الملتقى الأسري الرابع: (القيادة الأسرية.. قيادة أسرة.. قيادة أمة(
دعت قرينة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.. أولياء الأمور والمدرسين إلى عدم تكرار الإسقاطات الخاطئة التي عشناها مع أطفالنا لان أطفال اليوم باستطاعتهم اليوم التعبير عن أنفسهم بالطريقة التي تناسبهم.. مؤكدة ضرورة إفساح المجال أمام الطفل للتعبير عن أفكاره وأحلامه بحرية والى تأسيس الطفل على مبدأ الثقة بالنفس كي يستطيع بدوره الوصول إلى مراكز قيادية والاهم من ذلك أن ينشئ أسرة متماسكة وقوية وقادرة على التأثير الايجابي في محيطها.
جاء ذلك خلال حضور سموها افتتاح فعاليات الملتقى الأسري الرابع عشر(الأحد 2 نوفمبر 2014) الذي نظمته إدارة مراكز التنمية الأسرية بالمجلس تحت شعار: (القيادة الأسرية.. قيادة أسرة.. قيادة أمة( في مركز الجواهر للمؤتمرات والمناسبات بالشارقة يومي الأحد والاثنين 2 و3 نوفمبر 2014.
وقد ناقش الملتقى قضايا تمس الأسرة ويستهدف الأسرة بكافة شرائحها الآباء والأمهات والأبناء وذوي الاختصاص والكفاءات العلمية التابعين للمؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة.
ووجهت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي شكرها لإدارة التنمية الأسرية وفريق العمل الذي أسهم جهوده الكبيرة في إقامة هذه التظاهرة الأسرية الهامة.. وقالت: (أعتقد جازمة أن برنامج الملتقى الأسري يشكل محطة هامة على طريق تعزيز العلاقات الأسرية واستلهام القيم الإيجابية للانطلاق بالأسرة الإماراتية نحو آفاق أكثر استقرارا).
وأضافت سموها: (لا أخفيكم أنني شخصيا استفدت من هذا اللقاء المثمر المعني بتسليط الضوء على موضوع الترابط الأسري في مجتمعنا الخير المعطاء.. وأتمنى أن يسهم في القيام بإصلاح بعض النواحي السلبية التي تم التطرق إليها من قبل المتحدثات).
وأوضحت سموها (شخصيا أتطلع إلى أن تكون المواضيع التي جرى طرحها في هذا الملتقى أن تجد طريقها إلى مدارسنا ومدرسينا نظرا للدور الكبير التي تضطلع به المدرسة في صقل وبناء شخصية الطفل منذ نعومة أظفاره ليعيشوا مستقبلا واعدا يضعهم على الطريق الصحيح).
وكانت فعاليات الملتقى قد بدأت بكلمة ألقتها موضي الشامسي مدير عام مراكز التنمية الأسرية.. وقالت إن صلاح الأسرة يصلح الكيان المجتمعي بأكمله.. مشيرة الى أن اختيار شعار الملتقى حول القيادة الأسرية جاء مناسبا لهذه الفترة الزمنية كما أنه تساؤل يفرض نفسه بل ويحتاج منا نحن في مجال العمل الاجتماعي البحث عن إجابة شافية له فهو عنوان كبير المعنى والمفهوم.
وأضافت (أن شعار الملتقى أثار ضجة كبيرة منذ أن تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لأن القيادة الأسرية تاهت في وسط التحديات والتغيرات التي تواجه المجتمع بأفراده والأسرة بصورة خاصة وأصبح المفهوم للقيادة مطاطي المعنى.. هل ما نقصده قيادة الرجل للأسرة أم المرأة.. أم ماذا نريد أن نقوله في هذا الملتقى).
وأكدت ان رسالة إدارة مراكز التنمية الأسرية واضحة ومحددة وتتمثل رؤيتها في بناء أسري متماسك ومستقر ومجتمع مترابط متراحم وعلاقات إنسانية راقية.. وقالت: (نريد أن نعمل بجد من أجل أن نحقق هدفنا في الحفاظ على هذا النسيج الأسري الذي بدأ يتأثر بالتحديات والمتغيرات المؤثرة عليه من خلال برامج إرشادية ووقائية وعلاجية وكذلك من خلال دراسات وبحوث ميدانية نخرج خلالها بتوصيات تحدد أساليب مساعدة للسير بالأسرة نحو الأفضل).
وشهدت الجلسة الأولى التي تناولت المحور الاجتماعي والمحور النفسي وترأستها شيخة العري عضوة المجلس الوطني الاتحادي طرح ورقتي عمل الأولى للدكتورة منى البحر عضوة المجلس الوطني دكتوراه في علم الاجتماع والدكتورة سعاد المرزوقي دكتوراه في علم النفس بجامعة الامارات حيث تناولت منى البحر التوجهات الحديثة للقيادة الأسرية.. مشيرة إلى أن ملامح شخصية الإنسان ترسم مبكرا أي بسن الطفولة والتي من خلالها يمكن للمرء أن يطلع على أي نموذج سيكون هذا الإنسان مستقبلا.
وقالت إن الإنسان يولد محبا للعلم والاكتشاف والمثابرة للتعلم وبعد سنوات تبدأ تغيرات ملحوظة عليه منها الملل والانطواء والسبب في ذلك ووفق الدراسات العالمية هو ما يسمى بالتركيبة الذهنية والتي تنقسم إلى الذهنية النامية والذهنية الثابتة.
وأوضحت أن الذهنية النامية هي التي تتفاعل مع الأحداث والتي تستطيع أن تواجه بجرأة وأن تقود في المستقبل في حين أن الذهنية الثابتة لديها نسبة من الذكاء وتخاف أن تفشل كي لا تخسره كي تحافظ على سماع كلمة أنت ذكي.. لذا تفضل المكان الموجودة فيه بل تخاف من المحيطين بها خشية أن يحصلوا على وظيفتها وبالتالي هي شخصية مريضة تبتعد عن التحدي وتكون انطوائية لذا غالباً ما يصيبها الاكتئاب.. مشيرة إلى أن الطفل يحتاج دوما إلى المديح والثناء والابتعاد عن الصراخ والعنف.
وتناولت منى البحر في ورقتها موضوع ثقافة الأنا وثقافة نحن والتي تعد مسألة خطيرة حينما يتم استلاب الشخصية الثابتة والتي تنضوي إلى الجماعة التي تقوم بالتفكير عنها وتحدد الأدوار وتخطط وتكون مستلبة منها وبالتالي تفقد هذه الشخصية الثابتة كل أدوراها وتصبح منقادة إلى الجماعة.
أما الورقة الثانية للدكتورة سعاد المرزوقي فجاءت تحت عنوان (الاتزان النفسي وتماسك الأسرة في مواجهة التحديات في مجتمع الإمارات) حيث استهلتها بالحديث عن الأسرة الإماراتية قائلة أن تكوين الأسرة في المجتمع الإماراتي يشوبه بعض الخطأ وضربت مثالاً على ذلك بأن الاهتمام بحفلات الأعراس والتجهيزات للاحتفال بالمناسبة يفوق بكثير الاهتمام بتحضير الفتاة نفسياً لتكون ربة أسرة مسؤولة عن أسرتها وعن الدور المهم لها في الحياة.
كما تناولت المرزوقي قضية تأكيد الذات حيث أوضحت في هذا الصدد أن الكثير من شبابنا يفتقدون اليوم إلى الخيار الصائب بل يجهلون ماذا يختارون أو ما الذي يناسب قدراتهم من مهن ويختارون الدراسات الأسهل.. مشيرة إلى أن هذه القضية تواجهها كثيراً مع الطلبة في الجامعات بل ويذهبون أكثر من ذلك إلى الطلب من الآخر أن يختار عنهم وهذا الأمر يعود إلى تربية الأهل وتأثير هذه التربية السلبية على الشباب.
وحذرت من الدور السيء للأسرة المتسلطة والتي يكون نتاجها أطفال ضعيفو الشخصية وانطوائيون والانسحاب والخوف من الآخرين وعندما يكبر الطفل يصاب بالكثير من الاضطرابات النفسية ويكوّن أسرة فاشلة.
كما تناولت الباحثة تأثير الإعلام الموجه خاصة على شريحة الشباب والمراهقات.. وختمت بالتأكيد على أن الحل يكمن في التحكم وتقنية الحوار والعطاء.
وشهدت فعاليات افتتاح الملتقى عرض قصة نجاح أسرة قدمها الدكتور جمال محمد مستشار قانوني وزوجته فاطمة عدنان مصبح مديرة إحدى فروع بنك المشرق في أبوظبي حيث تحدثا عن السر وراء استقرار أسرتهم وانسجام أفرادها.. وأكدا في هذا الصدد ضرورة الاتفاق المسبق لكل ما له علاقة بالكيان الأسري.
وكان جمال وزوجته فاطمة قد شاركا في رحلة العسل التي نظمتها مراكز التنمية الأسرية كإحدى فعالياتها السنوية الرئيسة والتي تهدف إلى مساعدة الزوجين على تجديد حياتهما.
فعاليات اليوم الثاني
شهد سعادة الشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم (الاثنين 3 نوفمبر 2014) في قصر الثقافة بالشارقة فعاليات اليوم الثاني للملتقى الأسري الرابع عشر، بحضور اللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وراشد محمد الكوس مدير عام مشروع ثقافة بلا حدود وعدد من المسؤولين بمراكز التنمية الأسرية والمهتمين بالأسرة.
وبعد الاستماع إلى السلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وتلاوة عطرة من الذكر الحكيم ألقت السيدة بدرية حسن بوكفيل المنسق العام للملتقى بالإنابة عن مديرة مراكز التنمية الأسرية كلمة رحبت فيها بالحضور وقالت: نحن في إدارة مراكز التنمية الأسرية لدينا رسالة واضحة ومحددة ورؤيتنا (بناء أسري متماسك ومستقر).. مؤكدة ضرورة العمل بجد لتحقيق الهدف المرسوم في الحفاظ على النسيج الأسري الذي بدأ يتأثر بالتحديات والمتغيرات المؤثرة عليه من خلال برامج إرشادية ووقائية وعلاجية ومن خلال دراسات وبحوث ميدانية نخرج من خلالها بتوصيات ترسم لنا الأساليب المساعدة للسير بالأسرة نحو الأفضل.
وحول مفهوم القيادة الأسرية أشارت الى أن هذا المفهوم أثار اهتماما كبيرا منذ أن تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وأصبح مفهوم القيادة غير واضح ويحتاج من المهتمين في مجال العمل الاجتماعي البحث عن اجابة شافية له موضحة في كلمتها أن القيادة الأسري هي نتاج مسؤولية تكاملية مشتركة بين الزوجين بحسب قدرات ومهارات كل طرف.
ولفتت الى أن القيادة الأسرية تراجعت وسط التحديات والتغيرات التي تواجه المجتمع والأسرة بصورة خاصة ومن هذه العوامل المؤثرة على الأسرة وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة.
تضمنت فعاليات الملتقى عرض فيلم وثائقي عن الانجازات التي حققتها مراكز التنمية الأسرية إحدى المؤسسات التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في تحقيق رؤية المجلس في الوصول إلى أسرة متماسكة ومجتمع مترابط ومتلاحم من خلال إقامتها للعديد من الفعاليات والورش التعليمية والمتلقيات التي كان لها دور في تسليط على العديد من القضايا الأسرية ذات الأهمية.
وفي ختام الجلسات أوصى الملتقى بضرورة تطوير أساليب التربية والخروج عن الأساليب التقليدية المتبعة حاليا لخلق قيادات شابة قادرة على قيادة أسرها المستقبلية.. داعيا الأسرة إلى العمل على زرع الثقة والتنمية الذهنية النامية لدى أبنائها التي تدفعهم للمثابرة والتطور الدائم.
كما أوصى الملتقى الأسر بالتركيز على زرع محبة وقبول واحترام الذات عند أبنائها حتى يستطيعوا التفاعل مع محيطهم المتغير الى جانب اكتشاف المهارات الوالدية قبل الإنجاب ومعالجة وتزويد الأفراد بالمهارات التربوية لانتاج أفراد ايجابيين في المجتمع الى جانب التصدي لبعض المفاهيم التربوية الخاطئة مثل (العنف يربي الرجال والعطف يهز الشخصية) وكيفية التصدي للمشكلات التي تواجه الأسرة.