التقرير السنوي لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (2014 ـ 2015)
أصدرت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تقريرها السنوي للعام (2014 ـ 2015) واستهل بكلمة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة جاءت تحت عنوان: الريادة.. التزامات ومؤشرات، قالت فيها: «إن الريادة ليست أمراً يتمناه المرء فيلقاه، وليست منحة أو هبة تهدى إليه نظير عمل ما أو إنجاز غير مسبوق، بل هي فعل إيجابي وممارسة متصلة ومطردة ملموسة وقابلة للقياس ولا تكف عن التطور والتقدم مع كل مرحلة من مراحل العمل ومع كل حاجة تطرأ أو تستجد. أليس رائد القوم هو من يتقدمهم وينير لهم الطريق بعد أن وضعوا ثقتهم فيه ليضمن وصولهم الآمن إلى مبتغاهم».
وتتابع مشيرة إلى أن الميزة الحقيقية التي تكتسبها المؤسسة في ربطها لماضيها وحاضرها ومستقبلها بالمستفيدين من خدماتها قبل المؤسسة ذاتها، هي أن تبقى دائماً في المقدمة بعد أن كانت أول من قدم خدمة أو منتجاً جديداً هو الأول من نوعه، وأنشأت واستحدثت خدمة جديدة أو طورت خدمات قائمة أو استجابت لفرص متاحة ترتقي بالمؤسسة وأداء مقدم الخدمة ومتلقيها لتحافظ على مكانتها في طليعة الركب.
وتضيف القاسمي: «الريادة في نظرنا تعني أن لدينا أهدافاً طموحة مستندة إلى رؤية ورسالة في منتهى الوضوح والدقة، نعمل من أجلها في كل أفعالنا وأقوالنا وكل ما يصدر عنا، وهي الدافع لنا للاستمرار والتطور بشكل دائم، باعتبارها أهدافاً واقعية وقابلة للتحقق بدليل الأثر الايجابي والحافز اليومي الذي تولده النجاحات والانجازات التي يحققها أبناؤنا في كل المجالات».
وأكدت أن هذه الريادة لا تتحقق إلا إذا ما تم دعمها بالأفكار والمبادرات الخلاقة، التي تنفذ بإرادة قوية راسخة وتذكيها الروح الإيجابية الوثابة التي لا تترك مجالاً لأحد للتفكير بسلبية، موضحة أن مثل هذه الروح الإيجابية تزداد قوة بالعاطفة الصادقة والمحبة المتنامية التي يحملها كل فرد في المؤسسة تجاه الفئات الإنسانية التي تعمل من أجلها.
احتوى التقرير الذي استعرض تاريخ المدينة كأول مؤسسة إماراتية تقدم خدمات للأشخاص ذوي الإعاقة منذ 37 عاماً، على مؤشرات للريادة من العام 1979 وحتى 2015، رصد فيها المبادرات المختلفة التي قدمتها المدينة استجابة لحاجات ملحة وتطوراً طبيعياً لتعامل جريء وطموح مع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت بداية هذه المبادرات في العام 1979 عندما كانت المدينة أول من أدخل خدمة تخصصية لحالات الإعاقة في الدولة، وأول من نظم نشاطاً نوعياً منتظماً منذ يناير 1986 على مستوى دول المنطقة تحت مسمى «مخيم الأمل بالشارقة»، مروراً بمجموعة من المحطات التي لم تنته بحصول المدينة على اعتماد مدرسة الأمل للصم كأول مدرسة للصم في برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي على مستوى الدولة في العام 2015.
وكشف التقرير عن ارتفاع أعداد الطلبة المستفيدين من خدمات المدينة في العام الدراسي 2014 ـ 2015، ليبلغوا 1634 طالباً وطالبة، توزعوا على 18 مدرسة ومركزاً وقسماً تابعاً للمدينة، كما بلغ عدد المستفيدين من خدمات المدينة والملتحقين في فصولها وأقسامها 879 طالباً وطالبة، بالإضافة إلى 755 طالباً استفادوا من خدمات المدينة الخارجية.
وبلغت الإيرادات المالية للمدينة العام الماضي 51.2 مليون درهم، توزعت كالتالي: 29.5 مليون عبارة عن تبرعات، و4.5 مليون أنشطة أخرى، و12.8 رسوم ومواصلات، و3.1 مليون تبرعات عينية، وبلغت نسبة تبرعات حكومة الشارقة 76% من إجمالي التبرعات، وبلغت نفقات العام الماضي 59.4 مليون درهم، وتمت تغطية الفروقات من إيرادات صندوق الاستثمار الخاص بالمدينة ومن رصيد إيراد حملة التبرعات.
واستعرض التقرير كذلك أنشطة المدينة خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن 503 موظفين يعملون في خدمة منتسبي المدينة من ذوي الإعاقة، وعرض التقرير مجموعة من المدارس التي تضمها المدينة، مثل «مدرسة وروضة الأمل للصم» التي تأسست في العام 1979، و«مدرسة الوفاء لتنمية القدرات» التي تأسست في العام 1984، و«قسم العلاج الطبيعي والوظيفي» الذي بدأ عمله عام 1984، و«قسم التأهيل المهني والتوظيف» الذي يقدم خدماته لطلابه من ذوي الإعاقة في مجال التدريب والتوجيه المهني والإعداد لمواجهة مواقف الحياة المختلفة منذ تأسيسه سنة 1989، و«مركز التدخل المبكر» الذي بدأ عمله في أكتوبر / تشرين الأول 1993.
وقدم التقرير سرداً لأنشطة مركز الشارقة للتوحد، الذي تأسس في عام 2002، ومركز التقنيات المساندة الذي تأسس في العام 2014، بالإضافة لمركز مدينة الشارقة للسمعيات، وأفرع خورفكان والذيد وكلباء. كما قدم حصيلة لحملة الزكاة «قد أفلح من تزكى» في الأعوام من 2012 وحتى 2015 التي إيراداتها في العام الماضي 7.8 مليون درهم، إلى جانب مجموعة من الأنشطة والفعاليات التي شاركت فيها المدينة والبرامج والمؤتمرات وورش العمل التي نظمتها ومامن من أبرزها الملتقى العلمي السنوي (خارج المتاهة).