العلاقة وثيقة بين الإعاقة والإبداع وتجربة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية غنية
الدورة السابعة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل الذي أقيم في الفترة من 22 أبريل إلى 2 مايو 2015 تضمنت 2028 فعالية وزعت على أربعة برامج حيث تضمن برنامج الطفل 1919 فعالية والبرنامج الثقافي 70 فعالية وبرنامج الطهي 28 فعالية بالإضافة إلى فعاليات مقهى التواصل الاجتماعي والتي تضمنت 11 فعالية. وشاركت في المهرجان 109 دور نشر من 15 دولة تصدرتها دولة الإمارات العربية المتحدة بواقع 40 دارا تلاها لبنان بـ 25 دارا ومصر بـ 17 دارا إلى جانب مشاركات من أستراليا وكندا والهند ودول أخرى عديدة.
وشمل برنامج الطفل ورش عمل وجلسات نقاشية ومحاضرات توعوية وأمسيات شعرية وقراءات قصصية وعروضا مسرحية وغنائية في مجالات الفنون والتراث والصحة والتربية والأدب والعلوم والتوعية. وتناول البرنامج موضوعات متنوعة مثل إعادة التدوير وصناعة الدمى والألعاب العلمية والحرف التقليدية والمهارات الفنية والكتابة الإبداعية والتأليف الموسيقي والتصوير الفوتوغرافي والتعرف على الآداب والسلوكيات العامة.
وتضمن البرنامج الثقافي الكثير من الندوات الفكرية والمحاضرات الثقافية والتربوية التي تقدمها مجموعة مختارة من أهم وأبرز الأدباء والمثقفين العرب والأجانب من أصحاب الخبرات المشهودة إضافة إلى ما يحفل به البرنامج من قراءات قصصية ونقاشات وورش عمل حول أدب ومسرح وسينما الطفل. ومن بين الموضوعات المطروحة هذا العام إتجاهات أدب الطفل الجديدة وكيفية تقييم ما يكتبه الطفل وحقوق الطفل المعاق الفنية والإبداعية ودور الإعلام في تنشئة الطفل.
ندوة حقوق الطفل المعاق الفنية والإبداعية
ضمن البرنامج الفكري المصاحب لمهرجان الشارقة القرائي للطفل أقيمت مساء اليوم الأول منه (الأربعاء 22 أبريل 2015) في ملتقى الأدب بمركز اكسبو الشارقة ندوة تحت عنوان عريض: (نحن معهم) وخصصت لموضوع حقوق الطفل المعاق الفنية والإبداعية، تم خلالها استعراض تجربة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجماعتي الإمارات للفن الخاص والإبداع الفني بورقة وبوربوينت من إعداد وتقديم: أسامة نديم مارديني مدير تحرير المنال، وشاركه في الإعداد محمد بكر طه مشرف جماعة الابداع الفني.
أدارت الندوة الأديبة والناقدة المصرية والأستاذة الجامعية الدكتورة هويدا عبد القادر صالح وشارك فيها الروائي المصري القدير الباحث والقاص الأستاذ فؤاد قنديل.
وأكدت مديرة الندوة الدكتورة هويدا أن للأطفال من ذوي الإعاقة حقوق عدة، يجب على المختصين وكافة أفراد المجتمع العمل على تفعيلها والالتزام بها، خاصة تلك الحقوق المرتبطة بالجانب الإبداعي القادر على خلق مساحة تتسع لعرض الأفكار والرؤى المبتكرة، وتطوير أساليب الابتكار والإبداع، بما يتوافق مع ظروف هؤلاء الأطفال ممن يمتلكون قدرات إبداعية.
وفي بداية حديثه بين مدير تحرير المنال خطأ بعض المصلحات الدارجة وضرورة استبدالها بالمصطلحات الحقوقية والعلمية، عرف بعدها برؤية المدينة ورسالتها وأقسامها وأعداد المستفيدين منها وأهم مبادراتها، ثم عرف بحقوق الطفل المعاق عامة وكيف نحميه وتطرق إلى الميثاق الأخلاقي للمدينة ثم عرف بحقوق الطفل المعاق الفنية والابداعية في القوانين والتشريعات من خلال نصوص من القانون الإماراتي والمعاهدة الدولية في كفالة هذه الحقوق واستعرض نماذج من المبدعين من ذوي الإعاقة وإسهامات ومبادرات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مباشرة الأشخاص ذوي الإعاقة لحقوقهم في المجال الفني والإبداعي من خلال تجربتي جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة وجماعة الإبداع الفني وأبرز انجازاتهما ومشاريعهما مستعرضاً مجموعة من التوصيات في هذا المجال.
وأكد مارديني على أهمية العمل باستمرار من أجل تنمية قدرات ومهارات ومواهب المعاق الفنية والفكرية والثقافية، وإتاحة الفرصة للأشخاص من ذوي الإعاقة، للمساهمة في تنمية وإثراء المجتمع، ولفت إلى أن هناك علاقة ما بين الإعاقة والإبداع، قد ترتبط بما يمكن تسميته نظرية التعويض، ودلل على ذلك من خلال إبداعات شخصيات عربية وعالمية لديها إعاقات ما. مؤكداً أن الإبداع لا يعترف بالإعاقة، ويتجاوزها، مهما كان نوعها وطبيعتها ومضمونها.
وبدوره، قال الكاتب فؤاد قنديل، إن مسيرة البشرية تدلل في مختلف محطاتها ومراحلها على أن هناك دوماً اهتمام خاص بالأطفال، فالمستقبل المفتوح هو أمام الأطفال، كما أن تأسيس وبناء واستمرار الحضارات ليس بالأمر السهل، خصوصاً أنه يبدأ مع الطفل الذي هو مصدر كل نماء، وبالتالي لا بد من تشجيع الطفل على الإبداع. ولفت إلى أن كلمة حقوق تعني المطالب القانونية والإنسانية من دون سعي أو كفاح، ويبدأ هذا قبل أن يرى الطفل النور، والنظر إلى الطفل على أنه كائن خاص يختلف تماماً عن الشاب والكهل.
وتابع: الطفل حريص على معانقة الحياة من خلال اللهو وحب الاستطلاع والإقبال على المغامرة، لافتاً إلى أن الطفل غالباً ما يمتلك سمات خاصة، فهو مثلاً لا يكف عن تقييم الآخرين مهما كانت ظروفه وحالته وأوضاعه، سوياً أم معاقاً.
وأشار قنديل إلى أن الطفل فنان بطبعه، فهو ميال إلى الفنون بغض النظر عن حالته، ولا أبالغ إن قلت إنه يولد فناناً ويسعى دوماً إلى التغيير والتجديد.
وأكد أنه ليس ثمة اختلاف جذري بين الطفل ذي الإعاقة وغير المعاق، لافتاً إلى أن الأول يتمتع بإرادة وتركيز أكبر، ويحرص على مواجهة التحديات التي تقابله مهما كلف الأمر وطال الوقت.
مشيراً إلى أن هناك في العالم أكثر من 750 مليون شخص معاق، بمعنى شخص معاق واحد مقابل 7 أشخاص غير معاقين، وفي مصر هناك أكثر من 10 ملايين شخص معاق. وأكد على ضرورة الالتفات لهم والحرص على توفير حقوقهم بدرجة كبيرة.
ووجه في ختام حديثه عدة نصائح، لا بد من اتباعها والتقيد بها، خصوصاً من قبل المعلم، ومن قبل الأسرة، في التعامل مع الطفل ذي الإعاقة.