إن ما طرأ على العالم من تكنولوجيات تخص الأشخاص المكفوفين حطمت الجدار والحاجز والحصن المنيع بين المكفوفين من جهة والمجتمع من جهة أخرى، حيث جعلت الكفيف يطلع على أحدث المعلومات ويصبح عضوا فاعلا في المجتمع من حيث إمكانية استقبال أية معلومة ومن ثم إعادة إرسالها.
والحلول التكنولوجية للمكفوفين تتلخص في اتجاهين:
- برامج الحاسب الناطقة
- برامج حاسب ذات المخرجات برايل
وهذه الثورة التقنية قد أحدثت جدلا طويلا بين مستخدمي برايل والأخصائيين من حيث تفضيل أحد منهما على الآخر، وأما بالنسبة لوجهة نظري كمستخدم للحاسب الآلي للنوعين كليهما؛ برايل وناطق، وكأخصائي لهذه اللغة فإني أرى أنه لا يوجد تعارض بين البرامج الناطقة والبرامج المستخدمة لبرايل وذلك من حيث:
- برامج برايل جعلت الكفيف يستخدم أكثر من حاسة في تلقي المعلومة في الوقت نفسه فهو يستطيع أن يتفصح الإنترنت مثلاً وفي الوقت نفسه يستمع إلى مادة صوتية.
- أما الأسطر الإلكترونية فهي تفيد أكثر المتمرسين على طريقة برايل في قراءة النصوص التي لا يستطيع الناطق قراءتها (كنصوص الشعر، أو النصوص الأدبية المركبة). أيضاً تتيح للكفيف إمكانية استخدام الحاسب في الأماكن العامة وفي قاعات الدراسة دون الوقوع في الحرج.
- البرامج الناطقة تفيد الأشخاص الذين لا يتقنون برايل أو حديثي الإصابة أو الأشخاص الذين يعنون من مشاكل في أيديهم.
- البرامج الناطقة تمتاز بميزة السرعة في القراءة وتظهر أهمية هذه الميزة في الشبكة العنكبوتية وفي قراءة النصوص الطويلة والتي لا تحتاج إلى قدر كبير من التركيز.
- برامج برايل عالية التكلفة بحاجة إلى صيانة دورية.
أما بالنسبة للتنقل فالنوعان كلاهما سهل الحمل ويمكن استخدامه في أي مكان وذلك عن طريق البطاريات.
هذه التقنيات قد أتاحت للكفيف سرعة الحصول على المعلومة ميسرة له وسائل نشرها من استخدام (طابعات برايل، طابعات الخط المبصر، أو استخدام الشبكة العنكبوتية).
فرصة عمل
إن هذه التكنولوجيات الحديثة جعلت الكفيف قادراً على المنافسة في ميدان العمل، ويأتي الدور الأكبر بعد ذلك على امكاناته وقدراته.
إن الكفيف الذي يهتم بتطوير ذاته من خلال دورات متنوعة مثل اللغة الانجليزية، التسويق، خدمات العملاء، مهارات المفاوضة، وغيرها من الدورات والمهارات التي يتطلبها سوق العمل تجعل الكثير من الشركات تعدل وجهة نظرها نحو عمل الكفيف كموظف فيها والمجالات التي يمكن أن يقتحمها مع توفر التكنولوجيا والعمل في مجالات التسويق أو خدمة العملاء أو المتابعة مع العملاء على موقع الشركة على الانترنت أو خدمة الحجز في شركات الطيران أو الترجمة أو الصحافة والإعلام.
ختاماً
أقول لإحداث هذه النقلة في المجتمع نحو امكانات الكفيف وقدراته المهنية لابد من الاعتماد على الله أولاً ثم التركيز على الأسس الثلاثة التالية:
- الحلول التكنولوجية المناسبة للكفيف.
- تدريب الموظف الكفيف وفق متطلبات سوق العمل.
- توجيه وعي المجتمع بالاستعانة بالدور الفاعل لوسائل الإعلام.