اللغة بمعناها الشمولي العام هي وسيلة أو طريقة يتم التعبير بها عن المشاعر والأفكار وتحقق التواصل مع الآخرين وتعمل على تنظيم الحياة الاجتماعية ووصف الحقيقة، فأحياناً عن طريق البكاء أو الضحك يتم التعبير عن الألم أو الفرح وعن طريق السلام باليد يتم التعبير عن اتفاق تم الوصول إليه وعن طريق القبضة المضمومة نعبر عن نية الانتقام وعن طريق إشارات معينة من رجال المرور يتم تنظيم حركة مرور السيارات.
أما اللغة بمعناها الخاص المحدد فتعني الكلام المنطوق لأنه اللغة الأولى على الإطلاق ويحمل من التعابير والمشاعر والإيحاءات ما لا تستطيع أشكال اللغة الأخرى حمله، وقد تطورت اللغة الصوتية عبر العصور وارتقت حتى وصلت إلى شكلها الحالي المتقدم حيث أضحت الأصوات تحمل من النغمات والفونيمات فوق القطعية من فواصل ونبر وأنغام وانفعالات ما تعجز عنه الكتابة أو أشكال اللغة الأخرى التي يعبر الإنسان من خلالها عن مشاعره وأفكاره وحاجاته وميوله وكوامن شخصيته. فالكلام يرتبط بدائرة الفكر تحديداً والألفاظ على الأغلب تحمل معنىً عاماً فكلمة ماما تشير إلى جميع السيدات اللواتي أنجبن. ويبقى ما يميز الإنسان والأفراد عموماً فوق الوصف ويصعب التعبير عنه ولاسيما أن لدى الشخصية بعداً عميقاَ وهو اللاشعور.
ولغة الكلام تقدم خدمات كبرى في مجال الاتصال والتواصل بين شرائح المجتمع كافة إذا كانت الرغبة موجودة بين المرسل والمستقبل وعبر الرسالة الصوتية الواضحة وقد تعجز أشكال اللغة الأخرى ومنها الإشارية عن تحقيق هذا التواصل بين فئات وشرائح المجتمع لأن أغلبهم يجهلونها أو يجدون فيها صعوبة أو لا يعتقدون بقدرتها على ترجمة أفكارهم ومشاعرهم بالقدر المطلوب.
أما اللغة اللفظية فقد كان عدد غير قليل من المتحمسين ممن كانوا يختارون لأولادهم دون تردد ما يعرف بمدرسة الساحة التي كانت تولي اهتماماً خاصاً بالنطق واللفظ وكان أولياء الأمور يبرحون أولادهم ضرباً إذا استخدموا لغة الإشارة لتوضيح لفظ أو كلمة ويتهمونهم بارتكاب جرم شائن، أما في أيامنا هذه فإن استخدام الصور المرئية صار يؤدي إلى فقر الحصيلة اللفظية والجهل بالنحو والصرف وعدم الدقة في التعبير.
ورغم استخدام الإنسان الأول الإشارات جنباً إلى جنب مع الأصوات للتعبير عن حاجاته إلا أن مساحة هذه الإشارات صارت تتراجع مع مرور الزمن وإذا كانت بعض الدول والمراكز لا زالت تستخدم الأشكال الإشارية في تدريس الصم فهي بهذا تبحث عن طرق تواصل أخرى لتناسب ضعاف السمع والصم الذين يملكون بقايا سمعية لأن الإشارات الوصفية غير كافية لتحمل أنواع المعرفة والعلوم، وكثيراً ما نعبر عن معنيين أو أكثر بإشارة واحدة فهي لغة فقيرة رغم أهميتها وتحتاج إلى تنظيم وتوحيد ولهذا صارت اللغة الصوتية تتسع مساحتها وتأخذ مكانتها باعتبارها أغنى أشكال اللغات ويمكنها بعدد قليل من العلاقات الصوتية وبقواعد محددة في الصرف والنحو التعبير عن مختلف الحالات النفسية والإبداعات الفكرية الراقية وأن يكون لها القدرة على حل الأشكال الأخرى وترجمة مضمونها إلى معان مفهومة ولو ظهرت في وقت متأخر نسبياً بالنسبة إلى ميلاد الطفل فلأنها تتطلب مستوى معين من النضج العصبي والنمو العقلي حيث يسبقها في الطفولة الأولى أشكال أخرى من الاتصال والتعبير عن هذه المعاني بوضوح أكثر عن طريق لغات اخرى مثل الابتسامة أو تجاعيد الجبهة أو احمرار الوجه أو رعشة اليدين فإيحائية الوجه تعبر بطلاقة عن الحالة العاطفية وطريقة المشاعر تكشف عن حيوية الشخصية ولغة الإشارات هذه تتطلب قدراً كبيراً من التدريب والتربية المتخصصة وقد تفيد من يعانون من فقدان سمعي كبير وعلى الأسرة معرفة حق ابنها في الاستفادة من قدر كبير من اللغات المختلفة حتى يصير التعبير والاتصال نتيجة النضج الشامل ولهذا قيل إن (الطفل الذي يعرف لغة واحدة هو طفل فاشل فلابد من إغناء لغته بأشكال مختلفة).
وبالنسبة لضعاف السمع والصم الذين لديهم بقايا سمعية لابد من تطويرها لديهم بوقت مبكر جداً واستغلالها لزيادة حصيلتهم اللفظية وتدريبهم على النطق وإخراجهم من عالم الصمت والتواصل الإشاري وإذا كانت اللغة اللفظية هي مجموعة إشارات صوتية بينها علاقات زمانية ومكانية شديدة الارتباط بالفكر لدرجة أن بعض المفكرين قال (اللغة والفكر شيء واحد)، ومعنى هذا أن تظل الكلمة تعكس الفكر عبر القدرة على النطق والفعل.
وإذا كانت المشكلة الأساسية بالنسبة للمعوقين سمعياً هي مشكلة تواصل فإن ضعف المهارات التواصلية الكلامية يؤدي إلى ضعف عام لديهم على مستوى المعرفة والحياة الاجتماعية التحصيلية وغيرها وهذا ما يجعل تعليمهم النطق والكلام أمران غاية في المحورية والأهمية.
ويؤكد جان بياجييه: أنه بدون اللغة اللفظية التي تصبغ الفكر بصفتها الاجتماعية يصبح من المستحيل نضج الذكاء بصورة كاملة فالكلمة المسموعة تحفز وتثير الانتباه وتساعد في تبادل المعلومات والتفكير المتعمق.
وتبقى اللغة غير اللفظية غامضة وغير متقنة ولهذا قيل (من يعلم يتعلم مرتين) فالطفل الذي نحاوره ونتحدث إليه يتعلم بسهولة وينمو تفكيره وشخصيته وقاموسه اللفظي ولهذا قال عالم اللغة جورج جالشيت: (إذا ما نمينا اللغة المنطوقة عند الطفل ونمينا إدراكه من خلال اللغة التي يستخدمها فإننا نخطو خطوات كبرى في إعطائه نماذج للمحادثة المثالية مع الآخرين). فباللغة المنطوقة يندمج الإنسان بالمجتمع ويتفاعل معه وبغيرها يبقى تكيفه وإندماجه محدداً جداً فهي وسيلة للخروج إلى النور والمجتمع والحياة.
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.