في جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة
ميس حمودة طفلة فلسطينية كفيفة يقيم ذووها في الإمارات، عمرها تسع سنوات، وقد تلقت تدريبها في جماعة الإمارات للفن الخاص بالشارقة بإشراف السيدة كوثر صبري المشرف العام على الجماعة.
كانت البداية عندما قدمتها والدتها إلى الجماعة متمنية قبولها لأنها كما تقول طفلة موهوبة وذكية رغم إعاقتها البصرية.
بدأت ميس دروسها مع السيدة كوثر صبري فوجدت التشجيع من زملائها جميعاً وبالأخص الطلبة من ذوي الإعاقة وكل القائمين على الجماعة من إداريين وفنانين.. فأحبت المكان كثيراً وكانت دائماً أول متدربة تصل إلى مقر الجماعة خاصة بعد تنامي حسها بالمكان وأصبحت تتعرف على الأشياء بعد لمسها وتفرق بينها، كما تعلمت كيف تفرق بين اللون الفاتح والغامق وبعدها بدأت ترسم بنفسها.
وفي عيد ميلادها التاسع فاجأت الجميع عندما رسمت قطعة حلوى كبيرة وحولها شموع فأثارت إعجاب كل من شاهدها.
بعدها وبمساندة من مشرفة الجماعة رسمت ميس لوحات أخرى عن الطبيعة مثل الأسماك والبحر والجبال والأشجار.
كانت فرحة ميس وأهلها كبيرة عندما شاهدوا لوحاتها، وكانت الفرحة أكبر عندما بدأت بالمشاركة في معارض الجماعة وتلك التي تقام في منطقة الفنون، فشاركت في معرض رؤى فنية الذي تنظمه الجماعة سنوياً ومعارض اخرى في دبي ونادي الثقة للمعاقين، وقد بيعت إحدى لوحاتها تشجيعاً وتقديراً لجهودها، وأهدت لوحة أخرى لصاحب لاسمو حاكم الشارقة كانت محط إعجابه وتقديره لهذه الطفلة الكفيفة.
كما اشترت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية رسمين للطفلة ميس واختارتهما ليزينا بطاقات معايدة أنيقة تمت طباعتها.
لقد حظيت ميس باهتمام وسائل الإعلام كافة فكتبت عنها المقالات وصورت لوحاتها وخصص لها تلفزيون الشارقة حلقة خاصة بمناسبة مسابقة أفضل موضوع مع أفضل إخراج، وقد غطت الحلقة جوانب كثيرة من حياة ميس: كيف تتلقى تعليمها بالمدرسة وكيف تتعامل مع أسرتها في المنزل ومدى اعتمادها على نفسها في إرتداء ملابسها وتحضير نفسها للمناسبات الأسرية وغيرها ومساعدة أهلها وإخوانها في الأعمال المنزلية، وكيف تتوجه إلى مقر جماعة الإمارات للفن الخاص، وقد فاز هذا البرنامج بجائزة أفضل موضوع وأفضل إخراج.
وللأسف، لم تستطع ميس مواصلة دراستها لعدم توفر المدارس المتخصصة بذلك فاضطر أهلها لإرسالها إلى بلدها فلسطين لمتابعة دراستها هناك.
نشر الموضوع في عدد المنال 150 لشهر مارس 2001