هناك مجموعة من الأمور التي يجب علينا أن نأخذها بعين الاعتبار عند تقديم الخدمة العلاجية من الناحية الحركية للأطفال الصغار:
-
حالة الطفل وعلامات الانفعال وعدم الراحة State Regulation & Stress Sign
من أحد أهم المبادئ في الجلسة الانتباه لحالة الطفل وملاحظة علامات الانفعال وعدم الراحة فهذه العلامات من شأنها أن تؤثر على مدى قدرة الطفل على تعلم المهارات الحركية والتي نحاول أن نعلمه إياها وهي كذلك مؤشر قوي لوجود مشاكل صحية للطفل وأحد أهم وأقوى هذه العلامات البكاء.
ومن خلال متابعة مجموعة من الأطفال أثناء العملية العلاجية بشكل مستمر تبين أن هناك ثلاثة نماذج أو أنظمة سلوكية يتبعها الأطفال وهي:
- أ ـ النظام التلقائي.
- ب ـ النظام الحركي.
- ج ـ نظام الحالة.
والأنظمة الثلاثة هذه مرتبطة مع بعضها بعضاً.
ومن خلال هذه الأنظمة يتواصل الأطفال مع الآخرين وهو ما يسمى بلغة السلوك.
- النظام التلقائي:
وهو عملية الاستجابة لعملية تنظيم التنفس والقلب والأوعية الدموية والأعضاء الداخلية.عندما تكون أجهزة الجسم في وضع سليم ومنظمة فإنها تعمل بسلاسة مما يعني أن الطفل بحالة ثابتة وجيدة.وعندما يكون الطفل يعاني من عدم الراحة فيمكن أن تظهر تغيرات في هذا النظام لتكون مؤشراً لنا ومن هذه التغيرات: تغيرات في التنفس، تغير في اللون، التثاؤب، السعال، الحازوقة، ازرقاق أو شحوب اللون، تغيرات في درجة حرارة الجسم، حركات الأمعاء وغيرها.وحسب هذه النظرية فإن الطفل عندما يكون منظماً ومرتاحاً فإن النظام الحركي لديه يعمل بشكل أبسط وأفضل. - النظام الحركي:
عندما يكون الطفل منفعلا فإن وضعية التوتر العضلي لديه إما ان تكون مرتفعة أو منخفضة أو متذبذبة وكلها علامات سلبية.فعندما يرتفع التوتر العضلي يؤدي إلى ظهور وضعية المد الجسمي الزائد (الرأس والظهر باتجاه الخلف).أما انخفاض التوتر فإنه يؤدي إلى الارتخاء العام للطفل في الجسم وهو ما يطلق عليه الوجه المتثائب. واضطراب التوتر يحول دون الحركة السليمة حيث أحد الشروط الهامة للحركة السليمة هي التوتر العضلي المناسب. - نظام الحالة:
عندما يكون الطفل بحالة منتظمة وغير متوتر فإن هذا النظام يكون مستقراً وبذلك يصبح الطفل أكثر قابلية للاستجابة ويتحرك بسهولة وهو ما يسمى بحالة النوم لدى الطفل (State of Sleep)، أما عندما يستجيب الطفل بشكل عكسي ـ أي البكاء والرفض وأحيانا الرفس وعدم الاستجابة ـ وهو ما يسمى بحالة اليقظة أو التنبه لدى الطفل (State of Alert)، إن حلقة النوم واليقظة لدى الأطفال قد تصاب بالتشويش وبالتالي قد تكون هناك استجابات غير ملائمة.لذلك علينا أن نولي الاهتمام الكبير لهذه الإشارات التي يرسلها الطفل إلى الذين يتعاملون معه من خلال لغة السلوك (Behavioral Language) والتي يستعملها الطفل لمحاولة التواصل مع غيره أي أن الطفل يحاول التواصل معنا ويطلب منا تعديل ما نقوم به مثلاً تغيير سرعة أو تغيير اتجاه الحركة أو إننا نضغط على جزء من جسمه بشكل مؤلم أو إن علينا اختيار لعبة أخرى أو حتى في بعض الأحيان علينا التوقف عما نقوم به وأن نجعل الطفل يستريح ومحاولة مساعدته على إعادة تنظيم نفسه وتنظيم حلقة النوم واليقظة لديه.وكما تم ذكره فإن الطفل يحاول التواصل بلغة السلوك وفي حال استطعنا أن نتعلم لغة السلوك هذه وكنا قريبين من الطفل الذي نتعامل معه وفهمنا أكثر استجابات الطفل وعلامات الانفعال والاستجابة لها بشكل ايجابي بأن نوصل للطفل بأننا قد فهمنا رسالته وبالتالي يكون لدى الطفل فرصة أكبر للتعلم والتدريب الحركي.علينا دوماً أن نهتم بتعلم لغة السلوك عند الأطفال بأكبر قدر مستطاع وأن نحاول ألا نوصل الطفل إلى درجة البكاء لأنها من أشد علامات الانفعال والتي تؤثر بشكل كبير على نجاح العملية العلاجية.إن الطفل الذي يبكي ليس هو وحده الذي يتأثر ولكن كذلك يؤثر على الذين من حوله وخصوصا الأهل وهذا الأمر يؤثر بطريقة سلبية على مقدرة الأهل على تعلم المهارات التي يمكن تدريب الطفل عليها بالمنزل وكل هذا يصب في التأثير على قابلية الطفل على تعلم المهارات الحركية.
-
حالة الحواس:
نحن نحتاج إلى التغذية الحسية الراجعة حتى نتعلم وننظم ونأقلم حركاتنا.
البصر والجهاز الدهليزي والمستقبلات الحسية الداخلية ثلاثة أنظمة رئيسية والتي من خلالها نستقبل المعلومات الحسية وعندما يكون هناك تناسق جيد بين المدخلات الحسية والأوامر العصبية نستطيع أن ننظم وضعية الجسم والقيام بالمهارات الحركية المتنوعة والملائمة.
إن مثل هذا الأمر يلعب دوراً حيوياً وفاعلاً في التطور الحركي للأطفال فالطفل يستقبل المعلومات الحسية من خلال الأنظمة المذكورة الثلاثة ومن خلال الخبرة والممارسة والتجارب الحركية وردود فعل الوضع الجسمية يتعلم الطفل أن يقوم بالوضعية المناسبة لأداء المهارات الحركية وبالعادة المتكررة تصبح الحركات تلقائية.
ومن الأمثلة على التغذية الحسية عندما يوضع الطفل على بطنه يكون رأسه مرتمياً للأسفل وعند تحريكه يبقى الرأس وهنا يجب عمل تغذية حسية للطفل حول وضعية الرأس وحثه على رفع رأسه.
-
الحالة الحركية:
يكون الجهاز العظمي العضلي (الجهازالحركي) غير مكتمل في تطوره عادة عند الأطفال الصغار وقابلاً لاكتساب الخبرات الحركية المدخلة والمكتسبة.
المدى الحركي للأطفال الرضع يكون غير مكتمل أي يكون مدى حركة المفاصل للأطفال الرضع غير كامل كالكبار، الأطفال تحت سن الـ 6 أشهر لديهم محدودية في عملية مد العمود الفقري، ومد مفصل الورك والالتفاف الداخلي لمفصل الورك والثني في مفصل الكتف وبشكل تدريجي يعمل الأطفال على زيادة مدى حركاتهم في المفاصل المتنوعة من خلال ممارسة المهارات الحركية المتعددة والمتنوعة.
عادة ما ينشط الأطفال عضلات جسمهم ويقومون بتطويلها بواسطة الحركات على المحاور الجسمية الثلاثة السهمي والجبهي والمستعرض (Sagittal, Frontal, Transverse) حيث تكون حركات المد والثني على المحور السهمي وحركات التبعيد والتقريب على المحور الجبهي وحركات الالتفاف حول المحور على المحور المستعرض فهم يلعبون ويقومون بثني ومد العمود الفقري من النوم على البطن، ورفع حمل الجسم من اتجاه إلى آخر من النوم على الظهر ويجلسون ويتقلبون في جميع الاتجاهات ويحركون الأرجل قريبا وبعيداً.
أما بالنسبة للأطفال الذين لديهم مشاكل في الأداء الحركي لا يعملون على التحرك باتجاه المحاور الحركية الثلاثة ففي العادة هؤلاء الأطفال يبقون في أوضاع محددة وقليلة ونادراً ما يعملون على تغيير هذه الأوضاع وهم غالباً ما يتحركون على المحور السهمي (الطولي) وبذلك يتم تطور حركاتهم على شكل أحادي الاتجاه من خلال استخدام المهارات الحركية التعويضية، ولأنهم لا يستخدمون خيارات متعددة من المهارات الحركية فهم بذلك غير قادرين على تنشيط عضلاتهم وتطويلها بشكل ملائم وفي أحيان كثيرة لا يستطيعون الحصول على مدى حركي كامل في مفاصلهم والذي له تأثيرات سلبية مستقبلية من تشوهات وتقفعات في المفاصل.
ولذلك فمن الضروري أن تعمل على تسهيل وتدريب الأطفال الذين لديهم حاجات حركية على التحرك على جميع المحاور الحركية وبالتالي الحفاظ على المدى الحركي الطبيعي وتنشيط أفضل للعضلات ثم الحصول على مهارات حركية أفضل.
-
قانون مراحل التطور الحركي(Role of the Developmental Sequence)
يجب أن يكون لدى المتعامل مع الأطفال الذين لديهم حاجة حركية خاصة معرفة كافية بالمراحل التطورية الحركية عند الإنسان وذلك لمجموعة من الأسباب أهمها:
- لوضع الأهداف العلاجية المناسبة للعمر الحركي الخاص بكل طفل وتصميم البرامج العلاجية الفردية المناسبة.
- لمعرفة المهارات الحركية التي فقدها الطفل أو لم يستطع إتقانها.
- معرفة المهارات الحركية التي على الطفل أداؤها أو القيام بها أو تشجيعه على أدائها.
- معرفة أي انحرافات عن النمو الطبيعي ومحاولة منع استمرار وتفاقم هذه الانحرافات وحلها بشكل مبكر.
أي لتحقيق نظام خاص للعمل مع الأطفال في هذا المجال في الماضي والحاضر والمستقبل.
- العمل بما كان بالماضي: أي محاولة ملء الفجوات في المجال الحركي من خلال التدريب على المهارات الحركية المفقودة وحل مجموعة المشاكل الحاصلة والاستمرارية بالعمل على هذه الأمور حتى تصبح هذه الحلول جزءاً أوتوماتيكياً من العملية الحركية لدى الطفل.
- العمل لما هو في الوقت الحاضر: محاولة إعطاء الطفل المقدرة على ممارسة المهارات الحركية التي يتطلبها عمره الزمني. وعلينا أن نتذكر دوما أن الحاضر يصبح ماضيا بشكل سريع عند التعامل مع الأطفال.
- العمل للمستقبل: يجب أن نعمل على تحضير الطفل للمستقبل اماما على الأقل لمدة شهرين.
مثال:
طفل عمره 7 أشهر ولديه صعوبة في نقل حمل جسمه في وضع الجلوس أي لديه عدم مقدرة على عملية الشروع بالجلوس / في الحاضر يكون العمل معه على تحريك جسمه ويديه في كافة الاتجاهات ونقل حمل جسمه من الجلوس إلى النوم مثلا ولكن قد نكتشف أن لدى الطفل عدم القدرة على نقل حمل الجسم من وضعية النوم على البطن وهي أساس المشكلة وهي في الماضي أي أن مثل هذه المهارة تكون لطفل عمره 5 أشهر بحد أقصى فيكون العمل بما كان بالماضي هو تعليم الطفل وتدريبه على تحريك يديه ونقل حمل جسمه من جهة إلى أخرى من وضعية النوم على البطن، أما العمل للمستقبل فمثلا نعلم الطفل ونسهل عليه عملية الشروع بالوقوف وذلك لتحضيره للمشي مستقبلاً.
-
الأيدي التي تتعامل مع الطفل:
إن الأيدي هي الركيزة الأساسية في عملية تدريب الأطفال ومهمة جدا في عملية تطوير المهارات الحركية فإن هذه الأيدي إما أن تسهل أو تساعد الطفل على أداء حركاته أو تعيقه.
إذن فإن الأيدي هي المرشد لهذا الطفل فلا تسحب أو تدفع بقوة أو تجبر الطفل على القيام بشيء معين.
إن الفرق الكبير بين أحجامنا وحجم الطفل الصغير يحتم علينا أن لا نساعد الطفل إلا بقدر ما يحتاج وأن لا نكتفي بتحريك الطفل بدون أن نجعله يقوم بجزء من المهارة فما علينا إلا أن نمسك بالطفل ونكون صبورين حتى تبدأ عضلاته بالعمل وإذا قمنا بمساعدته يجب أن نقلل المساعدة بشكل تدريجي حتى نصل إلى مرحلة عدم المساعدة والاستقلالية.
لنجاح عملية التعليم الحركي يجب أن تكون الأيدي حساسة تماماً لعضلات الطفل وما ينبغي علينا وعلى الطفل فعله هو أن تكون هذه الأيدي عاملاً مساعداً لا عاملاً معيقاً ومثبتاً للطفل وحركاته فهذه الأيدي ليس فقط تعلم الطفل بل تمنحه الأمان والثقة.
-
اللعب:
إن العامل الحيوي في عملية التعلم هو اللعب لذا علينا أن نحاول أن تكون التمارين ممتعة ومفيدة في آن واحد وأن نجعل الطفل يشعر بأنه يلعب وليس مجبراً على شيء وكذلك الألعاب يجب أن تكون مناسبة لعمر الطفل.
-
المعدات:
ـ يجب أن يتم استخدام مجموعة متنوعة من المعدات
ـ استخدام الجسم ملائم وخصوصاً للأطفال الرضع، المخدات الاسطوانية حيث أنها تتحرك في اتجاهين يسهل السيطرة من خلالها على الطفل وتشعره بالأمان أكثر، الكرات من أصعب الأدوات وكلما كبر حجم الكرة سهل التعامل معها.
-
العائلة:
أفراد العائلة هم العامل الأكثر أهمية في فريق العمل مع الطفل فعلينا أن:
- نعرف احتياجاتهم
- دعمهم وتشجيعهم
- تعليمهم وتدريبهم
- مشاركتهم في عملية التخطيط لبرامج الطفل
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).