الثلاثاء 23 ديسمبر 2014
يوم للورش الترفيهية والتثقيفية
شخصيات فنية وثقافية زارت المخيم وأعجبت بالتنظيم والإتقان والإخلاص في العمل
دخل مخيم الأمل الخامس والعشرون يومه الثالث بكامل البسمة المرسومة على وجوه الوفود المشاركة حيث قامت لجنة البرامج والأنشطة بتنظيم فعاليات وورش ترفيهية وتثقيفية متنوعة داخل أرض المخيم شارك فيها الجميع بفعالية وحماس منتقطع النظير، فقد ملأ النشاط أرجاء المخيم وأشباله يشاركون في ورش الحركات الإبداعية التي تساعد الأطفال على استخدام أجسادهم والرسم والطين وصنع الأقنعة والكولاج والأزياء التنكرية وكلها ورش قامت بإعدادها والإشراف عليها مؤسسة الشارقة للفنون، كما أضفى وجود المهرجين وألعاب الخفة اليدوية طابعاً مميزاً الأمر الذي أكد عليه رئيس فريق روح الإمارات التطوعي عبد العزيز نجم (من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية) الذي زار أرض المخيم واندمج مع الأطفال في ورشة (الطين) وشعر بمقدار الطاقة الإيجابية الموجودة في المكان.
عبد العزيز نال تعليمه في مركز التدخل المبكر التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وهو يثمن الجهد الكبير الذي تبذله هذه المؤسسة العريقة في مجال تمكين ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة ويأتي مخيم الأمل الذي تنظمه كل عام وتحتفل الآن بيوبيله الفضي كتأكيد لهذا النهج وترسيخ للمبادئ العظيمة التي تسعى بكل ما أمكنها لتحقيقها ولولا النجاح الكبير الذي يحققه المخيم سنوياً لما استمر كل هذه الفترة وبإذن الله سيستمر لسنوات كثيرة في المستقبل.
في ورشة الرسم عبر الأطفال من ذوي الإعاقة عن مواهبهم ومشاعرهم فجاءت لوحاتهم رقيقة وشفافة كنفوسهم الصادقة ونالت إعجاب من زار الورشة وكان من بينهم الممثل والكاتب والمخرج المسرحي عبد الله صالح الرميثي الذي أعرب عن فرحته الكبيرة بزيارته أرض المخيم ومشاهدة مواهب المشاركين من مختلف الوفود مؤكداً إن ما شهده مخيم الأمل من أنشطة رائعة وفعاليات متميزة جدير بكل الاحترام والتقدير ودعا جميع فئات المجتمع إلى زيارة المخيم ومشاهدة الفرحة التي تشع على وجوه الأطفال ذوي الإعاقة وهم يتفاعلون ويمرحون ويشاركون في الورش والأنشطة والرحلات، كما تمنى دوام النجاح والتوفيق للمدينة في جهدها النبيل وإخلاصها الكبير لقضيتها.
إنهم يستخدمون الكاميرات باحترافية رائعة ـ قال فيصل العطار الإعلامي في إذاعة دبي ـ وهو يتأمل ورشة التصوير التي شارك فيها الأطفال من ذوي الإعاقة وعندما علم أن لجنة الثقافة والإعلام تدرب الطلبة على طرق التصوير المناسبة وتزودهم بالكاميرات لم يخف دهشته وإعجابه الكبيرين مؤكداً أن مخيم الأمل يستحق أن يتم تسليط الضوء عليه ملياً لأنه يقدم للأشخاص من ذوي الإعاقة العلم والترفيه والسعادة والأمل.
الشخصية الثقافية الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة لتوعية الأطفال بالأمن والسلامة المرورية (الشرطي الصغير) التابعة للقيادة العامة لشرطة الشارقة (إدارة الإعلام والعلاقات العامة) كانت حاضرة لمشاركة الأطفال من ذوي الإعاقة فرحتهم باليوبيل الفضي لمخيم الأمل والمساهمة في إسعادهم والاندماج معهم.
متحف الشارقة البحري ومربى الأحياء المائية
بعد استراحة الغداء انطلقت قافلة الأمل إلى متحف الشارقة البحري الذي يعد إضافة استثنائية لسلسلة متاحف الشارقة خصوصاً أنه يقع إلى جانب مربى الشارقة للأحياء المائية بمحاذاة بيئة بحرية تتمثل في الخلفية الطبيعية للساحل البحري لبحيرة الممزر حيث اطلع أعضاء الوفود على الأدوات اليدوية التي استخدمها «الجلاف – صانع السفن» في بناء أنواع متعددة من السفن وتسابق (المصورون الصغار) لالتقاط الصور الرائعة بما علمتهم إياه لجنة الثقافة والإعلام من مهارة وحرفية في التصوير، وشاهدوا نماذج مستخدمة في التجارة وسفن الغوص، إضافة إلى قوارب الصيد وأدلة السفن في الملاحة البحرية واستمتعوا جداً بالعروض التفاعلية لنماذج من الحياة البحرية لإمارة الشارقة بما فيها أدوات وعدة الصيد، وتجارة اللؤلؤ، وبناء القوارب، ومعدات الغوص، ونماذج أصلية عن السفن، إضافة إلى عرض لصور أشهر البحارة وربابنة السفن (النواخذة).
انتقل الجميع بعد ذلك إلى مربى الأحياء المائية الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في يونيو من عام 2008 بمنطقة الخان، حيث تعرفوا على البيئة البحرية لدولة الإمارات بما تحتويه من كائنات بحرية وأسماك بأنواعها المختلفة وذلك عن طريق جولة مائية ساروا فيها ضمن أنفاق مائية وجسور خاصة مجهزة بتقنيات متطورة وفق أحدث النظم العالمية في هذا المجال وشاهدوا ما يزيد عن 250 نوعاً من الأسماك المعروفة بالإضافة إلى الأسماك النادرة والملونة وهي تعيش ضمن بيئتها الطبيعية.
وإلى واجهة المجاز المائية على بحيرة خالد توجه الجميع بعد ذلك وتناولوا وجبة العشاء كما أمضوا وقتاً ممتعاً وسط الأجواء الخلابة، ثم عادت القافلة أدراجها إلى أرض المخيم حيث كان حفل السمر بالانتظار بكل ما فيه من فقرات متنوعة وألعاب مسلية.
حفل سمر اليوم الثالث
حفل السمر الذي أعدته لجنة البرامج والأنشطة بالتعاون مع اللجنة الإعلامية في مخيم الأمل الخامس والعشرين كانت له ميزته الخاصة، ففيه اجتمعت ثقافات الشعوب وتلاقت وتعرف المشاركون على عادات وتقاليد البلدان المشاركة وتقاسموا معهم فرحتهم بمناسباتهم الوطنية وتعرفوا على عاداتهم وتقاليدهم.
كانت أولى فقرات الحفل أنغام شجية من الموسيقى العالمية عزفتها أنامل فتية وفتيات صغار تراوحت أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة شكلوا جميعاً جوقة الكنيسة الكورية في دبي Dubai Korean Churchأحبوا أن يشاركوا الأطفال من ذوي الإعاقة فرحتهم في اليوبيل الفضي لمخيم الأمل بالشارقة.
وقال السيد جانكشان لي Jangchan Lee المشرف على الجوقة إن الأطفال الكوريين أحبوا أن يقدموا عرضاً موسيقياً للأشخاص من ذوي الإعاقة في هذه المناسبة التي تتزامن هذه الأيام مع أعياد الميلاد، معبراً عن قناعة الجميع بأهمية خدمة هذه الفئة من الأطفال، ونحن حاولنا ذلك بالموهبة الموسيقية التي لدينا.
سعادة الشيخة جميلة القاسمي عبرت عن سرورها بهذه المبادرة وشكرت جميع أفراد الجوقة الكورية وقدمت لهم الهدايا الرمزية، متمنية استمرار التعاون ومثل هذا النوع من المبادرات اللطيفة.
أمسية قيرغيزية وقطرية
ووفق ترتيب مسبق درجت عليه لجنة البرامج والأنشطة لإشراك الوفود في إحياء أمسيات حفل السمر وإتاحة الفرصة أمام الأطفال من ذوي الإعاقة لتقديم أفضل ما لديهم، خصص حفل السمر في اليوم الثالث لوفدي قطر وقيرغزستان حيث قدم الأطفال القرغيز فقرة من فولكلور بلادهم ارتدوا من أجلها أزياءهم التقليدية المستمدة من البيئة القرغيزية والتي تمتاز بالتطريزات الشرقية والمذهبة والقبعة العالية للفتيان والرجال وغطاء الرأس المصنوع من الفراء للفتيات والنساء..وعلى ايقاع أغنية تجلت فيها الروح القيرغيزية المقدامة قدم الأطفال القيرغيز لوحة فولكلورية تميزت بحركات أكتافهم وأذرعتهم التي كانت تشبه حركة الفارس وهو على صهوة جواده يرود به السهول والوديان الخضراء والمناظر الطبيعية الجميلة التي يمتاز بها بلدهم، وقد توسط العرض طفل يلوح بعلم بلاده ذي اللون الأحمر تتوسطه شمس ذهبية بأشعتها المضيئة.
نالت هذه الفقرة اعجاب وتصفيق جميع من حضر، تلتها أغنية هادئة شارك فيها جميع أعضاء الوفد القرغيزي وغنتها بصوتها الشجي الطفلة بولوتوفا مليكة Bolotova Malika التي تفاعل معها جميع الحاضرين ونالت إعجابهم الشديد.
ألقت بعدها المرافقة Mambetaipova Cholpom من مركز سوكولوك للأطفال ذوي الإعاقة Sokuluk كلمة قالت فيها إننا اليوم وبالفعل انسجمنا وأصبحنا عائلة واحدة رغم اختلاف اللغات وتنوع البلدان، وشكرت جميع الوفود المشاركة في المخيم على تعاونهم وقدمت لهم هدايا رمزية من إبداع أطفال مركز سوكولوك، وخصت سعادة الشيخة جميلة القاسمي بمطرزة فنية تقبلتها شاكرة، كما خصت كلاً من الأخت كلثم عبيد وأمل الخميس من اللجنة العليا المنظمة بهدية مماثلة ولم تنس المتطوع فادي نديم حبال الذي كان يتولى دائماً الترجمة من الروسية إلى العربية وبالعكس تقبلها أيضاً شاكراً.
وحرص المشرف عليمبيك Ilimbek من وفد وزارة التنمية الاجتماعية القيرغيزية على تقديم هدية رمزية لقائد أمن المخيم السيد عبد الله الخميس تقديراً لكل ما قام به من عمل جليل لضمان أمن وسلامة جميع الأطفال المشاركين في المخيم.
الوفد القطري كان له نصيب كبير في امتاع الأطفال واشراكهم في أجواء احتفالات الشقيقة دولة قطر بعيدها الوطني الذي تحتفل به في الثامن عشر من ديسمبر من كل عام من خلال الأزياء التي ارتداها الأطفال القطريون والعلم القطري الذي زيّن خلفية المسرح، وألقت الطفلة آية حسام نمر العابد (إعاقة حركية) كلمة رحبت وحيت فيها المشاركين وشكرت المنظمين على إتاحتهم الفرصة لدمج الأطفال من ذوي الإعاقة في المجتمع مقدرة هذا العطاء، وطالبت في كلمتها بترسيخ النظرة الايجابية للأشخاص ذوي الإعاقة والابتعاد عن المفاهيم المسبقة والمغلوطة. ثم ألقت بصوتها القوي الواضح النبرات قصيدة قصيرة قالت فيها:
أنا صورة طفل آلى ألا يستكين
أشعروني بكياني ليس بالعطف المهين
خففوا عني قيودي إنني مثل السجين
في يديك الناي يشدو في يدي لحن حزين
غير أني يا صديقي مؤمن جلد رزين
استمد العون دوماً من إله العالمين
أنا صورة طفل آلى ألا يستكين
وشاركت زميلتها يمنى إبراهيم محمد عبد البديع في الأمسية ذاتها وأنشدت أغنية وطنية نالت اعجاب الحضور وتصفيقهم..
وقد أشرفت على فقرات الوفد القطري الأستاذة سعاد حسين الحجري من مدرسة التمكن الشاملة، وككل أمسية في المخيم قام بالترجمة إلى لغة الإشارة الأستاذ وائل سمير من مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالتعاون مع حسان علي أحمد من عشيرة جوالة أصحاب العطاء من سلطنة عمان.
مسابقة المصور الصغير
بعدها استعرض المتطوع أحمد البخيت والمتطوعة بشاير الخميس من اللجنة الإعلامية الصور المرشحة لمسابقة اليوم، والتي اختص موضوعها بمتحف الشارقة البحري ومربى الأحياء المائية وتم اختيار 8 صور من 8 دول ففازت الطفلة صفاء محمد افتاب من وفد مملكة البحرين بالمركز الأول، وفاز بالمركز الثاني بيك سلطان Tolen Uulu Beksultan من الوفد القرغيزي وكان قد فاز بالمركز الأول للمسابقة في يومها الأول.
حضور دبلوماسي
عدد من موظفي القنصلية القيرغيزية بدبي حضروا الأمسية لمشاركة أبناء بلدهم هذه المناسبة السعيدة، وتحدث نيابة عنهم سكرتير القنصل السيد بكيت تونجاتاروف Bakyt Tungqtarov معرباً عن سعادته بما شاهده من انسجام وتفاهم بين جميع المشاركين من متطوعين وأطفال ومشرفين، وهذا برأيه مما يسعد القلب ويريح النفس، مبدياً اعجابه بما رآه من اهتمام وتعاون بين الجميع الغاية منه فقط إسعاد الأطفال من ذوي الإعاقة.
وأبدى فخره بما قدمه الأطفال والمشرفون القرغيز في الأمسية وأعجبه أكثر تفاعل الحاضرين وهم من جنسيات مختلفة مع ما قدمه وفد بلاده.
وختم بقوله: اجتمعنا في الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة العربية وقدمنا من بيشكيك عاصمة الثقافة الإسلامية في المنطقة الآسيوية، وأرى أننا نجتمع على روح واحدة وثقافة واحدة ونحمل جميعاً رسالة محبة وسلام للعالم أجمع.