في ختام فعاليات مسابقة VEX للروبوت.. الصمت يلف المكان.. الكل يترقب.. والكل يملؤه القلق.. وفي لحظة إعلان النتائج كان كافة أعضاء الفرق المشاركة يتابعون نتائج المسابقة، بينما كان بينهم فريقان من الصم وضعاف السمع يتابعون بأعينهم حركات الأيدي بلغة الإشارة الخاصة بترجمة أحداث وفعاليات الاحتفالية.. لتعلن لجنة التحكيم عن فوز فريق ASDAA’ Robot بالاشتراك مع فريق Young Leaders بالمركز الأول في مجال العمل كفريق.. كما فاز فريق ASDAA’ Crocodile بكأس أحسن فريق في البرمجة..
وكان أعضاء الفريق الحائز على المركز الأول بالمسابقة هم يوسف علي وأحمد محمد وشهد أشرف وحسام محمد ومحمود جعفر ويدربهم مدرب متميز من الصم أيضاً جمال محمود.. أما أعضاء فريق التمساح والحائز على المركز الأول لأفضل روبوت في البرمجة فهم روان سمير وفاطمة بلال وعلي محمد وروان علي وأحمد مسعد ويدربهم المدرب الأصم أيضاً نادر شريف.
يذكر أن جميع الفرق المشاركة بالمسابقة من السامعين، بينما فريقا جمعية أصداء للارتقاء بالصم بل ومدربوهم أيضاً هما الفريقان الوحيدان من الصم وضعاف السمع المشاركين بفعاليات هذه المسابقة وسط السامعين ليؤكدوا على وجودهم وتميزهم ويحققوا بذاتهم إندماجهم بالمجتمع فقد أبهروا أعضاء لجان التحكيم وكافة المشاركين وذويهم من خلال حركات أناملهم في الحوار ومتابعتهم لإرشادات وتعليمات المحكمين، وتجاوبهم معهم بجانب تميزهم الحقيقي في الأداء.
أعضاء الفريقين تراوحت أعمارهم بين 10 ـ 15 سنة، وكان أداؤهم متميزًا بالدرجة التي جعلت كافة الأنظار تلاحقهم دوماً خلال كافة فعاليات المسابقة لأدائهم المبهر وجديتهم وتفوقهم الواضح في تصميم وبرمجة وأداء الروبوت وتميزهم وحسن تفاعلهم وتعاملهم مع كافة الفرق الاخرى..
إن هذا النجاح والتفوق هو بالفعل نتاج تراكم لخبراتهم في هذا المجال، فقد كان لفرق الجمعية نجاحات سابقة وتمثيلاً مشرفاً في المسابقات الآسيوية والعربية والأوروبية للروبوت وتم تكريمهم لأدائهم المتميز والمتفرد بحصولهم على العديد من الجوائز والميداليات.
لقد أثبت الصم بأدائهم وتميزهم أنه لا مجال للمستحيل، واكدوا أن لديهم قدرات اجتازوا بها الإعاقة موجهين المجتمع إلى أن ينظروا لقدراتهم لا لإعاقتهم السمعية.
أشار نادر شريف مدرب تصميم وبرمجة الروبوت بأن الصم بتميزهم هذا يستحقون تعليماً متميزاً ومكاناً مؤهلاً ومتاحاً لهم في مرحلة التعليم الجامعي وأن تكف الدولة عن تهميشهم بأن تغير نظرتها إليهم من نظرة الشفقة والعطف إلى نظرة الاحترام والتقدير..
ويقول جمال محمود مدرب الروبوت الأصم والحاصل فريقه على المركز الأول في المسابقة إن الصم يستحقون أن تنظر إليهم مصر نظرة حقوقية، وأن تؤكد لهم أنهم جزء من هذا الوطن بدلاً مما يتسببه المجتمع لهم في تأكيد عزلتهم واشعارهم أنهم أغراب بين أبناء وطنهم.
الجدير بالذكر أن هذا الأداء من جانب فريقي جمعية أصداء من فئة الصم وضعاف السمع كان بين فرق جميعها من السامعين، وهو ما يؤكد أن هذه الإعاقة الظاهرية لم تقف عائقاً أمام إرادة وتصميم وإبداع هؤلاء العباقرة الذين حرصت شركة Xceed على تبني مواهبهم ورعايتهم ودعمهم وأتاحت لهم المشاركة في المسابقة تأكيداً على مبادئ الدمج والمساواة وتكافؤ الفرص.
وقد أكد المسؤولون في شركة Xceed فخرهم واعتزازهم برعايتهم لمتحدي الإعاقة السمعية بهدف مجهم في المجتمع ليؤكد هؤلاء المبدعين أنهم وسام على صدر كل مصري.
ومن جانبه أكد سامي سعيد مؤسس الجمعية أن هذا التفوق هو نتاج الشراكة بين جمعية أصداء وشركة Xceed مصر والتنسيق المتكامل والفعال بين كافة المشرفين والمدربين وأعضاء الفريقين مما كان له أكبر الأثر في تحقيق هذا الإنجاز .
وأوضح أن جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع منذ تأسيسها عام 2000 وحتى الآن وضعت على عاتقها النهوض والارتقاء بمجتمع الصم في كافة مجالات الحياة لتصبح بحق بيت العيلة للصم ولتعطي نموذجًا للعطاء الصادق والإخلاص تجاه أبنائها من الصم.
وعبر محمد دياب مدرب تصميم وبرمجة الروبوت للصم عن سعادته البالغة بهذا التميز.. وقال إن هذا الإنجاز يؤكد أن لدى الصم الآن جيل ً قادر على تحمل المسؤولية بمنافستهم لمدربين من المهندسين السامعين.
من قلب مصر من إحدى أحياء الإسكندرية من جمعية أصداء للارتقاء بالصم وضعاف السمع التي ترقى بهم.. خرجت فرق الصم وضعاف السمع الذين تراكمت خبراتهم.. وتألقوا في المسابقة ونسجوا بأدائهم المتميز خيوط انتصارهم وتفوقهم.. ولفتوا الانتباه بإشاراتهم التي تؤكد دومًا أنهم موجودون وقادرون على العطاء إذا أتيحت لهم الفرص الحقيقية والكاملة وتم التعامل معهم بالإيمان بقدراتهم وإمكاناتهم.