عاشا معاً حياة كانت فيها عيونه، يده في يدها أينما ذهبا كان سعيداً بزوجته المبصرة، وهي كذلك.
ذات مساء حين كانا يتسوقان في مركز تجاري استوقفه صوت مألوف، سلّم عليه، فرد باشاً مرحباً بمسؤوله السابق في مركز المعاقين بفخر عرّفه على زوجته توقع منه كل عبارات التحية والتهنئة بالزواج التي يحتويها القاموس لكنه لم يتوقع أبداً أن تكون كلمة (مأجورة) هي ما يلقي به مسؤوله محيياً أو معزياً.
بحروف تتحول واحدة من أقدس العلاقات البشرية وأثراها بمشاعر الود والتضحيات المتبادلة والمشاركة الكاملة إلى مجرد حالة تصدّق وتفضّل وإحسان هكذا وبالصوت العالي تستخف من كان قريباً من المعاقين منصباً ومعايشة بمشاعر شريكين توأمي حياة – حلوة ومرة – تختزلهما لفظة مشبعة بالتماثل – زوجان – هكذا يتضح كم هو الفرق شاسع ومخيف بين ما نعرفه نظرياً ونمارسه وظيفياً وبين ما نقتنع به ويتسرب إلى شعورنا وأفكارنا ويفيض على سلوكنا وألفاظنا.
مأجورة كلمة مواساة تفسر كيف يشفق الناس ويبكون في دواخلهم حزناً على سليم أو سليمة قررا بمحض الإرادة الانتحار الاجتماعي حين ارتبطا بمعاق أو معاقة لا يكره أحد الأجر، ولا أن يدعو إنسان له به، لكن الاستفزاز يشتعل فينا حين يُحصر الأجر في شخص دون شريكه في القفص الذهبي؛ لأن الزواج كنز للحسنات إذا سبقته النيات، ففيه تحقيق حماية النفس وإدخال السعادة على مسلم أو مسلمة، وتكوين نواة أسرة صالحة ذات ثمر طيب،بالإضافة إلى أكثر من سبعين فائدة – كما أحصاها بعض علمائنا – تودع في حساب مريد الخير الذي لا يرى فيه المتشائمون إلا الشر الذي لابد منه.
كل زوجة سليمة مأجورة بإذن الله على ارتباطهما برجل معاق، لكنه وبالقدر نفسه، والأماني كلها مأجور هو أيضاً إذا استحضر النية.
الاسم: ناصر محمد نوراني
المهنة: محرر صحفي (مكفوف)
الجنسية: السودان
مكان الميلاد: جمهورية مصر العربية
تاريخ الميلاد: 25 ديسمبر 1970م
المؤهلات العلمية:
- بكالوريوس آداب (لغة عربية) جامعة الإمارات: تقدير امتياز.
- درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة الشارقة عن رسالته صورة ذي الإعاقة في الرواية السودانية (يناير 2012)
الخبرات العملية:
محرر صحفي في إدارة الإعلام الأمني التابعة للقيادة العامة لشرطة دبي في الفترة من أغسطس 1996حتى الآن، قام خلالها بالمهام الصحفية المختلفة من إجراء التحقيقات والمقابلات والتغطيات وإعداد التقارير والملفات الصحفية لصالح مجلة الأمن، من بداية التحاقه بالعمل إلى نهاية عام 2002م حيث انتقل إلى مجلة خالد المتخصصة للأطفال مشاركاً في الإعداد والتحرير بشكل كامل، منشئاً فيها سلسلة قصصية عن الإعاقة (صابر ووليد).
جوائز وتكريمات:
- نال جائزة الشارقة للعمل التطوعي (فئة الإعلام والإعاقة) ديسمبر 2009م.
- نال جائزة دبي للأداء الحكومي المتميز (فئة الجنود المجهولين) إبريل 2010م.
- كرم ضمن فريق مجلة خالد في شرطة دبي سبتمبر 2010م.
- كرم وحاز شارة تكريم لتميزه في ملتقى التميز المؤسسي على مستوى شرطة دبي نوفمبر 2010م.