ضمن الفائزين بالجائزة العربية للمسؤولية الإجتماعية للمؤسسات
حصلت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على تكريم خاص من الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات نظراً لمساهماتها القيمة في مجال المسؤولية الاجتماعية والاستدامة إلى جانب 20 جهة من الهيئات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص التي حققت مستويات عالية من التميز والابتكار في تطبيق برامج المسؤولية الاجتماعية والاستدامة.
وقد جرى هذا التكريم في الحفل الذي أقامته الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات (الخميس 20 أكتوبر 2016) في فندق «شتيجنبرجر» في دبي تحت رعاية جامعة الدول العربية وبحضور سعادة محمد التويجري الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاقتصادية في الجامعة، والأستاذة حبيبة المرعشي، الرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات، وتخلله توزيع الدروع التذكارية والشهادات التقديرية على الفائزين في الدورة التاسعة للجائزة، وذلك بحضور نخبة واسعة من كبار المسؤولين وصناع القرار وخبراء المسؤولية الاجتماعية من عدة جنسيات.
مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الأستاذة منى عبد الكريم اليافعي وجهت شكرها وتقديرها للقائمين على الجائزة ولسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي استطاعت أن تراكم وترسخ أفضل الممارسات وأرقاها في مجال العمل الإجتماعي والإنساني.
وأعربت اليافعي عن سعادتها واعتزازها بهذا التكريم المشرف من هذه الجائزة كأول مؤسسة في إمارة الشارقة وفي مجالها تحرز هذا اللقب، وقالت إن المدينة راعت عدداً كبيراً من المعايير ونجحت بالفعل في الوفاء بغالبيتها، وقد استندت في ذلك إلى تاريخ طويل من الاستدامة رافق البدايات المبكرة لعملها منذ سنة 1977 حتى يومنا هذا.. وما كان ليستمر لولا إرادة التطوير وثقافة الاستدامة التي ضمنت للمدينة النجاح طوال هذه السنوات التي شارفت الأربعة عقود، استطاعت خلالها أن توفر ـ وبإصرار قل نظيره ـ أفضل الخدمات لأجيال من الأشخاص ذوي الإعاقة ونجحت في إيصالهم إلى أقصى ما تسمح به قدراتهم.
ونوهت مدير المدينة بوجود موظفين أكفاء ذوي خبرات نادرة واكبوا عمل المدينة منذ البداية وما زالوا يعملون بكل جد وإخلاص وينقلون خبراتهم وعصارة تجاربهم إلى زملائهم ليحافظواعلى مستوى الجودة والاتقان الذي وصلت إليه المدينة.
وفي معرض إشادتها بموضوعية القائمين على الجائزة ودقتهم العلمية في معالجة البيانات وتحكيمها قالت الأستاذة منى إن المدينة ستأخذ بعين الاعتبار وبمنتهى الجدية كل الملاحظات التي وردت في تقييم الحكام وتعليقاتهم باعتبارها مجالات للتقوية لا نقاط ضعف، وستعمل على تجاوزها منذ الآن كنوع من الاستعداد المبكر للمشاركة بالجائزة في دورتها القادمة سنة 2017 بإذن الله، ووجهت في هذه المناسبة الشكر للأستاذة حبيبة المرعشي الرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات على سعيها الدؤوب في أكثر من مجال لتحفيز تطبيقات المسؤولية الاجتماعية والممارسات المستدامة لدى جميع المؤسسات العامة والخاصة، وإتاحتها المجال أمام الجميع للتنافس الشريف وصولاً إلى أفضل الممارسات في خدمة مجتمعاتنا.
من جهتها ذكرت الأستاذة خديجة أحمد بامخرمة مسؤول التخطيط والمتابعة أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تبنت مبدأ المسؤولية المجتمعية منذ بداية عملها وشجعت على ممارسته ليس فقط في مجال عملها أو تخصصها بل توسعت به ليشمل مجالات أخرى كفاقدي الأب ـ على سبيل المثال ـ من خلال مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي أو المجالات البيئية أو الصحية.
والدليل على ذلك ـ تقول الأستاذة خديجة ـ إن هذا المبدأ ضمن للمدينة الاستدامة والثبات والتطور المضطرد في برامجها وخدماتها التي يستفيد منها الأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم على وجه الخصوص والمجتمع بشكل عام.
وأكدت مسؤول التخطيط والمتابعة في المدينة أن عملية التحكيم استندت إلى منهجية قائمة على أعلى المعايير والإجراءات الصارمة في كل فئة تجسيداً للمكانة المرموقة التي تحظى بها هذه الجائزة على الصعيد العالمي، قائلة: إن ملاحظات المقيّمين وتعليقاتهم ستشكل بالنسبة للقائمين على إعداد ملف الجائزة والوفاء بمعاييرها وعلى رأسهم سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة… سيشكل دافعاً للإرتقاء ببرامجها والمحافظة على مرتبة الريادة التي وصلت إليها.
شكر وتهنئة من حبيبة المرعشي
وفي رسالة لها تلقتها سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وجهت الأستاذة حبيبة المرعشي، الرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات جزيل شكرها وتقديرها للمدينة على مشاركتها في الدورة التاسعة للجائزة، وقالت: إن هذه الدورة تميزت بحدة التنافسية واتساع نطاق المشاركة حيث كانت الغالبية العظمى من التطبيقات على مستوى عال من الدقة والتعمق في المسؤولية الاجتماعية وجهود الاستدامة للمؤسسات في المنطقة العربية.
وأعربت المرعشي عن استعداد الشبكة للعمل مع المدينة لبناء استراتيجية قوية للمسؤولية المجتمعية، وتطلعها لترشح المدينة للدورة القادمة من الجائزة متسلحة بخبرات المشاركة الأولى لها، مبدية أملها بأن تثري هذه التجربة التنافسية تجربة المدينة التي جمعتها مع رواد المسؤولية الاجتماعية والاستدامة في المنطقة العربية والعالم.
كلمة حبيبة المرعشي
وفي كلمة لها خلال حفل التكريم، قالت حبيبة المرعشي، الرئيس التنفيذي للشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات: لقد شهدت قطاعات المسؤولية الاجتماعية والاستدامة نقلة نوعية في المنطقة خلال السنوات الماضية، مدفوعة بسلسلة من الاتجاهات الجديدة والتطورات الجذرية التي كان لها الأثر الأكبر في تغيير منظور المؤسسات الإقليمية لمفهوم المسؤولية الاجتماعية والاستدامة باعتباره ركيزة أساسية لتحقيق القيمة الاجتماعية وفي الوقت نفسه تلبية احتياجات المساهمين.
مضيفة: نلحظ اليوم إقبالاً متنامياً بين الأوساط المؤسسية في المنطقة لمد جسور التواصل والتفاعل البناء مع أصحاب المصالح للوقوف على أهم القضايا الملحة ووضع الاستراتيجيات طويلة الأمد الرامية إلى دعم الخطط التنموية المعمول بها على الصعيدين المحلي والإقليمي.. مؤكدة أن هذه الخطوة النوعية ستعود بالمنفعة الكبيرة على مستوى المنطقة في ظل الجهود الدؤوبة نحو تحقيق (أهداف التنمية المستدامة) وتنفيذ مرتكزات الأجندة العربية للتنمية المستدامة 2030.
وأوضحت المرعشي أن الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات التي يعود تاريخ إطلاقها إلى العام 2008 تهدف في مضمونها إلى تسليط الضوء على الجهود المطردة والتقدم المحرز عبر مجالات الاستدامة في الوطن العربي واستطاعت أن تحقق مكانة كبيرة كإحدى أبرز الفعاليات المحايدة كربونياً والتي تستمد معاييرها من المبادئ التوجيهية الدولية والأطر التنظيمية العالمية التي تشمل المبادرة العالمية لإعداد التقارير ومبادئ الميثاق العالمي للأمم المتحدة ونموذج التميز الأوروبي لإدارة الجودة.
هذا وقد شهدت دورة العام الحالي من الجائزة التي أقيمت تحت رعاية جامعة الدول العربية وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة مشاركة واسعة وصلت إلى 68 جهة من أبرز المؤسسات الحكومية والخاصة والشركات الصغيرة والمتوسطة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وسط منافسات قوية ضمن سبع فئات مختلفة بين المشاركين من مختلف القطاعات والمجالات الحيوية بما في ذلك النفط والغاز والاتصالات والصيرفة والرعاية الصحية.