بمناسبة الأسبوع العالمي للصم
بمناسبة الأسبوع العالمي للصم المقام تحت شعار (تعزيز التنوع البشري) قضى طلبة مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (الاثنين 22 سبتمبر الماضي) ساعات طويلة في رحاب إمارة دبي وتحديداُ في قمة برج خليفة بضيافة من إدارة البرج.
وقد جاب الطلبة الصم ردهات وشرفات برج خليفة وشاهدوا النهضة العمرانية والمباني العملاقة التي تحيط بالبرج من كافة جوانبه تكتحل بها العيون وتنفتح لها القلوب كنموذج ومثال للنهضة الشاملة التي تشهدها إمارات الدولة كافة والتي دخلت بمعالمها الموسوعات العالمية.
وقد جاءت هذه النقلة الحضارية المذهلة بعد أن من الله جل وعلا على الدولة برجال صادقين مخلصين لله ولأمتهم عرفوا تدبير أمورهم وإصلاح ذاتهم لرفعة البلاد والعباد، وأكرمهم الله بالثروات النفطية والبحرية والمواقع المتميزة وهذا ما رفع من شأن الإمارات وأذاع صيتها في أرجاء المعمورة لحكمة شيوخها ومواقفهم الوطنية والعربية.
لقد أبى الطلبة الصم في الأسبوع العالمي للصم إلا أن يعرضوا أمام الوفود السياحية الصاعدة لقمة البرج
وتحديداُ في الدور 124 منه مشهدٌا مسرحياٌ كانت مدته عشرة دقائق، حيث يشارك في المشهد أربع شخصيات، الأم وثلاثة أبناء. عبرت الأم فيه عن فرحتها وحبها لأبنائها الصم الذين تمكنوا من تجاوز محنتهم بعد أن زرع الأول قوقعة سمعية وكان لديه صمم وصعوبة في النطق وتم تأهيله ليصبح طالباٌ في المدرسة تخرج منه وهو يواصل الآن دراسته الجامعية، أما الثاني فقد وضع معينات سمعية لأن لديه بقايا سمع واستفاد من جلسات علاج النطق واللغة.. والابن الثالث… كان فرحاً ومسروراً لأن إخوته أصبحوا يتكلمون ويجالسونه في المنزل والمدرسة وهو سعيد جداُ بهذه المناسبة الإحتفالية لإبراز قدرات الصم وعرضها على المجتمع تعبيراُ عن فرحتهم وسعادتهم ورغبتهم في المشاركة والبناء… وبالفعل دخل هؤلاء الأبناء الصم معترك الحياة وأصبحوا فاعلين ومنتجين وأصحاب كفاءة مهنية عالية أرست جذورها في العمل ولقيت الإحترام والتقدير من إدارتهم وزملائهم العاملين معهم.
شارك في زيارة برج خليفة ما يزيد عن ستين طالباُ وطالبة من الصم وكان برفقتهم عشرون معلماً ومعلمة عرفوهم بالأهداف المتوخاة من هذه الزيارة في هذه المناسبة العالمية.
وفي ختام الزيارة تبادل الطلبة الصم الأحاديث بلغة الإشارة مع الزوار والسائحين من مختلف أنحاء العالم الذين كانوا يتابعون المشهد المسرحي والتقطوا معهم الصور التذكارية.
وقد توجه الطلبة الصم في ختام الزيارة بتحية شكر وتقدير إلى مدرسة الأمل للصم التي عملت على إنجاح هذه الرحلة وتوفير جميع متطلباتها، وتوجهوا بالشكر كذلك إلى المنظمين الذين تواصلوا مع إدارة البرج وإلـى المشرفيـن الذين خططـوا للرحلة ورافقوها بأمن وسلام.