أطلقت مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي برنامج (دبلوم التمكين التمهيدي / سند البيت) لعام 2014، تحت شعار (صناعة شباب مسؤول). ويتمثل في سلسلة ورش عمل ودورات إثرائية تستهدف شريحة الأيتام المنتسبين للمؤسسة، بحيث يتأهلون في ختامها للحصول على شهادة معتمدة لدبلوم التمكين التمهيدي، ويهدف البرنامج إلى تأهيل فئة الفتيات والفتيان من عمر 13 إلى 25 سنة لحمل مسؤولية أسرهم بعد غياب الوالد، واستخراج طاقاتهم الكاملة، وإعدادهم لتسلم دورهم في الأسرة كسند وعون.
قدم ورشة العمل الأولى في البرنامج د. سالم السالم خبير الموارد البشرية بوزارة الأشغال العامة، ومنسق مبادرات رئيس الدولة للتعليم والتدريب. وحضر البرنامج الذي أقيم في الفترة من 7 إلى 9 أبريل 2014 ما يفوق 180 ابناً وابنة من المنتسبين للتمكين من الشارقة ومنطقتها الوسطى والشرقية.
وجذب المدرب الأبناء بأسلوبه الشائق غير الاعتيادي، وتناول في ورشته العديد من التمارين الإثرائية التي تعكس مدلولات نفسية وتربوية هامة. كما طبق العديد من الاختبارات التي ساهمت في توضيح الرؤية لدى الأبناء حول أنماط الشخصيات، ومهاراتها اللامحدودة التي تمتلكها.
وفي نهاية البرنامج قام د. السالم بتكريم المشاركين من الأبناء، وتحفيز جميع المتفاعلين مع الورشة، ثم التقاط الصور التذكارية.
وقد حرصت المؤسسة على دعوة مجموعة من الأبناء فاقدي الأب من الجهات المثيلة من خارج إمارة الشارقة للمشاركة والاستفادة من البرنامج. وحول هذا الموضوع قالت منيرة عمر مساعد مدير مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي:
(نؤمن حقاً بالطاقات والإمكانات الكامنة في أبنائنا فاقدي الأب، وندرك التأثير الفاعل لمشاركة فئة الشباب في جميع مجالات الحياة، لذا قمنا بالتعامل معهم بجدية تامة، وسعينا بكل جهد لصنع الفرص التي تمكنهم من استخراج طاقاتهم وقدراتهم الحقيقية. وقد لاحظنا من التواصل الدائم مع أبنائنا فاقدي الأب في مختلف البرامج والأنشطة عمق المسؤولية وكم التحمل الذي يتحلون به. والذي يعينهم بالتالي على تحمل أعباء الحياة جنباً إلى جنب مع أمهاتهم. فجاء برنامج (سند البيت) ترجمة لرغبة حقيقة من الأبناء أنفسهم).
وتابعت: (لقد دعت الحاجة إلى إقامة هذا البرنامج فالثقافة الدارجة في عالمنا العربي تقتضي الاعتماد الكامل على الأم في كل المسؤوليات بعد غياب الوالد، مما يشكل ضغوطات يومية عليها كونها تقوم بدور الأم والأب معاً. فتركز المؤسسة بدورها على تثقيف أبنائها وإعدادهم لتحمل أدوار الكبار وممارسة المسؤولية في الأسرة كدعم للأم).
وختمت بقولها: (حرصنا على إقامة البرنامج تزامناً مع الاحتفالات العربية بيوم اليتيم؛ سعياً منا لمحاولة تغيير الفكر السائد وتصحيح طريقة الاحتفال في مثل هذه المناسبات بالتركيز الفعلي على ذات اليتيم وسد احتياجاته النفسية والاجتماعية الحقيقية وليس مجرد إقامة الحفلات وتقديم الهدايا، ذلك أن العطاء الحقيقي للابن فاقد الأب يكمن في تقديم كل ما من شأنه بناء ذاته وصقل شخصيته بحيث يصل إلى مرحلة الاعتماد على الذات بإيجابية تامة).
اختتام البرنامج بدورة إثرائية حول اتيكيت احترام الذات وتحمل المسؤولية
ضمن البرنامج ذاته نفذت المؤسسة دورة إثرائية حول اتيكيت احترام الذات وتحمل المسؤولية لـ 180 ابناً وابنة من منتسبيها قدمها الخبير الإماراتي المعتمد في الإتيكيت والبروتوكول محمد المرزوقي مدير عام إتيكيت للتدريب وعضو هيئة كبار المستشارين بالأكاديمية العربية العالمية للتدريب وتنمية الموارد البشرية.
وركزت الدورة على إكساب الأبناء على العديد من المهارات الحياتية والنفسية والعقلية والاجتماعية، كإدارة الوقت والمال والقيادة واستخراج الطاقات الكامنة وإدارة العقل وتقدير الذات وتحمل المسؤولية وفنون وذوقيات التعامل مع الآخرين، وقد تفاعل الأبناء مع المدرب وحرصوا على الاستفادة منه والتواصل معه بعد انتهاء الدورة.
وحول هذا الشأن قالت مريم مال الله رئيس الخدمة النفسية بوحدة الرعاية الشاملة بالمؤسسة إن برنامج (سند البيت) ركز على تقوية الذات وتعزيز قدرات الابن اليتيم الداخلية قبل التعامل مع الآخرين ورفع جاهزيته لتحمل أدوار الكبار، موضحة أن البرنامج يسعى بالدرجة الأولى إلى تحقيق هدف رئيس وهو الوصول بالابن إلى القدرة التامة لاتخاذ قرارات حياتية تعنيه وتعني أسرته.
وتابعت قائلة: لإدراكنا التأثير الفاعل لمشاركة فئة الشباب في جميع مجالات الحياة، قمنا بالتعامل مع أبنائنا فاقدي الأب بجدية تامة، وسعينا بكل جهد لصنع الفرص التي تمكنهم من استخراج طاقاتهم وقدراتهم الحقيقية. وقد لاحظنا من التواصل الدائم معهم في مختلف البرامج والأنشطة؛ عمق المسؤولية وكم التحمل الذي يتحلون به والذي يعينهم بالتالي على تحمل أعباء الحياة جنباً إلى جنب مع أمهاتهم، فجاء البرنامج ترجمة لرغبة حقيقية من الأبناء أنفسهم.
حقق البرنامج في سنته الأولى هذه مخرجات إيجابية فاقت التوقعات، كان أهمها تعاون وتفاعل الأبناء فاقدي الأب مع المؤسسة وتكوين فرق تطوعية من النخبة منهم وبقيادتهم ما يعد إنجازاً حقيقياً وترجمة واقعية لاستراتيجية المؤسسة وأهدافها في تمكين اليتيم.