ابتكره طلبة أمريكية الشارقة بالتعاون مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
دأبت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تشجيع مختلف شرائح المجتمع كي تساهم في تقديم الدعم والمساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة كل حسب اختصاصه وانطلاقاً من موقعه، إيماناً منها بما يحققه هذا التكاتف المجتمعي من تقدم ورقي للجميع سواء أكانوا من المعاقين أو غير المعاقين الأمر الذي يعمل على تعزيز مكانة المجتمع على الساحتين المحلية والدولية ويقدم صورة ناصعة عنه تدل بشكل رئيسي على وعي كبير ومكانة مرموقة محترمة.
ومن بين المجالات التي توليها المدينة أهمية كبيرة في خدمة الأشخاص من ذوي الإعاقة مجال (التقنيات المساندة) وتسخير آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا لتساعد أبناء هذه الشريحة وأسرهم والعاملين معهم على التواصل الأفضل وتلبية الاحتياجات الضرورية لهم.
من هنا جاء الاهتمام الكبير بـ (الجهاز ـ التطبيق: آي كوناكت) الذي ابتكره طلاب الجامعة الأمريكية في الشارقة (قسم الهندسة الكهربائية): آية بلال علي، ندى علي عبيد، رنا عمر محمود ومحمد النبتيتي والذي يساعد الاشخاص من ذوي الإعاقة الحركية على التواصل مع الآخرين حيث يقوم الجهاز التطبيق بقراءة موجات الدماغ من خلال مجسات أو قبعة خاصة يرتديها الشخص المعاق ويحولها إلى كلمات مقروءة ومسموعة على الهاتف الذكي الخاص بالشخص الذي يعتني به.
الطلبة أخذوا في تصميمهم هذا موجات دماغية مسجلة واستخدموها كأساس لتحليل إشارات الحركة وتطوير مصنفات دقيقة للإشارات الدماغية وبالتالي تصميم وسط لتحليل موجات الدماغ مباشرة باستخدام مجسات مخطط كهربائية الدماغ. وبهدف زيادة سهولة استخدام البرنامج حرص الطلبة على توسيع نطاق المشروع ليربط بين تصنيف الموجات الدماغية المرصودة وتطبيق هاتف ذكي ينبه الطبيب أو ولي الأمر أو المختص فيساعده على الاطلاع الدائم على مشاعر واحتياجات الشخص المعاق حركياً بشكل (كلي).
التصميم حصل على المركز الأول في مسابقة (إماجين كاب) لمايكروسوفت 2014 في الإمارات وسيشارك الفريق قريباً بالمسابقة نصف النهائية في قطر، كما فاز أيضاً بالمركز الأول بمسابقة IEEE بجامعةعجمان (قسم مشاريع التخرج) في 27 مايو 2014.
وقد أكد الطلبة أن (آي كوناكت) وهو مشروع تخرجهم من الجامعة الأمريكية بالشارقة يتطلب تدريب الشخص المعاق على استخدامه قرابة الأسبوع من الزمن كي يتعلم تخيل الحاجة التي يريدها كالجوع مثلاً فتظهر مكتوبة ومسموعة على هاتف الشخص الذي يتعامل معه، وعلى الرغم من كون (الجهاز ـ التطبيق) على أتم الجهوزية إلا أنه ينتظر التسويق المناسب كي يكون متاحاً لجميع من يرغبون باستخدامه من الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والاختصاصيين العاملين معهم.
وأشار الطلبة إلى أنهم بصدد تطوير الجهاز التطبيق ليتم استخدامه أيضاً في بعض الفصول التعليمية حيث الطلبة غير قادرين على النطق والإجابة بسهولة عن الأسئلة فباستخدام (الآي كوناكت) يمكن أن تظهر إجاباتهم على السبورة الذكية وأيضاً يمكن استخدامه في المستشفيات كي يتعرف الطبيب أو الممرضة على حالة المريض من ذوي الإعاقة إن كان يشعر بالألم أو يريد شيئاً ما.. إلخ..
قصة التعاون بين الطلبة والمدينة
مع بداية العام الدراسي 2013 – 2014 تقدم الطلبة بطلب إلى مركز التدخل المبكر بخصوص تحديد موعد مع اختصاصييه للحصول على استشارة حول احتياجات الأطفال من ذوي الإعاقة للتقنيات المساندة خاصة فيما يتعلق باستخدام التطبيقات الخاصة بالكومبيوتر والهاتف المحمول.
بالفعل تم عقد اجتماع بين الطرفين لمناقشة أهم هذه الاحتياجات بناء على التحديات التي يواجهها الأطفال من ذوي الإعاقة كالاحتياجات الخاصة بصعوبات التواصل والحاجة إلى التقنيات المساندة فيما يخص التحديات الحركية (الأشخاص من ذوي الإعاقة الحركية) والصعوبات في ممارسة مهارات الحياة اليومية.
هدف الطلبة من خلال ذلك كان الاستعانة بخبرات مركز التدخل المبكر في تصميم الجهاز ـ التطبيق، وفي 13 أبريل 2014 قام الطلبة بزيارة مركز التدخل المبكر للمرة الثانية وتم الاجتماع بالأستاذ وائل علام المدير الفني لمركز التدخل المبكر واختصاصيتي النطق واللغة أنوار عبيد ودعاء دريدي والاختصاصية النفسية خلود الجنيبي وعضو الفريق الإداري في المركز شيرين العلمي.
في هذا الاجتماع قام الطلبة بعرض ما توصلوا إليه على اختصاصيي مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية واستعراض النتائج التي حصلوا عليها مع إجراء تطبيق عملي تبعه نقاش مستفيض بين الجميع حول آلية (الآي كوناكت) وكيفية استخدامه من خلال ترجمته لاحتياجات الشخص المعاق وتحديد هذه الاحتياجات عبر قراءة الموجات الدماغية الأمر الذي سيساعد هؤلاء الأشخاص على التعبير عن احتياجاتهم كالجوع والعطش والالم والحاجة إلى الحركة.
وخلال الاجتماع أكد الأستاذ وائل علام للطالبات أنه وانطلاقاً من رؤية مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مناصرة واحتواء وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة بتقديم أفضل الخدمات وأجودها كماً وكيفاً تم بتاريخ 31 مارس 2014 استحداث مركز للتقنيات المساندة في المدينة نظراً لحق أبناء هذه الشريحة بتوفير بيئة تعليمية وتأهيلية ميسرة تمكنهم وتمكن أولياء أمورهم من الوصول إلى مبتغاهم ومواكبة التطور التقني والتكنولوجي السريع مع الاستفادة من كل ما هو جديد في مجال التقنيات المساندة لذوي الإعاقة.
وتتمحور مهام المركز المستحدث وهو الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة بتقديم الاستشارات المتخصصة حول خدمات التقنيات المساعدة وتوفير الدعم التقني وبرامج المتابعة والتأهيل لمستخدمي هذه التقنيات والتنسيق مع الجهات المتخصصة لتبادل الخبرات، ومن مهام المركز مواكبة وتوفير أحدث المستجدات في المجال بالإضافة إلى توعية وتثقيف الاشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين في هذا المجال وتدريب الكوادر وتأهيل المتخصصين في خدمات التقنيات المساعدة وتوفير تسهيلات لدعم التمويل المادي لهذه التقنيات ودعم البحث العلمي في هذا الإطار.
وأشار علام إلى أنه سبق للمدينة أن أولت اهتمامأً كبيراً بهذا الموضوع من خلال إدخال وسائل التعليم الحديثة (كومبيوترات، آيبادات، سبورات إلكترونية.. إلخ) إلى الفصول الدراسية للارتقاء بمستوى العملية التعليمية وإتاحة الفرصة أمام الطلبة من ذوي الإعاقة لتحصيل العلم والمعرفة مستخدمين أحدث التقنيات المساندة شأنهم شأن زملائهم من غير المعاقين حيث تحرص المدينة باستحداثها لهذا المركز على تحويل هذا الاهتمام إلى عمل احترافي يحيط بهذه العملية من مختلف جوانبها ويوفر هذه التقنيات للأشخاص من ذوي الإعاقة على اختلاف إعاقاتهم.
عبّر الطلبة عن إعجابهم الكبير بهذا المركز وما سيقدمه من دعم ومساندة للأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم والعاملين معهم كما أعربوا عن استعدادهم مستقبلاً للتعاون مع المدينة في العمل بمركز التقنيات المساندة إيماناً منهم بأهمية هذا المركز في تقديم الخدمات التي توفرها التقنيات المساندة وتسخيرها لصالح الأشخاص من ذوي الإعاقة.
كما توجهوا بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع العاملين في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وخصوا بالذكر فريق العمل بمركز التدخل المبكر الذي تعاون معهم بشكل إيجابي جداً متمنين لهم دوام النجاح والتوفيق في عملهم الإنساني النبيل خدمة للأشخاص من ذوي الإعاقة.

حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)