وفئات الإعاقات موجودة في ذات الموقع وبحضور جميع وسائل الإعلام والشخصيات المهمة في المجتمع بالإضافة لأولياء الأمور للمشاركة في هذه الفعالية والحدث الجميل وقضاء يوم ووقت ممتع مع أبنائهم.
وتعد أهمية ممارسة الرياضة الترفيهية بشكل خاص للأشخاص ذوي الإعاقة هي إحدى أهم وسائل العلاج إذ تؤدى على هيئة تمرينات علاجية كإحدى طرق العلاج الطبيعي والتي تسهم في تأهيلهم، كما تنمي الجانب الترويحي بحيث تعد وسيلة ناجحة للترويح النفسي للشخص من ذوي الإعاقة فهو يكتسب خبرات تساعده على التمتع بالحياة وتسهم وتساعده في الاندماج بالمجتمع، كما تعتبر الكوادر الإدارية والتدريسية والتدريبية المسؤولة عن تلك الفعالية هم أكثر الأشخاص تخصصاً وخبرة وكفاءة بالإضافة إلى معرفة طرق وكيفية التعامل النفسي والمهني مع أهم فئة من فئات المجتمع.
انطلقت الفعالية بالسلام الوطني ثم التعريف بالحضور والشخصيات الحاضرة ومن ثم بدأت الأنشطة والمسابقات لكل فئة والتي من المقرر أن تكون على ثلاث ساعات في أجواء المرح والتفاعل والتنافس بين اللاعبين من الأشخاص ذوي الإعاقة فيما بينهم وبتشجيع أولياء الأمور.
وفجأة بعد مرور ساعة بدأ إيقاع نشاط اللاعبين وعمل المدربين بالهبوط، قل التفاعل بشكل ملحوظ، وقد يرجع ذلك لعدة أسباب، منها عدم التخطيط الجيد للفعالية، ضيق المساحة المستخدمة للألعاب، التكرار وعدم التغيير والتنوع للمسابقات للإعاقة الواحدة مما سمح للملل بالتسلل إلى نفوس الممارسين والمدربين، عدم وجود فترات راحة كافية تتناسب مع كل إعاقة ودرجتها، كل ذلك قد نستطيع تلافيه وإصلاحه في المستقبل عند الإعداد الجيد المسبق والمناسب للفعاليات الرياضية الترفيهية.
ولكن ما لفت الانتباه ويجب أن نتحدث عنه وما هو أهم من ذلك كله، هو مدى العلاقة الشخصية وكيفية التعامل والتواصل بين المدرب والشخص من ذوي الإعاقة وأن هناك “بعض” المدربين أو المعلمين يؤدي دوره بتجرد من أهم صفة في العلاقة بينهما والتي يجب أن تتوافر به وهي “المشاعر” الصادقة وحبه لهذه الفئة، فترى المدرب أو المعلم يؤدي عمله بدون أن تكون هناك مشاعر، فمثلاً عند تواجد أحد الشخصيات أو المسؤولين أو عدسات الكاميرا أدى مهامه بالابتسامة والاهتمام والرعاية باللاعبين ومعاملتهم بلطف على أكمل وجه، وما إن ينصرفوا حتى يتوقف عن ذلك كله أو يقل اهتمامه باللاعبين وينشغل بأمور أخرى وينصرف اهتمامه عن أبنائه من ذوي الإعاقة.
من المفترض ومن الضروري أن يكون من يتولى زمام ورعاية وتعليم وتدريب هذه الشريحة في المجتمع شخصاً يؤدي عمله بصفه “إنسانية” قبل أي شيء ثم بمهنية، فهو يتعامل مع أشخاص متساوين معنا أو قد يتفوقون علينا في الإحساس والمشاعر وحساسيتهم من تصرفات الآخرين لهم نظراً لما يواجهونه من تحدٍ لأنفسهم ومجتمعهم ومحاولة التغلب على ذلك وإثبات قدراتهم.
فكن أيها الاختصاصي أباً معلماً مدرباً حنوناً معيناً محفزاً داعماً لهم صادقاً معهم لأن نجاحك يتوقف على ذلك، ولا تكن بتصرفاتك عقبة أمامهم، تبادل معهم المشاعر بصدق وحب دون رقابة، فالآباء والأمهات قد وضعوا ثقتهم فيك في اهتمامك بتعليم وتدريب أبنائهم.
د. عبد العزيز الفيلكاوي
- دكتوراه الفلسفة في التربية الرياضية، قسم تدريب التمرينات
- معلم التربية الرياضية – وزارة التربية بالكويت
- عضو هيئة تدريس منتدب بكلية التربية الأساسية بنين – الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب
- مدرب خاص بالأولمبياد الخاص 2019