لا زال علم النفس المرضي ولا سيما الجانب الاكلينيكي منه في بلدان العالم الثالث عموما ـ وفي وطننا العربي خصوصاً ـ مقصراً في تناول الموضوعات النفسية والتربوية الشديدة الحساسية.
وحين نجول في أرجاء المكتبة العربية النفسية لانجد سوى محاولات بسيطة تتناول الوصف والتفسير لما تعانيه شرائح واسعة من أبناء الوطن من أشكال متنوعة لعيوب النطق والكلام،
فهذه الفجوة الكبيرة تتطلب المزيد من الجهد لسدها وتجاوزها، وبالتعاون بين العيادات الصحية والعيادات النفسية الاكلينيكية والعيادات الكلامية والعلاجية، ولسوف أبذل جهداً متواضعاً في تعريف القارىء بهذه العوارض المرضية الكلامية التي اصطلح العلماء على تسميتها (أفازيا ـ Aphasia) فهذا الاصطلاح يوناني الأصل ويتضمن كافة العيوب والمشاكل المتعلقة بفقدان القدرة على التعبير والكلام والنطق والكتابة والفهم لمعنى الكلمات المنطوقة وهناك أنواع متعددة لهذه العيوب الكلامية أذكر منها:
-
الأفازيا الحركية:
ويرجع الفضل في اكتشافها للجراح (بروكا) إذ وجد أن مرضاه الذين يعانون احتباساً كلامياً مصابون بخلل في التلفيف الجبهي بالمخ والقريب من مراكز الحركة والكلام وهنا يفقد المريض القدرة على التعبير والكلام نتيجة لإصابة هذه المراكز ويصير غير قادر على النطق بحيث لا تتعدى مفرداته كلمة أو كلمتين فقط مثل (نعم و لا) ومع هذه الحبسة يكون قادراً على فهم وكتابة الكلمات ومعرفتها سواء قرأها في صحف أو كتب أو سمعها من البيئة المحيطة. وفي هذه الحالة يكون المصاب واقعاً تحت تأثير حالة عنيفة ويكون حديثه مقتصراً على ترديد بعض الكلمات البسيطة، ولهذه الحالة أسباب متنوعة منها الإصابة نتيجة الحوادث أو بسبب الولادة المتعسرة أو الإصابة أثناء الحمل أو التعرض لحوادث الحرب وما شابه.
-
الأفازيا الحسية:
يرى (فرانك) أن هناك مركزاً للسمع والكلام في الفص الصدغي من الدماغ وبأن أي خلل فيه يسبب تلفاً للخلايا التي تساعد على تكوين الصور السمعية للكلمات وينتج عن هذا التلف ظاهرة تسمى (العمى اللفظي) أو (العمى السمعي) وفيها يفقد المصاب القدرة على تمييز الأصوات المسموعة والقدرة على اعطائها دلالاتها اللغوية فهو يسمع الحرف ولكن يتعذر عليه ترجمته فالمشكلة هنا لا تتصل بالقدرة السمعية ذاتها بل باضطراب القدرة الادراكية السمعية ونحن حين نتفوه أمام طفل يعاني هذا النقص فإنه يميل إلى قلب الحروف والأصوات كأن ينطق (الباء) (فاء) وإن كان يستطيع قراءتها مكتوبة، وهذا قد يشمل بعض الحروف أو كلها وقد يستعمل المصاب كلمة مكان أخرى وفي غير موضعها أو كلمة غريبة عن الموضوع المطروح وأحياناً يستخدم هؤلاء الأطفال لغة طفلية خاصة بهم غير مفهومة للآخرين وهناك صور أخرى لهذه الأفازيا الحسية مثل ترديد نفس كلمات السؤال أو الوقوف عند كلمة واحدة فقط. وهناك صنف من المصابين يعانون (أفازيا فهمية) فالعلة هنا تكون في عدم القدرة على فهم الكلمات المنطوقة بشكل كلي أو جزئي وعدم قدرته على تلخيص الأفكار وايجازها فالإصابة هنا لا تتعلق مباشرة بالنطق بل بعدم إدراك وفهم الأصوات والمعاني.
-
الأفازيا الكلية:
حيث أثبتت البحوث أن هناك مرضى يعانون من احتباس كلامي (أفازيا حركية) واضطراباً في القدرة على فهم مدلول الكلمات المنطوقة أو المكتوبة ويرى هؤلاء أن سبب هذا يعود إما للإصابة بجلطة دموية أو بنزف مخي يسبب الشلل النصفي والتورم والتلف لألياف وأنسجة المخ.
-
الأفازيا النسيانية:
المصاب هنا يكون غير قادر على تسمية الأشياء والمرئيات التي تقع في مجال إدراكه وهو إن طلبت منه أن يسمي شيئاً ما إما أن يصمت أو يجهد نفسه كثيراً في التذكر وفي أكثر الأحيان لا يستطيع تحقيق نتائج مرضية.
-
أفازيا القدرة على التعبير بالكتابة:
وتكون هذه الظاهرة المرضية مصحوبة بشلل في الذراع اليمنى والذراع اليسرى سلمية، ولكن المصاب يتعذر عليه الكتابة بها.. ويرجع سبب الإصابة إلى وجود تلف في مركز حركة اليدين الموجود في الدماغ ويمتاز المريض هنا بعدم القدرة على تنظيم التعبير بالكلمات على الورق وتميل أسطره للأسفل ويترك هوامش واسعة وأخطاؤه الإملائية كثيرة وكتابته سريعة ومشوهة.
أما فيما يتعلق بالعلاج لهذه الأفازيا التي تنتشر بين الصغار والكبار فليس من نهج ثابت لأنه قلما توجد حالة مشابهة للحالة الأخرى من حيث درجة الإصابة أو شدتها أو نوعها وأهم النقاط المتبعة في علاجها هو أن نبدأ مع المصاب من نقطة الصفر في تعلم الكلام شأن الأطفال حديثي السن وأن نجري له تدريبات خاصة لأعضاء الجهاز الكلامي مثل الحلق واللسان والشفاه سواء عن طريق تمارين موسيقية أو حركات حسية وتدريبه على الحروف الساكنة والمتحركة باستخدام الوسائل المعينة التي يعرفها إختصاصيو علاج النطق في العيادات الكلامية وكذلك استخدام الألعاب الحركية والألغاز الفكرية التي تنشط الفهم وتنمي العقل والمتعلقة بالفك والتركيب للمواد الخشبية أو الورق المقوى والتي تساعد على تنشيط الانتباه وادراك العلاقات.. ولا ننسى أهمية العوامل النفسية التي تشكل الحافز والدافع للتعلم مثل التشجيع والسرور والغبطة وتنشيط الثقة بالنفس وتقليل الاضطرابات الانفعالية التي تسبب عدم الاستقرار والتي تعرقل سير العلاج ؟؟
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.