قد لا نتذكر الكثير من إسهامات المرأة عبر التاريخ في ميدان العلوم الذي يضم الفيزياء، وعلم الأحياء، والكيمياء، والهندسة، والرياضيات، والعلوم الاجتماعية، والطبية، وغيرها. كما تكاد تغيب عند ذاكرتنا أسماء الرائدات في هذا الميدان من جميع أنحاء العالم.
هذه (ميريت بتاح Merit Ptah) من مصر القديمة، أقدم وأول امرأة في كل العلوم ذكرت بالاسم كطبيبة وذلك نحو 2700 قبل الميلاد، الأمر الذي دعا الاتحاد الفلكي الدولي (وهو المنظمة المسؤولة عن تسمية النجوم والكواكب والكويكبات) إلى إطلاق اسمها على أحد الفوهات الكبيرة في سطح كوكب (الزهرة)، كونها أول امرأة عرفها التاريخ في ميدان العلوم.
وهذه (ماري كوري Marie Curie) المتخصّصّة في علوم الفيزياء والكيمياء، وأول امرأة منحت جائزة (نوبل) في عامي 1903 و1911، وهذه (فيرجينيا أبجار Virginia Apgar) المختصة بالتخدير، وكذلك الفيزيائية (ماريا ماير Maria Mayer)، وغيرهن كثير وكثير، ورغم ذلك ظلت هذه حالات استثنائية، فأعدادهن أقل بكثير من أعداد الرواد الرجال في هذه الميادين.
خلال العقود القليلة الماضية، شهد المجتمع العالمي مشاركة واسعة للمرأة في مجالات التعليم والثقافة، والعمل والسياسة وغيرها، وارتفعت الأصوات من أجل أن يمتد ذلك إلى دعم مشاركة النساء والفتيات في أوساط العلوم والتكنولوجيا، وضرورة تعزيز مساهمتهن فيها، وكذلك دعم دورهن الحيوي في التعليم والتدريب والعمل في مجال العلوم، وقد أثمرت هذه الجهود مؤخراً في كانون الأول / ديسمبر 2015 عندما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الحادي عشر من شباط / فبراير، يوماً دولياً للمرأة والفتاة في ميدان العلوم International Day of Women and Girls in Science، وتكون بذلك قد أضافت اعترافاً جديداً بما يمكن أن تقوم به النساء والفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وكذلك الاعتراف بإنجازات المرأة في هذا الميدان، في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى جعل العام 2016 نقطة انطلاق جديدة في جهود تمكين المرأة على صعيد الأمم المتحدة، وهو أمر يسهم دون شك في تحقيق التنمية المستدامة التي نسعى إليها جميعاً.
لقد ذكّرني هذا الاهتمام المتصاعد بدور المرأة والفتاة في مجال العلوم اليوم بالحملة الشعبية التي أقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي 2015، لاختيار امرأة من التاريخ الأمريكي لوضع صورتها على فئات العملة الأمريكية الورقية، فإضافة إلى الشخصيات السياسية، والاجتماعية، والحقوقية، نادي الكثير من الجمهور المشارك بالاستفتاء، إلى وضع صورة (باربرا ماكلنتوك Barbara McClintock) المختصة في العلوم الحيوية، والحائزة على جائزة (نوبل)، لاكتشافها في عام 1951 بعض أنواع المورثات (جينات)، وبالسؤال عن السبب في ترشيحهم هذا قالوا: (نريد أن يعلم الناس كم نقدر العلوم).
عربياً، هناك زيادة ملحوظة في دخول النساء إلى ميادين العلوم في معظم البلاد العربية، كما تشير اليونسكو إلى أن 38% من العاملين في البحث العلمي في الوطن العربي هم من النساء، وقد شهدت منطقتنا العربية خلال العقد الأخير أكثر من مؤتمر وندوة للمرأة في ميدان العلوم والتكنولوجيا، ويشكل هذا اليوم العالمي (الحادي عشر من شباط / فبراير) فرصة لتمكين المرأة العربية في هذا الميدان، وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها وسبل التغلب عليها، بالإضافة إلى تكريم الرائدات منهن ممن اخترن العمل والعطاء في ميدان العلوم على طريق (ميريت بتاح Merit Ptah)، أول عالمة عرفها التاريخ.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/