تشارلز ديكنز روائي إنجليزي يُعدّ بإجماع النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري ولا تزال العديد من أعماله محتفظة بشعبيّتها حتى اليوم حيث تميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة وصوَّر جانباً من حياة الفقراء حيث حمل على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء، من أشهر آثاره: أوليفر تويست وقصة مدينتين ودايفيد كوبرفيلد وأوقات عصيبة.
كان ديكنز عضواً في الجمعية الملكية للفنون وقد مجد النقاد أستاذيته النثرية وابتكاراته المتواصلة لشخصيات فريدة وقوة حسه الاجتماعي، لكن زملاءه الأدباء مثل جورج هنري لويس وهنري جيمس وفيرجينيا وولف عابوا أعماله لعاطفيتها المفرطة ومصادفاتها غير المحتملة، وكذلك بسبب التصوير المبالغ فيه لشخصياته.
بسبب شعبية روايات ديكنز وقصصه القصيرة فإن طباعتها لم تتوقف أبداً، العديد من روايات ديكنز ظهرت في الدوريات والمجلات بصيغة مسلسلة أولاً، وكان ذلك الشكل المفضل للأدب وقتها، وعلى عكس العديد من المؤلفين الآخرين الذين كانوا ينهون رواياتهم بالكامل قبل نشرها مسلسلة كان ديكنز يؤلف عمله على أجزاء بالترتيب الذي يُريد أن يظهر عليه العمل، وقد أدت هذه الممارسة إلى إيجاد إيقاع خاص لقصصه يتميز بتتابع المواقف المثيرة الصغيرة واحداً وراء الآخر ليبقي الجمهور في انتظار الجزء الجديد.
نشأته
ولد تشارلز جون هوفام ديكنز في (لاندبورت بورتسي) في جنوب إنجلترا 7 فبراير 1812 م لأبوين هما جون وإليزابيث ديكنز وكان ثاني أخوته الثمانية، عاش طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعة ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا اضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، الأمر الذي اضطر ديكنز لترك المدرسة صغيراً حيث ألحقه أهله بعمل شاق ذي أجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة.
لقد كانت تجارب هذه الطفولة ذات تأثير في نفسه فتركت انطباعات إنسانية عميقة انعكست بالتالي على أعماله فيما بعد.
طفولته وأثرها على كتاباته
كتب تشارلز عن هذه الانطباعات والتجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من قصصه ورواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيراً وذاقوا العذاب ألواناً وعاشوا في ضياع تام بسبب الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في (إنجلترا) في عصره، ونجد أن شخصيته الرائعة تجلت بوضوح بالرغم من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته إلا أنه كان يستغل أوقات فراغه فينكب على القراءة والاطلاع كما كان يحرص على التجول وحيداً في الأحياء الفقيرة بمدينة الضباب الاصطناعي (لندن) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في بعض الأحيان.
عندما بلغ العشرين من العمر تمكنت الأسرة أخيراً من إلحاقه بأحدى المدارس ليكمل تعليمه وفي نفس الوقت كان يعمل مراسلاً لأحدى الجرائد المحلية الصغيرة لقاء أجر متواضع أيضاً لكنه لم يهتم بالأجر حيث تفانى في هذا العمل الصحفي الذي كان بمثابة أولى خطواته لتحقيق أحلامه كما أتاح له هذا العمل أن يتأمل أحوال الناس على مختلف مستوياتهم الاجتماعية والأخلاقية فخرج بالعديد من التجارب التي وسعت آفاقه ومداركه الأدبية والحياتية.
في سن الرابعة والعشرين أصدر ديكنز أولى رواياته الأدبية والتي كانت بعنوان (مذكرات بيكويك) والتي لاقت نجاحاً ساحقاً بالفعل وجعلته من أكثر الأدباء الإنجليز شعبية وشهرة، ثم ازدادت شهرته في إنجلترا وخارجها عندما توالت أعماله في العالم بلغات مختلفة.
أعماله المهمة
نشر ديكنز ما يزيد عن اثنتي عشرة رواية من أبرزها: أوراق بيكويك، مغامرات أوليفر تويست، حياة ومغامرات نيكولاس نيكلباي، متجر الفضول القديم، بارنابي رودج، كتب عيد الميلاد، موسيقى الأجراس، فرقع لوز في المدفأة، معركة الحياة، الرجل المسكون وصفقة الشبح، ديفد كوبرفيلد، البيت الموحش، أوقات عصيبة، حكاية مدينتين.. وغيرها من الأعمال الخالدة، كما ألف عدداً كبيراً من القصص القصيرة ـ من ضمنها القصص التي تدور حول ثيمة عيد الميلاد ـ وعدداً من المسرحيات.
هدفه
قضى تشارلز معظم حياته في كتابة المقالات وتأليف الروايات والقصص القصيرة وإلقاء المحاضرات وكان يدعو باستمرار في أغلب أعماله إلى ضرورة الإصلاح الاجتماعي وإلى تدعيم المؤسسات الخيرية والصحية التي ترعى الفقراء، ولقد آمن ديكنز بأن كل الأحوال المزرية والسيئة قابلة للإصلاح مهما كان مدى تدهورها، لهذا سخر قلمه البليغ للدعوة إلى تخليص المجتمع البشري مما يحيط به من شرور وأوضاع اجتماعية غير عادلة.
وفاته
في 9 يونيو عام 1870 مات تشارلز ديكنز عن عمر 58 عاماً بعد أن ترك للإنسانية هذا الكم الهائل من الكنوز الأدبية حيث تميزت كتاباته بتصوير الواقع بشكل جذاب للقارئ والوصف الدقيق للشخصيات مع وجود العاطفة وخصوصا الحزن والأسى في العديد من كتاباته، بالإضافة إلى النقد البناء وعكس مشاكل الشارع مما أسهم في الإصلاح.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)