عمل على “نظام متكامل لخدمة ذوي الاعاقة” ومشروع “نظارة الكفيف”
وضع الدكتور مصطفى محمود ما اعتبره القانون الاساسي في تقدم الأمم عندما كان يصف نجاح التجربة اليابانية في النهوض من براثن الحرب العالمية الثانية والتحول من دولة فقيرة مصابة بمجاعة وبنية تحتية مدمرة إلى مصاف الدول الصناعية العظمى.
ما السر في هذا التحول؟ هل هي الفرصة التي أتيحت لليابان بعد الحرب حيث اتفق الحلفاء على دعم اليابان اقتصاديا؟ هل هي التركة الصناعية والمالية التي ورثتها الحكومة من الامبراطورية؟ أم هي الصدفة البحتة؟
يقول الدكتور مصطفى: “النظام، العمل، روح الجماعة والتغلب على الذات هي أسباب نجاح التجربة اليابانية” إذن السر يكمن في الأفراد. وعندما أضع مقارنة لليابان ببلادنا الاسلامية أجد الكثير من الأمثلة التي نجحت في تقديم شيء عظيم يخدم الانسانية. وأكثر من ذلك فإن ما يزيد التفاؤل هو أني أتعرف كل يوم بشاب يحمل الهمة والفكر والإرادة لتكرار التجربة اليابانية في بلده.
اويس عبد الرحيم كنسارة مثال شاب لذلك. عمره 16 سنة ولا زال طالبا في الثانوية العامة. ولكن حين تقرأ سيرته الذاتية لن تصدق ذلك، فإنجازاته المصفوفة توحي لك أنه يتجاوز ذلك السن بكثير. فهو قائد شاب وطموح، ومبتكر، وكاتب صحفي، وعضو في نادي جدة للإبداع العلمي، ومصمم جرافيك وممرض ومبرمج وأيضا حافظ للقرآن الكريم.
اقتحم اويس عالم تقنية الإعاقة البصرية وقدم أبحاثاً وطور تقنيات مساندة في مجال اعتبره مليئاً بالتحديات، وحصل على تقدير من جهات محلية ودولية.
قدمت له بعض المشورة الفنية في مشروعين تقنيين الاول عن “نظام متكامل لخدمة ذوي الاعاقة” ومشروع “نظارة الكفيف” وكلاهما أفكار رائدة يمكن أن تقدم حلولاً متميزة لذوي الاعاقة البصرية. وسوف أترك له الكلام عن نفسه ومشاريعه لينقل لنا صورة أقرب إلى تصوره.
محمد خان : الاستاذ اويس السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا سعيد جدا أنك معي اليوم وأشكرك على وقتك، أنا اعرف أنك مشغول بالمشاريع، أنا قمت بتقديمك إلى القراء ولكن أعتقد أنك أنت ستكون أفضل من يتحدث عن نفسك، دعني أسألك من انت؟
اويس: أنا أرى نفسي اويس عبد الرحيم كنسارة إنسان بسيط في مقتبل العمر أطمح أن أقدم أي بصمة تفيد المجتمع وتفيد الناس خصوصاً أن الإنسان لابد أن تكون له رسالة يوجهها، وأن لا يكون بلا هدف، وهذا شيء مهم.
محمد خان : لنتحدث عن مشروعك وهو “نظام متكامل لخدمة ذوي الاعاقة” أرجو أن تعطينا شرحاً له وبعض المعلومات عنه.
اويس: أول مشروع أسميناه نظام دليل وهو نظام متكامل لخدمة الأشخاص المعاقين والمشروع يقدم وظيفتين أساسيتين الوظيفة الأولى هي وظيفة تحل مشكلة الاستيلاء على المواقف، حيث برزت في الآونة الاخيرة ظاهرة سلبية وهي أن بعض الناس يستولون على المواقف المخصصة لأشخاص المعاقين، وتصدت لهذه الظاهرة العديد من الحملات في المملكة العربية السعودية وفي جدة وأبرزها حملة بدأها واحد من الأشخاص المعاقين وتعاون معه المسؤولون وقاموا بتحرير مخالفات لبعض الأشخاص، وقد قدمنا حلاً لهذه للمشكلة وهي فكرة بوابة بمثابة حاجز على هذه المواقف ما يمنع الأفراد من دخول هذه المواقف، وتفتح هذه البوابة عن طريق برنامج طورنا فكرته بحيث أن الشخص المعاق هو من يتحكم بالبوابة بأمر صوتي، ويرسل الجهاز الاشارة إلى البوابة الالكترونية بموجات بلوتوث والبوابة مجهزة لاستقبال هذه الإشارات وتفتح البوابة للشخص المعاق.
محمد خان : ولكن المشروع يبدو لي محدداً بجهاز مزود بنظام اندرويد، كيف نضمن أن كل المعاقين معهم هذا النظام.
اويس: بدأنا بنظام اندرويد بحكم أنه اسهل ولكننا مستمرون في تطوير البرنامج لكافة الأنظمة. ونحن عندما زرنا جمعية أبصار وعملنا عرضاً تقديمياً للمكفوفين كان البرنامج فقط باللغة الانجليزية وطلبوا توفير البرنامج بالعربي والآن قدمنا البرنامج بالعربي ونحن نستمر بالتطوير، ونأمل أن يكون البرنامج مطروحاً للاستخدام خلال هذه السنة.
محمد خان : ماذا عن مشروعك الأول وهو “نظارة الكفيف” إلى أين وصل وما هو مستقبله؟
اويس: “نظارة الكفيف” نحن أطلقنا عليها نظارة “متحدي الإعاقة” نظارة تعطي الشخص إمكانية التعرف على الشخص الذي يتعامل معه قبل أن يتحدث عن طريق الكاميرا التي تأخذ الصورة للأشخاص حول الشخص الكفيف وترسل الصورة إلى المعالج الموجود في النظارة والمعالج يتعرف بدوره على الشخص بناء على قاعدة بيانات معينة. حصل المشروع على عدة مراكز وتم تكريمه من قبل سمو الامير خالد الفيصل وقدمنا عرضاً له في الغرفة التجارية بجدة كتسويق وجدوى اقتصادية وهو في انتظار من يدعمه. المبتكرات والاختراعات تحتاج إلى داعم.
محمد خان : هل عملت أية مقارنة مع منتجات أخرى عالمية؟
اويس: طبعا ففي كل ابتكار نقوم بتقديمه نقدم للناس مقارنة مع منتجات أخرى ونعرفهم بمزاياه، عملنا عدة مقارنات وحتى كبراءة اختراع لم نجد مشكلة في التسجيل، خصوصاً وأن تقنية التعرف على الوجوه حديثة ولم تكتمل أبحاثها بعد بشكل تام وهي ليست دقيقة بشكل كافٍ والحمد لله استطعنا تقديم هذا ونتمنى أن يخدم الأشخاص المعاقين وينتشر، لأن الابتكارات هدفها الانتشار أكثر من الفوز أو المنافسة.
محمد خان : أخبرنا عن أحدث نشاطاتك.
اويس: في الأربعة الأسابيع الأخيرة شاركنا في عدة منافسات منها الاولمبياد الوطني للابداع العلمي له مساران “الابتكار” و”البحث العلمي” ونحن دخلنا في الابتكار وتأهلنا على مستوى منطقة مكة. كذلك دخلنا في منافسة دولية جديدة وهي “المعرض السعودي الأول للابتكارات الموجه للأشخاص من ذوي الأعاقة” برعاية من سمو الامير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز وسمو الامير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز والحمد لله حصلنا على المركز الثالث على مستوى المملكة وتواصلت معنا جمعية الأطفال المعاقين للاستفسار عن الابتكار وهذا يساعد على تسويق الابتكارات.
محمد خان : ما هي العوائق التي تواجهك؟
اويس: من العوائق الاجتماعية، أنا كشاب في المدرسة يوجد حولي بعض الأشخاص المحبطين، والإنسان الذي عنده العزيمة لا يتأثر بهذه العوامل. من الناحية القانونية يوجد عائق الملكية الفكرية، فعند عرض بعض الأفكار يقوم بعض الناس بأخذ فكرة اختراعك ويقومون بإضافة بعض التغييرات البسيطة ويكون لديهم مقدرة على الحصول على براءة الاختراع بشكل سريع. وعند تطوير برامج يكون الحصول على الملكية الفكرية أصعب من المخترعات المادية.
من الناحية المادية، المشاريع تحتاج إلى دعم حتى يتم تسويقها بشكل تجاري، وأحيانا لا تجد الداعمين وتضطر إلى تجهيز الدعم بشكل شخصي.
محمد خان : باختصار ما الذي تحتاجه؟
اويس: احتاج إلى من يتبنى مشاريعي حتى تصل إلى السوق وحتى يستفيد منها الأشخاص المعاقون بشكل خاص. ولدينا العديد من المبتكرين والأفكار الجميلة التي تحتاج إلى التبني.
محمد خان : ما هي خطتك الدراسية وهل اخترت مساراً معيناً؟
اويس: مساري علمي وأطمح في المستقبل إلى دراسة علم النفس وأطمح أن التحق بجامعة عالمية مثل جامعة هارفارد عندي الكثير من الطموح إن شاء الله يتحقق بدعاء الوالدين.
محمد خان : أنا قرأت في سيرتك الذاتية انك تحفظ القرآن الكريم.. فكيف توفق بين دراستك ومشاريعك؟
اويس: يجب أن يكون هناك توافق بين الدراسة والعمل.. بلا افراط ولا تفريط، القرآن يساعدني كثيراً في مسيرتي الحياتية، وأنا دائماً أقول إن توفيقي بالله لو كنت اعتمدت على نفسي لم أكن لأصل إلى شيء ويعجبني قول أحد الشعراء:
وإذا لم يكن عون من الله للفتى | فأول ما يقضي عليه اجتهاده |
ثم يوجد هناك هدفان للإنسان أحدهما هدف قريب والآخر بعيد، وتحقيق الهدف القريب هو أولى. وهناك تفهم من إدارة المدرسة لمساعدتي في مشاريعي ودروسي والحمد لله نسبي في الدراسة عالية. و”التنظيم” هو جواب صريح لسؤالك.
محمد خان : ما هو طموحك بعد 10 سنوات؟
اويس :بعد 10 سنوات أتمنى أن أكون قد قدمت منظومة متكاملة ومؤسسة تخدم الأشخاص المعاقين في أنحاء العالم كافة تقدم مشاريع ابتكارية مجانية تخدمهم وتتابع حقوقهم القانونية والاجتماعية. وسبب اهتمامي بالأشخاص المعاقين هو أنهم جزء منا وهم جزء مهم من المجتمع، ويوجد كثير من العلماء والمفكرين من ذوي الاعاقة، ولو نظرنا إلى نماذج معاصرة قدمت الكثير للإنسانية منهم عمار بوقس ناجح في الإعلام ومدافع عن حقوق المعاقين، كذلك عميد المخترعين في المملكة المهندس مهند أبو دية، ولكن الإعاقة هي إعاقة الفكر وليست إعاقة الجسد، وأنا افتخر وأتشرف أن أساهم بجزء ولو بسيط في الاهتمام بهم باذن الله.
الشهادات والتخصصات
- شهادة سن سولاريس Sun Solaris (اكتوبر 2008),
- شهادة تصميم مواقع انترنت (Web Designing), (2001),
- دبلوم حاسب وشبكات (Hardware and Networking), (2006),
- دبلوم مايكروسوفت (MCSE Training), (2006),
- دبلوم يونكس (Unix Training), (2009),
خبــرة عملية
- مدرب تقنيات مساندة في جمعية ابصار للتأهيل و عملت على برامج جوس، ابصار، ان في دي ايه، والتقنيات المساندة والحلول التقنية للمكفوفين، وجهاز برايل سنس، وطابعات برايل المختلفة وحضرت ندوات ومؤتمرات خاصة بضعف البصر والتقنيات المساندة على مدى 3 سنوات.
- شركة قمة للخدمات الجغرافية
- شركة كستومرCustomer الهند
- شركة بريجيد كوربوراشون (Brigade Corportation), الهند
المؤهلات التعليمية
- بكالوريوس تقنية معلومات، جامعة باندلكهند ـ الهند، 2005 م
- الثانوية العامة – مدرسة المؤسسة العلمية الكبرى، 1997 ـ جدة، المملكة العربية السعودية.