الاستماع والمحادثة
إن غالبية الأطفال الصم لديهم بقايا سمعية يمكن تطويرها واستغلالها عن طريق تكبير وتضخيم الصوت من جهة ومن خلال التدريب المنظم والمتدرج على الانصات والاستماع من جهة أخرى. ومن خلال تطوير الاستعداد للانصات والاستماع يتطور الاستعداد اللغوي وتنمو اللغة اللفظية ويصبح الطفل معتمداً على ذاته ومندمجاً في أسرته ومجتمعه.
وقد يترك الطفل الأصم الاعتماد على سمعه لظروف وأسباب كثيرة ويتجه نحو الإشارات والإيماءات والطرق البصرية اليدوية حيث هي سهلة ولا تحتاج منه إلى بذل مجهود كبير خاصة إذا دعمت من قبل الآباء، وقد يكون ذلك بسبب غياب الطريقة السمعية الشفوية وعدم الاهتمام بالكلام الصوتي الفونيمي.
لقد ثبت علمياً أن الأذن البشرية تعمل حتى في فترة ما قبل الولادة، والبعض يقول بعدها بعشر دقائق.. ومهما يكن من أمر فإن هذه الأصوات التي تكون في بداية المطاف عديمة الدلالة تبدأ بالتمايز بعد فترة ليميز منها الطويل والقصير، العالي والمنخفض البعيد والقريب وذات الايقاعات البعيدة ثم المتشابهة ويستجيب الطفل للنغمات حتى يصير بامكانه أن يميزها منذ الشهر الرابع وترتقي قدرة هذه الأذن في الإدراك السمعي والتمييز حتى تصل قدرتها إلى تمييز 40 ألف نغمة صوتية ولحن صوتي.
وقد أكدت الدراسات أن الأطفال الصم الذين لا يجيدون فن الإنصات والاستماع ستحصل لديهم مشكلات في فهمهم للغة وفي نظامهم الصوتي حيث أن من لا يجيد فن الانصات والاستماع لا يستطيع أن يخزن في ذاكرته خصائص كل صوت من الأصوات الكلامية ولا يستطيع التعرف إلى معاني المفردات والمفاهيم، فالصمم ليس حرماناً من سماع الأصوات فقط، بل إن آثاره مدمرة على جميع جوانب الشخصية النفسية والاجتماعية والمعرفية والتحصيلية واللغوية وغيرها.
أما من جهة التدريب على الكلام والمحادثة، فإن التدريب على المحادثة يحقق للطفل نوعين من التهيئة:
- التهيئة الصوتية: وتتمثل في تذليل صعوبات النطق والتمرين على سماع الأداء اللغوي والنبرة الصوتية فتألف آذانهم اللغة وأنماطها وصيغها.
- التهيئة النفسية: وتعمل على إزالة الخوف وكسر حدة الخجل والانطواء عند الطفل عموماً والأصم خصوصاً.
والمحادثة تهيء للقراءة والكتابة فيما بعد تهيئة نفسية وصوتية، فمن الناحية الصوتية يعاني بعض الأطفال صعوبات في النطق مثل مخارج الحروف أو ابدال بعض الحروف، والتغلب على هذه الصعوبات يساعد على إنجاح القراءة فيما بعد.
كما أن افساح المجال أمام الأطفال ليتحدثوا عما يريدون وعن الموضوعات التي يرغبون فيها يساعدهم على كسر حدة الخجل ويبدد ضباب الوحشية والعزلة ويجعلهم مستقرين نفسياً فيألفون جو الروضة، وهذا عامل مهم لاحراز النجاح فيما بعد.
إن تدريب الطفل على تنفيذ الأوامر والحديث عنها بجمل قصيرة مقصودة مثل: (افتح الباب أو الكتاب) ومطالبته بذكر ما يفعل (أنا أفتح الباب) يعوّده على فهم الجمل لاتامة بلغة سليمة وغنية.
كذلك فإن مطالبة الطفل بتمثيل بعض حوادث القصة التي نسردها له والقيام بتمثيل أدوارها والتكلم بلغتها سواء كان شخوصها إنسان أم حيوان يساعده على الاسترسال في الكلام والحديث.
ومن هنا علينا أن ندع الطفل يتكلم ما أمكنه ذلك وتشجيعه على ذلك وأن يتكلم عن الموضوعات التي يعيشها في بيئته (المنزل ـ الروضة ـ الباحة ـ الألعاب ـ الحيوانات) وأن نشجع الطفل على الكلام بالشكل الأفضل وتصحيح كلامه بصورة ايجابية ودون أن يشعر بكثرة الأوامر والنواهي وبأن الأمر موجه إليه مباشرة وبالذات.
أما من جهة الاستماع فله آدابه ومنها:
- أن ينصرف المستمع كلياً إلى المتحدث ويصغي إليه.
- أن يجلس في وضع يساعده على الاستماع.
- ألا يقاطع زميله أثناء الكلام.
وعلينا جميعاً أن نعمل على ما يلي:
- اشراك جميع الأطفال في المحادثة والاستماع.
- اجراء مناقشة بعد الاستماع لمعرفة مدى فهم الطلاب.
- تدريب الأطفال على آداب المحادثة والاستماع.
- مراقبة الأطفال الذين لا يشاركون بفعالية وتعرف أسباب عدم مشاركتهم فقد تكون ناجمة عن إعاقة سمعية أو جسمية أو عقلية أو اجتماعية أو تربوية.
وأؤكد هنا ثانية أن الحوار مع الآخر ينمي جوانب متعددة في الشخصية، ومن هنا يقول (ماسوكو كوست) إن الاتصال بالآخرين يمثل وسيلة لا غنى عنها للتنمية العقلية للطفل إذ أن الذكاء ليس ثمرة للنمو البيولوجي فحسب كما أنه ليس أمراً مكتسباً فقط وعن طريق هندسة التربية والظروف المحيطة يتحول ما هو موجود بالقوة إلى ما هو موجود بالفعل وتتحول الأزهار إلى ثمار ناضجة يانعة.
الجنسية: سوري
الوظيفة:اختصاصي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
الحالة الاجتماعية:متزوج ويعول أربعة أبناء.
المؤهلات العلمية:
- حاصل على درجة الدراسات العليا في الفلسفة من جامعة دمشق بتقدير جيد جداً عام 1979.
- حاصل على درجة الليسانس في الدراسات الفلسفية والاجتماعية بتقدير جيد جداً من جامعة دمشق عام 1975.
- حاصل على دبلوم دار المعلمين من دمشق عام 1972.
- حاصل على دورة عملية في طريقة اللفظ المنغم من بروكسل في بلجيكا.
الخبرات العملية:
- أخصائي علاج نطق بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- مدرس من خارج الملاك بجامعة الإمارات العربية المتحدة بالعين.
- عضو بالاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم منذ عام 1980.
- أخصائي نطق في اتحاد جمعيات الصم بدمشق.
- مشرف على مركز حتا للمعوقين بدولة الإمارات العربية المتحدة عامي 2001 و 2002.
المشاركات والدورات:
- عضو مشارك بالندوة العلمية الرابعة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1994.
- عضو مشارك بالندوة العلمية السادسة للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم عام 1998.
- مشارك في المؤتمرين السادس والثامن للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم 1991 و 1999.
- مشارك في ورشة توحيد لغة الإشارة بدبي عام 1998.
- مشارك في تنظيم وتخريج عدد من دورات المدرسين والمدرسات الجدد في مدرسة الأمل للصم.
- عضو مشارك في الندوة العلمية التربوية بمؤسسة راشد بن حميد بعجمان عام 2002.
- مشارك في عدد من المحاضرات التربوية والتخصصية.
- كاتب في مجلة المنال التي تصدرها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- عضو مشارك في مؤتمر التأهيل الشامل بالمملكة العربية السعودية.
- عضو مشارك في الندوة العلمية الثامنة في الدوحة بقطر.