قضايا الأمن والثقافة تؤرق «شورى الشباب» بالشارقة
إعداد الشباب وتسليحهم بالعلم والمعرفة، ومهارات القيادة وإلمامهم بمبادئ الحياة النيابية ومجريات الأمور فيها، من أهم أهداف الحكومة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، لذلك جاء مجلس شورى الشباب، برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ومتابعة حثيثة من قرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، كتطبيق صغير للحياة النيابية، يستطيعون من خلاله طرح قضاياهم، وتوصيل صوتهم للمسؤولين، وجاء محورا «الثقافة والأمن»، كموضوعات رئيسية في الجلسة الثانية، من دور الانعقاد العادي من الفصل التشريعي السادس للمجلس، والذي نظمته اللجنة العليا لمجلس شورى الشباب (الاثنين 10 أكتوبر 2016) وذلك في مقر المجلس الاستشاري بالشارقة، بحضور أعضاء المجلس البالغ عددهم 80 نائباً، وخولة الملا، رئيس المجلس الاستشاري في الشارقة، والعميد سيف محمد الزري، القائد العام لشرطة الشارقة، وياسر القرقاوي، مدير إدارة المراكز الثقافية بوزارة الثقافة وتنمية المعرفة.
مطالب نواب مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
أثناء الجلسة طالب النائب فلاح صلاح، من منتسبي ناشئة الشارقة، ومدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، وهو من الأشخاص الصم، مستعيناً بمترجم لغة إشارة: «بزيادة الاهتمام بفئة من لديهم إعاقة سمعية، مثل وضع ملصق على السيارات، مرسوم عليه الأذن، يدل على أن سائق السيارة لديه إعاقة سمعية، كملصق الكرسي المتحرك، الذي يوضع على سيارات من لديهم إعاقة حركية، كما أشار إلى أن برنامج الشرطي، لم يعد مترجماً إلى لغة الإشارة كالسابق، وطالب بعودة الترجمة مرة أخرى، وذكر أنه إذا تعرض فاقد السمع لحادث، ولم يكن معه أحد في السيارة، كيف يتصرف أو يتصل بالشرطة لإبلاغهم، لذلك طالب بتخصيص رقم معين للشرطة خاص بالأشخاص ذوي الإعاقة السمعية»، وجاء رد المسؤول، أنه سيتم مناقشة كل هذه المقترحات، ووضع حلول لها، وأنه لا بد من وجود قاعدة بيانات خاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة السمعية، لتسهيل التواصل مع الشرطة.
النائب زايد الثقفي تقدم بمداخلة طالب فيها بخفض سن القيادة إلى 17 عاماً، قائلاً: لاحظنا أنه مطبق في بعض الولايات المتحدة بأمريكا. وجاء رد العميد سيف محمد الزري، مؤكداً أن الشباب هم ثمرة المجتمع، وتعديل السن، يخضع لتشريعات قانونية معينة، من قبل وزارات مختلفة، وهناك محاضرات وتعليم وتأهيل للشباب، في عمر الـ 17، تعدهم لاستخراج رخصة القيادة في عمر 18.
وتحدثت النائبة فاطمة خلفان، عن الفائدة التي عادت عليها من المشاركة في مجلس شورى الشباب خاصة «الجلسات التحضيرية التي تقام قبل الجلسة الرئيسية»، حيث تعرفت فيها إلى أعضاء ونواب المجلس، وتبادلت معهم وجهات النظر، وأهم القضايا التي تهم الشباب وتؤرقهم.
أما عن الثقافة، فطرح النائب حمد المطوع، قضية ضعف الثقافة الفنية، مشيراً إلى «أنها مصطلح كبير، لا يمكن تلخيصه، وأنه ما زال هناك ضعف في الفنون، وتساءل كيف يمكن أن نوظف المراكز الثقافية لرفع الوعي وزيادة الذائقة الفنية، ولأن الفنون هي أساس الحضارات، وكيفية تعاون الشباب مع المؤسسات الثقافية من أجل الارتقاء بالفنون وتنميتها».
ورد القرقاوي بأن الثقافة الفنية تأتي بتراكم الخبرات، مشيراً إلى أن هناك مواسم ثقافية في وزارة الثقافة، والعديد من الأنشطة. وقال: نحن في بلد التحدي وصنع المعجزات، ونستطيع الوصول إلى درجات متقدمة، كما نعمل على تعزيز دور الثقافة في مدارس الشارقة، استكمالاً لاستراتيجية الإمارة الهادفة إلى نشر الثقافة في جميع أرجاء المجتمع»، مضيفاً أن: الثقافات واللغات في الإمارات تتعدد، مع اختلاف الأذواق الثقافية لدى الأفراد، وهناك مبادرات فعالة بشكل مستمر لرفع مستوى الثقافة وتنمية المعارف في الدولة.
وبين أن الكثير من الأنشطة خلال الفترة المقبلة تركز على أن تكون حلقة وصل بين الشباب والمراكز الثقافية، لافتاً إلى أن الكتب الموجودة في المكتبات الخاصة بلغة الإشارة تحتاج إلى تحديث وتطوير، حيث ستطلق الوزارة العديد من المبادرات الثقافية الخاصة بالكتب الموجهة للأشخاص ذوي الإعاقات السمعية، وتعميم بعض الأفكار الثقافية التي من شأنها دمجهم في المجتمع.
وأكد القرقاوي أن الوزارة وقعت اتفاقية لتطوير المسرح المدرسي مع وزارة التربية والعليم، لنقل أفكار المهرجانات والمسرحيات العالمية إلى المدارس.
تجربة مختلفة
تحدثت عائشة آل علي، أمينة سر المجلس، عن تجربتها في المجلس: «المشاركة في مجلس شورى الشباب، تجربة برلمانية فريدة، تثري خبراتنا وخبرات النواب، من خلال المناقشات وجلسات العصف الذهني، كما أنها تجربة مختلفة عن البرامج القيادية الأخرى، والمخيمات وورش العمل، فعن طريق وجودنا في مجلس شورى الشباب، استفدنا كثيراً وتعلمنا طريقة التعامل مع القضايا، وكيفية طرحها، كما تؤهلنا للتعامل والتواصل مع المسؤول بشكل مباشر، ومن خلال تواجدي في المجلس، أقترح زيادة عدد جلسات الانعقاد، نظراً لكثرة القضايا، وتعدد المحاور، وإتاحة الفرصة، لأكبر عدد من النواب للمشاركة بآرائهم».
شكر
قام أعضاء المجلس البالغ عددهم 80 نائباً، نصفهم من سجايا فتيات الشارقة والنصف الآخر من ناشئة الشارقة، وتقدمهم رئيس المجلس عبد الله الشالوبي، ونائب الرئيس شهد الكعبي، وأمينا سر المجلس عبد العزيز حميد شطاف، وعائشة آل علي، بتوجيه الشكر في بداية الجلسة إلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، على مبادرات سموه وتوجيهاته المستمرة التي تصبّ في صالح الشباب وتدعمهم. ووجّه رئيس المجلس ونائب الرئيس وأمينا السر والنواب الشكر إلى قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، لتوفيرها منصات للشباب لمناقشة أفكارهم وقضاياهم، في خطوة رامية إلى تزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة لإعدادهم لمستقبل برلماني واعد.
استثمار وفخر
أكد عبد الله آل علي، رئيس اللجنة العليا المنظمة لمجلس شورى الشباب، أنه خير دليل على استثمار قيادتنا في الشباب، كما أنه مصدر فخر لكل شاب إماراتي، إذ إنه يسهم في تأسيس جيل إماراتي واعد قادر على تحمل المسؤولية، متمسك بقيم التشاور والتسامح، مُلِم بقضايا مجتمعه، ومتأهب لمستقبل مشرق يرتقي بوطنه. وقال: المجلس يعتبر الخطوة الأولى لشبابنا نحو مستقبل برلماني فعال.
وقالت الشيخة عائشة خالد القاسمي، نائبة رئيس اللجنة العليا المنظمة لمجلس شورى الشباب: إن انعقاد جلسات المجلس يأتي تحقيقاً لرؤية القيادة الرشيدة التي تهدف إلى ترسيخ مبادئ الشورى والحوار في نفوس الشباب، لا سيما في إمارة الشارقة السباقة في هذا المجال، إذ قطعت مسيرة طويلة في تنمية الشباب وبناء شخصياتهم وتمكينهم.
مضيفة: اليوم نشهد الجلسة الرسمية الثانية لمجلس شورى الشباب في دورته السادسة، نراقب شبابنا بفخر وهم يناقشون المسؤولين بلباقة واحترافية واحترام متبادل، ما يدفعنا لاستشراف مستقبل واعد لهم ولإماراتنا الباسمة ودولتنا الحبيبة.