مشاركة متميزة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
تحت رعاية وحضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع والرئيس الفخري لمركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي وتحت شعار (فلندعم فئة ذوي الإعاقة في المنطقة معاً) نظمت شركة دي إم جي للمناسبات فعالية قادرون وذلك في الفترة من 24 إلى 26 مارس الماضي في مركز أبوظبي الوطني للمعارض.
والفعالية هي عبارة عن مبادرة متعددة المستويات، تضُم مؤتمراً لقيادة الأفكار ومعرضاً ضم سلسلة من التقنيات المساعدة الطبية ومبتكرات الرعاية الصحية والبُنى التحتية المتقدمة للألعاب الرياضية وجميع الاكتشافات العلمية الحديثة التي تركز على تحسين نوعية حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
ويمكن وصف هذه الفعالية بأنها مبادرة استراتيجية وشعبية تُعنى بالمسؤولية الاجتماعية للشركات، تهدف إلى دعم مجتمعات الأشخاص ذوي الإعاقة (الرُضَّع والأطفال والراشدين وكبار السن) من خلال مشاركة الجهات الحكومية والمجتمع المدني في تحسين الدمج الاجتماعي عند فئة الشباب من ذوي التوحد، وتعزيز إمكانيات البالغين من مستخدمي الكراسي المتحركة، وتوسيع نطاق تأثيرهم وقدراتهم وتطوير القدرات الأكاديمية والمهارات البدنية لدى الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون، وإعادة وضع معايير التفوق الدراسي في المناهج المدرسية والجامعية.
وقد شاركت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في هذه المناسبة بعدة مناشط هامة إلى جانب عدد كبير من الجهات الحكومية والمؤسسات العاملة في المجال والشركات والمؤسسات العالمية والمحلية المختصة بمنتجات وتقنيات أجهزة التكنولوجيا المساعدة .
المناصرة الذاتية
وهذا ما أكدته الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي نائب المدير العام التي ذكرت أن مشاركة المدينة شملت تقديم ورقة عمل من إعدادها حول تجربة المناصرة الذاتية الرائدة التي عملت عليها المدينة منذ سنوات وشاركها في تقديمها عدد من المناصرين الذاتيين هم: ياسمين قدورة وراشد المنصوري ومحمد خلفان وكانوا جميعهم متميزين في عرض تجربتهم وتحدثوا بلباقة متناهية عبرت عن ثقتهم العالية بأنفسهم وكانوا قادرين على المطالبة بحقوقهم والتعبير عن أفكارهم والحديث عن أدوارهم ونشاطاتهم، وهذا ما انعكس على ردود فعل جميع الحاضرين الذين عبروا عن اعجابهم الشديد بأدائهم وقدرتهم على التعبير عن كل ما يجول بخواطرهم.
وقد قدمت الأستاذة منى عبد الكريم لورقتها بتوضيح الجانب الحقوقي والتشريعي في التعامل مع حقوق الأشخاص المعاقين وخصوصاً بعد المصادقة على القانون رقم 29 والاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص المعاقين، استعرضت بعدها الأدوار التي تقوم بها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية محلياً وعربياً ودولياً من أجل تقديم أفضل الخدمات لمنتسبيها من الأشخاص ذوي الإعاقة.
أوضحت بعدها مفهوم المناصرة الذاتية والبدايات العملية لهذه التجربة التي تعود إلى أكثر من 5 سنوات خلت والبرامج التي طبقتها المدينة لتقوية هذه الممارسة لدى طلبتها من خلال إنشاء مجالس الطلبة ووضع خطط العمل التي غطت فريق العمل وأفراد الأسر والمناصرين الذاتيين أنفسهم وأبرز الأنشطة والزيارات التي قاموا بها.
بينت بعدها ايجابيات المناصرة الذاتية وأبرزها: زيادة الثقة بالنفس والدافعية للتعلم وتطوير المهارات اللغوية والاجتماعية وتغيير نظرة المجتمع إلى الايجابية، وهم ما تحقق في وقت قصير من بدء هذه التجربة من خلال تفهم أفراد المجتمع لطبيعة الإعاقة الذهنية وأصحابها وكذلك الأسر التي أصبحت أكثر تفهماً لمطالب ابنائهم.
دمج الطلاب الصم في المدارس
كذلك شاركت المدينة تضيف الأستاذة منى عبد الكريم ـ بورقة عمل حول تجربة مدرسة الأمل للصم في دمج الطلبة المعاقين سمعياً في المدارس الاعتيادية قدمها الأستاذ باسم عبد الغفار المشرف الفني بمدرسة الأمل للصم تحدث فيها عن طرق وبرامج التأهيل المستخدمة في المدرسة كاللفظ المنغم والتواصل الكلي وعرف الدمج المدرسي بإدماج الطلاب من ذوي الإعاقة في المدارس الاعتيادية لدراسة المنهج الدراسي العام مع عمل بعض التعديلات المحدودة في البيئة المدرسية والاجتماعية كي تلبي الاحتياجات التعليمية للطلاب ذوي الإعاقة، وقال إن من أهم أهداف مدرسة الأمل للصم مساعدة الطلاب على الانخراط في المجتمع ومساعدتهم على كسر العزلة الاجتماعية التي قد تفرض عليهم بسبب الإعاقة السمعية، لذلك ـ يوضح ـ تولي مدرسة الأمل أهمية خاصة لمساعدة الطلاب ضعاف السمع على الاندماج حالما يكون الطالب مستعداً اجتماعياً وتواصلياً ونفسياً لذلك.
استعرض بعدها احصائية لعدد الطلاب المدمجين في مختلف المراحل التعليمية حيث تبين أن العدد الكلي للطلاب المدمجين اعتباراً من عام 2003 بلغ 63 طالباً 50 منهم تم دمجهم في المدارس و13 في الجامعات تسرب منهم 3 طلاب، أما عدد الطلاب الذين أنهوا المرحلة الثانوية ولم يلتحقوا بالجامعة فبلغ 9 طلاب.
ثم تحدث عن آليات الدمج والمتابعة الحثيثة للطلبة في المدارس المدمجين فيها، كما تحدث عن الدمج الدراسي في المرحلة الجامعية وآليات الدمج والتحديات التي تواجه الطلبة الصم وأبرزها الصعوبات اللغوية واتقان اللغة الانجليزية.
تجربة فرحانة حافظ
استعرضت بعدها الطالبة فرحانة حافظ تجربتها في الدراسة الجامعية تخصص الجرافيك وقام بالترجمة من لغة الإشارة الأستاذ وائل سمير المترجم في مدرسة الأمل للصم.
فرحانة تعد أول خريجة جامعية صماء على مستوى الدولة أكملت دراستها العام الماضي هي إحدى طالبات مدرسة الأمل للصم حصلت على شهادة الدراسة الثانوية سنة 2009 بمجموع 77% وهي من مواليد 1988 التحقت بمدرسة الأمل بعمر الثلاث سنوات ولديها ضعف سمعي حسي عصبي عميق في الأذنين وتستخدم لغة الإشارة كوسيلة أساسية للتواصل.
معرض للمنتجات
أخيراً، توضح الأستاذة منى عبد الكريم أن المدينة شاركت في المعرض المصاحب للفعالية بجناح خاص عرضت فيه منتجات ورشتي الخزف والأشغال اليدوية بالإضافة إلى كتب المدينة، وقد تعرفنا من خلال أجنحة الجهات والشركات المشاركة في المعرض على أحدث التجهيزات في مجال الإعاقة، ومن ضمنها بعض الوسائل الترفيهية وتجهيزات الحدائق وخصوصاً للأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية، وسوف نعمل بإذن الله على الاستفادة عملياً من هذه الخبرات وتوظيفها في خدمة طلاب المدينة.