إن التأهيل المهني والاجتماعي للأشخاص من ذوي الإعاقة، يعظم المسؤولية تجاه من حرموا بعضاً من قواهم الحركية والحسية والعقلية Responsibility والانفعالية والاجتماعية، بل إنه يمثل أسمى آيات التراحم وتحقيق المثل العليا الانسانية التي يتعامل بها أفراد المجتمع مع أفراده من المعاقين وغير المعاقين دون تفرقه بل برضا وقناعة، آخذين في الاعتبار، أن إهمال الرعاية والتأهيل المهني والاجتماعي يحول الأشخاص من ذوي الإعاقة الى معاول هدم وتقويض لسلام واستقرار المجتمع، بدلاً من تعايشهم في الحياة الاجتماعية دون اضطرابات واختلالات سلوكية.
وعلينا أن نؤكد أن الرعاية والتأهيل المهني والاجتماعي Care, Vocational & Social Rehabilitation يمثل ضرورة اجتماعية في تنشئة الأشخاص من ذوي الإعاقة وليس ترفاً أو تفاخراً أو نوعاً من التباهي بالكرم والجود، ولكنه حق طبيعي في الحياة الاجتماعية المتوافقة
للأشخاص المعاقين على حد سواء Adjusted Social Life.
وفيما يلي الخطوط العامة التي تحقق الأهداف العامة للتأهيل المهني والاجتماعي للأشخاص من ذوي الإعاقة، آخذين في الاعتبار أنه وفقا لقواعد العمل مع الأشخاص المعاقين، علينا ألا نهتم بالكم بل إن الكيف أساس في نجاح العمل المتكامل مع هذه الفئات التي يجب أن نوليها جل الاهتمام.
هذا وتتحقق الأهداف العامة للتأهيل المهني والاجتماعي للأشخاص المعاقين بصفة عامة من خلال:
- تنمية القدرات والاستعدادات المتوافرة للأشخاص المعاقين، وإتاحة فرص التدريب المناسبة، لاستثمارها في تعلم واكتساب الخبرات والمعارف والمهارات.
- تزويد الأشخاص المعاقين بالقدر المناسب من المعارف والثقافة وفقاً لما يتناسب والاستعدادات والقدرات المتوافرة لديهم.
- الكشف عن النمو الاجتماعي للأشخاص المعاقين، وتنمية المهارات الأساسية للتعامل مع مواقف الحياة اليومية اللازمة للمشاركة والاندماج في البيئة الاجتماعية، وتجنب انعزالهم وانطوائهم.
- توفير الخدمات الصحية والتربوية والاجتماعية لهم، وعدم حرمانهم من التعليم المناسب والذي يمكنهم من الاندماج في الحياة الاجتماعية، وتوافقهم وعدم انعزالهم عن المجتمع.
- إتاحة فرص النماء الثقافي والاجتماعي أمام الأشخاص المعاقين، والعمل على اندماجهم ومشاركتهم في الأنشطة الأسرية والمدرسية وفي المجتمع وإتاحة نماء الثقة بالذات وليس العجز Self Confidence.
- تشجيع سياسات الدمج للأشخاص المعاقين، حيث أنها أفضل من التنشئة والتربية في المؤسسات والمدارس الخاصة، والتي قد ترفض الاندماج أو ليس لديها إمكانية استيعاب كل فئات المعاقين، مما يغير من اتجاهات المجتمع نحو الإعاقة.
هذا وإن من عوائد سياسات الدمج (تنمية وتعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة في وسط قريب من البيئة التربوية العامة أو البيئة التربوية العادية نفسها):
- العمل على تنمية إحساس الأشخاص المعاقين، بأنهم يعيشون حياة كريمة في مجتمعهم، حيث يعاملون باحترام كغير المعاقين.
- الإسهام في تعديل اتجاهات الأفراد غير المعاقين، عند تعاملهم مع الأفراد من ذوي الإعاقة.
- الإسهام في تشجيع روح المبادأة لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة من خلال اشعارهم بأنهم أفراد في المجتمع المحيط، وليسوا محرومين أو ينتمون الى أقلية غير معترف بها أو ليس لهم نفس الحقوق كما لغيرهم. وتقوية التوافق النفسي والاجتماعي لديهم Psychological & Social Adjustment.
- العمل على تعديل مفهوم الذات لدى الأشخاص من ذوي الإعاقة في البيئة الاجتماعية.
- من العائد التربوي، تهيئة الفرص أمام المعلمين لكيفية التعامل مع الفروق الفردية وتباين استعدادات وقدرات المتعلمين، وفي هذا ما يعادل من الناحية التربوية تطوير البرامج واستخدام الأساليب التي تراعي الفروق بين الأشخاص المعاقين وغير المعاقين.
وبعد… الله أسأل أن يلهمنا السداد والصواب في أقوالنا وأعمالنا إنه نعم المولى ونعم القدير.