مسيرة حافلة بالجد والنجاح
يكفي أن تراه وهو يؤدي عمله مرة واحدة لتدرك أن هذا الإنسان لا يقوم بأداء واجب ملقى على عاتقه فقط بل يمكنك بكل بساطة أن تلمس حبه وشغفه بهذا العمل خاصة إن أتيحت لك الفرصة كي تحضر نقاشاً يدور بينه وبين أحد الأشخاص الذين يتحدثون باللغة التي يجيدها باعتبارها لغته الأم، فوالداه أصمان وقد تعلم لغة الإشارة قبل أن يتعلم نطق الحروف والكلمات لهذا تجده يحاور الأشخاص الصم بأريحية وسلاسة ثم يقوم بترجمة ما يقولونه وهذا هو عمله كمترجم للغة الإشارة.
مرحلة الطفولة والشباب
وائل سمير المولود في محافظة القاهرة بجمهورية مصر العربية لم يكن قد تجاوز سنيه العشرة حين كان بصحبة والده في إحدى الدوائر الحكومية، كان الأب بصدد إنجاز معاملة له لكن الموظف المسؤول نهره بطريقة فجة وقال له: (لم يكن ينقصنا إلا الطرشان!!) وقد ترك هذا الموقف السلبي كبير الأثر في نفس وائل خاصة عندما قال له أبوه: (أرأيت؟؟ لو كان في هذه المؤسسة مترجم للغة الإشارة لما اضطررت أنا وغيري للخوض في هذه المواقف المحرجة والقاسية).
هذه الجملة رسمت حينها مستقبل الطفل وائل وأيقظت في نفسه تلك الرغبة الجامحة لترجمة ما يقوله أبناء هذه الفئة من الناس للمجتمع فواصل تعليمه بالمدارس العامة وتعرف خلال دراسته للتجارة في جامعة عين شمس على (الجمعية الاهلية للصم التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي) واتبع فيها دورات وورش عمل لمدة عامين في أساسيات ومبادئ لغة الإشارة ليصبح بعدها عضواً في مجلس إدارة الجمعية ومترجماً للغة الإشارة يساهم قدر استطاعته في نقل المعلومات من وإلى الأشخاص الصم ليساعد في عملية تعليمهم واندماجهم في المجتمع بشكل سليم يلبي تطلعاتهم.
العمل في مصر
خلال عمله كمترجم للغة الإشارة في الجمعية الأهلية تعرف بشكل أدق على مشكلات الأشخاص الصم ولعل من أبرزها عدم معرفة أغلب الناس بلغة الإشارة مما يجعل الصم يعيشون في عزلة نوعاً ما ناهيك عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وإلى ما هنالك، الأمر الذي دفع بالجمعية إلى مخاطبة المسؤولين بشكل مكثف للمساهمة في نشر لغة الإشارة والتعريف بها واعتمادها ضمن البرامج التلفزيونية وهنا بدأ وائل بالعمل كمترجم للغة الإشارة في عدد من القنوات التلفزيونية المصرية كقناة الناس والتلفزيون المصري وقناة العطاء لذوي الإعاقة وظل الأمر كذلك حتى مطلع العام 2009.
كان مترجم لغة الإشارة وائل سمير قد سمع من قبل عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وما تقدمه من خدمات للأشخاص من ذوي الإعاقة ومن بينهم الأشخاص الصم وعن طريق الدكتورة سهير عبد الحفيظ عمر (أم الرجال) كان التنسيق والتعاون يتم خلال تنظيم ندوات أو ورش عمل خاصة بالمدينة في القاهرة حيث كان وائل يتولى عملية الترجمة إلى لغة الإشارة ضمن هذه الأنشطة والفعاليات.
الانضمام إلى فريق الخدمات الإنسانية
مع بداية العام 2009 انطلق وائل في بداية جديدة من خلال العمل رسمياً مع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كمترجم للغة الإشارة في مدرسة الأمل للصم وقد لاحظ منذ البدايات الاهتمام الكبير لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي بجميع الطلبة من ذوي الإعاقة ومن بينهم الطلبة الصم الذين يكنون لها كبير المحبة والاحترام والتقدير.
ويؤكد مترجم لغة الإشارة وائل سمير أنه اكتسب في المدينة خبرة كبيرة وقد سبق له أن اطلع على واقع الصم في معظم الدول العربية لكن ما يميز دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال واضح جداً من حيث الاهتمام بهذه الفئة وتوفير الظروف الملائمة لها قدر الإمكان وخاصة في مجال التعليم حيث تستقبل جامعة الشارقة المتخرجين من الثانوية العامة ليواصلوا تعليمهم العالي و ليحصلوا على شهادات عليا وهذا غير متوفر في معظم الدول العربية.
خبرة ومهارة
طبعاً لا بد من التنويه إلى أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية هي من تتولى توفير مترجم للغة الإشارة في الجامعة كي يقوم بنقل المعلومات للطلبة الصم وهذا التعاون الرائع بين المدينة والجامعة ينعكس بآثار إيجابية فعالة على واقع الطلبة الصم ويفتح لهم آفاقاً رحبة تعدهم بمستقبل أفضل إن شاء الله.
وائل سمير هو الآن مترجم لغة إشارة معتمد على مستوى الوطن العربي من قبل الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم وهي إضافة قيمة بالنسبة له كما يوضح ولولا عمله في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ما كان ذلك ليتم ربما، ولديه أمل كبير ان يحصل في المستقبل القريب على لقب (خبير) من الاتحاد العربي كما يتمنى أن تقوم المدينة بإصدار بطاقة اعتماد مزاولة مهنة (مترجم لغة إشارة) لتمييز المترجمين الكفؤ عن غيرهم من غير الملمين جيداً بهذه المهنة النبيلة.
خاتمة
زمن طويل مضى مذ قال والده له: (أرأيت؟؟ لو كان في هذه المؤسسة مترجم للغة الإشارة لما اضطررت أنا وغيري للخوض في هذه المواقف المحرجة والقاسية)،، زمن طويل أصبح فيه وائل سمير مترجماً للغة الإشارة يساهم قدر استطاعته في عملية التواصل بين الاشخاص الصم ومجتمعهم والتعبير عن مشاكلهم وآمالهم وتطلعاتهم لكنه لم ينس للحظة واحدة فضل والديه عليه وما بذلاه من جهد فوق العادة في تربيته وتربية أخوته وهو الآن كما كان فيما مضى،، ابن فخور بوالديه الأصمين.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)