ندوة بناء الهوية الأسرية في الوطن العربي
ختام فعاليات الدورة الثالثة لجائزة منظمة الأسرة العربية
اختتمت (الخميس 7 مايو 2015) في فندق هيلتون الشارقة فعاليات الدورة الثالثة لجائزة منظمة الأسرة العربية بندوة فكرية حملت عنوان: بناء الهوية الأسرية في العالم العربي (أسرتنا هويتنا) قدمها الدكتور عبد بيدس رئيس مجلس إدارة المنتدى لتطوير الهوية المؤسسية وحضرها سعادة جمال بن عبيد البح رئيس المنظمة وهدى بن يوسف أمينها العام وعدد من أعضاء مجلس أمناء جائزة المنظمة وسعادة عقيل أحمد جاسم مدير عام وعدد من أعضاء المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل ووزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وممثلون عن الجهات المكرمة والمشاركة في الدورة الثالثة للجائزة وعدد من ممثلي وسائل الإعلام.
مذكرة تفاهم
سبق الندوة توقيع مذكرة تفاهم مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية الهدف منها توطيد العلاقات وتوثيقها بين الجانبين، بما ينسجم مع الأهداف والغايات التي يعمل الطرفان على تحقيقها وفقاً لاختصاصاتهما، وبما يخدم تنفيذ مشاريع وبرامج عمليهما وأنشطتهما.
قام بالتوقيع على المذكرة عن منظمة الأسرة العربية سعادة جمال البح رئيس المنظمة بحضور هدى بن يوسف أمينها العام والدكتور أبو بكر حسين عضو مجلس الأمناء المنسق العام لجائزة المنظمة، وعن مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية سعادة عقيل أحمد الجاسم مدير المكتب التنفيذي بحضور محمود علي حافظ مدير إدارة الشؤون الاجتماعية وخلف أحمد خلف العصفور مدير إدارة الشؤون الاجتماعية في المكتب التنفيذي.
تضمنت المذكرة تعزيز التعاون وترسيخه وتنميته بما يمكن الطرفين من استثمار أمثل للطاقات والجهود والبرامج المشتركة، وتفادي التكرار والازدواجية، وتوحيد التوجه في طرح القضايا والموضوعات الملحة على دول مجلس التعاون الخليجي لمسايرة متطلبات التنمية المستدامة وتحولاتها في ظل العولمة واستحقاقاتها.
ندوة الهوية الأسرية
قدم للندوة الدكتور أبو بكر حسين المنسق العام لجائزة منظمة الأسرة العربية، ثم ألقى سعادة جمال البح رئيس المنظمة كلمة رحب فيها بالحاضرين في بلدهم الثاني الإمارات وأشاد بالتعاون مع المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول مجلس التعاون منوهاً بأهمية موضوع الندوة باعتباره واحداً من القضايا المهمة والمصيرية التي ينبغي التركيز عليها في وقتنا الحالي لدورها في تحقيق التنمية وطموحات المجتمع.
تحدث بعدها الدكتور عبد بيدس فأكد على أهمية موضوع الندوة باعتباره سؤالاً بديهياً يدور في بال كل منا عندما يسأل: من أنت! وقال إن الندوة تهدف إلى مناقشة أهمية الهوية الأسرية في العالمين العربي والإسلامي في تحقيق التنمية المستدامة وطموحات المجتمع ومسيرة الوطن المستقبلية.
قدم بعدها نبذة تاريخية استعرض فيها التاريخ الأسري واهتمامه بالتطور الاجتماعي والثقافي لمجموعات الأقارب منذ عصور ما قبل التاريخ وحتى العصر الحديث، والدور العالمي والأساسي للأسرة في جميع المجتمعات، وقال: ولكن ما يجري اليوم من تفكك وعنف أسري، ومجتمعي وإقليمي ودولي، وما نراه من فقر أو بطالة وغيرها من علل اجتماعية، ما هي إلا العوارض لعلل أساسها ترهل النسيج الأسري، والذي أدى الى ترهل في النسيج الاجتماعي.
وذكر أن معظم الجهود المحلية والعالمية تركزت على إيجاد حلول للعوارض فقط، ولذلك فشلت في إيجاد حلول لأساس/مسببات العلل، منعكساً سلباً على مسارات التنمية المنشودة، ومؤدياً إلى فقدان القيم الأسرية والإنسانية، محلياً وعالمياً، للخروج بحلول جذرية وبشكل علمي ممنهج، قابل للتطبيق على مستوى الدولة والعالم.
كما تحدث عن وضع الأسرة ما قبل الثورة الصناعية بعدها، مبيناً أن الأسرة هي الأساس والبيئة الأمثل، للبدء في بلورة وبناء شخصية الفرد المؤهلة بالقيم الأسرية البناءة (الثقافة الأسرية) القادرة على الخروج إلى المجتمع والتفاعل مع سائر مكوناته، أي صنع الفرد المطلوب بمؤهلات مجتمعية، ليبدأ المجتمع في تطويره وتنميته وبناء قدراته وتزويده بكافة الإمكانيات، ومن ثم يصبح قادراً على أن يكون فاعلاً بناءً. مضيفاً أن الهوية الأسرية تبلور رؤية واضحة عن التصور الأسري الأمثل الموائم لاحتياجات المجتمع وسائر مكونات الوطن باستراتيجية واضحة المعالم لبنائها بما يحقق النتائج الوطنية المنشودة.
وأشار بيدس إلى أن الطبيعة الأسرية واحتياجاتها من مجتمع لآخر تختلف، ومن دولة إلى أخرى، ومن إقليم إلى آخر، كل حسب المعطيات المحلية الخاصة، مؤكداً أن هذا ما يميز آلية العمل هذه في التكوين والتمكين الأسري، واتباعها في الخروج باستراتجيات بناء هوية الأسرة المحلية المعززة لهوية المجتمع المحلي والوطن، ليصبح لدينا نماذج من الممكن أن يتم تصديرها وتطبيقها عالمياً.
وتحدث عن تمكين الأسرة من خلال بناء أسر منتجة وقادرة على الإنتاج لتأمين احتياجات نموها من خلال أدوات وأنمة للدعم كنظم الزكاة والضرائب المحلية وبرامج التوعية والتثقيف وبرامج الجوائز ومؤسسات المجتمع العامة والخاصة التي عليها أن تمارس مسؤولياتها تجاه التنمية المجتمعية ودعم المشاريع التنموية المفعلة لدور الأسر بعيداً عن البرامج الخيرية.
وتطرق إلى أهم الفوائد التي سيحققها بناء الهوية الأسرية على النسيج الاجتماعي ومنهجية العمل في هذا البناء ودور المؤسسات المعنية. وختم بالتأكيد على أن المسؤولية تقع على عاتق كافة المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية في البدء برسم سياسات وبناء برامج متخصصة في بناء الهوية الأسرية ونشر الوعي عربياً والعمل على تقديم أدوات الدعم والخبرات من خلال تقديم نماذج قابلة للحياة عربياً وعالمياً.
فتح بعدها باب النقاش الذي شارك فيه الحاضرون وقدموا مداخلات قيمة من واقع خبراتهم وتجاربهم في بلدانهم العربية.