التفكير النقدي Critical Thinking يدلل على مقدرة الأنسان على إستخدام كل من التفكير السليم والمنطق في التعاطي مع الأفكار ووجهات النظر والمواقف الجديدة أو غير المالوفة. وينطوي التفكير النقدي على رؤية الأشياء بعقل متفتح ودراسة فكرة أو مفهوم ما من زوايا عديدة. ومثل هذه المهارة المهمة تدفع الناس إلى عدم التعويل على وجهات نظرهم للعالم فحسب إنما السعي لفهم وجهات نظر الآخرين. ويلجأ الناس إلى مثل هذا النمط من التفكير في الجدالات وفي بلورة نقاشات مقنعة ورصينة.
منهج متفتح
القدرة على التفكير النقدي تشكل أهمية خاصة لكونها توفر إمكانيات جديدة في حل المشاكل كما أن عملية الإنفتاح تشكل جزءا حيويا من التفكير النقدي وتتيح للمرء الفرصة للبحث ليس عن سائر الإجابات المحتملة لمشكلة ما فحسب إنما قبول إجابة تختلف عما هو متوقع في الأصل. وعملية التفكير المتفتح تقتضي أن لا يفترض الإنسان أن طريقة تعاطيه مع موقف حياتي ما هي الأفضل على الدوام أو حتى صحيحة فالعالم على سبيل المثال ينبغي أن يتقبل فكرة أن نتائج تجربة ما تخالف التوقعات حيث أن مثل هذه النتائج تؤدي في الغالب إلى اكتشافات هائلة وذات جدوى رغم ما تتسم به من تحدي.
والجانب الآخر للتفكير النقدي يتمثل في القدرة على التعاطي مع مشكلة ما أو موقف ما عقلانيا ومنطقيا فالعقلانية تقتضي تحليل المعلومات المعروفة بمجملها ومن ثم التوصل إلى أحكام وتحليلات تستند إلى الوقائع والبراهين وليس الإعتماد على وجهة النظر أو العاطفة. ثم إن المنهج الصحيح للتفكير السليم يحتم على المفكر أن يقر بالأهداف والحوافز والعواطف التي ربما تميز وجهات نظره أو تفكيره. ويشتمل التفكير العقلاني على تحديد أية تحيزات أو أحكام مسبقة واستبعادها ليتسنى للمرء تبني منهج جديد وموضوعي أزاء مسألة ما.
التقمص العاطفي
يعتمد التفكير النقدي في الغالب على نظرتنا إلى العالم بشكل لا يركز على الذات حيث أن التعاطف مع شخص ما يحتم على المفكر في العادة أن يحاول وضع نفسه في مكان شخص آخر. ومثل هذا الأمر يقوم به على سبيل المثال طلبة التاريخ في مسعى منهم للنظر إلى العالم وكأنهم يعيشون في حضارة قديمة أو في ظل نزاع عنيف. تجدر الإشارة إلى أن مهارات الإتصال والعمل الجماعي والتعاون تتحسن في العادة من خلال التقمص.
مجالات أستخدام التقمص
يبدأ التفكير النقدي الفاعل في العادة من خلال قيام المفكر بتحليل المعلومات المتاحة حول موضوع ما مع بذل جهد إضافي لمعرفة المعلومات الأخرى التي يتطلبها مثل هذا الموضوع. ومثل هذه العملية تشكل معرفة أولية تخضع للدراسة والتمحيص ثم يقوم المفكر بعد ذلك بمتابعة البحوث المنجزة حول الموضوع لكي يحدد التوجه العلمي اللازم. وهذا المنهج يستخدم في الغالب في مجال العلوم الصرفة لأنه يتيح للعالم الفرصة لتشخيص المجالات التي لم يغطيها البحث حتى الآن وبعدها يبحث عن الوسائل الكفيلة بإكتشاف هذه المعلومات من خلال التجريب Experimentation.
وحين يعمد المرء إلى تطبيق مثل هذا المنهج على حياته فإنه في الغالب يركز كثيرا على معرفة التحيزات والمفاهيم المسبقة التي يؤمن بها. وهذا يدفع المفكر لبذل جهود كبيرة للتخلص من تلك الآراء أو تحاشيها بهدف التوصل إلى وجهة نظر أكثر صدقا وموضوعية إزاء قضية ما. فعلى سبيل المثال ربما يسعى الشخص الذي يعاني من خوف من الأماكن المرتفعة إلى تحديد سبب هذا الخوف بشكل عقلاني لأن ذلك ربما يجعله في وضع أفضل للتعامل مع السبب الجوهري بشكل مباشر وكذلك تحاشي ردود الفعل العاطفية التي يمكن أن تحول دون تحسين الذات.
الإستخدامات الإعتيادية
يستخدم التفكير النقدي في مواقف كثيرة فالطلبة على سبيل المثال يلجأون إليه لتقويم حبكة كتاب أو دراسة حوافز شخصية ما في درس الأدب. ويميل الأشخاص المشاركون في مجموعة حوارية إلى ممارسة التفكير النقدي في الغالب في تناول موضوع ما بهدف إشاعة جو نقدي ساخن وفي إثارة نقاط ربما يتطرق إليها منافسوهم. وربما يلجأ أختصاصيو الحميات Dieters إلى التفكير النقدي من خلال حديثهم عن نمط حياتهم. ويستخدم الكثير من الناس الإنفتاح الذهني والتقمص العاطفي في معرض الحديث عن كيفية حصول السمنة أو فقدانها من خلال السعرات الحرارية وممارسة الرياضة. أضف إلى ذلك يستخدم الكثير من الناس الإنفتاح الذهني والتقمص العاطفي في حياتهم المهنية الأمر الذي يدفعهم إلى تحسين عملهم مع الآخرين وإكمال مهامهم بفاعلية أفضل.
تدريس مهارة التفكير النقدي
يدرس الطلبة في الولايات المتحدة التفكير النقدي منذ المرحلة الإبتدائية وتستمر هذه المهارة معهم حتى انتهائهم من المرحلة الجامعية حيث يقوم المدرسون بتشجيع الطلبة عل التعلم من خلال كتابة الواجبات التي يتم تكليفهم بها وكذلك حل المشكلات. في هذا الخصوص ربما يطلب من الطلبة الشباب الكتابة عن نمط حياتهم المتوقع إذا قيض لهم الولادة في بلد آخر أو في فترة زمنية أخرى. ومثل هذه المهام لابد أن تحفز الطلبة على إطلاق العنان لأفكارهم ومعلوماتهم عن العالم الذي يحيط بهم ودراسة وجهات النظر الأخرى على نحو أفضل ناهيك عن تبني الأفكار الجديدة وتطبيقها على حياتهم.
المصدر:
www.wisegeek.org/what-is-critical-thinking.htm
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.