جلسة عصف ذهني هامة بين أولياء الأمور ومسؤولي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
بحضور عدد كبير من أولياء أمور الطلبة من ذوي الإعاقة ومسؤولي وموظفي مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عقد (الاثنين 2 يونيو 2014) اجتماع تفاعلي حول متوسط التكلفة الفعلية للطلاب نظير الخدمات الحالية في المدينة تحدثت فيه الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي نائب مدير عام المدينة والأستاذة هبة الحمراني مدير إدارة الاتصال المؤسسي مع مداخلات قيمة لأولياء الأمور ورؤساء الأقسام.
في بداية الاجتماع تم التأكيد على أن المدينة وضعت على رأس أولوياتها تقديم أفضل الخدمات وأرقاها لأبنائها وطلبتها من ذوي الإعاقة واستقطبت من أجل ذلك أفضل الكوادر والخبرات ووظفت أفضل التقنيات والأساليب في تدريبهم وتعليمهم وتأهيلهم لإيصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم، ومن أهم الأمثلة على ذلك، مركز التقنيات المساندة ، التعليم الجامعي للصم، المركز المسائي لتعليم الصم الكبار، المركز المسائي للخدمات العلاجية، مركز بيت الشابات للفتيات من ذوات الإعاقة الذهنية.
كما تمت الإشارة إلى أن المدينة في ميثاقها الأخلاقي الذي أقرته منذ أكثر من عشر سنوات في مايو 2004 اعتبرت الأطفال القيمة الأسمى والمبرر الأوحد لبقائها واستمرارها مع التأكيد على تقبلهم تقبلاً غير مشروط والمحافظة على حقوقهم وصيانتها وتقديم كل مساعدة ممكنة لهم والحرص على مصلحتهم، وفي حال وجد ما يتعارض مع ذلك فيتم علاجه بوضوح وبساطة بعد تحديد المسؤوليات.
أيضاً تناول الاجتماع مجموعة من الثوابت في مقدمتها أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ليست مؤسسة خيرية، بل هي مؤسسة خدمية غير ربحية تقدم خدمات إنسانية من الدرجة الأولى للأشخاص المعاقين كافة من دون تفرقة أو تمييز، والجانب الخيري يقدمه المجتمع سواء من خلال الدعم الحكومي للمدينة ومساعدتها على تقديم الخدمات، أو من خلال دعم المؤسسات والأفراد، بالإضافة إلى أموال الزكاة التي تعد من الجوانب الخيرية التي تصرف لغير المقتدرين والمستحقين للزكاة.
النقاش التفاعلي خلال الاجتماع تتطرق إلى عدد موظفي المدينة البالغ حوالي 495 موظفاً حيث تقدم المدينة عبر ما يزيد على 17 قسماً خدمات متنوعة يستفيد منها ما يزيد عن 3800 شخص من ذوي الإعاقة، منهم 1200 طفل من مختلف الأعمار يستفيدون من خدماتها اليومية والخدمات المقدمة في الفصول وباقي الفروع.
تمت الإشارة أيضا إلى أن التكلفة الفعلية الإجمالية للطلاب في العام الدراسي الماضي بلغت 46 مليون درهم عن 1200 طالب وطالبة تقدم لهم الخدمة بطريقة مباشرة، حيث بلغ متوسط التكلفة الفعلية سنوياً الذي تتحمله المدينة لمختلف أنواع الإعاقات 30 ألف درهم للطالب الواحد، 16% من التكلفة الإجمالية يسدد من التبرعات العامة، و12% من المساهمة بالتكلفة الفعلية التي تدفعها الأسر، و18% من أموال الزكاة، و42% من حكومة الشارقة وبالتالي فإن الرسوم التي تتقاضاها المدينة من الأهالي لا تتعدى الـ 10 آلاف درهم مع التوضيح أن قيمة العجز المالي الذي تحملته المدينة في السنة الماضية 7.5 مليون درهم، (12% عجز).
العديد من الآراء القيمة والإيجابية طرحها أولياء أمور الطلبة مع المسؤولين خلال الاجتماع فيما يتعلق بالسبل الكفيلة بمساندة المدينة ولعل من أبرز هذه الطروحات ما تفضل به الاستاذ محمد عبد الله المنصوري (أبو راشد) حيث تحدث عن زيادة الرسوم التي تتقاضاها المدينة فالأعباء المادية كتكلفة فعلية للطلبة تلقي بثقلها على كاهل المدينة.
ومن بين مداخلات أولياء الأمور كانت المقارنة بين ما تتقاضاه المدينة كرسوم عن الطالب وما تتقاضاه المراكز الأخرى، فالفرق شاسع ورسوم المدينة تكاد لا تذكر أمام الرسوم الكبيرة التي تتقاضاها مؤسسات غيرها، ومن مداخلات الأهالي أيضاً تمت الإشارة إلى حرص المدينة على توفير العدد اللازم من الموظفين والمعلمين والاختصاصيين كل ذلك بهدف خدمة الطلبة من ذوي الإعاقة.
أكد الجميع في نهاية الاجتماع أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بذلت منذ نشأتها وحتى الآن كل ما بإمكانها في سبيل تقديم أرقى الخدمات والبرامج والأنشطة للأشخاص من ذوي الإعاقة متحملة ضغطاً مادياً كبيراً لم يثنها أو يوهن من عزيمتها أو إيمانها بأحقية هذه الشريحة من أبناء المجتمع في الحصول على التعليم والتدريب وكافة الخدمات الأخرى، وأن تقديم المساندة سيساعد المدينة كثيراً ويخفف تدريجياً من عجزها المالي وبالتالي المساهمة في الارتقاء المستمر بالخدمات ورسم البسمة على وجوه الأشخاص من ذوي الإعاقة.