من مثالية الأقوال إلى مثالية الأفعال
تشير احصائيات منظمة الأمم المتحدة تشير الى أهمية فئة الأشخاص ذوي الاعاقة بالمجتمع، حيث أن نسبتهم في العالم أصبحت 15% بعد أن تجاوزت أعدادهم مليار شخص في كل أنحاء العالم بمعدل 1/7، 80% منهم يعيشون في البلدان النامية، وما يزيد على 100 مليون من ذوي الإعاقة هم من الأطفال.
ويوضح التقرير العالمي حول الإعاقة الصعوبات التي تواجه هذه الفئة، حيث أن معدلات العمالة بالعالم أقل لدى الرجال من ذوي الاعاقة (53%)، والنساء من ذوي الاعاقة (20%)، مقارنة بالرجال غير المعاقين (65%) والنساء غير المعاقات (30%)، وحتى في البلدان المرتفعة الدخل لا يتلقى 20% إلى 40% من ذوي الاعاقة ما يحتاجونه من مساعدة للقيام بأنشطتهم اليومية، حيث يعتمدون عل المساعدة التي يقدمها لهم أفراد أسرهم وأصدقائهم للقيام بأنشطتهم اليومية.
وقد أصدرت منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي مؤخراً التقرير حول المعاقين في العالم وجاء فيه أن نسبة الأشخاص ذوي الإعاقة في العالم ارتفعت من 10 بالمائة في سبعينيات القرن الماضي إلى 15 بالمائة حتى الآن .
إن تأثيرات الإعاقة لا تنسحب فقط على الشخص ذي الإعاقة وحده بل تمتد لتؤثر على أفراد أسرته والمحيطين به، وتقدر نسبة الأشخاص الذين يتأثرون بذوي الإعاقة 52% من سكان أي بلد وهذه التقديرات تنطبق على جميع دول العالم.
إن القوانين الوطنية والتشريعات الدولية التي تضمن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وإن أقرتها البلدان وصادقت عليها إلا أنها في كثير من الأحيان لم تجد طريقها إلى التطبيق الفعلي، وما زالت مثالية إلى حد ما لا يمكن أن تكفل كرامة الشخص المعاق إلا من خلال عملية تأهيل شاملة مكوناتها هي:
- التأهيل الطبي.
- التأهيل النفسي.
- التأهيل الاجتماعي.
- التأهيل الاكاديمي (التربية الخاصة).
- التأهيل المهني.
- التشغيل المهني لذوي الإعاقات
- التأهيل المجتمعي المحلي.
التأهيل
إن للأشخاص ذوي الإعاقة نفس الآمال والتطلعات والحقوق كغيرهم من الناس ومع ذلك فإن هذه العبارة الأساسية والبسيطة غير مقدرة وغير معمول بها في العالم حيث يلاحظ من خلال المشاهدات والحقائق الثابتة أنه لا يوجد أي دولة في العالم (وحتى في أوقات الرخاء الاقتصادي والاجتماعي) قد حلت مشكلة الأشخاص ذوي الإعاقة من حيث اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي في نشاطات الحياة المختلفة.
إن عملية التأهيل المنظمة والشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة من النواحي الطبية والنفسية والاجتماعية والتربوية والمهنية والاقتصادية تتيح أقصى مستوى ممكن من الفرص لدمجهم اجتماعياً واقتصادياً في المجتمع المحلي كل حسب قدراته واستعداداته وميوله ونوع ودرجة إعاقته.
معنى التأهيل
التأهيل: هو تلك العملية المنظمة والمستمرة والتي تهدف إلى إيصال الفرد من ذوي الإعاقة إلى أعلى درجة ممكنة من النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والتربوية والمهنية والاقتصادية التي يستطيع الوصول إليها.
أهداف التأهيل:
تهدف عملية التأهيل إلى تحقيق ما يلي:
- توفير الفرص والإمكانات اللازمة في مجال العلاج والرعاية الطبية والنفسية والاجتماعية سواء من خلال الأسرة أو المؤسسات المتخصصة في ميدان الخدمات والاجتماعية المتنوعة.
- إتاحة فرص التعليم للأشخاص ذوي الإعاقة والعمل على اكتساب المعرفة ونموها في الميادين والمراحل التعليمية المختلفة سواء في مؤسسات التربية الخاصة أو المدارس العامة أو برامج محو الأمية وتعليم الكبار وذلك بما يتناسب مع كل فئة من فئات ذوي الإعاقة.
- توسيع مجالات التدريب والتأهيل المهني والعمل على تطوير مجالات هذا التدريب بما يتناسب مع ميول واستعدادات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.
- توفير فرص العمل والتشغيل في مختلف قطاعات النشاط الاقتصادي والاجتماعي الحكومي والخاص أو من خلال ترتيبات للعمل في الأسرة أو المنزل.
- تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من عملية الاندماج الاجتماعي واكتساب الثقة بأنفسهم والعمل على زيادة ثقة المجتمع واتجاهات أفراد نحوهم.
- تهيئة كافة المجالات والوسائل والمناسبة للنمو وذلك للوصول إلى درجة معينة من الإشباع الثقافي والترويحي وذلك عن طريق الأنشطة المختلفة والمناسبة في مجالات الرياضية والثقافية والفنون والإعلام.
- وضع السياسات التي تكفل للأشخاص ذوي الإعاقة حق المساواة مع غيرهم من إقرانهم غير المعاقين (بصفتهم مواطنين) وخاصة في مجالات الحقوق السياسية والمدنية.
- توفير فرص الوقاية والتحصين والعلاج من الأمراض السارية والمعدية والمستوطنة في البيئات الاجتماعية والإنسانية المختلفة.
- تأمين الشخص ذي الإعاقة ضد حالات العجز والشيخوخة والبطالة…
مبررات التأهيل:
هناك مبررات عديدة أساسية لتقديم الخدمات التأهيلية للأشخاص ذوي الإعاقة أهمها:
- يعتبر الإنسان بغض النظر عن إعاقته صانعاً للحضارة وبذلك ينبغي أن يكون هدفاً مباشراً لمجالات التنمية الشاملة من خلال جهود التنمية المتنوعة.
- الشخص ذو الإعاقة يعتبر فرداً قادراً على المشاركة في جهود التنمية ومن حقه الاستمتاع بثمراتها إذا أتيحت له الفرص والأساليب اللازمة لذلك.
- يعتبر الأشخاص ذوو الإعاقة طاقة إنسانية ينبغي الحرص عليها وهم كذلك جزء لا يتجزأ من الموارد البشرية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار عند التخطيط والإعداد للموارد الإنمائية في المجتمع.
- إن الأشخاص ذوي الإعاقة مهما بلغت درجة إعاقتهم واختلفت فئاتهم فلديهم قابلية وقدرات ودوافع للتعليم والنمو والاندماج في الحياة العادية في المجتمع لذلك لا بد من التركيز على تنمية ما لديهم من إمكانات وقدرات في مجالات التعليم والمشاركة.
- تشكل عملية التأهيل في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة سلسلة من الجهود والبرامج الهادفة في مجالات الرعاية والتأهيل والتعليم والاندماج الاجتماعي والتشغيل وهذه السلسلة عبارة عن حلقات متكاملة في البناء والقيام بأي واحدة منها لا يعتبر كافياً من حيث المفهوم الشامل لمواجهة مشكلات الأشخاص ذوي الإعاقة سواء على المستوى الفردي أو الجماعي.
- لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة الحق في الرعاية والتعليم والتأهيل والتشغيل دون تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو المركز الاجتماعي أو الانتماء السياسي.
- الإدارة السياسية على كافة الأصعدة وفي أعلى المستويات تعتبر الدعامة الأساسية والراسخة لتوفير أكبر قدر من البرامج المطلوبة للعناية بالأشخاص ذوي الإعاقة ورعايتهم وذلك باعتبارها جهداً وطنياً شاملاً وهذا يتأتى من خلال سن التشريعات والقوانين المناسبة لهم.
- تعتبر المعرفة العلمية والفنية والتكنولوجية أساساً هاماً للتصدي لحالات الإعاقة والوقاية منها والعناية بشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة.
- تعتبر عملية التأهيل حق للأشخاص ذوي الإعاقة في مجال المساواة مع غيرهم من المواطنين وذلك لتوفير فرص العيش الكريم لهم.
- تعتبر التنمية الشاملة التأهيل جزءاً منها وما تطلبه هذه التنمية من تطوير في الهياكل والبنى الاقتصادية والاجتماعية ركيزة أساسية في القضاء على أسباب الإعاقة بمختلف صورها وذلك باعتبارها استراتيجية وقائية للحد من انتشار ظاهر الإعاقة.
- عملية التأهيل تعتبر مسؤولية تقع على عاتق الدولة والمجتمع والأسرة بشكل عام من أجل مواجهة مشكلات الإعاقة وما ينجم عنها.
التأهيل الطبي لذوي الإعاقة
تعريف:
التأهيل الطبي هو إعادة الشخص من ذوي الإعاقة إلى أعلى مستوى وظيفي ممكن من الناحية الجسدية والعقلية عن طريق استخدام المهارات الطبية للتقليل من العجز أو إزالته إن أمكن.
هدف التأهيل الطبي:
إن الهدف الرئيسي من خدمات التأهيل الطبي هو تحسين أو تعديل الحالة الجسمية أو العقلية للشخص ذي الإعاقة بشكل يمكنه من استعادة قدرته على العمل والقيام بما يلزمه من نشاطات الرعاية الذاتية في الحياة العامة.
خدمات ووسائل التأهيل الطبي:
تتضمن خدمات التأهيل الطبي ما يلي:
- العلاج بالأدوية والعقاقير الطبية
- العمليات الجراحية.
- العلاج الطبيعي.
- العلاج المهني.
- الأجهزة التأهيلية المساعدة
التأهيل النفسي للأشخاص ذوي الاعاقة:
تتضمن عملية التأهيل النفسي مساعدة الشخص ذي الإعاقة على مواجهة الظروف والمشاكل والمشاعر والعواطف التي تفرضها مرحلة التكيف التي يمر بها ابتداء من مرحلة إدراك حقيقة اختلاف الشخص ذي الإعاقة عن غيره وقبول التشخيص الذي يؤكد إعاقته وانتهاء بقبول وإدراك حدوده وقدراته والبحث عن الوسائل الواقعية والموضوعية التي يمكن الاستفادة منها في عملية تأهيل ذوي الإعاقة.
التأهيل الاجتماعي:
هو ذلك الجانب من عملية التأهيل الذي يرمي إلي مساعدة الشخص من ذوي الإعاقة على التكيف مع متطلبات الأسرة والمجتمع وتخفيف أية موانع اجتماعية واقتصادية قد تعوق عملية التأهيل الشاملة وبالتالي تسهيل إدماجه أو إعادة إدماجه في المجتمع الذي يعيش فيه. ويعتبر التأهيل الاجتماعي جزاء حيوياً في جميع عملية التأهيل (الطبية، التعليمية، والمهنية) كما يشير أيضاً إلى خبرة وجهود الشخص ذي الإعاقة الذاتية للتغلب على مختلف الحواجز والحدود البيئية ومن بينها الحواجز القانونية والسلوكية والبدنية وأية معوقات وحواجز أخرى.
التأهيل الاكاديمي (التربية الخاصة)
هو نظام خدماتي يقدم برامج تربوية للأطفال من ذوي الإعاقة تقلل أو تؤثر في قدرتهم على التعلم في جو تعليمي عادي.
ويجب أن نلاحظ أن ذلك مقصور على الأطفال الذين تجعل إعاقتهم التعلم متعذراً، فإذا كان هناك طفل ذو إعاقة يستطيع الاستفادة من نظام تعليمي عام فإنه ليس بحاجة إلى تعليم خاص.
التأهيل المهني
تعريف التأهيل المهني:
يعني تعبير (التأهيل المهني) تلك المرحلة من عملية التأهيل المتصلة والمنسقة التي تشمل توفير خدمات مهنية مثل التوجيه المهني والاستخدام الاختياري بقصد تمكين الشخص من ذوي الإعاقة من ضمان عمل مناسب والاحتفاظ به والترقي فيه.
هدف التأهيل المهني:
الهدف من التأهيل المهني هو إعادة الاستخدام بصورة مرضية في عمل مناسب وهذه هي الذروة التي يتوخى الوصول إليها في عملية تختلف مراحلها باختلاف الأفراد أنفسهم.
خطوات عملية التأهيل المهني:
- الإحالة.
- تقرير الأهلية للخدمات.
- برنامج التأهيل الفردي المكتوب.
- التقييم المهني
- التدريب المهني
- التشغيل
- خدمات المتابعة
التشغيل المهني للأشخاص ذوي الإعاقة:
هو إعادة اندماج الشخص ذي الإعاقة من خلال دخول أو إعادة دخوله إلى الحياة الاقتصادية في عمل يتناسب مع قدراته المتبقية ويستخدم مهاراته أفضل استخدام.. فالتشغيل هو قمة العملية التأهيلية ومحصلتها وهو للشخص ذي الإعاقة على ذات الدرجة من الأهمية لغير المعاق من حيث تحقيق الفوائد التالية:
- تحقيق الذات وما سيتبعه ذلك من آثار ايجابية اجتماعية ونفسية.
- كسب دخل يضمن حداً معيناً من الطمأنينة ويؤمن مستوى معيناً في الحياة.
- المساهمة في عملية التنمية الاقتصادية الاجتماعية وبناء الاقتصاد الوطني.
- المساهمة في عملية الاندماج الاجتماعي والاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة في جميع الأنشطة الحياتية المختلفة.
- يتمتع الأشخاص ذوو الإعاقة بالمساواة في الفرص مع غير المعاقين في مزاولة العمل.
- يتمتع العمال ذوو الإعاقة بالمساواة في الفرص في قبول عمل مناسب مع أصحاب العمل الذين يختارونهم.
- التركيز على مهارات وقدرات عمل الأشخاص ذوي الإعاقة لا على عجزهم.
التأهيل المجتمعي المحلي
اندماج الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع له الأولوية على إنشاء بيئات خاصة وخدمات خاصة لهؤلاء الأشخاص وعلى المجتمع أن يتكيف طبقاً لحاجاتهم وأن تتلاشى الخدمات الخاصة تدريجياً.
إن الهدف الرئيسي والأساسي للتأهيل المجتمعي المحلي هو إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع عن طريق الاستفادة من جميع المواد والموارد البشرية والمادية كما أنه يسعي إلى إشراك الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم ومجتمعاتهم في عملية التأهيل وبالتالي يهدف إلى عدم فصلهم أو عزلهم.