كنا قد نشرنا في العدد الماضي من (المنال) القسم الأول من دراسة (التصميم بلا عوائق)، وقد ركزت الكاتبة فيه على مجموعة من القضايا الأساسية أهمها أن دور العلم هو خدمة المجتمع والبيئة والعمل على تطبيق أحدث ما يتوصل إليه لتوفير الأمن والأمان والحماية والرفاهية للأشخاص ذوي الإعاقة وغيرهم على حد سواء.. قدمت بعدها عرضاً تاريخياً لهذا الاتجاه وخصائصه وكلفته وأهمية اصدار القوانين والتشريعات الملزمة لتجهيز الفراغات والأبنية الخاصة والعامة والتي تسهل حياة الأشخاص ذوي الإعاقة.
الفراغات الخارجية
إن خلق بيئة بلا عوائق يتطلب تصميم أبنية ذات فراغات وعناصر تحترم أوجه القصور والعجز لدى الأشخاص ذوي الإعاقة، وتوفر لهم احتياجاتهم الوظيفية والنفسية للتمكن من ممارسة مختلف الأنشطة اليومية بكفاءة ويسر.
إلا أن الاهتمام بتطبيق أسس ومفاهيم التصميم بلا عوائق بالفراغات الداخلية وحده لا يكفي، فإن الأمر يتطلب الاهتمام بتصميم الفراغات التي تربط الأبنية ببعضها وتساعد الإنسان على الانتقال من وإلى المبنى. وتسمى هذه النوعية من الفراغات بالفراغات الخارجية أو الفراغات المفتوحة. وتتمثل هذه الفراغات وما تحويه من أنساق وعناصر معمارية في الشوارع وممرات المشاة، المداخل الخارجية للأبنية، الكراجات ومواقف السيارات، الخ.
ولعل من أهم الفراغات المفتوحة، الفراغات الخاصة بمداخل الأبنية، حيث تمثل هذه الفراغات الحيز الانتقالي من الفراغ الخارجي للفراغ الداخلي للمبنى. وللتمكن من إزالة العوائق وتيسير حركة الأشخاص من ذوي الإعاقة وغير المعاقين داخل هذه النوعية من الفراغات فإن الأمر يتطلب توفير مسارين رئيسيين أحدهما لحركة العربات والآخر لحركة المشارة يتم ربطهما بصورة مباشرة بمداخل الأبنية، وتزويدهما بالعلامات والإشارات الدالة على المداخل الرئيسية وفراغات الاستقبال وأماكن انتظار السيارات لتوفير الأمن والأمان والراحة لحركة الأشخاص من ذوي الإعاقة وغير المعاقين. ويراعى في تصميم هذه الفراغات استخدام المنحدرات في حالة وجود فرق في المنسوب بين المستويات الخارجية والداخلية بزاوية (12:1)، كما يراعى توفير مواقف للكراسي المتحركة الكهربائية مع توفير أماكن لشحن البطاريات الخاصة بها، أما في الأبنية التي لا تستعمل فيها وسائل نقل خاصة للأشخاص ذوي الإعاقة، فيجب توفير بسطات خاصة بالمباني تساعدهم في الانتقال من عرباتهم إلى وسائل النقل المخصصة لنقلهم مع تزويد البسطة بمظلة للحماية من العوامل الجوية على ألا يقل ارتفاع البسطة عن 62 سم وألا يقل عرضها عن 1.80 متراً.
ينتقل الشخص ذو الإعاقة بعد ذلك وهو في طريقه إلى الخارج من الفراغات الخاصة بمداخل الأبنية إلى الممرات والمنحدرات الخارجية التي يتطلب تصميمها ألا يقل عرضها عن (1.20 م) في حالة استخدامها لمرور كرسي متحرك واحد، وعن (2.00 م) في حالة مرور كرسيين متجاورين.
كما يجب أن يراعى في التصميم ألا تزيد نسبة الميل للمنحدرات عن (12:1) وألا تزيد أقصى مسافة أفقية للمنحدر عن (9.00 م). وتزود المنحدرات ببسطات (بعد الـ 9.00 م) بعرض يساوي عرض المنحدر وبحد أدنى (1.80 م)، كما يراعى تزويد المنحدرات بدرابزين من جهة واحدة إذا قل العرض عن (1.00) ونسبة الميل عن (20:1)، أما إذا زاد العرض ونسبة الميل عما سبق ذكره فلابد من تزويد المنحدرات بدرابزين من الجهتين.
وفي جميع الأحوال لا يقل ارتفاع الدرابزين عن (0.84 م)، ولا يزيد عن (1.00 م) من سطح المنحدر، ويراعى زيادة طول الدرابزين بمسافة (0.30 م) عند بداية المنحدر وكذلك عند نهايته. كما يراعى في تصميم المنحدرات تزويدها عند حافتها بدورة لا تقل عن (0.05 م) في حالة وجود درابزين فوق الدروة، وألا تقل الدروة عن (0.075 م) في حالة عدم وجود درابزين. كما يجب أن تكون أرضية المنحدرات ذات سطح خشن غير قابل للانزلاق، مع استخدام ووضع إشارات وعلامات ذات ألوان فسفورية. ويراعى استخدام منحدرات مؤقتة للمباني القائمة على ألا يزيد ارتفاعها عن (0.60 م) وميلها عن (3:1)، وطولها عن (2.00 م). وفي حالة منحدرات الأرصفة يتم عمل منحدر عمودي على الرصيف بعرض (1.00 م) وبزاوية انحدار (12:1).
وبالنسبة لتصميم الأرصفة، فإن التصميم بلا عوائق يحدد لنا العديد من أسس التصميم الهامة الواجب مراعاتها والتي من أهمها ضرورة استخدام أرضيات مصنوعة من مواد تتحمل ظروف التشغيل ومانعة للانزلاق، كما يراعى في تصميم الأرصفة أن تكون مستوية وثابتة الميل، وعدم وجود أي بروزات فيها (مثل غرف التفتيش). ويراعى طلاء المنحدرات المؤدية إلى الشوارع من الأرصفة المائلة من جوانبها المفتوحة بدراوي لا يقل ارتفاعها عن (0.075) في حالة عدم توفر درابزين، وعن (0.05 م) في حالة توفر درابزين. ويراعى عند تزويد الأرصفة بمقاعد لجلوس الأشخاص من ذوي الإعاقة وغير المعاقين معاً ألا يقل عمق الحيز الفراغي المخصص لوضع المقعد عن (0.70 م) وألا يزيد عمق المقعد نفسه عن (0.05 م)، ولا يزيد ارتفاع مقعدته عن (0.50 م) وارتفاع مساند اليد عن (0.20 م) من المقعدة، كما يراعى وضع أحواض الزهور والنباتات والأشجار بحيث لا تعيق حركة المعوقين.
أما الكراجات ومواقف السيارات، فإن تصميمها يتطلب توفير ممر جانبي واسع لا يقل عرضه عن (1.50 م) يفصل بين سيارة المعوق وسيارة الإنسان العادي، وذلك للتمكن من تمييز أماكن الانتظار المخصصة لسيارات الأشخاص من ذوي الإعاقة إلى جانب توفير سهولة ويسر الحركة لكليهما من وإلى سيارتيهما. ويراعى في حالة سيارة الشخص من غير ذوي الإعاقة ألا يقل عرض موقف الانتظار عن (2.60 م)، بينما لا يقل عن (3.60 م) في حالة الشخص ذي الإعاقة حيث يحتاج مستعملو الكراسي المتحركة إلى وجود فراغ جانبي بعرض (1.20 م) للانتقال من السيارة بمساعدة شخص آخر. وفي حالة عدم الاحتياج لمساعدة شخص آخر يصل العرض إلى حوالي (1.00 م)، كما يتطلب الأمر توفير حيز فراغ بعرض لا يقل عن (0.90 م) للتمكن من الدوران أمام وخلف وبجانب السيارة. وبالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة الذين لا يستخدمون الكراسي المتحركة فهم بحاجة لفراغ للمرور لا يقل عرضه عن (0.60 م)، كما يراعى في تصميم مواقف السيارات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة ألا يقل عمقها عن (5.80 م).
وتمثل الهواتف العامة في الفراغات الخارجية واحدة من عناصر الاتصال للأشخاص ذوي الإعاقة، ولذا فإن الاهتمام بتصميمها يمثل ضرورة بالنسبة لهم، ويشترط في تصميمها وجود المساحة الكافية لدخول الكرسي المتحرك إلى الكابينة والتحرك داخلها، فلا يقل عرض المدخل عن (1.12 م) وعرض الكابينة نفسها عن (0.90 م). ويراعى أن يكون باب الكابينة من النوع الذي يسهل فتحه ويستحسن ألا يكون أوتوماتيكياً أو دواراً. ويجب أن يراعى في التصميم أن يكون مستوى المنضدة الموضوع عليها التليفون على ارتفاع (0.90 م). كما يراعى أن يكون طول المنضدة حوالي (0.90 م) وعرضها (0.50 م)، وارتفاع حجرة الكابينة (1.90 م).
وهكذا فإنه من الواضح أنه من الممكن ـ بل من اليسير ـ خلق فراغات خارجية مفتوحة تحترم الإعاقة وتلبي الاحتياجات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة وتساعدهم على ممارسة مختلف أنشطتهم اليومية بيسر وسهولة دون المساس بأقرانهم من غير ذوي الإعاقة مما يساعدهم على الاندماج سوياً للتعايش معاً في بيئة مبنية بلا عوائق.
(يتبع: الفراغات الداخلية)
معلومات الاتصال
المكتب: كلية الهندسة ـ الدور الأول ـ مبنى قسم عمارة وصناعية
عنوان المراسلة البريدي: الفيوم ـ جامعة الفيوم ـ كلية الهندسة ـ قسم عمارة ـ رقم بريدي: 63514
المؤهلات العلمية
بكالوريوس: الهندسة المعمارية ـ جامعة القاهرة ـ 1994
ماجستير: الهندسة المعمارية ـ التصميم المعماري والعمرانى ـ جامعة القاهرة ـ 1998
دكتوراه: الهندسة المعمارية ـ التصميم المعماري والعمرانى ـ جامعة القاهرة ـ 2000
التدرج الوظيفي
معيد: من 1995 إلى 1998 ـ جامعة مصر الدولية
مدرس مساعد: من 1998 إلى 2001 ـ جامعة مصر الدولية
مدرس: من 2001 إلى 2006 ـ جامعة القاهرة، فرع الفيوم
أستاذ مساعد: من 2006 إلى 2011
أستاذ: من 2011 إلى الآن
التدرج الأكاديمي
مدير المنطقة الاستثمارية لجامعة الفيوم بمدينة الفيوم الجديدة لمدة عام.
وكيل الكلية لشؤون الدراسات العليا والبحوث من 29 سبتمبر 2013 لمدة ثلاث سنوات.
الاهتمامات البحثية
العلوم الانسانية والدراسات البيئية والسلوكية فى الهندسة المعمارية
تاريخ ونظريات العمارة
التصميم الداخلى (الديكور),
التصميم المعماري