قضية خلدون أثيرت في مجلة المنال 2007 وملتقاها 2008
وصل (الخميس 19 أكتوبر / تشرين الأول 2016)، المبرمج السوري خلدون سنجاب مع زوجته وابنته إلى العاصمة أبوظبي، على متن طائرة خاصة مجهزة طبياً نقلته من العاصمة اللبنانية بيروت لتلقي العلاج في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي.
وتأتي هذه اللفتة الإنسانية تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وكان خلدون سنجاب قد نزح إلى لبنان منذ أغسطس عام 2012 ولديه شلل تام ومشاكل صحية في الجهاز التنفسي، وذلك إثر تعرضه لحادث في عام 1994 أثناء ممارسته السباحة على شاطئ مدينة طرطوس السورية، عندما كان في السابعة عشر من عمره، أدى إلى إصابته بشلل رباعي في جميع أنحاء جسده عدا عضلات الوجه.
وتسبب شلل (الحجاب الحاجز) لدى خلدون في اضطراره لاستخدام جهاز تنفس اصطناعي بشكل دائم، ليبقى على قيد الحياة، وهذا الجهاز يرتبط ارتباطاً مباشراً بالكهرباء حيث أن انقطاعاتها المتكررة تهدد حياته، ومن ثم يستحيل على خلدون الاستغناء عنه أكثر من خمس دقائق، وفي حين تنقطع الكهرباء في لبنان ساعات طويلة تتناوب زوجته يسرى هلال وابنتها على ضخ الهواء في صدره عبر جهاز يدوي لإنقاذه من الاختناق.
خلدون لم يكن يطلب إلاّ الإنتقال إلى بلد تتأمن فيها الكهرباء، ويسأل: «لماذا تم رفض طلبه من قبل مفوضية اللاجئين السوريين في لبنان بحجة أن المعايير اللازمة للحصول على إعادة توطينه في بلد يعتد بثقافاته وانفتاحه لا تنطبق عليه..!».
وكانت سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الجمهورية اللبنانية عبر «ملحقية الشؤون الإنسانية والتنموية» قامت بمتابعة هذا الملف الإنساني والتواصل مع جميع الجهات المعنية من أجل تسهيل نقل خلدون وأفراد عائلته إلى أبوظبي عبر مطار رفيق الحريري الدولي.
وقال مدير الملحقية المستشار مسلم عبيد المنصوري: إن هذه اللفتة الإنسانية هي تأكيد على مواصلة العمل الإنساني لدولة الإمارات، والذي يهدف للوصول إلى جميع المحتاجين والمتضررين للتخفيف من معاناتهم ومساندتهم.
ويقول خلدون في صفحته على الفيسبوك بعد أن عرف نفسه بأنه سوري مصاب بشلل رباعي نتيجة حادث منذ 1994 اضطره للاعتماد على جهاز تنفس اصطناعي: تابعت حياتي بعد الحادث وأعمل مديراً للسيرفرات ومبرمجاً للمواقع والتطبيقات. تزوجت سنة 2008 من زوجتي الرائعة. ونزحت من سوريا إلى لبنان بسبب الحرب.
ويقول عن انتقاله إلى الإمارات بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: لله الحمد من قبل ومن بعد.. لله الحمد على عطائه اللامتناهي.. بعد أيام الشدة التي مرت علي في لبنان ومواجهةً الموت في العديد من المرات جاءت المنحة الإلهية على يد الخير والعطاء يد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لتنشلني من الضيق والشدة إلى الفرج والعناية.
لقد غمرني بفائق لطفه باستقبالي مع عائلتي في أبوظبي أرض الخير والبركة لإجراء عملية إعادة زرع رقاقة الكترونية تسهل التنفس بمنحة مدفوعة التكاليف كاملة مع الإقامة مع نقلي بطائرة خاصة مجهزة بأرقى وسائل الراحة والأمان ووفر لنا كل ما لا يخطر في البال من عناية ورعاية أذهلتني، ودعمني بفريق طبي من كافة الاختصاصات في أكثر المشافي تطوراً مشفى كليفلاند في أبوظبي.
ويختم بقوله: ينعقد لساني وتعجز الكلمات في التعبير عن مدى شكري وعميق امتناني لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي جزاه الله عنا ألف خير وأطال في عمره، وبارك بهذه الأرض الطيبة وأدام عليهم الأمن والأمان والخير والبركات.
خلدون سنجاب والمنال
يعمل فيبدع ولسان حاله: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده
نشرت مجلة المنال في عددها الذي حمل الرقم 216 لشهر سبتمبر 2007 تحقيقاً أجرته الصحافية السعودية هند الخليفة، مصحوباً بمجموعة من الصور التي زودنا به المبرمج خلدون سنجاب تظهر فيها أول (ماوس) استخدمها بواسطة لسانه وكيفية تعامله مع شاشة الكمبيوتر المثبتة فوق سريره.
واستمر تواصل مجلة المنال مع خلدون من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الالكتروني، وحاولنا استضافته في ملتقى المنال 2008 (التلفزيون والإعاقة رسالة ومسؤولية)، فتعذر ذلك إلا أنه كان حاضراً في الملتقى من خلال فيلم عرض عنه.
عرض في ملتقى المنال 2008 (التلفزيون والإعاقة رسالة ومسؤولية)
إلى من يهمه الأمر فيلم عن خلدون سنجاب
جدير بالذكر أنه وضمن فعاليات ملتقى المنال 2008 (التلفزيون والإعاقة رسالة ومسؤولية) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مايو 2008 بمناسبة دخول مجلة المنال عامها الثاني والعشرين عرض فيلم بعنوان: (إلى من يهمه الأمر) للمخرج إبراهيم حسن المطلق وهو عن الشاب العربي السوري ومبرمج الحاسوب النابغة خلدون سنجاب الذي تعرض لحادث مؤسف أدى لإصابته بشلل رباعي ولكن ذلك لم يمنعه من استكمال تعليمه بمساعدة أهله وأصدقائه الأوفياء وتحدي الإعاقة الكبيرة بإنجازات علمية وكتابة برامج كمبيوتر وترجمات لكتب برمجية متخصصة بالإنجليزية جعلت منه مثالاً يحتذى به ليس بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة وحدهم بل بالنسبة للجميع الذين يجب أن يشاهدوا ما يستطيع خلدون سنجاب أن يقوم به وكيف يناطح السحاب وهو مستلقٍ على سريره..!