أحيانأً، يعتقد البعض أن للطموح حدود وأن بعض المعوقات قد تقف حائلاً بين الإنسان وتحقيق هدفه في هذه الحياة… وأحياناً، يظن البعض أن الأفكار المسبقة التي دخلت عقولهم بطريقة ما أصبحت بمثابة قواعد وقوانين فيتعاملون مع المجتمع وفقاً لهذه الأفكار دون أن يدركوا أن الأمور لا تسير بهذه الطريقة وأن الإنسان الذي يكف عن التعلم وتجديد أفكاره بالقراءة والاطلاع يصبح عالة على نفسه وعلى مجتمعه.
لا نحتاج إلى شرح طويل في هذه المقدمة كي نلفت النظر إلى أن قضايا الأشخاص من ذوي الإعاقة تتعرض في أغلب الأحيان إلى سوء فهم من قبل الآخرين وأن النظرة السلبية تجاه هذه القضايا وأصحابها من أبرز العوامل التي تقف في وجه اندماج أبناء هذه الفئة في المجتمع وقيامهم بدورهم في تقدمه وتطوره كل حسب قدراته وإمكانياته.
الأمثلة التي يمكن ذكرها في هذا المجال لا تعد ولا تحصى ـ للأسف الشديد ـ وما من شخص ذي إعاقة إلا وتعرض في حياته إلى عشرات ومئات المواقف من هذا النوع والتي يكون فيها الطرف الآخر قد كون رأياً أو موقفاً تجاه الشخص ذي الإعاقة دون أن يكون قد تعامل معه من قبل أو حتى قرأ عن حالته صفحة واحدة.
هنا، لا بد من الإشارة إلى الدور الذي يمكن للإعلام بمختلف أنواعه أن يقوم به تصحيحأً لهذه الأفكار من خلال تسليط الضوء على أهمية التوعية المجتمعية وإجراء اللقاءات والمقابلات مع نماذج من الأشخاص ذوي الإعاقة ليساهموا عبر طرحهم لقضيتهم والحديث عنها بالشكل الأمثل في تغيير هذه الاتجاهات السلبية والتي لا تخدم في النهاية أي طرف من الأطراف.
وانطلاقأً من دورها الكبير كمؤسسة رائدة تعنى بشؤون الأشخاص من ذوي الإعاقة قدمت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وما تزال تقدم العديد من النماذج المشرقة لأشخاص من ذوي الإعاقة مكنهم الاحتواء كما مكنتهم المناصرة والمساندة من تحقيق ذواتهم وخوض غمار العلم والعمل بحماسة وفعالية أثبتت بالدليل القاطع بعد المدى الذي بمقدورهم أن يصلوا إليه متى توفرت لهم الظروف المواتية.
الأستاذة رشا السر محمد هارون معلمة في روضة الأمل للصم وضعاف السمع منذ العام 2007 وهي من الأشخاص الصم.
ولدت رشا صماء قبل تسعة وعشرين عامأً وتلقت تعليمها الأول في ذات الروضة التي تعمل فيها معلمة الآن ثم انتقلت لتتابع التعليم في مدرسة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وبعد الصف الرابع خاضت تجربة الدمج في إحدى مدارس السامعين في (أبوظبي) وما أن بلغت العمر الذي تستطيع فيه أن تعمل حتى بدأت رحلتها في البحث عن ذلك العمل دون أي تردد.
تقول رشا: أردت أن أثبت ذاتي أمام نفسي وأمام المجتمع وأنني قادرة على العمل بإخلاص كأقراني السامعين فبدأت البحث عن وظيفة تمكنني من تحقيق هذا الهدف ويوم عرضت على سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة هذه الفكرة لم تتردد للحظة في مساعدتي وتوفير الفرصة لي كي أكون معلمة مساعدة ضمن روضة الأمل متى ما أثبتُّ جدارتي وكفاءتي.
وبالفعل ـ تتابع رشا ـ خضت فترة اختبار وتدريب على وظيفة المعلمة المساعدة ولم يحتج الأمر إلى كثير من الوقت حتى تأكد الجميع من جدارتي وأهليتي لنيل الوظيفة فبدأت بمراقبة الأطفال وتعليمهم بالإضافة إلى القيام بمهام أخرى فنلت تقدير الاستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم وثقتها، وهكذا أصبحت معلمة في الروضة.
خلال عملها الدؤوب اكتسبت رشا خبرة مميزة في التعامل مع الأطفال الصم ومتابعة سجل التفقد في الروضة بشكل منتظم وبشهادة زميلاتها المعلمات..الجميع يحبها فهي تقوم بواجباتها على أحسن ما يرام وتلتزم بتأدية مهامها بالشكل الأمثل لكن الأمر لا يقتصر على العمل والوظيفة فقط، فرشا مواظبة على الذهاب إلى نادي الثقة للمعاقين حيث تمارس هواياتها الرياضة بصحبة زميلاتها كما أنها تساعد والدتها في أعمال المنزل وفي أوقات الفراغ تخرج في نزهات مع صديقاتها إلى المراكز التجارية والحدائق.
الأستاذة عفاف الهريدي مديرة مدرسة الأمل للصم أشادت بالمستوى الطيب للمعلمة المساعدة رشا كما أشادت بالتزامها الدقيق بالعمل وحبها لتعليم الأطفال ذوي الإعاقة السمعية كي يواصلوا هذا التعليم مستقبلاً ويشاركوا مع أقرانهم السامعين في نهضة وتقدم المجتمع العلمية والمعرفية.
وأكدت الهريدي على محبة الأطفال لرشا وتفاعلها الإيجابي معهم ومع زميلاتها المعلمات في الروضة الأمر الذي يحقق للجميع الفائدة المنشودة ويسهم إلى حد كبير في إضفاء جو أسري علمي طيب في روضة الأمل للصم وضعاف السمع.
المعلمة رشا توجهت بجزيل الشكر والتقدير إلى سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي أخذت على عاتقها مناصرة وتمكين الاشخاص من ذوي الإعاقة والعمل على مساندتهم في شتى ميادين العلم والعمل كما توجهت بالشكر الجزيل إلى الأستاذة عفاف الهريدي وإلى جميع زملائها وزميلاتها في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية متمنية لهم دوام التوفيق والنجاح كما يتمنون لها جميعاً.
قام بالترجمة من وإلى لغة الإشارة:
الأستاذ وائل سمير
مترجم لغة الإشارة في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)