شاركت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في دورة القانون الدولي الإنساني التي نظمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي (أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء 19 و21 و22 مايو 2004) في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى جانب ممثلين لعدد من الوزارات والمؤسسات والجهات الحكومية والهيئات المجتمعية هي:
- وزارة شؤون الرئاسة
- وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
- الأمانة العامة للمجلس التنفيذي
- مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب
- ديوان ولي عهد أبوظبي
- مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية
- مواصلات الإمارات
- القيادة العامة لشرطة دبي
- مدينة الشارقة للخدمات الانسانية
- مؤسسة خليفة بن زايد ال نهيان للاعمال الانسانية
- أكاديمية العلوم الشرطية
- دائرة الثقافة والاعلام في الشارقة
- غرفة تجارة وصناعة دبي
- مركز الإيواء في الإمارات
- مركز الاحصاء في الإمارات
- الاتحاد النسائي العام
كلمة مريم مبارك المري
وبحضور سعادة محمد يوسف الفهيم نائب الامين العام للخدمات المساندة وسعادة حميد الشامسي نائب الامين العام لهيئة الهلال الاحمر للمساعدات الدولية بالانابة.. افتتحت السيدة مريم مبارك المري مديرة إدارة الإعلام ومركز الاتصال في هيئة الهلال الأحمر فعاليات الدورة وقالت إنها تهدف إلى التعريف بالقانون الدولي الانساني من حيث نشأته ومصادره ومبادئه.. إلى جانب سعي الهيئة إلى نشر هذه الثقافة لدى أفراد المجتمع والهيئات كافة ذات العلاقة بالعمل الإنساني.
مؤكدة أن تنظيم الدورة يأتي في إطار حرص الجهة المنظمة والمستضيفة على خدمة المجتمعين المحلي والعالمي، وحرصهما على إتاحة إمكاناته المادية والتنظيمية والفنية للمؤسسات المحلية والدولية،.. موجهة الشكر إلى مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية على تعاونه مع الهيئة وحرصه على نشر مفاهيم القانون الدولي الإنساني خاصة في الظروف الحالية التي تشهدها المنطقة.
محاضرة صالح موسى الطائي
ثم قدم الدكتور صالح موسى الطائي الخبير في شؤون العمل الإغاثي الانساني محاضرة شاملة عن ملامح العمل الانساني الذي تنفذه هيئة الهلال الأحمر داخل الدولة وخارجها كجزء من ملامح العطاء الانساني لدولة الامارات التي وصلت مساعداتها إلى أكثر من 80 دولة حول العالم والتي صنفت دوليا بأنها الدولة الاولى من حيث المساعدات الانسانية للفئات المستحقة.
وقال الدكتور الطائي إن العمل الاغاثي الانساني للدولة وضع مبادئه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وسار على خطاه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وتابعه سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر مما أعطى دفعة قوية لهذا العطاء الانساني للدولة بصفة عامة وللهلال الأحمر بصفة خاصة.
ونوه بأن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر يحمل على عاتقه هذا الواجب العظيم المتمثل في مد يد العون إلى الأيتام والفقراء والمنكوبين وذوي الاحتياجات الخاصة، سواء على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة أو عالمياً.
وأوضح الطائي أن مساحات العمل أمام الهلال الاحمر الاماراتي شملت أكثر من 60 دولة واستندت في ذلك على مبادئ أساسية هي تقديم العطاء بدون التمييز بين الجنس واللون والدين وبذلك لاقت نجاحا منقطع النظير كما لاقت ترحيبا من كافة القطاعات والفرق المتنازعة في كل دول العالم التي تعرضت للكوارث.
قام الدكتور الطائي بعدها بإهداء وتوقيع نسخ من كتاب حديث له تحت عنوان (الأسفار بين الأقطار) لخص فيه تجربته في العمل الإغاثي والإنساني.
القانون الإنساني + اتفاقية جنيف
بعدها قدم الدكتور فؤاد بوابة المدير الاقليمي للإعلام والنشر في اللجنة الدولية للصليب الأحمر والبعثة الإقليمية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الكويت والمتحدث الرسمي باسم البعثة محاضرة حول «مفهوم القانون الدولي الإنساني: نشأته.. مصادره.. مبادئه»، أشار فيها إلى أن الدور المنوط بالبعثة الدولية للصليب الأحمر يتمثل في تقديم العون إلى حكومات الدول وسلطاتها لمساعدتها على تطبيق القانون الدولي الإنساني.
ولفت إلى أن 194 دولة في العالم صادقت على هذا القانون وقد ظهر في عام 1949 وهو يضم أربع اتفاقيات تسمى «اتفاقيات جنيف الأربع»،
وتحدث عن الفئات المشمولة بحماية القانون الدولي الانساني وأساليب ووسائل القتال وكذلك التعريف بمشروع الرعاية الصحية ومسؤوليات العاملين في مجال الرعاية الطبية في حالات النزاعات المسلحة وحالات الطوارئ الاخرى .
الأشخاص المحميون
كما قدم الدكتور فؤاد بوابة محاضرة بعنوان «الأشخاص المحميون» عرض خلالها قائمة بالفئات التي تكفل القانون الدولي الإنساني لها بالحماية وهي الجرحى والأسرى من مقاتلي القوات المسلحة وأفراد الخدمات الطبية والعناصر المرافقة للقوات المسلحة من مراسلين حربيين وموظفين مدنيين، إلى جانب المدنيين، وعناصر الأمن الداخلي والدفاع المدني، موضحاً أن تلك الفئات تعد محمية بموجب القانون الدولي الإنساني ما لم تحمل سلاحاً أو تشارك في الحرب وتسقط عنها الحماية في حال شاركت في القتال.
الحركة الدولية للصليب الأحمر
وتحدث في فعاليات اليوم الثاني للندوة ممثلون عن اللجنة الدولية للصليب الاحمر من بينهم يزن خلايلة الذي قدما شرحا مستفيضا عن الحركة الدولية للصليب والهلال الاحمر ودور اللجنة الدولية للصليب الاحمر في النزاعات المسلحة وأنشطة الحماية التي تقوم بها اللجنة مؤكداً على ضرورة التمييز بين المقاتلين في الحروب وغيرهم وأهمية الالتزام بالقانون الدولي الإنساني أثناء النزاعات الدولية المسلحة وغير الدولية مثل الحروب الأهلية وكذلك تعريف المشاركين بالحروب بالأهداف المدنية وضرورة تجنبها وعدم استهدافها مثل المدارس والمستشفيات والملاجئ التي يأوي إليها المدنيون هربا من الحرب وكذلك المخيمات التي يلجأون اليها لتجنب استهدافهم .
وتناول المحاضر في مداخلته أمام الندوة كذلك النشاطات التي تقوم بها اللجنة الدولية للصليب الاحمر لصالح المدنيين وحمايتهم ومساعدتهم على تجنب الأماكن الخطرة وكذلك قيام اللجنة بزيارة المحتجزين من أسرى الحرب والحفاظ على الروابط الاسرية للمدنيين وتقديم المساعدات الاغاثية والطبية وحفر الآبار وتقديم كل ما يحتاجه المتضررون من الحرب والكوارث ومساعدتهم على تخطي محنتهم.
وتحدث المحاضر عن دور المتطوعين في حالات النزاعات المسلحة والكوارث الطبيعية ومساعدة المدنيين وكل فئات المجتمع المتضررة وتقديم الإغاثة العاجلة لهم ثم إقامة خيام طارئة لايوائهم وبعدها التقدم بإعادة ‘عمار ما دمرته الحرب والكوارث وتأهيل من تضرروا منها.
وفي الجلسة الثانية من فعاليات الندوة في يومها الثاني تحدث أحمد سليمان من اللجنة الدولية للصليب الاحمر عن كيفية الوصول الآمن إلى مواقع النزاع أو منطقة الكوارث التي أصابت أعدادا كبيرة من السكان بالضرر وتركت الكثير منهم بلا مأوى وتشرد آخرون بفعل النزاع أو ضغط الكارثة عليهم.. وقال إن دور المتطوعين في هذه الحالة يصبح ضروريا لمساعدة السكان على تجاوز المحنة.. وتناول مكونات الحركة الدولية للصليب الاحمر والهلال الاحمر في الميدان.
وجرت في نهاية اليوم الثاني من فعاليات الندوة مناقشة عامة حول أنشطة اللجنة الدولية للصليب الاحمر ودورها في مساعدة المتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة وامكانية نجاح اللجنة في الوصول إلى مناطق الكوارث.
اختتام الدورة
اختتمت فعاليات دورة «القانون الدولي الإنساني» في يومها الثالث حيث قدم الدكتور فؤاد بوابة تعريفاً بمشروع الرعاية الصحية في خطر ومسؤوليات العاملين في مجال الرعاية الطبية في حالات النزاعات المسلحة وحالات الطوارىء الأخرى.
قام المشاركون بعدها بجولة في مكتبة «إتحاد الإمارات» في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وتعرفوا على الأقسام المختلفة للمكتبة وما تحتويه من كتب ودوريات وقواعد بيانات خاصة فيما يتعلق بالقانون الدولي الإنساني.