صاحب السمو حاكم الشارقة:
مرحلة جديدة لمجتمع صحي طموح يعمل بالعقل والفكر والإيمان
الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي:
التشريعات الداعمة لعمل المرأة ساهمت برفع نسبة الإناث العاملات في الشارقة
أعلن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن الشارقة إمارة صديقة للطفل، لتكون أول مدينة صديقة للطفل على مستوى العالم بعد اعتمادها أربع مبادرات مجتمعة؛ تُطبَق للمرة الأولى عالمياً.
جاء ذلك خلال الحفل الذي أقيم للإعلان عن نتائج حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل (الخميس 10 ديسمبر 2015) في قاعة الجواهر للمؤتمرات والمناسبات بالشارقة، بحضور الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل، والشيخ سالم بن عبدالرحمن القاسمي رئيس مكتب سمو الحاكم، والشيخ محمد بن حميد القاسمي، مدير دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية، والشيخ فيصل بن سعود القاسمي رئيس هيئة مطار الشارقة الدولي، ومريم بنت محمد خلفان الرومي وزيرة الشؤون الاجتماعية، وعبدالرحمن بن محمد العويس وزير الصحة، وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة ورؤساء ومديري الدوائر والهيئات الحكومية بالشارقة، والأستاذ عصام علي اختصاصي سياسات اجتماعية في مكتب اليونيسف لدول الخليج.
وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن (من هنا يكون الانطلاق إلى تكوين مجتمع صالح صحي طموح يعمل بالعقل والفكر والإيمان، وإن دعمنا للأطفال لن يتوقف وسيستمر ليشمل الأم الوالدة وللأب المولود له، وسنعمل في كل النواحي لنحقق ذلك).
وقال (عندما نفقد فرداً من هذا المجتمع حيث يتوفاه الله سبحانه وتعالى نسارع إلى الصلاة عليه، ومن ثم نتبعه إلى حيث نواريه التراب ونتقبل العزاء ونعزي أهله، كل تلك الخطوات فيها ثواب من رب العالمين، فما بالكم؛ بدلاً من فقدنا عنصراً أو فرداً من هذا المجتمع؛ قد حبانا الله بفرد قادم خلقه الله لنا، ووصل إلى هذا المجتمع هذا الطفل القادم، ماذا عملنا له، فبقدر ما كان هناك حزننا يجب أن يكون هنا فرحنا، وبمقدار ما كان هناك سؤال عن أهل المتوفى، ومن ترك خلفه، يكون سؤالنا نحن هنا كذلك عن الأم التي أنجبت وعن الأب الذي سيرعى).
وأعلن سموه أنه سيتم الاحتفال بكل مولود في إمارة الشارقة، وكأننا نستقبل يوم عيد لنا، ويكون ذلك بالرعاية للطفل المولود، وللأم الوالدة والأب، بحيث ستكون لهم عناية من كل النواحي الاجتماعية والصحية على أن تبقى هذه الخطة سارية على مدى الأزمان.
وعُرض خلال الحفل فيلم قصير تضمن مسيرة حملة (الشارقة إمارة صديقة للطفل) منذ انطلاقها في عام 2011، والإنجازات التي حققتها على مدار الأعوام الأربعة، إضافة إلى المبادرات والفعاليات التي نظمتها للوصول إلى هدفها المنشود، بأن تكون الشارقة مدينة صديقة للطفل، ونموذجاً يُحتذى به في المنطقة، من أجل مستقبل صحي للأجيال القادمة.
كما تم الإعلان رسمياً أن الشارقة تضم الآن 140 جهة ومؤسسة ومرفقاً صديقاً للطفل، حيث ارتفع عدد المؤسسات الصديقة للأم من صفر قبل الحملة لتصل إلى 82 مؤسسة مع نهايتها، واستطاعت الحملة توفير 18 مكاناً عاماً صديقاً للأم والطفل، كما ارتفع عدد الحضانات الصديقة للطفل من صفر قبل الحملة إلى 28 حضانة بعد الحملة، وازدادت المرافق الصحية الصديقة للطفل من اثنتين قبل الحملة إلى 12 مرفقاً بعد انتهاء الحملة.
واستعرض الفيلم النتائج التي حققتها الحملة فيما يتعلق بنسب الرضاعة الطبيعية في الإمارة، حيث ارتفعت من 18% قبل بدء الحملة لتصبح 40% في الوقت الحالي، لتقترب الشارقة من الهدف العالمي المتمثل بالوصول إلى 60% بحلول 2021، كما انخفضت نسبة الرضاعة الصناعية من 67% قبل الحملة لتصل إلى 36% في نهاية العام الحالي.
تكريم الجهات
من جانبها قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي (سعيدة وفخورة وأنا أقف اليوم أمام هذا الحشد الكريم، كامرأة إماراتية وكأم لثلاثة أطفال مهتمة؛ كأي أم في هذا العالم، بصحة ونجاح ومستقبل أبنائها، وأيضاً كامرأة عربية طموح للمشاركة والمساهمة في تطور وتقدم مجتمعي، فسعادتي وفخري اليوم أنني أنتمي لإمارة ودولة تهتم ببناء الإنسان، وتعمل لأجل ذلك، وننجح معاً في وطننا للوصول إلى ما نهتم ونسعى لأجله).
وأضافت: (إن الاستثمار في بناء الإنسان يتطلب منا الاستثمار في البناء الصحي له، كما هي الحال بالبناء العقلي والفكري، ولا يخفى على أحد أن مستقبل أي أمة يبدأ من أطفالها، ولا يمكن لأحد أن يعتني ويهتم بالأطفال ويرعاهم كأمهاتهم، حيث إن مستقبلنا لدى أطفالنا، وأطفالنا في رعاية أمهاتهم).
وأكدت أن صاحب السمو الشيخ حاكم الشارقة وتوجيهاته الحكيمة، ورعاية قرينته، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، أسهمت في تنفيذ وتوفير كل ما يلزم، لرعاية الطفل، وتمكين المرأة وتحفيزها على العطاءِ داخل الأسرة وفي بيئةِ العمل، حيث سنت حكومة الشارقة بعض التشريعات لتحقيق مبدأ التوازن، فأصبحت المرأة تحصل على ثلاثة أشهر إجازة أمومة، إضافة إلى شهر واحد وهو إجازتها السنوية، وقد شجع هذا التغيير الكثير من النساء على الالتحاق بالعمل الحكومي والنجاح في عملهن.
التحديات
وتحدثت رئيس حملة الشارقة إمارة صديقة للطفل في كلمتها عن التحديات التي تواجه الأم العاملة، وقالت: (أتفهم التحديات التي يمكن أن تواجهها المرأة التي تريد تحقيق التوازن بين دورها الطبيعي كأم وبين طموحها المهني، إن هذا التوازن لا يخلو من التحديات النفسية والاجتماعية ويتطلب تضحيات وقرارات صعبة لأن بيئة العمل أحياناً لا تكون مهيأة لكي تقوم المرأة العاملة بالدورين في الوقت نفسه، لذا فإننا نضع المرأة أمام خيارات مستحيلة، وإن التوفيق بين دور المرأة الطبيعي كأم وبين عملها وطموحها في المجتمع يبدأ من التمكين الفعلي للمرأة بتوفير بيئة عمل ملائمة لدورها الطبيعي في الإنجاب والرعاية، تحقيقاً لمبدأ التوازن بين عمل المرأة وواجباتها الأسرية).
وأكدت أن الحملة جاءت مكملة لهذه الجهود التي تسعى القيادة المستنيرة دائماً في الإمارة لتحقيقها، حيث تتواجد الآن حضانة أطفال في جميع الدوائر الحكومية والمرافق العامة، والمستشفيات، ما يحقق الاستقرار النفسي والعاطفي للأطفال والأمهات والأُسر بصفة عامة.
الاهداف
وعن الأهداف التي حققتها الحملة، أكدت الشيخة بدور القاسمي أن الحملة حققت أهدافها من خلال العمل وفقاً لخطة شاملة، من خلال التعاون مع المنظمات الصحية العالمية، وفي مقدمتها اليونيسف، ووزارةِ الصحة، ووزارةِ الشؤون الاجتماعية، والجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة في الدولة، لافتة إلى أن إمارة الشارقة كانت، وستبقى سبّاقة نحو التغيير الإيجابي في القضايا الاجتماعية والثقافية والإنسانية، خصوصاً ما يتعلّق بموضوعِ تمكين المرأة ودعمها، متمنية أن تحذو حكومات المنطقة حذو إمارة الشارقة في تطبيق معايير مشجعة لتمكين المرأة وتحفيزها على النجاح، وتحقيقَ إنجازات إيجابية لأسرتها ومجتمعها.
الإنجاز
من جهتها قالت مريم محمد خلفان الرومي، وزيرة الشؤون الاجتماعية في كلمتها: (يسعدني أن أشارك معكم الاحتفال بهذا الإنجاز العظيم لإمارة الشارقة التي أصبحت بفضل من الله، وبجهود قيادتها الرشيدة، إمارة صديقة للطفل، مضيفة بذلك إلى إنجازاتها الكبيرة نقطة مضيئة جديدة، لتصبح المدينة الأولى في الشرق الأوسط التي تتوج بهذا اللقب المشرف، وتحظى بهذه المكانة المميزة).
وأكدت الرومي أن إمارة الشارقة، وبدعم وتوجيهات مباشرة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، سعت إلى توجيه وتسخير كل إمكاناتها لبناء الإنسان المثقف والواعي بدوره، والمتحمل لمسؤولياته الاجتماعية والمجتمعية، كمواطن صالح ومساهم فاعل في عملية بناء الوطن والإنتاج والإنجاز.
من جانبه، أشاد الدكتور علاء الدين العلوان، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط في كلمة مسجلة، بالدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لتعزيز الصحة وبناء الإنسان في دولة الإمارات وفيِ إقليم شرق المتوسط، معرباً عن بالغ تقديره للشيخة بدور بنت سلطان القاسمي على ما أبدته من التزام وجهد متميّزين في مجال الأمومة والطفولة ودعمها اللامحدود لهذه القضية.
رضيع بين كل 3 يعتمد على الرضاعة الطبيعية
ذكر مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط أن عدد الرضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيعية من دون غيرها لا يتجاوز رضيعاً واحداً بين كل ثلاثة خلال الستة أشهر الأولى من ولادته على الصعيد العالمي، أما الوضع في الإقليم فلا يختلف كثيراً، إذ لم تتجاوز نسبة الرضع الذين اعتمدوا على الرضاعة الطبيعية دون سواها 30% من إجمالي عددهم في عام 2015.
وأكد أن الشارقة تسطر من خلال مبادرتها الرائدة في تشجيع الرضاعة الطبيعية قصة نجاح جديدة في إقليم شرق المتوسط، وتسهم بالوقت نفسه في تحقيق الغاية العالمية الخاصة بالتغذية التي تستهدف زيادة معدل الاقتصار على الرضاعة الطبيعية في الستة أشهر الأولى بعد الولادة إلى 50% على الأقل بحلول عامِ 2025.
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية مؤسسة صديقة للأم والطفل
الجدير بالذكر أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية كانت قد استجابت لهذه الحملة ومتطلباتها باهتمام وتوجيه من سعادة المدير العام الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي وتولى فريق عمل مكلف متابعة تطبيق هذه الحملة وتوفير كل مستلزماتها من عناصر بشرية ومادية.. وبالفعل تم في فبراير 2014 اعتماد المدينة رسمياً مؤسسة صديقة للأم والطفل بعد أن استوفت جميع المعايير والشروط المطلوبة من حيث تجهيز غرفة للرضاعة الطبيعية وتوفير كل مستلزماتها، بالإضافة إلى تنظيم العديد من المحاضرات لتوعية الأمهات بأهمية الرضاعة الطبيعية وامكانية الاستفادة من الغرفة التي تم تجهيزها.
والآن وبعد مضي عدة أشهر على اعتماد المدينة مؤسسة صديقة للأم والطفل؛.. وبعد نجاح التجربة في مقرها الرئيسي، وتزايد أعداد الأمهات اللواتي استفدن منها، فإن الطموح بأن تعم هذه التجربة مختلف مراكزها وأقسامها وباقي فروعها في إمارة الشارقة، وبالفعل فقد انضم فرع المدينة بالمنطقة الوسطى في الذيد إلى هذه التجربة، على أن تنضم إليه باقي الفروع في أسرع وقت ممكن..