ـ من هي الفئات الحائرة؟
ـ كيف ظهرت؟ وأين توجد؟
ـ كيف تم اكتشافها؟
ـ ما هي مؤشرات الرؤية المستقبلية للحد من ظهور الفئات الحائرة؟
الفئات الحائرة هم:
- الأشخاص الصم المكفوفون الذين لم تقدم لهم الخدمات حتى الآن لا من القطاعات الحكومية ذات العلاقة ولا من القطاع الخاص.
- الأشخاص ذوو الإعاقات المزدوجة والمركبة الشديدة والبسيطة.
- الأشخاص الصم الذين تمت لهم زارعة القوقعة ويحتاجون الى تأهيل خاص للتدريب على النطق لهم ولذويهم.
- الأطفال الذين قبلوا بالخطأ في المعاهد الخاصة وأعطيت لهم خدمات خاطئة لا تتلاءم مع احتياجاتهم التربوية بسبب التشخيص الخاطئ وغير المقنن على بيئاتهم المحلية.
- الأطفال الذين لديهم متلازمة ويليام (ويليام سيندروم).
- الأشخاص ذوو الإعاقات البسيطة الحسية والتواصلية مثل: (عيوب النطق والكلام والطلاقة واللغة وغيره).
- الأشخاص ذوو الإعاقات النمائية بمختلف أنواعهم ومنها: التوحد والأسبرجر وطيف التوحد ومتلازمة ريت ومتلازمة كروموسوم اكس الهش وغيرها من الإعاقات الإنمائية المتعددة.
- كبار السن من ذوي الإعاقة الذين فاتهم قطار التعليم بسبب بعد مناطقهم وعدم وصول الخدمات لهم إلا متأخراً ولم تنطبق عليهم شروط القبول بسبب كبرالسن.
- المسنون من ذوي الإعاقة وخاصة من لديهم مرض الزهايمر.
- الطلبة ذوو صعوبات التعلم في المراحل الدراسة العليا وفي الكليات والجامعات والكليات التقنية وغيرها ولم يتلقوا خدمات تتوافق مع صعوباتهم.
- الأطفال من ذوي النشاط الزائد وفرط الحركة وتشتت ADHD الانتباه ولم يتلقوا الخدمات التربوية الملائمة في المدارس العادية والآن فقط بدأ تركيز الضوء من قبل وزارة الصحة فقط .
- الأيتام ومجهولي النسب من ذوي الإعاقات المختلفة والمتواجدون في مؤسسات الإيواء ولم تقدم لهم الخدمات التربوية الملائمة لإعاقاتهم في أماكنهم.
- بطيئو التعلم الذين صنفوا بناءً على توصيات الندوة العلمية حول بطيئي التعلم في دول الخليج (1997) أنهم كأقرانهم من باقي الطلبة ويجب أن يتلقوا تعليمهم في مدارس التعليم العام.
- المتسربون من المدارس بسبب الرسوب أو التأخر الدراسي أو بطء التعلم أو الموهبة والإبداع ولم يجدوا الخدمات التي تلاءم احتياجاتهم التربوية أو التأهيلية فتحولوا إلى ذوي سلوكيات خاطئة.
- الأطفال المتحرش بهم جنسيا والمعتدى عليهم في المؤسسات الإيوائية أو من أسرهم ويحتاجون
- إلى تأهيل خاص ولم يجدوا مراكز خاصة تقدم لهم هذا التأهيل.
- الأطفال ممن لديهم إعاقات واضحة وهم متواجدون في مراكز ومؤسسات خاصة ومنعزلون عن التعليم العام والمجتمع ومحرومون من الدمج أو التربية الشاملة.
- مرضى السرطان والصرع والسكر وذوي الأزمات التنفسية والقلبية الماكثين في المستشفيات لفترة طويلة أو في المدارس العادية ولم تلبى احتياجاتهم التربوية ولم تراعى ظروفهم المرضية.
- الأفراد ذوو الاضطرابات السلوكية والجانحون والأحداث وغيرهم.
- الموهوبون من الأشخاص ذوي الإعاقة وذوي القدرات العالية ولكن لديهم إعاقات بسيطة لا تعيق تلك المواهب والقدرات.
- أبناء وأسر السجناء وذوي الظروف الخاصة ومجهولي الأبوين الذين يحتاجون إلى تأهيل نفسي وتربوي وعلاجي.
- المدمنون وأطفال الشوارع والفقراء من ذوي الإعاقات الاجتماعية الذين يحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة ولم تقدم لهم.
- الأشخاص ذوو الإعاقات الحسية والجسدية والتواصلية البسيطة والشديدة المزدوجة ويتلقون خدمات خاطئة لا تلاءم احتياجاتهم التربوية الفعلية.
جميع هؤلاء الأطفال والأشخاص وغيرهم كثيرون يعتبرون من الفئات الحائرة المهشمة والمحرومة من الخدمات التربوية الملائمة لحالتها ويحتاجون إلى خدمات التربية الخاصة لتقدم لهم في المدارس العامة وتطبيق التربية الشاملة أو مدرسة المستقبل الشاملة وتغيير النظام التعليمي المطبق حاليا.
ومن هنا ظهرت فكرة المدرسة الشاملة كحركة اجتماعية لتقف في مواجهة ممارسة سياسة العنصرية المتبعة آنذاك في دول الغرب وعندما أشار علماء المستقبل أن 50% مما نعلمه لأطفالنا اليوم غير صالح للمستقبل.
وهي المدرسة التي تقبل الجميع ولا ترفض أي طفل ولأي سبب وأن يكون التعليم النظامي الابتدائي تحت مظلة شجرة تعليمية واحدة وتطالبنا بإلغاء التقسيمات والتخصصات الحالية. وعندها أطلقت الولايات المتحدة الأمريكية صرختها (أمة في خطر) (Nation at risk).
كما أن مؤتمر سلامنكا العالمي الذي عقد في أسبانيا عام 1994 وأيضا مؤتمر داكار في عام 2000 وطالب الجميع بإصلاح التعليم الذي لا يتم إلا بتطبيق بالتربية للجميع.
ظهرت فكرة المدرسة الشاملة كحركة اجتماعية لتقف في مواجهة ممارسة سياسة العنصرية المتبعة آنذاك في دول الغرب، وقد وضٍعت علامات الاستفهام حول دور التربية الخاصة كحقل متخصص يتحمل مسؤولية تعليم مجموعة خاصة ومحددة من الأطفال في مدارس خاصة وبمعزلٍ عن التعليم العام وطالب الجميع بالتربية الشاملة.
ولكن لو نظرنا لمبدأ التربية للجميع لوجدنا أنه هو نفس المبدأ الذي نصَّ عليه الإسلام قبل الدول الغربية فالجميع كان يتلقى تعليما موحدا على يد معلم البشرية الأول عليه الصلاة والسلام. والدليل في الآية الكريمة (عبس وتولى)، وكذلك قول علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (علموا أولادكم على غير شاكلتكم؛ فإنهم مخلوقون لزمان غير زمانكم).
ولكننا مع مرور الأيام أغفلنا هذا المبدأ الإلهي العظيم، وقسمنا التعليم إلى تخصصات مختلفة. وما زلنا نتساءل هل نطبق الدمج أم لا؟ وهل تعليمنا يحتاج إلى إصلاح أم لا؟
إن إصلاح التعليم يحتاج إلى:
- معلم نشط ومشارك يجيد طرائق التدريس.
- منهج ملائم لجميع الاحتياجات التربوية.
- مشرف ماهر في التقويم والتوجيه ومُعدِّل للسلوك.
- بيئة آمنة ومحفزة للتعلم.
- مجتمع مشارك يؤمن بالمسؤولية المجتمعية ويحترمها.
- حكومة ملتزمة سياسياً ومالياً.
- تلميذ مجتهد ومتحمس للتعلم.
- مسؤولين ووزراء ينفذون القرارات السامية المجمدة.
ولكن وبكل صراحة وشفافية واقعنا التعليمي بالذات هو:
- بيئات تعلُّم غير آمنة وغير مشوقة أو محفزة.
- أمية قرائية وتقنية وثقافية.
- نسبة تسرب ورسوب عالية.
- جهل المتعلمين والمعلمين بالنمو المهني والفني والتقني.
- نقص شديد في قدرات وتأهيل المعلمين التربوية والمهنية والفنية والتقنية والمعلوماتية.
- جهل المتعلمين بالنمو المهني والفني والتقني وأهميته.
- انفصال بين التعليم وسوق العمل.
- العزوف والتسرب من التعليم.
- عدم الاهتمام بالبحث العلمي.
- تدني مخرجات التعليم.
- قصور المناهج وطرق التعليم.
- مخرجات تعليمية متدنية.
- بطالة سافرة ومقنعة مع ضخامة الفاقد التعليمي.
- فئات حائرة لم تقدم لها الخدمات التربوية الملائمة.
- معلمون غير مؤهلين التأهيل التربوي الشامل والمتخصص في آن واحد.
الفرق بين المعلم في الدول العربية والمعلم في الدول المتقدمة وعلى سبيل المثال لا الحصر:
في الدول المتقدمة يحظى المعلمون بالتأهيل الجيد والتدريب المتواصل والوسائل المعينة لدفعهم للعمل.
ففي فرنسا…
يخضع الراغبون في الالتحاق بكلية المعلمين باختبارات قاسية تقيس مدى قدراتهم المعرفية والنفسية ومدى ملاءمتها لهذه المهمة ومع ذلك للاستمرار في الدراسة ومن لابد له من البحث عن مجال آخر، فالمبدأ لديهم قائم على الكيف لا الكم.
وفي ألمانيا
فقد أنشئت محطة تلفزيونية خاصة لتدريب المعلمين وذلك بعد أن أضيفت سنة دراسية للتعليم الإلزامي في البلاد ووضعت برامج تدريب إضافي بعد توحيد البلاد لمعالجة القصور في تأهيل معلمي ألمانيا الشرقية.
وفي بريطانيا
تقوم نقابة المعلمين بالإشراف على المعلمين وتبعث بمشرفيها إلى المدارس لمعاونة المعلمين. والمعلم يعلم أن هذا المشرف لا يملك ولا يتدخل في تقارير التقويم للمعلم فيفتح له صدره ويناقش معه مشكلاته. ومع كل هذا التأهيل والتدريب إلا أن هذه الدول لا تترك معلميها يقضون ليلهم في التحضير ونهارهم في التصحيح, فلكل مادة كتاب معلم، تعده مجموعة من المتخصصين في المادة ومعلمون يدرسون المادة وآباء وتلاميذ متفاعلين، إلى جانب بعض الرسامين والمخرجين والفنيين.