حين تحتويك فرحة طفل وتتعمق في داخلك مشاعر للعطاء والعيش مع أرواح جاءت لتعرفك وتكون معك بكل أمان فذاك مخيم الأمل. وحين تتفانى الجهود وتعطي من دون مقابل وبلا تذمر ويصبح التعب غاية حتى يفرح الكل، فذاك مخيم الأمل.
حين يفخر بك صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الأب صاحب القلب الكبير ونصير المعاقين ويكون هو الراعي والمتواجد دوماً، وحين تكون «أم المعاقين» الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي هي من يستقبلك ويودعك بابتسامة وحب وهي من يتابع ويحرص على الصغير والكبير، فهذا هو العنوان في مخيم الأمل.
في كل عام، وهذا العام وفي الوقت نفسه، ونحن نرتقب هذه العودة التي تجدد طاقاتنا وتعطينا دافعاً أكثر للعمل والإبداع. مخيم الأمل تظاهرة بدأت عام 1986 لتكون هي المحضن الأول لكل طفل وكل متطوع. هي مدرسة تخرجك بنظرة جديدة للحياة وتحتويك في كل مرة تعود بها لأنك جزء من عائلة الأمل.
أطفال الأمل من كل دول مجلس التعاون وضيوف الأمل. في مخيم الأمل تتكرر الكثير من مشاهد الفخر. فيه تتعلم كيف أن الطفل ذو حقوق وله الرغبة في أن يجرب ويكتشف ويكون جزءاً من المجتمع. يعطي ويعمل ويكون ذا صفة وهوية يعرفه الكل ويعرفونه. في الشارقة المبتسمة وبين أهلها ينطلقون يذهبون ويعودون وهناك يلتقي الكل في صورة إنسانية راقية متجردة.
المخيم هو في كل عام رسالة للكل بأن يكونوا معنا وأن يعيشوا معنا، فالطفل المعاق يحتاج الإحساس بأنك هنا تزوره وتكون جزءاً من حياته. في المخيم تعيش قصصاً وحكاوي ستعلمك وتروضك ومن طفل الأمل ستشاهد الحياة بعيون مختلفة. عيون راضية فرحة، فهم نعمة من الله وقلب معطاء ستعرفه من أول حضن لطفل صغير وحبه غير المتصنع أو المتكلف. في المخيم تتجرد من كل مظاهر الحياة ومناصبها وترفها لتكون أنت على حقيقتك وعفويتك وبما تحب.
هي ثقافة التطوع الحقيقية التي تعلمك في كل تجربة تخوضها كيف يكون المجتمع الأكبر حين تعود إليه، فإذا أحسست يوماً بأنك لا تملك شيئاً تعطيه جرب أن تتطوع وأن تنسى كل شيء إلا إنسانيتك فتدرك حينها ماذا أعطاك الله في هذه الحياة وكيف هي كبيرة نعمه وأنك تملك الكثير من الهبات والقدرات لتعطي نفسك وغيرك.
في مخيم الأمل طفل يبسم وقلب يحتويك أنت الكبير، تحتاجهم قبل أن يحتاجوك، فهم نعمة وهم الهدية التي تعطى لك من دون مقابل. لكل من عاش منذ أيام على أرض الشارقة في مخيم الأمل: الحياة تتجدد معكم وبإخلاصكم وحبكم. كل الرحلات وكل الأنشطة والحفلات ترجمة صادقة تنتشر بحب متطوعي مخيم الأمل الذين أحبوا أطفال الأمل فأحب الطفل وجودهم وتعلق بهم. لكل ما حدث هذا العام ويحدث في الأعوام القادمة يبقى المخيم قصة الاستكشاف التي لا تنتهي وحكاوي قلب يعطي الحب. وكل عام وأنتم بخير.