مما لا شك فيه أن موضوع الاهتمام بالأطفال من ذوي الإعاقة في مرحلة مبكرة من حياتهم يعتبر واحداً من الأمور الهامة، والهامة جداً، نظراً لانعكاسه بشكل مباشر في المستقبل على حياة هؤلاء الأطفال ذوي الإعاقة بشكل عام، والأطفال المكفوفين بشكل خاص، حيث أن هذه المرحلة العمرية تحتاج في بلادنا العربية إلى مزيد من الاهتمام بإعداد معلمين ومعلمات متخصصات، مع ضرورة الاهتمام بوضع برامج للأمهات والقائمين على العملية التربوية للتعرف على الأساليب الواجب إتباعها في تربية الطفل الكفيف قبل دخوله إلى المدرسة.
ومن أهم متطلبات البرنامج التربوي للطفل الكفيف قبل المدرسة:
التشخيص المبكر، والفحص الطبي والنفسي والاجتماعي الشامل، وتكوين فريق عمل، ومراعاة الفروق الفردية، وتنظيم الفصل التعليمي، واختيار المثيرات المناسبة، ووجود مدرس متخصص، وتتابع المادة وتسلسلها، والتعرف على استعداد الطفل ومهاراته مع وجود ملف متابعة يومي وأسبوعي وشهري، بالإضافة إلى تحويل المعارف إلى خبرات محسوسة، والتدريس التطبيقي.
كما أن هناك مجموعة من المبادئ الأساسية في تعليم الطفل الكفيف يمكن أن نوجزها بـعدم السماح للطفل بالفشل في الوصول إلى الاستجابة الصحيحة، وتزويد الطفل بالتغذية الراجعة مباشرة، وتعزيز الاستجابات الصحيحة، وتحديد المستوى الأفضل الذي يجب أن يعمل فيه الطفل، وتوفير الانتقال الإيجابي للمعرفة من موقف إلى آخر، وتكرار الخبرات التعليمية، بالإضافة إلى تشجيع الطفل وبذل مزيد من الجهد.
ويجب أن يتضمن البرنامج التربوي المقترح أهدافاً متعددة تشمل التأهيل المعرفي للطفل الكفيف والتأهيل الحسي للحواس، والتأهيل الحركي والتأهيل الاجتماعي والتأهيل النفسي والتأهيل اللغوي، وكذلك التدرب على بعض الأنشطة الرياضية لتأهيل وتقوية العضلات وإجراء تمرينات اللياقة البدنية والاسترخاء والتدرب على المهارات الاجتماعية.
كما ويجب عدم إهمال الجانب اللمسي لدى الطفل الكفيف، وإعداده بشكل جيد للتعامل مع طريقة برايل والتي تتطلب دون أدنى شك إعداداً لمسياً جيداً، وتعويده على التعامل مع كل ما يحيط به في بيئته وهذا لا يتأتى إلا من خلال فريق عمل مؤهل ومتابع للطفل، مما ينعكس مستقبلاً على الطفل بشكل إيجابي وفعال.