ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل.. التفاحات الثلاث)
تكريم الشيخة بدور القاسمي تقديراً لدورها في دعم ثقافة الطفل
الشيخة جميلة القاسمي تدعو الكتّاب والرسامين والناشرين للقيام بدورهم
ضمن فعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية وبمناسبة دخول مجلة المنال في مايو 2014 عامها الثامن والعشرين نظمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت رعاية سعادة الشيخ سالم بن عبد الرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في الفترة من 3 إلى 5 مايو فعاليات ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل.. التفاحات الثلاث) الذي تشرف هذا العام بتكريم سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي لكل ما قامت به في مجال كتب الأطفال.
وقد شكل الملتقى بورش العمل التي سبقته وجلسات العمل التي استمرت طوال ثلاثة أيام فرصة فريدة لجميع المشاركين فيه انعكست على تجربتهم وعملهم المتعلق بكتابة وصناعة كتاب الطفل، وربط هذه الصناعة بقضايا الإعاقة، وتطوير المحتوى المقدم للأطفال من ذوي الإعاقة، وهو ما أظهرته ردود فعل المشاركين والمشاركات وانعكاس نتائجه على ما سيقدمونه مستقبلاً في هذا المجال الحيوي والهام في ثقافة الأطفال عموماً والأطفال من ذوي الإعاقة على وجه الخصوص.
ورشتا عمل متميزتان قبيل الافتتاح الرسمي لملتقى المنال
الكتب الدامجة للأشخاص من ذوي الإعاقة والقصص المسموعة
وقبيل انطلاق فعاليات الملتقى شهد ملتقى القصباء صباح اليوم السبت 3 مايو الجاري تنظيم ورشتي عمل في إطار محور (تفاحة الورش) في ورشة العمل كانت الأولى حول (تطوير الكتب الدامجة والمهيأة للأشخاص من ذوي الإعاقة) والثانية كانت بعنوان: القصة المسموعة وسيلة تعليمية ودامجة.
ورشة تطوير الكتب الدامجة
قدمت الورشة الأولى السيدة ألكسندرا سترايك الاستشارية في كتب ومواضيع الإعاقة ومايدة فريجي مقدسي أستاذة التصميم التخطيطي في الجامعة الأمريكية في بيروت.. وتم الحديث بداية عن الإعاقة بشكل عام وكيفية تعامل أفراد المجتمع معها مع شرح العديد من المصطلحات السلبية الواجب الابتعاد عنها في التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة.
وقالت إن التركيز على الخصائص السلبية للشخص أو الطفل المعاق وما لا يستطيع القيام به من أهم العوامل التي تسبب الأذى لهذه الفئة من المجتمع لذا كان من الضروري أن تتم الإشارة للأشخاص من ذوي الإعاقة بالمصطلحات العلمية المعتمدة وعدم ذكر مصطلحات تسبب الأذى لهم.. فعلى سبيل المثال نقول: (شخص من ذوي متلازمة داون) ولا نقول.. (شخص منغولي).
اتخذت الورشة طابعاً تفاعلياً بين مقدمتيها والحضور الذي بلغ عدده 25 مشاركاً وكان معظمه من كاتبات قصص الأطفال والمبدعين والمهتمين بموضوع الكتب الدامجة وعدد من العاملين في مجال التعليم، وقد دار النقاش عن أهمية الوصول بكتب الأطفال إلى شريحة الأطفال من ذوي الإعاقة باتباع قواعد ضرورية سواء من خلال تصميم الكتب أو طريقة الكتابة نفسها.
وقد أكدت ألكسندرا سترايك على أهمية العمل مع الكتاب والناشرين المعنيين بكتب الأطفال كي تصبح هذه الكتب سهلة الوصول للأطفال من ذوي الإعاقة ومراعاة طبيعة الإعاقات المتعددة التي قد تكون لدى الأطفال فتراعي الكتب الأطفال الصم وأولئك المكفوفين… وبالتالي تأخذ بعين الاعتبار محاكاة الحواس التي يستخدمها الطفل المعاق ليستطيع التفاعل معها وقراءتها.
وأوضحت أنه من المهم جداً إلا يطغى تصميم الكتب على التيسير، ولا بد من فهم احتياجات الطفل المعاق كي لا تكون القراءة صعبة وعسيرة عليه وهنا لا بد من مراعاة حجم الخط على أن يكون الحد الأدنى له (16) وأن يكون بسيطاً مع ضرورة الاستخدام المناسب للألوان وأن تكون الخلفية بسيطة مع التصميم الواضح.
في الورشة ذاتها تم التطرق أيضاً إلى أنواع الكتب كالكتب المتعددة الحواس والكتب السمعية وطريقة برايل والكتب مع الإشارات والرموز والكتب الإلكترونية والتطبيقات ثم قامت كل من المقدمتين ألكسندرا ومايدة بشرح عملي توضيحي لكل نوع من هذه الأنواع وما يتضمن من ميزات تجعل من السهل وصول ما يتضمنه من معلومات وقصص للأطفال من ذوي الإعاقة.
الورشة كانت غنية بالنقاش والتفاعل وقدمت للحضور فكرة مهمة عن طبيعة الكتب الدامجة، هذا ما أكدته نهلة غندور وهي كاتبة قصص للأطفال فازت قصتها (هي.. هما.. هن) بجائزة آناليند لأدب الأطفال في الوطن العربي عام 2010.. كما أكدت أن التواصل الفكري والمعرفي بين مقدمتي الورشة والكاتبات والمهتمين الذين حضروا الورشة كان له أثر طيب وحقق فائدة منشودة للجميع.
بدورها أشارت كاتبة قصص الأطفال مي شبقلو إلى أن تسليط الضوء على ضرورة أخذ الكاتب بعين الاعتبار للأطفال من ذوي الإعاقة وهو يكتب قصته مهم جداً وبالتأكيد فإن على الناشرين والكتاب مسؤولية مهمة في هذا المجال فمن حق الأطفال ذوي الإعاقة أن يقرؤوا القصص ويتعلموا ويستفيدوا شأنهم شأن أقرانهم من غير المعاقين.
ورشة القصص المسموعةِ
الورشة الثانية كانت بعنوان: القصة المسموعة وسيلة تعليمية ودامجة قدمتها الآنسة روان بركات من مؤسسة (رنين) بالمملكة الأردنية الهاشمية ـ وهي ذاتها التي بادرت إلى تأسيسها منذ سنوات نظراً لعدم وجود قصص مطبوعة بطريقة برايل ـ وساعدتها في التقديم السيدة لينا بركات وحضرها أيضاً 25 مشاركاً من فروع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وأقسامها ومركزي وزارة الشؤون الاجتماعية لتأهيل المعاقين في عجمان والفجيرة وعدد من المعلمات في مدرستي سلطان العويس والأقصى وعدد من المهتمين بأدب الأطفال عموماً والموجه للأطفال من ذوي الإعاقة الذهنية والمكفوفين.
في بداية الورشة جرى التعارف بين المتدربين ثم عرفت بعدها الآنسة روان بركات بمؤسسة رنين وقالت إنها مؤسسة غير ربحية تعتمد على المبادرات الذاتية وتهدف إلى توفير قصص درامية مسموعة للأطفال ما بين سن 5 إلى 16 سنة وباللغة العربية الفصحى، بحيث تعمل على تطوير مهارة الاستماع وتقوية اللغة العربية لديهم. وقد حصل مشروع رنين في مايو / أيار سنة 2009 على جائزة الملك عبد الله للإنجاز والإبداع الشبابي، كما حصل المشروع عام 2011 على جائزة (سينارجوس) للمبدع الاجتماعي في نيويورك.
وذكرت الآنسة روان أن مؤسسة رنين استطاعت الوصول إلى 5000 طفل في المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة من خلال تعاونها مع مسارح الشارقة ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب وقد فاز المشروع بجائرة الشيخة فاطمة بنت مبارك لدعم الشباب وغيرها من الجوائز.
ولأن الورشة يغلب عليها الطابع العملي فقد دعت المدربة المشاركين إلى إجراء بعض التمارين العملية بأهداف تدريبية تنشيطية وتربوية لتحفيز التآزر البصري الحركي وسرعة البديهة والتصرف والعمل ضمن المجموعة، أوضحت بعدها أهمية القصة المسموعة ودورها في تنمية مهارة الاستماع والتواصل لدى الطفل وإكسابه مهارات أساسية في التحاور وتنمية الثروة اللغوية لديه، فضلاً عن دورها في تحفيز مخيلة الطفل وزيادة التركيز لديه وليس آخرها زرع قيم تربوية وأخلاقية عنده في قالب من المتعة والتشويق.
الأمر ذاته ينطبق إلى حد كبير على حصص الاستماع التي تنمي مهارة التواصل والاستماع عند الطلبة وتحفيز مخيلاتهم وتعزيز القيم الأخلاقية والتربوية عندهم بالإضافة إلى زيادة الثقة بالنفس وتمكينهم من التعبير عن آرائهم في القضايا المختلفة وتعزيز روح العمل الجماعي بينهم.
ثم انتقلت بعدها إلى الأسئلة القبلية والبعدية التي ينبغي للمدرس في حصة الاستماع وقراءة القصة المسموعة أن يطرحها على الأطفال قبل وبعد قراءة القصة لتحقيق الفائدة المتوخاة، موضحة أن الأسئلة القبلية هي التي تتصف بالعمومية وتمهد للقضية التي تتناولها القصة مع عدم كشف عنصر المفاجأة والتشويق فيها، وقد ترتبط هذه الأسئلة بشكل مباشر بحياة الطفل وتثير التشويق لديه وتجذب انتباهه للقصة وتجعله يتحمس لسماعها.. ومن ضمن هذه الأسئلة أسئلة توضيحية لبعض المفردات والتراكيب التي تؤثر على فهم القصة وهي بالإجمال تعتمد على خيال الطفل ولا تعتمد على منطق الصح والخطأ.
وتوضح المحاضرة روان بركات أهمية هذه الأسئلة وجاذبيتها على عقول الأطفال فهي تثير التفكير الناقد لدى الطفل وتحفز مخيلته وتشجعه على إبداء رأيه بقضية ما وتزيد الدافعية لديه للمشاركة.
سأـأس
قدمت بعدها مجموعة من الأمثلة التطبيقية التي كانت تمتاز وكأنها شريط سينمائي ولكن بدون صورة فعنصر القص والحكاية متوفر فيه وكذلك أصوات الممثلين والشخصيات والمؤثرات الصوتية الأخرى كالموسيقى التصويرية وأصوات الطبيعة كأصوات الحيوانات وهبوب الريح وخرير المياه وحفيف أغصان الشجر في محاولة للتعويض عن الرسوم والصور والألوان التي غابت في هذا النوع من القصص.
ومن النماذج التي عرضتها بالتفصيل ودار حولها نقاش أثبت من خلاله الحاضرون استيعابهم لموضوع الورشة وتمثلهم لكل ما جاء فيها.. من هذه النماذج: قصة شركة الزرافة للأحلام السعيدة، وقصة السلطان والقمر، وقصة ابن أوى والنمر العجوز.
عدد من المشاركين في الورشة عبروا عن استحسانهم لأسلوب المدربة ومساعدتها ومحتوى الورشة الذي سيحقق لهم فائدة عملية كبيرة أثناء استخدامهم لهذا النوع من القصص في حصصهم التعليمية ومع المتعلمين من الأطفال المعاقين وغير المعاقين المكفوفين والمبصرين. فقال خالد السيد محمد حسن معلم الصف في مدرسة الوفاء لتنمية القدرات فرع الرملة إن الورشة مفيدة جداً خصوصاً وأن القصص المسموعة فيها عنصر تشويق وهو من أكثر عناصر القص التي يحبها الأطفال، وأكد أنه استفاد من الورشة بمعلومات علمية وتطبيقات عملية سيستخدمها بإذن الله في توصيل المعلومات للطلاب بشكل بسيط ومشوق.
وهذا ما أكدت عليه أيضاً المعلمات أسماء النعيمي ومنى الكعبي مسؤولة قسم التأهيل المهني من مركز عجمان لتأهيل المعاقين وأسماء درويش من فرع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في خورفكان اللواتي قلن إن مضمون الورشة جديد بالنسبة لنا وهي ستساعدنا في تعليم طلبتنا من ذوي الإعاقات الذهنية والمتعددة والمكفوفين وبما يضمن تهيئتهم لتلقي معلومات جديدة ومفيدة وترسيخ القيم الايجابية لديهم.
حضور الورشتين بشكل عام توجهوا بجزيل الشكر والتقدير إلى اللجنة المنظمة لملتقى المنال على تنظيمها هاتين الورشتين المهمتين متمنين لهم جميعاً دوام النجاح والتوفيق.
جدير بالذكر أن المشاركين في الورشتين سيحصلون على شهادات معتمدة ومصدقة من المجلس الثقافي البريطاني.
الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي يفتتح فعاليات الملتقى
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تكرم الشيخة بدور القاسمي
تقديراً لدورها في دعم ثقافة الطفل
كرمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، اليوم الأحد 4 مايو 2014، الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، تقديراً لجهودها الداعمة لثقافة الطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة، ومبادراتها الرامية إلى تحقيق مزيد من الاهتمام بالأدب الموجه لذوي الإعاقة.
وأقيم حفل التكريم ضمن فعاليات ملتقى المنال، الذي نظمته المدينة على مسرح القصباء، (يومي الأحد والإثنين 4 و5 مايو 2014)، وحضر حفل الافتتاح الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وأحمد بن ركاض العامري مدير معرض الشارقة الدولي للكتاب وراشد محمد الكوس مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود ومروة عبيد العقروبي رئيس المجلس الاماراتي لكتب اليافعين وعدد من مسؤولي المدينة وجمهور كبير من المهتمين والعاملين في المجال.
وقد تسلّمت الشيخة بدور القاسمي درع التكريم من الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي، وشكرت أسرة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على اهتمامهم بالأطفال واليافعين من ذوي الإعاقة، وأكدت أن الأطفال يشكلون مصدر إلهامها ورؤيتها في ما تقدمه من مشاريع ومبادرات، وخاصة ذوي الإعاقة من بينهم، الذين تريد لهم مستقبلاً أفضل وحياة أجمل.
وأكدت الشيخة بدور القاسمي خلال الجلسة الإفتتاحية التي أقيمت عقب حفل التكريم، وأدارتها عزة زعرور، الإعلامية في قناة (أم بي سي 3)، أنها تؤمن بحق كل طفل في العالم بالوصول إلى الكتاب باعتباره أحد أهم الوسائل الثقافية والتعليمية لتوسيع مداركه الفكرية والمعرفية، بما يسهم في توفير المقومات الحضارية التي تساعد على بناء جيل قادر على التنمية والتطوير، وإحداث التغيير الإيجابي في المجتمع.
وتناولت الشيخة بدور القاسمي موضوع الجلسة التي قدمتها أمام مجموعة من طلاب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ضمن نشاطات المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وقرأت خلالها كتاب (الألوان الأسود) الصادر عن دار كلمات، والذي ينقل مشاعر وأحاسيس الطفل الكفيف إلى أقرانه المبصرين. وأكدت أن هذه التجربة كانت مميزة، وأوصت كل شخص قادر على القراءة بشكل جيّد أن يقرأ لهؤلاء الأطفال كي نشعرهم بأننا معهم وندعم فكرهم ومستقبلهم ونؤمن بقدرتهم على التميّز والإبداع. مشيرة إلى أن المجلس يخصص دائماً بعضاً من فعالياته للأشخاص من ذوي الإعاقة، ويمنحهم اهتماماً لدعم قدراتهم في مجال القراءة والكتابة.
وأشارت الشيخة بدور القاسمي إلى تأسيس دار كلمات الذي جاء بناءً على تجربة شخصية مرت بها من خلال تعاملها مع ابنتها مريم، حيث لاحظت توجهها أكثر نحو قراءة الكتب والقصص باللغة الإنجليزية، وذلك لندرة الكتب العالية الجودة باللغة العربية المتاحة من قبل دور النشر العربية في ذلك الوقت، والتي تفتقر إلى محفزات القراءة ومكملات المتعة أثناء تصفح الكتاب العربي. وقالت إن تأسيس (كلمات) جاء بهدف توفير كتب عربية تتمتع بجودة عالية من ناحية المضمون والرسوم والاخراج.
واختتمت الشيخة بدور القاسمي الجلسة الإفتتاحية بالتأكيد على أن إصدار الكتب الموجهة للأطفال من ذوي الإعاقة، يجب ألا يكون خياراً، ولا عملاً نبتغي من ورائه الربح، وإنما هو واجب إنساني وأخلاقي، وحق لا ينبغي تجاهله أو تأخيره.
معرض الكتاب المرافق
وكان سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة قد افتتح صباح اليوم نفسه في مركز مرايا للفنون ـ القصباء، معرض الكتاب المرافق لملتقى المنال بحضور سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) وسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث جال الحضور في أرجاء المعرض وتعرفوا على طبيعة الكتب وما تتضمنه من مواضيع.
والمعرض خاص بالكتب المتميزة للأطفال من ذوي الإعاقة من حول العالم بالتعاون مع المجلس الإماراتي لكتب اليافعين وقد استمر من 3 ولغاية 10 مايو 2014 وضم 60 عنواناً من بين 140 كتاباً تقدمت للمشاركة في المعرض تم اختيارها بعد عملية تقييم قامت بها السيدة هايدي كورنتر بايسين مديرة مركز المجلس الدولي لكتب اليافعين لتوثيق كتب اليافعين ذوي الإعاقة في النرويج.
وقائع حفل الافتتاح
وفي تفاصيل حفل الافتتاح انتقل سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي والحضور إلى مسرح القصباء لحضور وقائع حفل افتتاح فعاليات ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل.. التفاحات الثلاث) الذي قدمت فقراته الأستاذة رباب عبد الوهاب اختصاصية نطق ولغة في المدينة.
كلمة المدينة
وبعد عزف السلام الوطني مسجلاً ومصحوباً بلغة الإشارة تلا الطالب علاء صلاح بن عوف من مدرسة الوفاء لتنمية القدرات والفائز بجائزة الشارقة للتميز التربوي آيات من الذكر الحكيم، ثم ألقت الأستاذة منى عبد الكريم؛ نائب مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كلمة المدينة أكدت في مستهلها على حق الأشخاص المعاقين من كل المراحل العمرية في سهولة وإتاحة الوصول إلى مختلف مرافق الحياة المادية والثقافية وتمكينهم من العيش باستقلالية على أساس من المساواة وعدم التمييز..
وقالت إن كثيراً من هذه الحقوق لما تنجز بعد مع أن الجميع يعمل بجد وصدق في هذا الاتجاه، منوهة أن هناك قضايا لا يمكن الدخول إليها بقرار ولا بقانون.. خصوصاً عندما يتعلق الأمر بثقافة المجتمع عن الإعاقة ومجالات الخلق والإبداع الموجه للأشخاص المعاقين أو النابع منهم..
وأوضحت نائب مدير المدينة أن الكتابة للأطفال عموماً ليست مسألة سهلة فكيف للأطفال من ذوي الإعاقة مع أن الجميع يدرك أن أدب الأطفال يلعب دوراً مهماً في تشكيل وعي الطفل وغرس القيم الاجتماعية والمفاهيم الايجابية لديه منذ الصغر فيتمثلها ممارسة وسلوكاً عندما يكبر.
وتابعت: إننا عندما نلقي نظرة فاحصة على تجاربنا العربية في هذا المجال نرى أن مشاركة الأشخاص من ذوي الإعاقة أو مكانتهم في هذا الأدب كقراء أو مضامين أو كتاب ليست بمستوى الطموح المطلوب ولم تستطع بعد مواكبة التغيرات الحاصلة على مستوى العالم والنظرة الحديثة المتطورة في التعامل مع قضايا الأشخاص المعاقين.
ودعت جميع المعنيين بالتأليف وإنتاج الكتب إلى توظيف هذا المجال الممتع والسلس إلى توظيفه للتوعية بقضايا الإعاقة نظراً لتأثير كتب الأطفال برسوماتها الزاهية وكلماتها البسيطة وتقبل الأطفال لها في عمر مبكر، مقترحة أن تتنوع وسائل ايصال هذا الأدب كأن يتم تحويل هذه القصص إلى أفلام رسوم متحركة.
تحدثت بعدها عن ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة هذه السنة ضمن فعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية وبمناسبة دخول مجلة المنال عامها الثامن والعشرين، وقالت إن من أهم أهدافه تسليط الضوء على دور أدب الأطفال في رفع مستوى الوعي بالإعاقة، والمساهمة كذلك في رفع سوية محتوى أدب الأطفال، منوهة بورش العمل التي أقيمت يوم أمس السبت 3 مايو الجاري كخطوة في الاتجاه السليم وكانت الأولى عن (تطوير الكتب الدامجة والمهيأة للأشخاص من ذوي الإعاقة) والثانية عن (استخدام القصة المسموعة كوسيلة تعلمية)..
ودعت نائب مدير عام المدينة إلى دعم ومساندة التوجه نحو رفع مستوى أدب الأطفال في تناول قضايا الإعاقة وزيادة المحتوى العربي في هذا الخصوص، معربة عن أملها في أن يوفق الملتقى في اكساب مجموعة من المهتمين مهارات إعداد كتب تتناول قضية الإعاقة أو موجهة للأشخاص من ذوي الإعاقة، مؤكدة أن الاختلاف وتفاوت القدرات بين الأفراد لن يكون أبداً سبباً للتمييز أو التجاهل بل هو في رؤيتنا مصدر للتنوع والغني سيثري حياتنا ويبرز الوجه الحضاري لإمارة الشارقة ومجتمعنا ككل.
وفي ختام كلمتها شكرت الأستاذة منى عبد الكريم الحضور على مشاركتهم باسمها وباسم اللجنة المنظمة لملتقى المنال وعلى رأسها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة رئيسة تحرير المنال، كما توجهت بالشكر الجزيل إلى جميع من أسهم في هذا الملتقى وإلى رعاة الملتقى وهم: مؤسسة الإمارات للاتصالات ـ اتصالات، دائرة الثقافة والإعلام، مركز مرايا للفنون، المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، والشريك الإعلامي مؤسسة الشارقة للإعلام والشريك التعليمي المجلس الثقافي البريطاني.
كلمة تولاي يوزغن
بعدها ألقت السيدة تولاي يوزغن من تركيا كلمة عبرت فيها عن اعتزازها بالمشاركة في ملتقى المنال وتمثيلها لمكتبة تورغوت التي أسسها زوجها الكفيف منذ عقود فحملت روحه وفكره في إتاحة الثقافة والعلم للأشخاص المكفوفين وضعاف البصر من خلال تحويل العديد من الكتب إلى كتب مسموعة أو مطبوعة بطريقة برايل.
وتحدثت عن مسيرة زوجها مع كف البصر منذ أن كان طفلاً صغيراً وكل المراحل التي مر بها والتي جعلته يهتم بإتاحة الثقافة والكتاب للأشخاص المكفوفين حتى وصل عدد الأعضاء المستفيدين من المكتبة إلى 5000 عضواً و300 متطوع.
+
وقالت تولاي يوزغن: نحن في مكتبة تورغوت نطمح ليس فقط إلى تطوير عملنا ليشمل جميع فئات الإعاقة البصرية ولكن أيضاً لتحقيق الاستدامة.. فإن تبدأ مشروعاً مسألة قد تكون سهلة ولكن أن تستمر في هذا المشروع وتطوره وتحقق الغايات من إنشائه فهذا تحد من نوع آخر نسعى إليه من خلال كسب المزيد من المتبرعين والرعاة لمشاريعنا وإقناعهم بجدواها وأهميتها، وتوسيع خدماتنا لتشمل عدداً أكبر من دول المنطقة.
قصة أرنوب والجزرة
بعدها استمتع الحضور بالقراءة الحية لقصة أرنوب والجزرة حكتها المعلمة عائشة محمد مراد وشاركها طفلان من مركز التدخل المبكر هما: حمدان عبد الحميد الحمادي ومرام سالم السومحي، ونالت اعجاب الحضور لما فيها من توجيه متقن للأطفال واستخدام للصورة والمؤثرات الصوتية والأداء التمثيلي في حكايتها.
تكريم الشخصيات
بعدها قام سعادة الشيخ فاهم بن سلطان بن خالد القاسمي رئيس دائرة العلاقات الحكومية بالشارقة والأستاذة منى عبد الكريم نائب مدير عام المدينة بتكريم شخصيات الملتقى، وقد تسلمت سعادة الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي درع الملتقى بصفتها شخصية بارزة ومتميزة في العديد من المجالات وخصوصاً في مجال الثقافة والنشر وأدب الأطفال، كما تسلم الأستاذ أحمد بن ركاض العامري مدير مهرجان الشارقة القرائي ومدير معرض الشارقة الدولي للكتاب درعاً مماثلاً، وتسلمت السيدة تولاي يوزغن من تركيا درعاً خاصاً تقديراً لدورها في تأسيس (مكتبة تركيا للمعاقين بصريا) ومساندتها لزوجها الكفيف في تحقيق حلمه.
الجلسة الافتتاحية للملتقى
(حوار مع الشيخة بدور بنت سلطان بن محمد القاسمي)
بعدها استمع الحضور إلى حوار مباشر مع سعادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين أجرته مع سعادتها الإعلامية المتميزة ومقدمة البرامج عزة زعرور من قناة الـ MBC3 (التفاصيل أعلى الخبر).
-
الجلسة الأولى: من أكل التفاحات الثلاث؟
الجلسة الأولى في اليوم الأول من ملتقى المنال والتي أعقبت الجلسة الافتتاحية كانت بعنوان (من أكل التفاحات الثلاث؟) وفيها دار حوار مثمر وشيق حول دور القصص في تربية الأطفال من ذوي الإعاقة وتدريب أمهاتهم أدارته باقتدار الكاتبة الإماراتية نورة الخوري وشاركت فيه الكاتبة الاسترالية كاثي هوبمان وهي أم لطفل من ذوي متلازمة اسبرجر والسيدة الفاضلة فاطمة ناصر وهي أم لإحدى طالبات مركز الشارقة للتوحد والأستاذ رامي مجدي اخصائي علاج نطقي في مركز التدخل المبكر وحكواتي وممثل مسرحي.
تحدثت الكاتبة كاثي هوبمان بداية عن تجربتها في كتابة قصص الأطفال التي تتناول متلازمة اسبرجر وتركيزها على كون أبناء هذه الشريحة من المجتمع قادرون على التواصل وفهم مخاطبة الآخرين لهم متى ما توفر لهم التعليم والتدريب المناسبين كما أنهم ليسوا جميعاً على ذات الدرجة من الإعاقة فبالتأكيد هناك الحالات التي تجد صعوبة بالغة في التواصل ولكن هناك أيضاً أشخاص من ذوي متلازمة اسبرجر يتميزون بالذكاء والعبقرية في بعض الأحيان.
كاثي خصصت سبعة من كتبها للحديث عن متلازمة اسبرجر وتقديم الصورة الصحيحة للأطفال من غير المعاقين ولجميع أقراد المجتمع عن هذه المتلازمة توضح فيها بالمختصر المفيد أن الطفل من ذوي هذه المتلازمة يستطيع التواصل وقادر على التفاعل والاندماج في المجتمع.. وكما أن هنالك سلبيات ترافق الشخص من هذه المتلازمة، هنالك إيجابيات ولا بد من تسليط الضوء على الإيجابيات وتعريف المجتمع بها.
أيضاً أكدت الكاتبة الاسترالية أنها من خلال القصص التي تكتبها لا تتوجه إلى الأطفال وحدهم فقط بل إلى الأسر والجيران والأقرباء وجميع الأفراد كي يكونوا على اطلاع وقادرين على التعامل مع الأطفال من ذوي الإعاقة بالشكل السليم بعيداً عن النظرة السلبية أو الخاطئة، كما أن بعض كتبها تضمنت رسومات واضحة تساعد في إيصال الأفكار بسهولة ودون تعقيد المصطلحات العلمية.
السيدة فاطمة (والدة الطفلة موزة) استعرضت تجربتها مع ابنتها وكيفية قيامها بقراءة القصص لها معتمدة على تبسيط المفاهيم كي تصل المعلومة لها بسهولة، خاصة أنه من الصعب العثور على قصص مخصصة للأشخاص من ذوي التوحد بشكل عام، لذا تقوم السيدة فاطمة بتوظيف القصة المخصصة للأطفال عموماً لتتناسب مع طفلتها قدر الإمكان.
وتوضح أنها حضرت العديد من الدورات المتعلقة بكيفية ضبط السلوك والتعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة والتواصل مع المعلمين وإحدى هذه الدورات والورش لم يمض عليها يوم واحد ألا وهي ورشة القصة المسموعة التي تم تنظيمها يوم أمس السبت ضمن فعاليات الملتقى حيث استفادت كثيراً منها في كيفية تأليف قصة لابنتها بشكل مستقى من الحياة الواقعية للأسرة.
وعن موضوع الدمج أشارت السيدة فاطمة ناصر إلى أن ابنتها مدمجة بشكل جزئي في روضة السلام حيث تدوام هناك ثلاثة أيام بينما تداوم الأيام المتبقية في مركز الشارقة للتوحد متوجهة بالشكر والتقدير لجميع العاملين في هذا المركز الذين يبذلون كل جهدهم لتقديم أفضل وأرقى الخدمات للطلبة من ذوي التوحد والعمل على دمجهم بالشكل السليم في المجتمع.
الأستاذ رامي مجدي اعتبر أن العلاقة بين القصة والنطق والتخاطب والمسرح تصب بالنسبة له في إطار التواصل مع الطفل من ذوي الإعاقة لبناء انتباه مشترك بهدف التواصل معه ومن هذا المنطلق تساعد القصة في تطوير انتباه الطفل وتنمية الجانب اللغوي عنده بالإضافة إلى تنمية الذاكرة السمعية والبصرية واكتساب القدرة على التعبير عن المشاعر التي تنتابه حتى لو لم يكن قادراً على النطق بعد.
وأكد أن من الأهمية بمكان أن يتم تكرار القصة بشكل يومي أمام الطفل من ذوي الإعاقة كي تصل الفكرة إليه، وهو كأخصائي علاج نطقي يقوم أحيانأً بابتكار قصة للطفل من واقع حياته اليومية كأن يسرد عليه قصة تتحدث باسمه عن مراحل استيقاظه ومداعبة أمه له ثم القدوم إلى المركز وهكذا.. حيث أن من شأن القصص التي تحمل اسم الطفل وتتحدث عن حياته أن تكسبه مهارة الإدراك والقدرة على التفاعل والتعبير بشكل لافت خاصة عند توفر أسلوب السرد المناسب الذي يعتمد على القراءة الواضحة وترك مساحات من الصمت لإتاحة الفرصة أمام الطفل كي يتفاعل مع القصة مع التأكيد على الابتسامة ونبرة الصوت المناسبة والإيماءات الجسدية والإشراق في عيني الراوي كي يجذب انتباه الطفل لما يحكى له ويحقق التفاعل المنشود.
استمتع الحضور بنموذج عن طريقة إلقاء القصة قدمه الأستاذ رامي بطريقته الجميلة ثم أكد أن بعض القصص التي يرويها للأطفال من تأليفه شخصياً وبعضها الآخر من القصص المعروفة عند جميع الأطفال.
وفي الجلسة ذاتها تمت مناقشة موضوع التعليم المنزلي للأطفال من ذوي الإعاقة حيث أكدت الكاتبة الاسترالية كاثي أن اعتماد الأهل على تعليم الطفل من ذوي الإعاقة في المنزل سيؤثر حتماً على قدرته على التواصل والاندماج مع الآخرين مشيرة إلى أن بعض الأهل يلجؤون إلى هذا الأسلوب نتيجة المعاملة السيئة التي قد يتعرض لها الطفل من ذوي الإعاقة في المدرسة أو المركز.
ولفتت كاثي إلى أن الحل قد يكون ببساطة هو تغيير المدرسة أو المركز اللذين لا يجيدان التعامل مع الأشخاص من ذوي الإعاقة وهي تعرف بعض الأسر التي قامت بتغيير مدرسة طفلها فتحققت النتائج الإيجابية بشكل لافت لوجود معلمين وطلاب متعاونين مع ذوي الإعاقة وقادرون على التعامل معهم بالشكل المناسب.
السيدة فاطمة لفتت بدورها إلى أهمية أن يواكب التعليم المنزلي التعليم في المركز أو المدرسة فيكون مكملاً لهما، كما تحدثت عن الدور التوعوي الذي تقوم به عن ذوي التوحد من خلال توعية الأهل والجيران والأصدقاء وحتى أفراد المجتمع في المراكز العامة في كيفية التعامل معهم والتوعية أيضاً في الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
في نهاية الجلسة تم فتح باب الأسئلة للحضور ودارت نقاشات مهمة حول العديد من القضايا المتعلقة بذات الشأن وأهمية القصة في تنشئة الأطفال من ذوي الإعاقة كأقرانهم من غير المعاقين وضرورة أن تتضمن كتب القصة الموجهة للأطفال بشكل عام صورة صحيحة عن الأطفال من ذوي الإعاقة باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ من أبناء المجتمع وقادرون على القيام بالعديد من الأشياء بتميز.
أدب الأطفال.. لكل الأطفال؛ معاقين وغير معاقين
-
اليوم الثاني ـ الجلسة الثانية ـ تفاحة الكتاب
خصصت جلسات اليوم الثاني للتوسع في مضامين شعار الملتقى: التفاحات الثلاث؛ المأخوذ من عبارة للكاتب السوري نورس ملحم: وسقطت من السماء ثلاث تفاحات.. واحدة لمن سمع الحكاية.. وواحدة لمن رواها.. وواحدة لمن تذكرها.. فخصصت الجلسة الثانية للملتقى والتي أدارتها الفنانة اللبنانية ثمار الحلواني لتفاحة الكتاب وقدمت فيها 4 أوراق عمل
-
ورقة العمل الأولى كانت للكاتبة الفلسطينية اللبنانية نهلة غندور وكانت بعنوان: أدب الأطفال ودوره في تقريب الأشخاص من ذوي الإعاقة وقضاياهم من مجتمعهم، بينت في مستهلها أن القصص المتداولة في أدب الأطفال في الوطن العربي تصور الطفل الذي لديه إعاقة كطفل غريب. وتحدثت عن تجربتها الشخصية كواحدة من الأشخاص المعاقين يتكلم نيابة عنها الأقرباء والأصدقاء وكان صوت الطفل من ذوي الإعاقة غير موجود.
وتقول إنها عندما كبرت وبعد عقود من العمل في حقل إعاقة الطفولة ألفت كتاباً بعنوان (هي هما هنّ) بهدف التعريف بشخصها كإنسانة ذات إعاقة وعلاقتها مع الأصدقاء والمجتمع، وجعلت من هذا الثلاثي محور الكتاب.. ولكن معضلتها كما تقول هي كانت هل تكتب الحقيقة وهل تروي ما حدث بالفعل؟ وتقرر أن ليس هناك خاصاً مفصولاً عن العام ومسار هذا الخاص مرتبط بديناميكيته مع من حوله. لا يوجد حل منفصل، هو دائما متشابك ومعجون بالآخر والمحيط، وأن الحل يكمن في معالجة المشاكل التي تنجم عن الإعاقة لا في التفاصيل أو في الخصوصية.
وتؤكد الكاتبة أن العمل والفعل والحدث هم قصتها، وأن التجربة والارتباط والتفاعل هم محور عملها. ويلاحظ أن النص الذي كتبته نهلة لا يوجد فيه أي ذكر للإعاقة، وأن الرسومات تكمل النص، وتعطيه التفاصيل، وكان من الواضح ـ كما تقول الكاتبة ـ أن الرسامة كانت لديها مشكلة في تجسيد الإعاقة فما كان منها إلا أن دعتها إلى النظر إلى ساقيها الملفوفتين بالأجهزة الحديدية ومن وقتها تحطم لدى الرسامة هذا التحريم في الكلام أو النظر إلى الإعاقة وأصبحت شيئاً بديهياً.
-
* ورقة العمل الثانية قدمتها الدكتورة سنا الحاج من لبنان أيضاً كانت بعنوان: الجمال في قصص الأطفال ذوي الإعاقة من خلال نموذجين قصصيين؛ لا شيء يعيقني وعكازة في العيد. وأكدت في بداية عرضها أن الطفل عموماً نموذج إنساني ذو طبيعة خيّرة وجميلة، وأن الطفل المعوق كغيره يملك كل تلك الطاقة وله أحلامه وطموحاته وخياله، ولا تنقصه إلا البيئة الحاضنة التي تتيح له التعبير عن مشاعره، وتستفزه بالأسئلة فيعطي ويسلك أول طريق الإبداع.
وتقول الدكتورة سنا الحاج إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وعبر ملتقى المنال تستمر في استفزاز أفكارنا ومشاعرنا كأشخاص من ذوي الإعاقة، أو كعاملين في شؤون الإعاقة، وفي كل مرة تثبت لنا أن إرادة الحياة أقوى مما تعكسه الأجواء السلبية الواقعة في بيئاتنا ومجتمعاتنا، وتذكرنا بما نختزنه من أحلام وأمنيات وطاقة لتوظيفها في محاولاتنا للبحث عما هو جميل في نفوس الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتضيف أن ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل) قدم فرصة لكل من يهمه الشأن الإنساني والأدبي، ولكل من يشعر بمسؤولية اتجاه الإنسان كل إنسان، فيقدم عملاً نافعاً في مجاله، يمسح به أثراً سلبياً هنا أو هناك، ويشيع فيه أملا لمستقبل أفضل.
وتقول إن النموذجين القصصيين في ورقتها يتحدثان عن طفلة ذات إعاقة ومحيطها بأسلوب قصصي يعبر عن طبيعة الأطفال بما تختزنه من خير وحب وجمال، وأهمية دور العائلة في تنشئة الطفل المعوق.
أما سبب اختيارها للجمال في قصص الأطفال ذوي الإعاقة، فكان للتأكيد على ما أجمع عليه الحكماء حين قالوا: (إن صفة الجمال تطلق على الأفعال الإنسانية وعلى كل فن).
تناولت الباحثة في ورقة عملها علاقة مفهوم الجمال بأدب الأطفال عامة والأطفال من ذوي خاصة، وأكدت على أهمية كتابة القصص حول الأطفال ذوي الاعاقة، وخصائصها، وبينت مدى حاجتنا إلى الأدب الخاص والصعوبات والتحديات التي تقف في طريق تطوير أدب الأطفال عامة والأشخاص ذوي الإعاقة خاصة.
ولكنها أكدت أن أي عمل فني إبداعي يتعلق بالأطفال ذوي الإعاقة نستطيع به أن ندخل إلى عالمه، وأن نخرج به إلى الضوء بروح ملؤها الفرح والبهجة، لأن الأدب بما فيه من الإبداع والفن والجمال يغني النفس ويقويها ويغذيها ويدخل عليها الطمأنينة، كما ويخفف التوتر والقلق فيزيل الهم والحزن والملل والضيق، ولكن لابد من تقديم المعوق من خلال الكتابة عنه بصورة لائقة دون مبالغة، بعيداً عن العنف والخوف، وفي الوقت عينه عدم تقديسه أو جعله بطلاً في كل قصة، أو أنه سعيد دائماً، فهو كسائر الأطفال لديه مشاعر وأحاسيس بالإضافة إلى ظروف بيئته الحاضنة له.
-
* الورقة الثالثة في الجلسة ذاتها قدمتها الأستاذة سوزان أبو غيدا وكانت بعنوان: قراءة في كتب الأطفال والإعاقة في الوطن العربي من خلال استعراض نماذج من كتب الأطفال العربية غير المترجمة التي تتحدث عن الأشخاص من ذوي الإعاقة وتحليل صورة الشخص المعاق فيها، مقدمة نظرة نقدية لهذه الكتب التي بلغ مجموعها 36 كتاباً تحدثت في مجملها عن الأشخاص المعاقين.
ولاحظت الأستاذة سوزان أن أكثر الإعاقات التي يرد ذكرها في هذه الكتب هي الإعاقة الحركية والبصرية ليس لأن هاتين الإعاقتين الأكثر انتشاراً وإنما لوجود نظرة عامة ونمطية في المجتمع تصور الشخص المعاق إما على كرسي متحرك أو فاقداً للبصر لكن هذا لا يمنع أن عدداً من الكتب الأخرى تطرقت للحديث عن الإعاقات الأخرى كالسمعية ومتلازمة داون وصعوبات التعلم إلخ..
وأشارت إلى أن معظم هذه الكتب التي تركز على الإعاقتين الحركية والبصرية لا تشير إلى الشخص المعاق حركياً إلا باعتباره مستخدماً للكرسي المتحرك رغم أن وجود إعاقة حركية لدى الشخص لا يعني بالضرورة أنه يستخدم الكرسي، كما أن هذه الكتب التي تتطرق للحديث عن الأشخاص المعاقين بصرياً لا تشير إلى أن الكثيرين منهم لديه بقايا بصرية.
وخلال حديثها لفتت الأستاذة أبو غيدا إلى أن هناك هوة بين الواقع وما يتم تصويره في معظم الأحيان ضمن الكتب التي تتحدث عن الأشخاص من ذوي الإعاقة كما أن المجتمع ساهم إلى حد ما في تكريس إعاقة المعاق من خلال النظرة السلبية والمصطلحات الخاطئة التي تستخدم في وصفهم لكن ذلك للأسف لا تتم مناقشته بالشكل الكافي في الكتب.
ولاحظت الباحثة من خلال دراستها لهذه الكتب أن العديد من القصص مكتوبة بطريقة السرد الشخصي لكن من يخبر قصة الشخص المعاق ليس هو نفسه وإنما صديق له أو قريب وهنا لا بد من تسليط الضوء على موضوع غاية في الأهمية ألا وهو تقديم الآخرين صورة الشخص المعاق وليس هو بالإضافة إلى تلك الصورة المقدمة عن المعاق باعتباره (مثالياً) (رومانسياً) (سعيداً) بشكل مبالغ فيه الأمر الذي لا يحقق الموضوعية المطلوبة.
وأكدت في الختام على ضرورة أن يقوم كاتب القصة التي تتناول شخصية المعاق بالتركيز على إنسانية الشخص أولاً وعلى إعاقته ثانياً وأن يأخذ الكاتب بعين الاعتبار أن يتوجه بفكرته للشخص المعاق كما يتوجه بها لغير المعاقين.
-
* الورقة الرابعة في الجلسة الثانية قدمتها الدكتورة صباح عبد الكريم العيسوي وكانت بعنوان (أدب الطفل والإعاقة من منظور نقدي) تحدثت فيها عن تطور الدراسات النقدية المتعلقة بأدب الإعاقة، مع تسليط الضوء على كون العلوم الاجتماعية لاتزال تحظى بالسبق في دراسة الإعاقة لافتة إلى أهمية بروز مصطلح (أدب الإعاقة) و(الدراسات النقدية لأدب الإعاقة) كمصطلحين مستقلين منفصلين عن العلوم الاجتماعية، وكمجالين أدبيين يقعان تحت تصنيف الدراسات الأدبية والنقدية.
ورأت الدكتورة صباح أن الوقت قد حان لوضع معالم النظرية النقدية للإعاقة بهدف إسهام هذه النظرية في مساعدة الباحثين على دراسة النظرية الأدبية دون الحاجة إلى البدء بدراسة العلوم الاجتماعية للوصول إلى مفهوم الإعاقة في الأدب والنقد الأدبي، حيث أن هذه النظرية الأدبية ومصطلحاتها ستضيف كثيرا إلى دراسات أدب الطفل الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإعاقة لدوره التربوي في تنمية الاتجاهات السليمة وتغيير الصور النمطية السلبية.
ولفتت إلى أهمية تسليط الضوء على ضرورة تأصيل مصطلح (أدب الإعاقة) و(الدراسات النقدية الأدبية المختصة بالإعاقة) وذلك من خلال عرض وتقييم تطور النظريات الخاصة بالإعاقة والاشارة الى الدراسات الحديثة التي أجريت في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بهدف فسح المجال أمام النقاد لبلورة نظرية الإعاقة في الأدب.
-
-
الجلسة الثالثة ـ تفاحة كتب الأشخاص ذوي الإعاقة
الجلسة الثالثة للملتقى أدارها الفنان الإماراتي ناصر نصر الله وخصصت لتفاحة كتب الأشخاص من ذوي الإعاقة عرضت فيها أنماط مختلفة من هذه الكتب وقدمت فيها 3 أوراق عمل
-
الورقة الأولى في الجلسة الثالثة كانت لأستاذ الفنون ورسام كتب الأطفال الفنان رؤوف كراي من تونس وكانت بعنوان: الكتب المرسومة الموجهة للطفل الكفيف؛ كتب لمتعة اللمس والقراءة، يتساءل في بدايتها عن حقوق الأطفال من ذوي الإعاقة وماذا قدمنا لهم، ويقول أن المدارس والمكتبات ودور النشر المختصة بكتاب الطفل تتنافس فيما بينها لتوفير أجمل وأفضل الكتب للمبصرين.. وعلى العكس من ذلك عندما يتعلق الأمر بالأشخاص المكفوفين وضعاف البصر.
ويوضح الباحث أهمية الكتب اللمسية المرسومة بالنسبة لهؤلاء الأشخاص والتي تمكنهم من الاكتشاف والتعرف على أشياء من محيطهم القريب ومن العالم بصفة عامة حتى ينالوا حقهم من المعرفة.
ويلخص الباحث ورقة عمله في التعرف على وسائل الطفل ذي الإعاقة البصرية في التعلم والمعرفة، وكيف يمكن لنا أن نرسم للطفل المكفوف، ويعرف بالتقنيات والوسائط اللازمة لذلك والإمكانات الفنية التي تساعد الطفل الكفيف على استعمال حواسه الأخرى عند القراءة وأخيراً اشكاليات الكتاب اللمسي المرسوم، يستعرض بعدها بعض القواعد الهامة والأساسية التي يجب أن تتوفر في تصميم الكتاب اللمسي وبعض الطرق والوسائل الفنية والتقنية المختلفة لإنجاز صورة لمسية كاستعمال مواد متنوعة ومختلفة الحياكات ومواد مدموغة ومضغوط عليها بقوالب ساخنة ورواسب مشكلة من مواد صمغية وغيرها من التقنيات المفيدة.
-
الورقة الثانية في الجلسة الثالثة قدمتها الأستاذة إيمان الملحم وكانت بعنوان: (نموذج مقترح لقصة للأطفال الصم بطريقة ثنائية اللغة / ثنائية الثقافة) أشارت إلى أن قصص الأطفال تعد عنصراً مهماً في تكوين شخصية الطفل فهي وسيلة لتهذيب النفس وتنمية الأخلاق في الإطار الديني والاجتماعي للطفل، كما أن القصة مصدر مهم لتعليم اللغة من خلال تطوير مهارة القراءة وزيادة الحصيلة اللغوية من المفردات. وأوضحت في حديثها أهمية القصة لجميع الأطفال وضرورة تعديل طرق تقديمها بما يتناسب مع احتياجاتهم.
قدمت الملحم نموذجاً لقصة للأطفال ممن لديهم إعاقة سمعية (الصم وضعاف السمع) بطريقة ثنائية اللغة ـ ثنائية الثقافة حيث تم إعداد النموذج حسب المعايير التي تم الاتفاق عليها في المراجع والدراسات العربية (الريس، 2007؛ التركي، 2009؛ العوفي، 2009 ( والأجنبية (Cawthon et al., 2010 Johnson et al., 2001; Russell et al., 2009) فيما يتعلق بمترجم لغة الإشارة وبيئة الترجمة (الاستديو) حتى يتم إضافة الترجمة الإشارية العربية في نسخة الكترونية من القصة مما يمكن الطفل من تعلم استخدام لغة الإشارة وكذلك اللغة العربية المقروءة والمكتوبة.
وأشارت إلى أنه تم إدراج النسخة الالكترونية على قرص مضغوط (CD) كملحق للقصة بنسختها الورقية، كما قامت الباحثة بوضع القصة على شبكة الإنترنت من خلال موقع يوتيوب (YouTube) على الرابط التالي: http://www.youtube.com/watch?v=X52Tbg7yalk ليتسنى لجميع الأطفال الصم العرب الاستفادة والاستمتاع بمشاهدة هذه القصة في أي وقت وأي مكان وعن طريق أي جهاز الكتروني.
وبالنسبة لطريقة (ثنائي اللغة ـ ثنائي الثقافة) فقد تبنت الأستاذة إيمان تعريف الريس (2006) والذي يقوم على استخلاص الأبعاد الأساسية في عدة تعاريف لطريقة ثنائية اللغة ـ ثنائية الثقافة فعرفها بأنها (أحدث الأساليب في تربية وتعليم الصم والتي تقوم على أساس أن لغة الإشارة هي اللغة الأولى والطبيعية للطفل الأصم والتي من خلالها يتم تدريسه لغة المجتمع الذي يعيش فيه كلغة ثانية. كما تقوم على أساس ربط اللغة بالثقافة وتعريف الطفل الأصم بثقافة الصم وثقافة مجتمع السامعين الذي يعيش فيه، وعرفتها الباحثة إجرائياً بأنها طريقة تقديم قصة للأطفال الصم بحيث يتم تقديمها بلغة الطفل الإشارية، ولغة مجتمعه العربية المكتوبة والمقروءة.
-
الورقة الثالثة في الجلسة الثالثة قدمتها الآنسة روان بركات من المملكة الأردنية الهاشمية استعرضت فيها تجربة مؤسسة رنين والقصة المسموعة عرفت في بدايتها بمؤسسة رنين كمؤسسة غير ربحية تهدف إلى توفير قصص درامية مسموعة للأطفال ما بين سن 5 إلى 16 سنة، وباللغة العربية الفصيحة، بحيث تعمل على تطوير مهارة الاستماع و تقوية اللغة العربية لديهم .
أكدت بعدها إن القصة المسموعة ضرورة ملحة للأطفال المكفوفين واحتياج أساسي، كون جميع الأطفال المكفوفين يمكنهم الاستفادة من القصة المسموعة بشكل متساو، لأن الكثير منهم لا يجيدون قراءة خط بريل. كما تكمن أهمية القصة المسموعة بإمكانية استخدامها من قبل الأطفال غير المكفوفين وبالتالي يمكن للأخوة في نفس العائلة الاستماع إليها معا و كذلك في الصف المدرسي.
أوضحت بعدها الشكل الأنسب للقصة المسموعة كأن تروى بأصوات ممثلين محترفين، وأن تحتوي على موسيقى ومؤثرات صوتية لفائدتها في خلق الجو العام للقصة وامكانية أن تحل محل الصورة البصرية. أما المحتوى فتوضح الآنسة روان بركات أن احتياجات الطفل الكفيف النفسية لا تختلف عن احتياجات الأطفال الآخرين.
وتتناول أخيراً أهم التحديات التي تواجه القصة المسموعة وأبرزها: ارتفاع تكلفة انتاج القصة المسموعة مقارنة بالكتاب الورقي، وصعوبة تحويل كل قصة مكتوبة إلى قصة مسموعة خصوصا الكتب المصورة، وندرة الكتب التي يمكن تحويلها إلى كتب مسموعة لمرحلة الطفولة المبكرة كون أغلبها يعتمد على الرسومات .
-
الجلسة الرابعة والأخيرة ـ تفاحة المكتبات
الجلسة الرابعة والأخيرة للملتقى أدارتها الأستاذة شيخة المطيري من الإمارات وخصصت لتفاحة المكتبات وعرض لتجارب المهيأة منها وقدمت فيها 3 أوراق عمل
-
الورقة الأولى في الجلسة الرابعة كانت للأستاذة شيخة المهيري من الإمارات تحت عنوان: (نموذج المكتبة الدامجة) أشارت في بدايتها إلى أن المكتبات بشكل عام توجد في كل مكان (في الريف و الحضر، في الجامعات وفي أماكن العمل) وتخدم الجميع بغض النظر عن أي اعتبار.
ولفتت المهيري إلى أن المكتبة العامة تحمل أنبل الرسائل المجتمعية فهي مؤسسة ديمقراطية مفتوحة لكافة شرائح المجتمع بدون تمييز وتسخر امكانياتها المادية والبشرية لتوعية المجتمع وتنميته بتمكينه من اختيار طرق التعلم والتثقيف الملائمة لكل شخص حسب قدراته وشخصيته، ويأتي الأشخاص من ذوي الإعاقة ضمن المجموعات التي تحتاج الى رعاية خاصة ويتجلى دور المكتبة في تقديم كافة الخدمات المجتمعية لهذه الفئة بدون تمييز وإتاحة الثقافة والتنمية لها بصورة ملائمة.
أضافت الأستاذة شيخة: لعل أول ما تبدأ به المكتبة هو ضم أشخاص من ذوي الإعاقة وممن يمثلهم من الأسر ومؤسسات الرعاية لمجلس إدارة المكتبة أو المجلس الاستشاري لها، وهذا الأمر يضمن بقاء موضوع ذوي الإعاقة في الواجهة دائماً عند التخطيط الاستراتيجي ورسم السياسات ووضع الخطط التنفيذية، كما تخصص ميزانية لتوفير خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تتعامل هذه المكتبات مع ذوي الإعاقة بصورة طبيعية و تعتبرهم جزءاً طبيعيا من نسيج المجتمع.
وذكرت أن مباني المكتبات المجهزة لذوي الإعاقة تسهل عملية دخولهم الجسدي من حيث توفير المواقف والمنحدرات والمداخل الواسعة مع سهولة فتحها وإغلاقها كما توفر علامات للمكفوفين على الأرض وعند الأبواب وفي المصاعد وتخصص أثاثاً ملائماً لاستخدامهم، كما تتوفر في هذه المكتبات التكنولوجيا المساعدة من أجهزة وبرامج ملائمة، وتوفير مصادر مطبوعة ومواد سمعية و بصرية وإلكترونية تلائم أطياف الإعاقة وتوفر مواضيعاً ملائمة وتوعوية حول الإعاقة لهذه الفئة من أبناء المجتمع.
وقالت إن وجود أمناء مكتبات مدربين للتعامل مع ذوي الإعاقة يعد أهم عوامل التمكين حيث يكونون على دراية تامة بنوعية المواضيع الملائمة لذوي الاعاقة وكيفية الحصول على كتب بريل والتعامل بلغة الإشارة، كما أن بعض المكتبات تخصص موظفين للاتصال بهذه الفئة ومرافقتهم في المبنى وإرشادهم وتوفير ما يحتاجون إليه من خدمات.
في الختام أوضحت المهيري أن المكتبات المهتمة بتسهيل دخول ذوي الإعاقة تتبع المعايير العالمية في ممارساتها، ومن أهم المنظمات العالمية المعنية (افلا) وهي الاتحاد الدولي للمنظمات المكتبية وجمعية المكتبات الأمريكية حيث تقدم هذه المنظمات معايير تستطيع المكتبات استخدامها لقياس مدى تمكين ذوي الإعاقة من الدخول واستخدام الخدمات كما تشمل هذه المنظمات مجموعات مهنية من المكتبيين المهتمين بتمكين ذوي الإعاقة من استخدام المكتبات بالصورة الأمثل.
-
الورقة الثانية في الجلسة الرابعة تحدثت الأستاذة هايدي بايسون من النرويج في ورقتها (معرفة جيرانك من ذوي الإعاقة ـ كتب الأطفال من ذوي الإعاقة) عن التمييز الذي تعرضت له هذه الشريحة من المجتمع طوال سنين عديدة إلى أن بدأت الأمور تتحسن شيئاً فشيئاً في الوقت الراهن مشيرة إلى اتفاقية الأشخاص من ذوي الإعاقة التي تضمن حقوقهم وتعرف المجتمع بها باعتبارهم جزءاً لا يتجزأ منه.
ولفتت إلى دور الأدب في تقديم الصورة الصادقة والموضوعية عن الأشخاص المعاقين كونهم أشخاص لهم حقوقهم وقادرون على المشاركة بفاعلية في تقدم المجتمع بناء على المساواة في الحقوق بينهم وبين أقرانهم من غير المعاقين.
كما أكدت الأستاذة هايدي على أهمية إتاحة الفرصة أمام الأشخاص من ذوي الإعاقة لقراءة الكتب والتفاعل معها وأن تكون هذه الكتب متوفرة بتكلفة مناسبة للجميع وذات مضمون قيم وهادف يحمل العلم والتنوير بين جنباته ومقدماً صورة طيبة وصادقة عن هذه الفئة بعيداً عن المبالغة أو الانتقاص من قدراتها.
-
الورقة الثالثةوالأخيرة في الجلسة الرابعة في الملتقى قدمتها السيدة فوشين دوكزك من تركيا عرفت فيها بتجربة مكتبة توروك للمكفوفين وقالت إنها مؤسسة غير ربحية يمكن الاستفاضة بالحديث عنها من خلال كتاب مشروع الرحلة العمياء وهي سيرة ذاتية كتبها غولتكين يوزغين لنجاحه هو كرجل كفيف فقد بصره عندما كان في الحادية عشرة من عمره، واستطاع أن يتكيف مع كف البصر ويواصل تعليمه ولكنه وجد نقصاً في الكتب التركية المطبوعة بطريقة برايل فاضطر إلى تعلم الانجليزية وواصل تعليمه حتى غدا محامياً كبيراً (توفي سنة 2012).
وتحدثت السيدة فوشين عن الخدمات التي تقدمها المكتبة للمكفوفين من كتب مسموعة وبطريقة برايل ومجلات وغيرها كما تحدثت عن مشاريع المكتبة المستقبلية وأبرزها مشروع من الحلم إلى الحقيقة لتمكين الأطفال الفقراء المكفوفين من امتلاك الكتب ومواصلة تعليمهم خصوصاً وأن في تركيا 400 ألف كفيف 90% منهم لا يحصلون على فرصة التعليم 10% منهم يتابعون تعليمهم بعد الابتدائي و2.2% منهم يصلون إلى المرحلة الجامعية.
الشيخة جميلة القاسمي تدعو الكتّاب والرسامين والناشرين للقيام بدورهم
اختتمت سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رئيسة تحرير المنال أعمال الملتقى بتوزيع شهادات الشكر والتقدير على أصحاب أوراق العمل ومديري الجلسات ثم أخذ جميع المشاركين صورة تذكارية سيحملونها معهم دائمأً كذكرى طيبة عن هذه المناسبة المميزة والهامة على أمل اللقاء في ملتقيات المنال القادمة بإذن الله.
وتوجهت الشيخة جميلة القاسمي بتحية شكر وتقدير إلى جميع من شارك في ملتقى المنال (الإعاقة وأدب الطفل) وأشادت بكل ما قدموه من ورش وجلسات عمل لم تصور الشخص المعاق باعتباره إنساناً خارقاً ولا قللت من قيمته.
وقالت مختتمة أعمال الملتقى إن الدور الآن على الكتاب والرسامين والناشرين للقيام بدورهم بالنسبة لكتب الأشخاص من ذوي الإعاقة معتبرة أن هذا التوجه الذي انتهجه ملتقى المنال بدورته الحالية خطوة صحيحة في الطريق الصحيح متمنية النجاح والتوفيق للجميع.
المشاركون في الملتقى: سعادتنا كبيرة بزيارة المدينة
أكد وفد المشاركين بملتقى المنال الذي زار مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (الثلاثاء 6 مايو 2014 ) أن الخدمات التي يقدمها هذا الصرح الإنساني النبيل لطلبته من ذوي الإعاقة تضاهي بجودتها واحترافيتها أرقى الخدمات المقدمة على مستوى المنطقة والعالم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على إخلاص واجتهاد العاملين في المدينة وفي مقدمتهم مديرها العام سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي التي لا تدخر جهداً في سبيل الارتقاء المستمر بالأشخاص المعاقين تعليمياً وتدريبياً واقتصادياً واجتماعياً.
وقد أعرب أعضاء الوفد عن سعادتهم الغامرة بما اطلعوا عليه خلال جولتهم على فصول وورش أقسام المدينة مؤكدين أن هذه الصورة الناصعة ما كانت لتتم لولا الإيمان العميق بقضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة والسعي الدؤوب لتوعية جميع أفراد المجتمع بكيفية التعامل السليم معهم انطلاقاً من مشاعر الاحترام والتقدير لا مشاعر العطف والشفقة مع التأكيد على دمجهم إيجابياً مع أقرانهم من غير المعاقين في مختلف الفعاليات والمناسبات.
المدربة الكسندرا سترايك المتخصصة البريطانية في مجال كتب الأطفال والإعاقة، ومن أبرز الناشطين في تحفيز صناعة الكتب الدامجة والمهيأة للأشخاص من ذوي الإعاقة تمنت لو أنها كانت تستطيع الانضمام إلى صفوف العاملين في المدينة، فما تقدمه المدينة للأشخاص المعاقين عمل نبيل وسام يستحق كل الاحترام والتقدير، مشيرة إلى أن الموظفين يجب أن يفخروا بأنهم يعملون في هذه المؤسسة العريقة.
ضمن فصول مدرسة الوفاء لتنمية القدرات شارك الوفد طلبة المدرسة جزءاً من حصصهم الدراسية وتعرفوا على كيفية تعليم الأشخاص من ذوي الإعاقة وكيفية مشاركتهم الإيجابية في الدروس سواء من خلال طرح الأسئلة أو إعطاء الأجوبة فكانت هذه الجولة بحق فرصة طيبة للتعرف على هذه الطاقات والمواهب التي تقدم لها المدرسة كل الدعم والمساندة.
وفي ورشتي الخزف والتغذية بقسم التأهيل المهني انبهر أعضاء الوفد بإبداعات الطلبة حيث تعرفوا من الطالب عبد الرحمن محسن على مراحل صنع التحفة الخزفية وكيف يقوم هو وزملاؤه تحت إشراف مدربيهم بتنفيذ الخطوات المطلوبة للوصول إلى المرحلة النهائية وتقديم القطعة الخزفية بالشكل الأمثل، وقد قام بعض أعضاء الوفد باقتناء بعض هذه التحف الخزفية نظراً لإعجابهم الشديد بها وتشجيعأً للطلبة كي يستمروا بهذا الإبداع، كما تذوقوا في ورشة التغذية بعض الأصناف التي تقوم طالبات قسم التأهيل بإعدادها متمنين لهن دوام النجاح والتوفيق في عملهن المبدع.
ختام الجولة كان في مركز التدخل المبكر حيث اطلع أعضاء الوفد على الخدمات والبرامج والأنشطة المقدمة للأطفال من ذوي الإعاقة وتعرفوا على آلية التعليم ضمن الفصول حيث شاركزا الأطفال وقتاً من حصتهم التعليمية وعبروا عن سعادتهم الكبيرة بهذه المشاركة.
-