في عدد (فبراير 2014) من مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين، نطالع بحثا موسعا عن (معايير الممارسات عند تقييم وعلاج الأطفال والمراهقين من ذوي التوحد)، وقد أصدرت هذا البحث لجنة المواصفات بالأكاديمية.
الجدير بالذكر أن الأكاديمية أصدرت في العام 1999 أول نسخة من هذه المعايير، ولكن السنوات الـ 15 الماضية حفلت بالكثير من الأبحاث عن كل جوانب دراسة التوحد، فقامت الأكاديمية بتجديد البحث عبر الأدوات المعروفة بقوائم شبكات العلوم عن كل البحوث التى تناولت التوحد منذ عام 1991 وحتى شهر مارس 2013، وكانت الحصيلة حوالي 10 آلاف بحث منشور، وبتطبيق معايير محددة إختارت اللجنة 186 بحثا لكى تراجعها بالتفصيل وتعتمد عليها في صياغة المقال الذى نشرته. وقد نعتبر هذا المقال أحدث وآخر ما صدر من تحليل ومقارنة للمعلومات المنشورة عن التوحد.
المقال طويل جداً، ومما أقره، أن صدور النسخة الخامسة من الدليل التشخيصي والإحصائى للإضطرابات النفسية، وبما تضمنه من تغيير في تصنيف وتوصيف طيف التوحد، سوف يؤدي لتغييرات عديدة في إحصاءات التوحد وسبل تشخيصها ودراساتها الميدانية، ولهذا يتوقعون ضرورة إصدار تجديد للمعايير خلال خمس سنوات وليس بعد 15 عاما كما بين النسختين الأولى والمجددة.
من بين 36 مسحا لتعداد نسبة انتشار التوحد، تراوحت النسب المنشورة بين 0.7 في الـ 10000 و72.6 في الـ 10000، بينما تخطت النسبة في تقارير مراكز الوقاية من الأمراض في أمريكا 11.3 في الـ 1000. لكن الملاحظ أن هذا الإضطراب في تزايد.
تظهر أهمية العوامل الجينية كمسبب أو إستعداد للإصابة بالتوحد من أن التوحد أكثر إنتشارا بين التوائم المتماثلة في حالة إصابة أحدهما بالتوحد، وكذلك خطر إصابة أحد الإخوة يكون كبيرا إذا كان أحد إخوته السابقين مصابا بالتوحد، والنسبة الإحصائية لتلك الإصابة 2 ـ 10% من الإخوة يصابون بالتوحد، و 18.7% يصابون بطيف التوحد.
أعزائنا قراء المنال الغراء، أتمنى لكم جميعا حسن الإستفادة مما نقدم لكم، وألتقيكم العدد القادم بإذن الله.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية