نحلم أن تشمل الأهداف الإنمائية للألفية 2015 كل الناس
من على منبر الأمم المتحدة، تحدث الدكتور نواف كبارة أستاذ العلوم السياسية؛ نائب رئيس التحالف الدولي للإعاقة؛ رئيس المنظمة العربية للأشخاص ذوي الإعاقة عن حلم دعا الجميع إلى التكاتف من أجل تحقيقه، واستحضر حلم مارتن لوثر كينغ، الأميركي الرائد في حركة الحقوق المدنية الذي حَلُمَ منذ واحد وخمسين عاما بأن يعيش أولاده الأربعة في أمة حيث لا يُحكم عليهم للون بشرتهم بل لأخلاقهم. وتحدث الدكتور نواف كبارة عن حلم آخر لا يقلّ أهمية؛ حلم العيش بسلام وكرامة لجميع الأشخاص، بغض النظر عن قدراتهم الجسدية أو العقلية.
وألقى الدكتور كبارة كلمته هذه باسم الأشخاص ذوي الإعاقة حول العالم خلال الجلسة الختامية للمؤتمر الـ 65 للأمم المتحدة الذي عقد في 29 أغسطس / آب في مقر الأمم المتحدة بنيويورك عبر إدارة شؤون الإعلام والمنظمات غير الحكومية، وفيما يلي نصها:
قبل 51 عاماً وبالتحديد في 28 آب 1963، وقف رجل عظيم في عاصمة هذه الدولة العظيمة وتحدث عن حلمه العميق الجذور في الحلم الأمريكي أنه، في يوم من الأيام، سيعيش أولاده الأربعة في أمة لا يتم الحكم عليهم فيها بناءً على لون بشرتهم بل وفقاً لشخصيتهم.
وعلى الرغم من ان حلم مارتن لوثر كينغ ربما لم يتحقق بعد، ولكن نستطيع جميعا أن نحلم للعالم في فترة ما بعد 2015 لأهداف الإنمائية للألفية، حلم ينبغي أن يكون مجسدا بعمق في ميثاق هذه المنظمة العظيمة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكافة المعاهدات والاتفاقيات ذات الصلة، بما في ذلك اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الخاصة بنا والمسائل ذات الصلة.
كم نحن نرغب اليوم في الانضمام لمارتن لوثر كينغ ونحلم بأن المليار من الأشخاص ذوي الإعاقة لن يحكم عليهم أو يتم تقييمهم في مرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية عام 2015 بناءً على إعاقتهم، ولكن من خلال قدراتهم على المشاركة والإنتاجية مثلهم مثل أي إنسان آخر على هذا الكوكب.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في مرحلة ما بعد عام 2015، سيكون لجميع الأطفال في العالم، بغض النظر عن جنسهم أو لونهم أو عرقهم أو قدراتهم، حقوقاً متساوية في التغذية والصحة والتعليم.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في فترة ما بعد عام 2015، سوف تكون المرأة السوداء من ذوات الإعاقة قادرة على التحرك في جميع أنحاء العالم وهي فخورة بلونها، معتزة بجنسها وسعيدة بقدراتها.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في المستقبل القريب، سوف يكون أي شخص مسن قادراً على العيش في سلام وكرامة ومتحرراً من الخوف والقلق من الحاجة إلى تأمين الغذاء والمأوى والرعاية الصحية الخاصة به.
دعونا جميعا نحلم اليوم أنه في فترة ما بعد عام 2015، سوف يكون للشباب والشابات من جميع الأنواع والقدرات القدرة على مواجهة المستقبل بكل ثقة، وأن يوفر لهم التعليم والوظائف، وحق الوصول الكامل إلى المشاركة في صنع مستقبل هذا العالم.
دعونا جميعا نحلم معا أنه في مرحلة ما بعد 2015 ستكون هذه الأمم المتحدة العظيمة قادرة على وضع برامج وسياسات تقوم على إرادة مواطنيها للعيش في عالم أفضل يرتكز على السلام والحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.
دعونا جميعا نحلم أن مرحلة ما بعد الأهداف الإنمائية للألفية 2015 ستساعدنا لتحقيق عالم خال من الفقر والتهميش، وأن يكون تمكين الناس، كل الناس، هو الهدف الذي نسعى جميعا إلى تحقيقه.
دعونا جميعا نحلم أن المياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والمأوى، ستكون متاحة للجميع وسوف تستغل موارد الأرض بطريقة رشيدة وذلك للسعي للحصول على الفائدة ليس فقط للناس الذين يعيشون اليوم ولكن لأجيال المستقبل القادمة.
دعونا جميعا نحلم أنه في فترة ما بعد عام 2015، ستكون الأديان قوة للتواصل ولنشر المحبة وقبول الآخر وأن الحضارات لن تكون، كما رأها جان جاك روسو قبل مائتين وخمسين عاما، سباقا ميؤوسا بينها لإيجاد حلول للمشاكل التي تخلقها، ولكن قوة منافسة حقيقية بين الدول لانقاذ البيئة والمناخ من التلوث وانتهاكات الموارد البشرية والأرضية، لإيجاد علاج للسرطان وفيروس نقص المناعة البشرية، وجميع الأمراض الأخرى، لجعل الحياة أسهل للجميع، ولإزالة الحواجز أمام الناس للتحرك، والتفاعل والتواصل وتحقيق الكرامة والحرية.
دعونا جميعا نحلم معا أنه في حقبة ما بعد عام 2015، لن تكون إرادة السلطة التي تكلم عنها نيتشه قوة للقهر والدمار ولكن مصدراً لتحقيق أفضل الإنتاج والابتكار والفنون، وحيث إرادة السلطة عند الجميع ستكون قيمة مضافة في عملية صنع عالم سهل الوصول وبشكل أفضل للجميع.
دعونا جميعا نحلم أنه لن تحل مشكلة أحد على حساب الآخرين ولكن على فلسفة أن مأساة أي شخص هي شأن ومشغل الجميع.
أيها المشاركون في هذا المؤتمر، أيها المستمعين من جميع أنحاء العالم،
أنا آت من منطقة ينظر إليها العالم وكأنها تتخلف عن مواكبة العصر، ولكن اسمحوا لي أن أؤكد لكم أن الربيع العربي هو حركة كاملة من الطموح من قبل الشعب العربي لتحقيق كل الأحلام المذكورة أعلاه وأن كل ما يسعى إليه هو المشاركة الحقيقية في صنع عالم ومستقبل أفضل.
وأنا أيضا هنا أمثل ملياراً من الأشخاص ذوي الإعاقة فخورين بما نحن عليه، مؤمنين بقوة بالقدرات والإمكانيات التي لدينا، ملتزمين بحزم للنضال من أجل تحقيق الحقوق وتكافؤ الفرص للجميع.
لذلك اسمحوا لي أن أختتم كلمتي بحلم نهائي، أن تشمل الأهداف الإنمائية للألفية 2015 كل الناس، بالتالي أن لا يترك واحد منا خارج الاستفادة منها.
هذه هي رسالتنا لكم وهذا هو أملنا للمستقبل. ان نعيش جميعا في سلام وكرامة.