الطفل ذو الإعاقات المتعددة هو ذاك الطفل الذي لديه حالات عوق عديدة، كأن تكون لديه إعاقات حسية وعاطفية وعقلية وإدراكية وعصبية وجسمية في آن واحد. ورغم ضرورة سعي المربّي البدني لإبداء الاهتمام بتطوير هذا الطفل بشكل شمولي، فإنه يتعيّن عليه ايلاء اهتمام خاص بمنهج التربية البدنية. لذا يمكن إحداث مظاهر تطوّر متزامنة بشكل ايجابي من خلال التحسين البدني والحركي للأشخاص من ذوي الإعاقة.
وإذا كانت العضلات ضعيفة فإنه ينبغي اللجوء إلى الأساليب التصاعدية بغية تطوير القوة. وتشتمل تلك الطرق على التمارين السلبية والتمارين الفعالة ـ المساعدة، والتمارين الفعّالة والتمارين التصاعدية ـ المُقاومة.
بيد أن الزيادات الحاصلة في برنامج التمارين التصاعدية ـ المُقاومة ينبغي أن تكون محدودة ومتدرجة، كما يتعين الاهتمام بتنسيق الحركات الخاصة لإمكانية حدوث تشنجات في العضلات، كما يجب تضمين سائر الوحدات العضلية العصبية المتبقيّة في أسلوب الحركة.
وفي حال حدوث تلف كبير في الخلايا الحركية قد يكون من الضروري إعداد برامج تساعد على متطلبات الحركة التي تعزز نشاطات الحياة اليومية. إن مهارات الحياة اليومية تزيد من مقدرة الشخص على العمل بشكل مستقل. وقد تتضمن برامج التدريب تلك تطوير الأساليب الحركية الأساسية مثل الوقوف والمشي وصعود السلّم وأساليب الحركة الدورانية المائلة مثل الإطعام والتهيئة لأداء بعض الفعاليات وفعاليات أخرى تتصل بالاعتماد على النفس.
وفي حالة الأشخاص الذين لديهم ضعف شديد فإن التدريب العملي يمثل عملية طويلة الأمد تستلزم صبراً طويلاً، وينبغي على العاملين في الحقل الطبي والعاملين المساعدين أن يخططوا وينفّذوا برامج التدريب العملية ذات الصلة بالفعاليات الحركية التي لا يتم تضمينها في مناهج التربية البدنية.
تقدم برامج النشاط ـ التي تعزز تطوير القوة والتحمل والتنسيق ـ عوناً كبيراً جداً للطفل، على أنه لابد من أن نتذكر بأن كل طفل متعدد الإعاقات يجسّد حالة خاصة بنفسه، عليه لا يمكن أن نحدد برنامجاً واحداً لسائر الأطفال. هنا لابد من إجراء تقويم شامل في مجالات الحاجة التربوية الخاصة من أجل تطوير برنامج تربية فردية لتلبية حاجات كل طفل على انفراد. ولابد من إعطاء بعض الاعتبارات التي تشمل سائر الأطفال من ذوي الإعاقات المتعددة الذين يشتركون في برنامج التربية البدنية.
على العموم يتعين انتقاء الفعاليات التي تمثل أوسع نطاق للنشاطات التي تتناسب مع الفئة العمرية للطفل؛ كما أن البرنامج الذي يتم وضعه ينبغي أن يناسب الحاجات الفردية لكل طالب. وحين يتم الانتهاء من وضع البرنامج يتحتم اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت مثل تلك الفعاليات قد تفضي إلى إحداث حالة اختلال توازن عضلي وذلك بتقوية مجموعة عضلات ما بمعدل أسرع من مجموعة مضادة. كما أن انتقاء النشاطات يتضمن أيضاً ايجاد اللعبة أو الفعالية التي يمكن أن تطوق حالة العجز،. فعلى سبيل المثال لو افترضنا وجود حالة إعاقة في الساقين، عندها يصبح من الممكن انتقاء فعاليات يمكن أداؤها من خلال البراعة في استخدام اليدين.
قد يُصاب الطالب الذي لديه إعاقات متعددة بالشلل وضعف العضلات المقاومة للأثقال والعضلات العكسية المشدودة. ومن الجائز أن تؤدي نتائج تلك المظاهر غير المواتية للتطور البدني إلى أحداث أنماط غير مألوفة للحركة ووضع جسماني خاطىء. عليه فإن الوضع الجسماني الصحيح وأنماط الحركة والمحافظة عليها أمر في غاية الأهمية بغية تحاشي الوضع غير الصحيح. وينبغي إيلاء اهتمام خاص بالعضلات المقاومة للأثقال المصابة بالوهن مثل عضلات البطن والعضلات الباسطة للعمود الفقري والعضلات الباسطة للورك والعضلة شبه المنحرفة (في جانبي الظهر) والعضلات المعدية. وهناك حالات لا يمكن معها معالجة مجاميع العضلات المقاومة للثقل لتكون ذات فائدة عملية، عندها يتعين على الطبيب، في مثل هذه الحالات، أن يفرض استخدام أدوات مساعدة مثل حمالات (البنطلون).
ولأن الشبان من ذوي الإعاقات المتعددة هم أشخاص من ذوي الإعاقة الحركية فإن أمامهم فرصة قليلة للمشاركة في الفعاليات الترويحية، ومن الضروري أن نضع في الحسبان بأن الترويح مشتق من المعنى الذي يولع الطفل بموجبه بالفعالية. من هنا ينبغي أن يكون هذا الترويح ملائماً لمواصفات معينة وأن يوفّر المتعة والتعبير عن الذات وأن يضفي مظهراً اجتماعياً على حياة الطفل. وعلى العموم يتعين أن يتخذ الترويح بالنسبة للأطفال من ذوي الإعاقات المتعددة شكل نشاطات مبهجة أو فعاليات تبعد الطفل عن النشاطات اليومية والروتينية. وستعكس تلك الفعاليات ما أثبته الطفل من جدارة. والترويح ـ تعريفاً ـ يعني إحياء فعالية ما تمت ممارستها في الماضي وأن يتم إحياء هذه الفعالية من أجل ما توفره من بهجة.
تشكل الفعاليات المائية أهمية خاصة للطفل ذي الإعاقات المتعددة، حيث يتيح الماء لجسم الإنسان المقدرة على الطفو مما يسهل عليه تحريك أعضائه المصابة، كما تتضح أهمية الماء أيضاً في مساعدة العضلات المشدودة على الارتخاء بحيث تصبح الحركة، في النهاية، أكثر كفاءة من خلال توزيع الأعصاب المتبادل بشكل أكبر فيما بين مجاميع العضلات. وفي الماء يتمكن الطفل ذي الإعاقات المتعددة من الاقتراب ـ أكثر من أي مكان آخر ـ من المقدرة الحركية للأطفال غير المعاقين.
باختصار، تؤدي التربية البدنية دوراً حيوياً في توفير التعويض البدني للأطفال ذوي الإعاقات المتعددة. من هنا يتعين أن تتسم الفعاليات التي يمارسونها باتساع الأفق بحيث تسهم بتلبية حاجاتهم البدنية والاجتماعية والترويحية.
المصدر:
Walter C. Crome, David Auxter and Jean Pufer. Adapted Physical Education and Recreation. The C.V. Mosby Company.
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.