من الملاحظ أن حالات الطلاق تنتج عنها تأثيرات ذات ضغوط سلبية على الوالدين والأطفال، ويعتبر الطلاق المسبب الثاني للضغط عند الأطفال بعد موت الوالدين أو طلاقهما، وسبباً للضغوط النفسية على الطفل أكثر من موت أحد المقربين إليه، فقد أجريت دراسة على طلبة إحدى المدارس الثانوية تضمنت الدراسة الإيذاء الجسدي من قبل الآباء والشعور بعدم وجود من يحبه، بالإضافة إلى ردود فعل الطفل لموت أحد الوالدين وجد أنه لا يختلف كثيرا عن رد فعل الأطفال من طلاق والديه، حتى وإن كان الطفل على اتصال بوالديه، والمشكلات التي قد يواجهها الطفل نتيجة للطلاق تتضمن العديد من المشكلات فمنها السلوكية والأكاديميه والانفعالية والإجتماعية، والتى تؤثر على كل السمات الشخصية للطفل، إضافة إلى أن هؤلاء الأطفال عادة ما يعانون من مشكلات سلوكية في المدرسه وضعف في التحصيل الدراسي، وسوء العلاقات الاجتماعيه والخوف غير التقليدي.
رؤية الطرف غير الحاضن للطفل هامة
من المعلوم أن الرؤية مع الوالد أو الطرف غير الحاضن للطفل هامة للغاية، بسبب مستوى التطور المعرفي لهم، إذ أن عدم رؤية الأب لمدة أسبوع قد تتسبب في مشاعر قلق وغربة ناحية الأب غير الحاضن، حيث أن الزيارات العديدة القصيرة هي المفضلة عن زيارة واحدة طويلة في الأسبوع، وأما عن الزيارة ذات طابع التكرار المرتفع متعلقة بمستويات أعلى للتأثير ناحية الآباء بواسطة الأطفال، وهناك أنماط الزيارات القصيرة متعلقة بالتأخر في التحدث للأطفال.
بيئة أطفال الطلاق تختلف
تختلف بيئة منزل أطفال الطلاق إلى حد ما عن بيئات المنازل للأطفال من عائلات متصلة، فالأمهات المتزوجات يمددن الأطفال بأجواء محفزة ومعرفية وأكثر اجتماعية عن الأمهات المطلقات، حتى لو كانت الأم تعمل بالخارج، فقد تتأثر التنشئة الاجتماعية أيضا بطلاق والدي أطفال ما قبل المدرسة، حيث يظهر النوع الأخير زيادة في العنف تجاه الوالدين، إضافة إلى الأشقاء ومن في سنهم قد لا يلعبون أيضا مع الأصدقاء من سنهم أو الأشقاء، وقد يفضلون قضاء الوقت وحدهم منعزلين.
وقد وجد أن الأطفال من العائلات ذات الوالد الواحد يعانون من مستوى منخفض في الشخصية الاجتماعية عن نظرائهم من العائلات ذات الوالدين في أعمار دخول المدرسة، وقد يوقف بعض الأطفال الأنشطة الجماعية وألعاب الآخرين، بينما أطفال آخرون قد يهتمون أكثر في أن يصبحوا جيدين، وقد يعاقب أطفال آخرون لعدم الطاعة أو يصبحون نمامين، وبالتالي فهذه السلوكيات تجعل هؤلاء الأطفال غير مرغوب فيهم باللعب من الأطفال الآخرين، وأطفال الطلاق في هذا العمر يعبرون أيضا عن اهتمام أقل بالعلاقات الاجتماعية عن غيرهم من الأطفال.
الطلاق وحده لا يؤثر سلباً على الطفل
فى عام 1984م وجدت دراسة أكدت فروقات أكاديمية فقط ولم تجد فروقات في القدرات العقلية لأطفال الطلاق بالمقارنة مع العائلات المتصلة، وفي دراسة آنفة أجريت عام 1980م تم ربط التأخر العقلي بوضع أطفال الحضانة في البرنامج، والذي زاد من حجم اتصال الطفل والبالغ، وتشير الدراستان، طلتناهما، إلى أن الطلاق وحده لا يؤثر سلبا على التطور العقلي لأطفال الحضانة، ولكن قلة حجم الاتصال بين الطفل والبالغين الذي يلي الطلاق هو الذي قد يسبب هذا الأمر أكثر.
كما أن أكثر ردود الأفعال شيوعاً لدى أطفال الحضانة بالنسبة لطلاق والديهم، هو الارتباك العقلي والمعرفي متضمناً لوم الذات، وتأنيب الضمير وتأخر مراحل التطور وزيادة العنف والصراخ والتعلق بالبالغين.
حزن وبكاء دون أسباب واضحة
تتراوح أعمار أطفال المرحلة الابتدائية بين 5 إلى 9 سنوات، ويظهر أن رد الفعل الأولي على الطلاق لأطفال هذه المرحلة العمرية هو الحزن، فقد يستطيع أطفال هذه المرحلة أن يعبروا عن مشاعرهم بالكلمات أكثر، وقد يتكلمون عن حزن عميق لفقدانهم أحد والديهم، ثم قد يبكون بلا أية أسباب واضحة، فالعديد من المعتقدات اللاعقلانية هي شائعة مع تلك المرحلة العمرية، والاعتقاد الشائع لأطفال تلك المرحلة هو أن الطلاق لا يحتمل، إذ أن أوهام الرجوع ولم الشمل بين الوالدين تكون شائعة لديهم.
الخوف من زواج الأب بأخرى
بالإضافة إلى جانب آخر، فقد يحتاج أطفال تلك المرحلة إلى شخص ما ليلقوا عليه باللوم، وقد يظهرون غضبا عارما على أحد الوالدين لرحيله، أو على الآخر بسبب إلقائه للطرف الآخر خارج المنزل، فأطفال المرحلة الابتدائية قد يهابون إمكانية عدم وجود طعام وبضائع كافية لإعانة الأسرة ولهذا فهم قد يأكلون بشراهة مقارنة بغيرهم، ويعاني أطفال تلك المرحلة أيضا من خوف عميق لإحساسهم أن والدهم سوف يذهب ويتزوج بأخرى وينجب طفلا آخر.
تأخر وقتي فى الأداء الدراسي
يظهر أطفال المرحلة الابتدائية تأخرا وقتيا في الأداء المدرسي، وقد وجدت العديد من الدراسات التي أكدت أن أطفال الطلاق يحصلون على متوسط درجات منخفضة بدرجة ملحوظة عن أولئك الأطفال من العائلات المتصلة، وفي دراسة على الأطفال اليونانيين وجد انخفاض في الأداء الأكاديمي لأطفال الطلاق الذين يعانون من القلق، وذلك على الرغم من أن معدل الطلاق في تلك البلاد غير مرتفع كما هو في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن تأثيرات الطلاق على الأطفال من تلك الجنسيات مماثلة للتأثيرات الضارة التي وجدت في الأداء الأكاديمي مع الأطفال الأمريكيين.
وبالنسبة لأطفال المرحلة الابتدائية، فإن نظراءهم يصبحون ذوي أهمية في حياتهم الاجتماعية وحتى نصل إلى هذه النقطة فإن العائلة هي الوحدة الأساسية للتنشئة الاجتماعية، وإننا قد نجد كذلك أن بداية المدرسة تزيد من دائرة العلاقات الاجتماعية للطفل في تلك المرحلة العمرية، فيبدو أطفال الطلاق كما لو كانوا في عيب كبير عندما يبدؤون العلاقات مع أقرانهم في المدرسة أو النادي، كما أكدت العديد من الدراسات أن أطفال الطلاق يحظون باقتراحات أقل إيجابية وأكثر سلبية من أقرانهم، وذلك فيما يختص بتمارين القياس الاجتماعي في الفصل.
صعوبات نفسية وفقدان شهية و..
وعن الأطفال الأكبر سنا من المرحلة الابتدائية، والذي تطلق ذووهم فهم بدأوا أيضا في إظهار صعوبات نفسية، ويشكون أيضا من المرض والألم أكثر من أطفال العائلات المتصلة، إذ انهم يقضون وقتا أطول في غرفة الطبيب عن غيرهم من الأطفال، ومشاعر الخسارة يتم التعبير عنها عادة عن طريق الرجفة وعدم الراحة وفقدان الشهية وزيادة نسبة العاطفة وغثيان وإسهال ومغص وصداع وتبول متكرر وتشنجات لا إرادية وخرس اختياري… إلخ. علما بأن كل تلك الأعراض النفسية قد تحدث لعدة أسباب متضمنة كنتيجة عدم قدرة الطفل على التعبير عن الذنب والخوف أو مشاعر الغضب، والبكاء لجذب الانتباه كآخر سبيل لجمع الوالدين معا، ففي العادة عندما يكون الطفل مريضا أو يشكو من أوجاع فإن الوالدين قد يتصلان ويتفاهمان بدون عراك لاهتمامهم بالطفل ومراعاة لحالته المرضية، وهذا هو الدافع عادة للطفل لشعوره بالمرض أو الألم.
وقد تنبع هذه الشكاوى من زيادة القلق، ذلك لأن الأطفال في هذا العمر يميلون إلى تحمل المسؤولية أي الاهتمام بأحد الوالدين، أو كليهما معا، وقد يشعر الأولاد بالضغط لكونهم الآن باتوا مسؤولين عن إدارة المنزل، وفي الوقت نفسه تحاول البنت أن تكون أفضل صديقة أو محل ثقة أمها، أو زوجة بديلة لأبيها لإبعاده عن فكرة الزواج بأخرى.
المراهق تعتريه مشاعر اكتئاب عارمة
وعن المراهقين فهم ممن تتراوح أعمارهم بين 12ـ 18 سنة، وعموما قد يظهر المراهقين تقبلا أقل بعد الطلاق عن الأطفال الأصغر منهم سنا، لانهم أكثر استقلالا، وقد يفرقون أنفسهم عن مشكلاتهم العائلية ويركزون على مستقبلهم، وقد يكون ظاهر الأمور مضللا، فإن زيادة الاستقلال قد تسمح للمراهقين بإظهار مشاعرهم السلبية بطرق أكثر خطورة عن الأطفال الأصغر، وقد يميل المراهقون إلى إظهار مشاعر اكتئاب عارمة، وأحيانا أفكارا انتحارية أو هموما.
وقد ينعزل المراهقون عن الزملاء، ويفقدون الطموح للخطط المستقبلية التي وضعوها من قبل، مع رد فعل آخر ألا وهو الغضب العارم ولغير مسبب، وقد يشعر بعض المراهقين بالخيانة بسبب الطلاق، لأنه يجلب التفكير فيما إذا أمكن أن يتزوجوا ويظلوا متزوجين، وعن قيمة والديهم وبالتالي قيمتهم هم أنفسهم.
وقد يكون هناك قلق أيضا عن كيفية توفير نفقات الجامعة وعما إذا كانوا يستطيعون الذهاب إليها أم دون ذلك، ويكبر معظم المراهقين باستقلالية ونضج، وأحيانا بمشاعر استقلال دائم قد يؤدي إلى خسارة التحكم مما يؤدي إلى إدمان الخمر وتناول المخدرات وزيادة العلاقات الجنسية أو السلوكيات الإجرامية والأعمال غير القانونية، وعادة ما تكون ردود أفعال الأطفال البالغين غير متوقعة للأباء المطلقين مسببة زيادة في الضغط وفي المواقف المحرجة.
طلاق الوالدين كابوس يطارد الأولاد
وعن تواجد التأثيرات طويلة المدى للطلاق في اختلاف كبير، فهناك بعض الأطفال يحققون نجاحا جيدا إلى حد ما، والتأثيرات إذا وجدت تكون صغيرة أو غير ملاحظة، ولكن بعض الأطفال الآخرين يحملون عبئا طوال الحياة بسبب طلاق والديهم، فيؤثر هذا على العديد من جوانب حياتهم الفردية والتكاليف الاجتماعية لتأثيرات المدى البعيد، والتي تتمثل في نسب أعلى للتغيب والهروب من الدراسة، والإنجاب بدون زواج وزيادة إمكانية الطلاق في زيجات أطفال الطلاق، ودائماً ما يطاردهم كابوس طلاق الوالدين طيلة حياتهم.
ويظهر الدليل المناقض فيما إذا كان أطفال الطلاق يميلون بنسب عالية إلى الإصابة بمشكلات الصحة العقلية عن أطفال العائلات المتصلة، فقد وجدت إحدى الدراسات أن أطفال الطلاق هم أكثر ميلا للذهاب إلى الأطباء النفسيين، ففي دراسة طويلة المدى أجريت على ما ينوف عن مائه وثلاثين طفلا من أطفال الطلاق، وجد المحققون أنه خلال خمس سنوات بعد الطلاق فإن أكثر من طفل لكل ثلاثة أطفال عانى من اكتئاب حاد إلى معتدل.
صعوبات نفسية وسعادة منخفضة..
أظهرت دراسات أخرى طويلة المدى أن طفلا لكل ثلاث أطفال من أطفال الطلاق عانى من صعوبات نفسية، وبمتابعة تحقيق محلي واسع آخر لتأثيرات الطلاق على الأطفال وجد أن الآثار بعيدة المدى تتضمن أداء أضعف للأطفال عن غيرهم من العائلات المتصلة فيما يتعلق بتنوع كبير من تقييمات الصحة العقلية والذي تضمن بعد حساب مستوى الذكاء مشكلات سلوكية كلية، وتحكم داخلي أقل ونسب منخفضة بمجهود العمل، وسعادة منخفضة وصعوبة أكثر في الانتباه في متوسط أربع إلى ست سنوات بعد الطلاق. كما وجد أن أكثر من ثمانين بالمائة من المراهقين في مستشفيات عقلية وستين بالمائة من الأطفال في عيادات نفسية قد مروا بتجربة طلاق والديهم.
وخلاصة القول إن من الضروري ذكر الأخطار الجمة للطلاق على الأولاد، والتي يصعب حصرها فى مقال أو دراسة أو حتى بحث علمي، والمؤكد أن فاتورة الطلاق باهظة الثمن للغاية، ومع ذلك فإن من يدفع ثمنها هم الأولاد ممن لا حول لهم ولا قوة!.
المصادر:
https://arb3.maktoob.com/vb/arb32014
http://www.startimes.com/?t=16271338
http://www.ahram.org.eg/NewsQ/228665.aspx
http://www.aleqt.com/2013/10/13/article_792704.html
http://socialworker2009.ahlamontada.net/t907-topic
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الاسم:
رضا ابراهيم محمود عبد الرازق
السن:
40 سنة
الجنسية
:
مصري
الهواية:
قراءة المجلات ـ الرسم ـ الكتابة ـ المراسلة.
الوظيفة الحالية:
مشرف عمليات بترسانة السويس البحرية (هيئة قناة السويس),.
المجلات التى ينشر لي فيها:
مجلة جند عمان (سلطنة عمان),
مجلة الجندي (دبي، الإمارات العربية المتحدة),
مجلة الحرس الوطني (المملكة العربية السعودية),
مجلة المسلح (ليبيا),
مجلة (درع الوطن), الإمارات العربية المتحدة
مجلة العين الساهرة (الإمارات العربية المتحدة),.