هناك تعريفات كثيرة لمفهوم التنمية المستدامة Sustainable Development منها التعريف الأكثر رواجاً واقتباساً الوارد في الكتاب الموسوم (مستقبلنا المشتركOur Common Future) الذي أصدرته اللجنة الدولية الخاصة بالبيئة والتنمية WCED في عام 1987 (من اصدارات جامعة أوكسفورد) والذي جاء فيه أن التنمية المستدامة هي التنمية التي تلبي إحتياجات الجيل الحاضر دون الأضرار بقدرة الأجيال القادمة على تلبية إحتياجاتها الخاصة.
وينطوي هذا التعريف على مفهومين أساسيين هما:
- مفهوم الإحتياجات وخاصة ما يتصل بالإحتياجات الأساسية للفقراء في العالم التي ينبغي أن تحظى بأولوية قصوى.
- فكرة القيود المفروضة، بسبب وضع التكنولوجيا والمنظمات الإجتماعية على قدرة البيئة على توفير الإحتياجات الحالية والمستقبلية.
إن سائر تعريفات التنمية المستدامة تتفق على رؤية العالم بصفته نظام قائم يرتبط بالمكان والزمان، فالإرتباط بالمكان يعني أن تلوث الهواء في أمريكا الشمالية، على سبيل المثال، يؤثر على نوعية الهواء في قارة آسيا، وأن المبيدات الحشرية التي تستخدم في الأرجنتين يمكن أن تؤثر على جموع الأسماك الموجودة قبالة السواحل الأسترالية.
أما مفهوم الإرتباط بالزمان فيمكن إستيعابه من خلال القرارات التي أتخذها أجدادنا من قبل حول زراعة الأرض آنذاك والتي ما تزال تؤثر على ممارساتنا الزراعية في الوقت الحاضر؛ كما أن السياسات التي نجيزها في وقتنا الحاضر سوف تترك بصماتها على الفقر المديني حين يصبح أطفال اليوم رجالاً ونساء راشدين.
من جانب آخر نلاحظ أيضا أن نمط الحياة ذاته يأخذ شكل نظام، فمن المهم أن تتمتع بصحة سليمة، لكن ماذا لو كنت تعيش حالة فقر وليس بمقدورك الحصول على التعليم المناسب؟ ولا غبار على أهمية توفر دخل مضمون لك، لكن ما شعورك وأنت تعلم علم اليقين أن الهواء الذي يحيط بك في منطقة سكناك ملوّث وفاسد؟ وما جدوى أن تتمتع بحرية التعبير عن معتقدك الديني لكنك تقف عاجزا عن أطعام أفراد عائلتك؟!
إن مفهوم التنمية المستدامة متجذر في مثل هذا النمط من التفكير ذي الصلة بالأنظمة Systems، وهو يعيننا على فهم أنفسنا وفهم العالم من حولنا سيما وأن المشاكل التي تواجهنا هذه الأيام تتصف بالتعقيد والخطورة وعلينا أن لا نتعاطى معها بالطريقة ذاتها التي تسببنا بها نحن أنفسنا.
ومثل هذا التفاؤل الكبير يحفز العاملين في المعهد الدولي للتنمية المستدامة IISD بمختلف مستوياتهم لبذل المزيد من الجهد واستنباط الأفكار الكفيلة بضمان مستقبل واعد لأرضنا والناس القاطنين عليها.
المصدر: www.iisd.org/sd
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.