(طيرها ينتقل إليها من القدس محلّقاً بشعارها)
أعلنت الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإعلامية العربية، الإثنين 22 فبراير 2016 عن اختيار الشارقة عاصمة للصحافة العربية لعام 2016، وجاء هذا الإعلان بعد اجتماع الأمانة العامة لمجلس الوحدة الإعلامية العربية في العاصمة الأردنية عمان، بناءً على عدد من المعايير التي كان من ضمنها تطور الإعلام في الإمارة، وإنشاء مدينة الشارقة الإعلامية الحرة، وتشجيع المحتوى الثقافي والفكري للمادة الإعلامية، وخصوصاً دعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لكثير من المبادرات والمشاريع الإعلامية المختلفة.
ويأتي هذا الاختيار، بوصفه رابع استحقاق في سلسلة استحقاقات الإمارة الباسمة من الألقاب، التي نالتها على امتداد أكثر من أربعة عقود، نتيجة للجهود التي بذلتها وتبذلها الشارقة، عملاً بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الداعية إلى ترسيخ مكانة الإمارة على الخريطة العالمية، وجعلها مركزاً ثقافياً وإعلامياً واعداً على المستويات كافة.
هذا إلى جانب الإنجازات الكبيرة التي حققتها كل من مؤسسة الشارقة للإعلام ومركز الشارقة الإعلامي، بوصفهما الذراعين الإعلاميتين للإمارة، والرافعتين اللتين يقوم عليهما النشاط الإعلامي فيها، خدمة للقيم المجتمعية والوطنية.
وقد سجلت المؤسسات الإعلامية في إمارة الشارقة، حضوراً لافتا في الساحات المحلية والعربية والدولية، واكبت من خلاله مراحل مسيرتها التنموية والتطويرية.
ويسجل التاريخ بأن البدايات المتواضعة للصحافة في دولة الإمارات بدأت من الشارقة، عندما أصدر إبراهيم محمد المدفع نشرة نصف شهرية من صفحتين وهي «عُمان” عام 1927، وكانت تكتب بخط اليد. وشهد عام 1961 صدور أول نشرة مطبوعة على «الأستانسل” وهي «الديار”، بمبادرة عددٍ من مواطني الشارقة، كما كانت هناك إذاعة صوت الساحل في الشارقة، تحت إشراف بريطانيا قبل الاستقلال، ثم أممتها الدولة بعد ذلك وتملكتها حكومة دبي. وأُسست إذاعة الشارقة عام 1972، فيما أُسس تلفزيون دولة الإمارات العربية المتحدة من الشارقة عام 1989.
ويذكر مؤرخو الإعلام الإماراتي أن صحيفة «الخليج” صدرت في إمارة الشارقة بتاريخ 19 أكتوبر 1970، على يد الأخوين تريم وعبد الله عمران، وهي أول صحيفة يومية في دولة الإمارات.
وبعد ذلك أخذت سلسلة الإنجازات تتوالى في القطاع الإعلامي في الإمارة، خدمة للمجتمع وتنميته، وإعداد النشء فكرياً وثقافياً في إطار قيم الإسلام والأخلاق الحميدة.
وتزخر الإمارة الآن، بوسائل إعلامية متعددة تصدر بالعربية والإنجليزية، منها شبكات إذاعية وتلفزيونية فضائية تتمثل في تلفزيون الشارقة (القناة الأولى)، وقناة الشرقية من كلباء، وقناة الشارقة الرياضية، والبرامج الموجهة (القناة الثانية) وإذاعتا الشارقة والقرآن الكريم.
وفي 2011 أُطلق مركز الشارقة الإعلامي، ليكون الجهة الرسمية المسؤولة عن جميع أنشطة وسائل الإعلام والاتصال في الهيئات الحكومية على مستوى الإمارة، ويستهدف تمكين الإعلام والاتصال الحكومي وتحقيق التناغم والتكامل بين الوسائل الإعلامية.
وفي يناير / كانون الثاني 2016، أصدر صاحب السموّ حاكم الشارقة مرسوماً أميرياً، بشأن إنشاء مدينة الشارقة للإعلام «هيئة منطقة حرة”، تهدف إلى تنمية المواهب والقوى البشرية العاملة في المجال الإعلامي والإبداعي واحتضانها، والريادة الإقليمية في مجال التعليم والتدريب الإعلامي، ودعم وتطوير المحتوى الإعلامي العالي الجودة.
تتويج صادف أهله
وقد أعلن الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، رئيس مركز الشارقة الإعلامي، أن الشارقة ستدشن في مارس 2016، فعالياتها للاحتفاء بلقب عاصمة الصحافة العربية لعام 2016، بتسلّمها راية التتويج من القدس المحتلة، التي سبق أن تُوّجت عاصمة للصحافة العربية خلال عامي 2014 ـ 2015.
وأكد أن اللقب الجديد ليس بغريب على الشارقة، مصدر الإلهام الفكري والثقافي والداعم الأول والدائم لكل البرامج التنموية البشرية.
وأضاف «منذ عام 1972 اجتهدت الشارقة في ظل حكم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، في مسألة تكريس نفسها منارةً للعلم والثقافة والتنوير، ومن خلال جهودها في بناء الإنسان، وضعت لصروحها الإعلامية التي تعاونت مع مؤسساتها التعليمية والأكاديمية والمجتمعية، خططاً لإرساء أدوارٍ هادفةٍ لوسائلها الإعلامية».
وأشار أن الاختيار صائبٌ، وأنه صادف أهله، معتبراً هذا اللقب، تتويجاً لجهود صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وتقديراً لمشروعه الثقافي الكبير الذي حوّل الشارقة إلى وجهة إعلامية رائدة تحتضن كبار المفكرين وأصحاب الأقلام الجادة والرصينة.
وعبر عن فخره بفوز الشارقة باللقب، الذي يضاف إلى قائمة إنجازاتها الرائدة، وأردف: «إن الشارقة وبما لديها من تنوع فكري وثقافي وريادة في القطاع الإعلامي، تمكنت من تأسيس بنية تحتية إعلامية أهلتها للفوز باللقب، فلدينا الكثير من الصروح الإعلامية التي تشهد لها بذلك، كما أنها قد حجزت مكانتها في مصاف المؤسسات الإعلامية المرموقة في العالم أجمع».
هذا ويستعد مجلس الوحدة الإعلامية العربية، حالياً لتحديد موعد الإعلان الرسمي لتسليم الراية للأمين العام الذي سيسلم بدوره الراية لعاصمة الصحافة العربية لعام 2016.
يذكر أن مجلس الوحدة الإعلامية العربية، هيئة إعلامية مستقلة في الوطن العربية غير ربحية، يضم في عضويته إعلاميين عرب ومؤسسات إعلامية عربية.
تطور كبير
أشار هيثم يوسف، الأمين العام لمجلس الوحدة الإعلامية العربية، إلى التطور الكبير والتقدم الملحوظ في القطاع الإعلامي على المستويين المحلي والعربي، وخصوصاً ما يقوم به مركز الشارقة الإعلامي الذي يرأسه الشيح سلطان بن أحمد القاسمي. وكشف يوسف عن الشعار الخاص للشارقة عاصمة الصحافة العربية لعام 2016 الذي يحمل اسم «ثقافتي أساس مهنتي الإعلام ثقافة المجتمع»، وهو ما يؤكد ضرورة المحتوى الثقافي شكلاً ومضموناً في الوسائل الإعلامية المختلفة، كما أعلن عن انتهاء جدول الفعاليات المخصص لعاصمة الصحافة العربية بالشراكة مع مركز الشارقة الإعلامي.
وقال الدكتور سليم شريف، رئيس لجنة المعايير واختيار العواصم، إن اختيار الشارقة يأتي من ضمن خطط المجلس التي تهدف إلى تفعيل التواصل بين المؤسسات الإعلامية العربية من جهة والإعلاميين والصحفيين من جهةٍ أُخرى، مشيراً إلى أن التعاون الكبير الذي أبدته إمارة الشارقة، ممثلة بمركز الشارقة الإعلامي، أعطى شعوراً كبيراً للمجلس باهتمام الزملاء الصحفيين والإعلاميين في دولة الإمارات، وحرص حكومتها على تقديم صورة جديدة تواكب الطموحات والتطلعات، تماشياً مع رؤية صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ويأتي هذا الاختيار معتمداً على معايير الكفاءات والكوادر الصحفية في الإمارة أيضاً والبنية التحتية الخصبة لإقامة مدينة إعلامية حرة منافسة.
وأضاف بأنه سيتشرف بنقل راية الشارقة عاصمة الصحافة العربية 2016 من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، إلى صاحب السموّ حاكم الشارقة، بتاريخ 20 مارس / آذار، على هامش المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي ينظمه مركز الشارقة الإعلامي، حيث سيعقب هذا التسليم مؤتمر صحفي مشترك بين الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، وهيثم يوسف.
عواصم الصحافة العربية
الشارقة 2016، القدس 2014 ـ 2015، الرياض 2013، المنامة 2012.
واستناداً إلى النظام الأساسي لمجلس الوحدة الإعلامية العربية والتطلع لمنح الشارقة عاصمة للصحافة العربية 2016، بموجب أساسيات ومعايير تخص الإعلام في دولة الإمارات بشكل عام، وإمارة الشارقة على وجه الخصوص:
- تطور الإعلام في الدولة، وتاريخ الصحافة الرسمية من إذاعة وتلفزيون وصحف ورقية ومواقع إلكترونية.
- تأسيس مدينة إعلامية حرة والسماح ببث القنوات الخاصة والمختلفة منها.
- دعم الحكومة للإعلام وتشجيع المحتوى الثقافي، وخصوصاً دعم صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
- توفير مساحة جيدة للحرية الإعلامية المسؤولة.
- تفعيل مركز الشارقة الإعلامي وتطويره منذ خمس سنوات بشكل ملحوظ واحتضانه الكثير من البرامج والفعاليات على المستوى العربي. وجود عدد من الصحف الحكومية والخاصة في الإمارة.
لماذا الشارقة؟
لم يأت اختيار الشارقة مصادفة أو مجاملة، بل جاء مطابقاً للكثير من المعايير الخاصة باختيار عاصمةِ الصحافة العربية، فالتطور التاريخي للصحف في الإمارة كان حاضراً منذ عام 1927، متمثلاً بإصدار صحيفة «عُمان»، التي كانت تكتب باليد، وأسسها إبراهيم المدفع، وهو مواطن من الشارقة.
ثم دخلت الطباعة في عام 1962، ولم يتوقف هذا التطور عند هذا الحد، بل امتد إلى تأسيس الإذاعة والتلفزيون والمجلات والصحف والمواقع الإلكترونية ودعم المشاريع الإعلامية المختلفة التي أسهمت بشكل كبير في إيصال رسالةٍ ثقافية فكرية.