رحلة طويلة للأطفال الصم وضعاف السمع أبناء مصر قضوها بأندونيسيا إحدى دول شرق أسيا أمضوا خلالها عشرة أيام بين باندونج وجاكارتا للمشاركة في الأولمبياد العالمية لمدارس الروبوت IISRO بباندونج ـ أندونيسيا في الفترة من 12 إلى 14 نوفمبر 2013 ثم الأولمبياد الدولي للروبوت WRO في الفترة من 15 إلى 17 نوفمبر بالعاصمة الأندونيسية جاكارتا.. مسابقتان أكد فيهما الصم أنهم بحق لديهم قدرات اجتازت الإعاقة.
تميز فرق جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع بالإسكندرية في مجال الروبوت دفع بجهة تنظيم الأولمبياد العالمية لمدارس الروبوت IISRO بباندونج بأندونيسيا إلى دعوة ثلاثة فرق للمشاركة بفعاليات المسابقة التي حققت فيها إحدى فرق الصم المركز الثاني في مسابقة الروبوت للمصارعة اليابانية (السومو) وجائزة لجنة التحكيم لأفضل روبوت في التصميم والبرمجة والأداء من بين 85 فريقــًا من أندونيسيا وماليزيا جميعهم من السامعين.
وقد حققت فرق جمعية أصداء هذا التميز ورفعت علم مصر عاليًا وكانت حركات أناملهم في الحوار ومتابعة إرشادات وتعليمات المحكمين وتحاورهم معهم بلغة الإشارة من خلال مترجمي الإشارة قد أبهرت كافة لجان التحكيم ونالوا تقدير واحترام الجميع..
وفي رحلتهم للمشاركة بالأولمبياد الدولى للروبوت WRO بجاكارتا حقق أطفال مصر من الصم وضعاف السمع المركز العاشر بين كافة فرق دول العالم السامعين ونسجوا بأدائهم نجاحهم وتميزهم وأثبتوا أنه لا مجال للمستحيل فحققوا بذاتهم دمجهم في المجتمع محليًا ودوليًا وأكدوا بأدائهم وتميزهم أن لديهم قدرات اجتازوا بها الإعاقة.. ليؤكدوا للمجتمع بأن ينظروا إلى قدراتهم لا إلى إعاقتهم السمعية وليخترقوا بأدائهم المتميز ونجاحاتهم المتتالية طريقهم إلى مدرجات التعليم الجامعي ليكون لهم طريقهم الحقيقي في الحياة ..
هذه الرحلة كانت بتنظيم وإدارة مركز Ideas Gym بمصر المسؤول عن تنظيم مسابقة الأولمبياد الدولى للروبوت WRO بمصر والذين بذلوا كل الجهد لتفعيل مشاركة فرق جمعية أصداء من الصم بهذه المسابقة إيمانًا بقدراتهم..
وكانت رعاية هذه الفرق للمشاركة بالمسابقة الدولية للروبوت من مؤسسات المجتمع المدني ممثلة في الشركة المصرية للإتصالات وشركة TE – Data في إطار من مسؤوليتها المجتمعية التي تبنت مواهبهم وآمنت بقدراتهم من خلال توفير الدعم المادي الذي حقق مشاركة الفرق بالمظهر اللائق والصورة المثلى للصم مدعمين بكافة مسببات النجاح بالإضافة إلى دعم مؤسسة مصر الخير ومدرسة الإسكندرية للغات.. فبرغم ما يمر به مجتمعنا من عدم استقرار نسبي إلا أن نجاحات هذه الفرق وتميزها وإبهارها للجميع هو ما دفع بكافة المؤسسات إلى دعم مشاركتهم لأنهم بحق يستحقون هذه الفرصة الكاملة وهو ما حقق لهم المشاركة بأعلى مستوى من الأداء واستشعروا بحق أنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع وأنهم يستحقون إهتمام مؤسسات المجتمع المدنى بهم..
وقد عبرت مروة سعودي مسؤولة مسابقة WRO بمصر عن سعادتها بهذه المشاركة لمصر عبر فريق من الصم وضعاف السمع فهم دومًا يحققون إنجازات بهذه المسابقات محليًا ودوليًا وتميزهم هذا لسنوات متتالية يؤكد أنهم يستحقون الفرصة الكاملة وأن إيمان إدارة مركز Ideas Gym بقدراتهم هو ما يدفع بالمركز لأن يتيح لهم فرص المشاركة الكاملة والمساواة خاصة وأنهم هم من يسعون دومًا لأن يحققوا دمجهم في المجتمع.
وأكد سامي سعيد مؤسس جمعية أصداء أن الصم وضعاف السمع يؤكدون بتميزهم أنهم يستحقون أن يجدوا مكانهم بتعليم متميز في مصر وأن يجدوا لهم مكانًا بمدرجات التعليم الجامعي بالجامعات المصرية لا أن يتم تهميشهم.. فهم من رفعوا علم مصر عاليًا بالخارج بين أبناء مصر من السامعين.. ألا يستحقون أن تنظر لهم مصر نظرة حقوقية وتؤكد لهم أنهم جزء من هذا الوطن أم دومًا ما يتسبب المجتمع في تأكيد عزلتهم واستشعارهم بأنهم أغراب بين أبناء وطنهم.. ولكنهم حقـًا بأيديهم استطاعوا أن يحققوا لأنفسهم الدمج والوجود ليؤكدوا لكافة المصريين أنهم وسام على صدر كل مصري ولتتحول نظرة المجتمع للصم من نظرة شفقة وعطف إلى نظرة إعجاب وتقدير وإحترام.
كما أن الإعاقة السمعية للفرق لم تكن حائلاً دون تواصلهم مع الفرق الأخرى والمحكمين بل إن إندماجهم وتفاعلهم مع الفرق المشاركة ولجان التحكيم بكافة مستوياتها أذهل لجنة التنظيم ونال إعجاب وتقدير الجميع، وذلك للصورة المشرفة التى ظهروا بها وأدائهم المتميز في كافة فعاليات المسابقة، بل واستطاع الصم أن يذهلوا كافة المشاركين من خلال حوارات أناملهم وإشاراتهم وسط دهشة وإعجاب الجميع.. وكان تميزهم وتحديهم واضحاً مما جعل كافة الفرق تتتبع خطواتهم وأدائهم بالمسابقة.
وقد قدمت فرق الصم وضعاف السمع المتميزة رسالة إلى وزارة التربية والتعليم بمصر ووزارة التعليم العالي للتأكيد على أن هذا التميز الذى برزوا به في مسابقات الروبوت على المستوى الدولي وبين السامعين يؤكد أنهم يمتلكون قدرات عقلية وأكاديمية متميزة بالرغم من أن أعمارهم تراوحت بين 9 و 17 سنة وأن إعاقتهم السمعية لم تكن عائقًا أبدًا دون اكتسابهم هذه المهارات.
وهنا نطرح تساؤلاتهم حول مستقبلهم التعليمي: لماذا لا يحصل الصم على التعليم الأمثل لهم في مدارس التربية والتعليم؟ ولماذا هذا المستوى المتدني لهم في التعليم الأساسي؟ ولماذا حتى الآن لا يجدون مكاناً لهم داخل مدرجات الجامعات والمعاهد العليا؟ ولم لا يوجد نظام متكامل يحقق لهم الالتحاق بكليات التعليم العالي؟ أليس تميزهم على المستوى التكنولوجي خير دليل وبرهان على تميز قدراتهم!!