هناك أسباب عديدة للضعف السمعي وهي تختلف باختلاف مكان الإصابة في الجهاز السمعي فمنها ما يتصل بالأذن الوسطى ومنها ما يتصل بالأذن الداخلية
نجد في كل المجتمعات الإنسانية أطفالاً يعانون نقصاً كاملاً في قدراتهم السمعية أو نقصاً جزئياً وهؤلاء الأطفال كثيراً ما كان ينظر إليهم في الماضي بأنهم ضعاف عقول أو أغبياء أو مشاكسين وليسوا سوى نباتات طفيلية يجب التخلص منها
غير أنه مع تغير الأوضاع الاقتصادية والسياسية وبروز الأفكار الإنسانية والديمقراطية تغيرت النظرة إلى هؤلاء تغيراً جذرياً وبدأت المجتمعات المتحضرة تلتفت نحوهم على أنهم قوة انتاجية كبيرة وجزء رئيسي في جسد المجتمع يحسن تدريبه وتعليمه.. ومن هنا بدأت الدراسات الميدانية بإجراء البحوث والدراسات والتجارب التي تفيد في تأهيلهم وتعليمهم ولقد وجد هؤلاء الباحثون أن إعاقة الصمم أشد وطأة من إعاقة العمى لأن الأصم يتعذر عليه بسبب إعاقته أن يشارك في المجتمع إلا بعد تأهيل ورعاية كافيتين.
لقد عمد الباحثون إلى التمييز بين الأصم الحقيقي وضعيف السمع لأن الفرق بين هاتين الطائفتين ليست في الدرجة الأولى بل في الجوهر إذ أن الأصم لا يستطيع أن يستجيب للكلام المسموع استجابة مرضية بينما ضعيف السمع يستجيب إلى وقع الصوت في حدود قدراته السمعية.. فالأصم يعاني من خلل جوهري إلى هذا الحد أو ذاك بينما ضعيف السمع يعاني من نقص في قدراته السمعية وهذا النقص على درجات متفاوتة من حالة لأخرى.. أماالطرق المختلفة المتبعة في قياس السمع فهي كثيرة أذكر منها:
-
اختبار الهمس
وهذه الطريقة تقوم على أن ينطق المختبِر بعض الأعداد مثلاً (همساً) وبدون تدريب وهو واقف خلف المختبَر أو بجانبه لتلافي قراءة الشفاه وتحدد بذلك المسافة التي عندها يسمع المختبَر الصوت ودرجة سمعه.
-
الساعة الدقاقة
بحيث تعرف المسافة التي عندها يبدأ الإنسان العادي بسماع دقات الساعة ثم نجري الاختبار ونرى كم تنقص أو تزيد قدرة المختبَر على سماع الأصوات فتحسب المسافة وتقارن بالوضع العادي.
-
الاختبار بواسطة الصوت العادي
يكون بسد إحدى الأذنين بقطعة مطاط أو قطن ويقف المختبِر خلف المختبَر ويوجه إليه بعض الأسئلة ثم يحدد المسافة التي بدأ عندها يستجيب ويسمع هذه الأسئلة والأصوات، فإذا كانت المسافة العادية للسمع هي عشرين خطوة مثلاً عن المختبِر والشخص المختبَر بدأ بسماع الأصوات عند 8 خطوات نقول إن نسبة سمعه هي 8 على 02 وإن يكن لهذه الطريقة وغيرها محاذير كثيرة لأنها غير مقننة تماماً وتابعة لمتغيرات متعددة.
-
القياس عن طريق الأجهزة السمعية
، وهي نوعان
- جهاز الايدوميتر الأول ونستطيع بواسطته أن نشكل رسماً بيانياً للقدرة السمعية لكل أذن على حدة وتكون طريقة العمل فيه بضبط قرص الذبذبات على نقطة معينة ثم نحرك مفتاح الصوت وحين يسمع المختبَر الصوت الحاصل يرفع يده مثلاً أو يحرك لعبة ما وتجري التجربة أكثر من مرة للدقة قبل تسجيل الدرجات.
ويمكن أن أقول أن هناك نقص سمعي بسيط ويكون عند الذين يفقدون 03 وحدة صوتية مثلاً ونقص سمعي متوسط عند الذين يفقدون 04 وحدة صوتية ونقص شديد عند الذين يفقدون 06 وحدة وأكثر.
- والجهاز الثاني جهاز القياس الجمعي يمكن بواسطته اختبار عدة أطفال في وقت واحد وهو يتألف من الحاكي عليه أسطوانة مسجلة تردد أصواتاً تختلف بالارتفاع والانخفاض وتتألف من أرقام غير متوالية ويتصل بالحاكي جهاز ارسال تلفوني يوضع على أذن المفحوص ويطلب منه كتابة الأرقام التي يسمعها ثم نقارن ما يكتبه مع ما هو مسجل على الأسطوانة ومعرفة القدرة السمعية.
- جهاز الايدوميتر الأول ونستطيع بواسطته أن نشكل رسماً بيانياً للقدرة السمعية لكل أذن على حدة وتكون طريقة العمل فيه بضبط قرص الذبذبات على نقطة معينة ثم نحرك مفتاح الصوت وحين يسمع المختبَر الصوت الحاصل يرفع يده مثلاً أو يحرك لعبة ما وتجري التجربة أكثر من مرة للدقة قبل تسجيل الدرجات.
أما أسباب ضعف السمع فهي كثيرة ينشأ عنها ضعف في القدرة السمعية وهي تختلف باختلاف مكان الإصابة في الجهاز السمعي فمنها ما يتصل بالأذن الوسطى ومنها ما يتصل بالأذن الداخلية..
فالأسباب المتصلة بالأذن الخارجية تحدث عندما يزيد إفراز المادة الشمعية التي تؤدي إلى سد القناة السمعية وبهذا يصير السمع ثقيلاً، أما ما يتعلق بالأذن الوسطى فإنه يحدث أن بعض الحالات التي يصاب فيها الفرد بالبرد والزكام تؤدي إلى انسداد قناة استاكيوس ويؤدي هذا بدوره إلى زيادة الضغط على طبلة الأذن وعدم نقلها للأصوات.. أما الأسباب المتصلة بالأذن الداخلية فهي تحدث حين تصاب القوقعة أو الأعصاب السمعية بأمراض تتلفها أو تعطلها عن العمل ويترتب على كل هذه الحالات من ضعف السمع التواء في النطق وعيوب مختلفة في الكلام تحتاج إلى تمارين خاصة لتقوية السمع نفسه من جهة وتحسين مستوى النطق من جهة ثانية ولهذا يحسن بالمدرس المتخصص أن يعوّد تلاميذه على التمييز بين الأصوات المختلفة وملاحظة الأصوات الدقيقة وتمارين تعلمه دقة الملاحظة لأعضاء الجهاز الكلامي الخارجية وإثارة الانتباه السمعي أما بالنسبة إلى تعليم الطفل الأصم فإن هناك قواعد سيكولوجية تربوية معينة تعتمد كأساس في تعليمه وأهمها أن العملية التعليمية هي خبرات متصلة فالنطق إلى جانب القراءة إلى جانب الكتابة إلى جانب العلوم وغيرها تشكل أساساً كلياً في تعليمه، وكذلك لابد من الاعتماد الكبير على ربط الكلمات بمدلولاتها الحسية واستغلال التدريب السمعي أولاً وكافة الحواس في التعلم، وهنا يجب أن يحسن استغلال أنامل الطفل وعيونه في كسب الخبرات العملية والنظرية ولابد من الانتباه أيضاً إلى ضرورة التنويع والتشويق والفواصل المنشطة في المواد الدراسية لأنها تساعد على كسب وتثبيت الخبرات.
وفي ضوء ذلك يمكن للمعلم أن يضع خطة يسير عليها أو منهجاً يتبعه مستعيناً بالوسائل الإدراكية البصرية واللمسية ومقويات السمع. وبالطريقة التربوية الناجحة والتي يرى أغلب علماء النفس والتربية التجريبية أنها الطريقة الكلية أو الجملية وأن يتدرج في اختيار الكلمات والحروف من البسيط إلى المعقد ثم الأكثر تعقيداً ويمكنه استخدام الطريقة السمعية الشفوية في التعليم والتي تعتمد إضافة إلى الأجهزة السمعية المتطورة منهجاً خاصاً في تقديم الأصوات والمفاهيم للتلاميذ عبر الألعاب الصوتية والتمارين الموسيقية وتدرجها بالوصول إلى الأصوات العادية مثلما أن هناك بعض العيادات الكلامية تتبع طريقة قراءة الشفاه أو الطريقة الأبجدية أو غيرها من الطرق. غير أن الطريقة المعاصرة ـ وهي طريقة اللفظ المنغم المتبعة حالياً في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ـ تبقى أكثرها علمية وصلاحية لتعليم الصم على النطق والكلام وهي بدورها تحتاج إلى وعي دقيق وفهم عميق ليحسن تطبيقها والاستفادة منها لأنها تعتمد إضافة إلى التمارين الموسيقية حركات ايقاعية من أجل الربط بين الكلمة المنطوقة والحركة الايقاعية المناسبة لها ليسهل النطق ويتحسن الأداء ويستطيع الأصم تهذيب أصواته والتخلص من الحبسات الكلامية والانفجارات الصوتية ويكتسب صوته المرونة المطلوبة ويستطيع المعلم الاعتماد على أسلوب القصة والحوار بعد أن يصل الأطفال الصم إلى درجة المعرفة التي تؤهلهم استيعاب الكلمات والجمل خلال المناقشة والقراءة والفردية ومن أجل تنفيذ القصة يجب مراعاة أن يكون مستواها مناسباً وأن يحضر المدرس كل الأدوات والأشياء المساعدة في عملية إخراج القصة ولذلك لابد من التأكيد هنا على أهمية المتحف في مدارس الصم ليحوي نماذج مختلفة من الأشياء والوسائل المعينة وبهذا يكون الدرس مليئاً بالنشاط والتمثيل والنطق والحوار وباستمرار يستطيع المعلم أن يبتكر ويؤلف ويعرف ما يجب أن يحمله معه إلى غرفة الفصل وكيف يستطيع على الدوام الاستحواذ على انتباه التلاميذ ومتابعتهم للخبرات المعرفية التي هي كل موحد تساعد في كل فروعها على أن يكتسب الأصم لغة الكلام والحوار ويشارك في مجتمعه ويندمج في بيئته ويتحول معها إلى وحدة إنسانية فعالة ومنتجة.
المرجع المستفاد منه:
أمراض الكلام، د. مصطفى فهمي
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.