مع احترامي لكل من يكتب كلمات ثناء ومديح بحق الأشخاص المعاقين.. إلا أنني أشعر أحياناً بضجر وتأفف عندما أقرأ الكثير من الكلمات الجميلة التي تدعو في كثير من الأحيان إلى معاملة الشخص المعاق معاملة الشخص غير المعاق بعيداً عن الشفقة.. فهذه الكلمات في حد ذاتها أحس أن فيها شفقة بحال المعاق, وتلك المقالات والكتابات دائما تصور المعاق على أنه مبدع وذو قدرات خاصة دائماً.
وفي الواقع الأشخاص المعاقون بشر ككل البشر.. قد يكون منهم من هو مخترع أو كاتب أو عالم أو فنان …. الخ والبعض قد لا يمتلك مواهب خاصة.. فلماذا كل هذه المثالية والشفقة عند التحدث عن المعاق؟
لماذا تدعو بعض المقالات والكتابات دائماً إلى أن الإعاقة هي إعاقة الفكر والأخلاق والضمير وليست إعاقة الجسد ولكن في الواقع نجد أن الإعاقة الفعلية هي إعاقة الجسد فنحن نشعر بها عندما تواجهنا عوائق يوميا في حياتنا, أما معاقو الأخلاق والضمير فهم كثيرون ولكنهم يعيشون بيننا بسعادة وهم من يحظون باحترام الجميع!
لماذا قبل أن أقرأ أي مقال يتحدث عن الأشخاص المعاقين عليّ أن استحضر الدموع!!
لماذا كل هذه الدراما المثالية!!
نحن لا نريد شفقة.. نحن نريد حياة كريمة في مجتمع يوفر احتياجات المعاق..
حتى في الكتابة عنا لا نريد تلك الشفقة أو تصويرنا بصورة ملائكية لإستجلاب شفقة الآخرين.
سامحوني لو لم ترق لكم كلماتي…
سامحوني أيها الكُتاب ان ظلمت نوايا بعضكم ولكن نحن لا نريد كلاما يجعلنا نذرف الدموع ونحن نقرأ مقالاتكم وكتاباتكم ولكن نريد واقعا جميلا ومريحا يشعرنا أننا ابناء مجتمع لم ينسانا كفئة ..