مؤتمر سن الفيل للإتحاد الوطني للإعاقة العقلية
إن قضية الإعاقة ليست قضية فردية بل هي قضية مجتمع بأكمله وتحتاج إلى تضافر الجهود من مختلف الجهات للتقليل والحد من آثار الإعاقة على الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم ومن الأولويات التي تسعى إليها الجمعيات أعضاء الإتحاد هي: تأهيل بيئة الطفل ذي الإعاقة وأسرته للتكيف مع التحديات التي تواجهه
نظم الإتحاد الوطني للاعاقة العقلبة بالتعاون مع بلدية سن الفيل وذلك نهار السبت الواقع في 15 أكتوبر / تشرين الأول 2016 مؤتمرا ثقافيا تحت عنوان: (تبادل الخبرات حول رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة) حضره العديد من المعالجين والمربين والإختصاصيين في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة ولفيف من الأهالي والأصدقاء؛ وقد استضاف الإتحاد عدداً من الأطباء والباحثين البلجيكيين واللبنانيين الذين حاضروا في شؤون الأشخاص ذوي الإعاقة فيما يخص طرق العناية الصحية بالفم والأسنان، الحياة الجنسية، الإهتمام بالأهل والطفل وتقنيات السوفرولوجي لإزالة التوتر..
وقد رحب رئيس الإتحاد الدكتور موسى شرف الدين بالحضور وبالمحاضرين متمنياً نجاح هذا المؤتمر لما يعود من فائدة على أبنائنا ذوي الإعاقة وأهاليهم كما أشاد بجهود المحاضرين وتعاونهم مع جمعيات الإتحاد.
افتتح المؤتمر المعالج بتقنيات السوفرولوجي السيد بيار جاكوب الذي تكلم عن ماهيتها وتأثيرها على جسم الإنسان من النواحي الجسدية الذهنية العاطفية والسلوكية وتكلم عن كيفية ممارستها من خلال تمارين عملية تولد الشعور بالراحة وتزيد من التركيز لدى ممارسيها.
أما السيدة سيسل جاكوب الطبيبة النفسية المتخصصة في طب الأطفال فقد تحدثت عن الدعم النفسي الذي يجب أن يوليه الأخصائي للشخص ذي الإعاقة وعائلته.
وتكلمت عن الإصغاء والثقة وعن آداب المعاملة انطلاقاً من الإحترام والتقدير لإنسانية هؤلاء الأشخاص فمهما اختلفت الحضارات، فالإنسانية توحدنا.
أما فيما يخص أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة فقد أشارت إلى ضرورة عدم إظهار مشاكلهم ومعاناتهم النفسية أمام أولادهم لأنهم سيشعرون بها مهما كانت درجة الإعاقة لديهم مما ينعكس سلباً على تطورهم وأدائهم وتحدثت عن الشعور بالذنب الذي يشعر به المعوق تجاه عائلته.
طبيبة الأعصاب السيدة نوال برو فوكييه تحدثت عن الحياة العاطفية والجنسية لدى الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال دراسة أجرتها على المراهقين والأهالي حيث تبين لها حجم الضغوط النفسية التي تتعرض لها أسرة الشخص ذي الإعاقة الذهنية والمتعلقة بحياته الجنسية والتي ينفيها البعض ويستبق حدوثها البعض الآخر.
وللتخفيف من حدة هذه الضغوط وجب على الأسرة اللجوء إلى الإختصاصيين لمساعدتهم على نوع من التربية التي تمنح الفرد معلومات علمية وخبرات صحيحة نحو المسائل الجنسية حسب نمو الشخص العقلي والجسمي مما يؤدي إلى حسن التوافق ومواجهة المشاكل المتعلقة بالجنس.
كما تهدف التربية الجنسية إلى توفير المعلومات الصحيحة للتمكن من ضبط المشاعر الجنسية والدفاع عن النفس في حالة وقوع تحرش جنسي وكيفية تجنبه والوقاية منه.
وأكدت في الختام أن التربية الجنسية للأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية هي جزء لا يتجزأ من الأهداف التربوية التي يتلقاها خلال مرحلة التدريب والتأهيل وخاصة في مرحلة المراهقة وتتزامن هذه التربية مع دور الأسرة الكبير والمطلوب دائماً والذي يتضمن علاقات أسرية آمنة تتخللها الثقة والمحبة والمصارحة في هذا الموضوع والعمل على الوقاية بحيث نستبق المشكلة قبل حدوثها، مؤكدة على المحافظة على التفهم والمتابعة والأخلاقيات.
أما طبيبة الأسنان السيدة جوليانا الحكيم فقد تحدثت وعرضت الأساليب المتّبعة في مجال العناية بصحة الفم والأسنان للشخص ذي الإعاقة قائلة إن هؤلاء الأشخاص الذين لديهم ضعف في التكيف الإجتماعي وامكانية اكتساب مهارات معينة هم أكثر تعرضاً من غيرهم للإصابة بأمراض الفم، اللثة والأسنان وذلك بسبب تناولهم أنواعاً معينة من الأدوية، أو بقاء أفواههم مفتوحة طول الوقت، والتنفس عن طريق الفم وليس الأنف وأهم من ذلك عدم قدرتهم على تنظيف أسنانهم بمفردهم.
وتطرقت إلى شرح مفصل لبعض التقنيات التي تقوم بها في بلجيكا، وتشمل هذه التقنيات بعض الأساليب المحببة إلى الشخص ذي الإعاقة لإيجاد شعور بالراحة والطمأنينة لديه قبل الشروع بمعالجة أسنانه… التحدث ببطء، مكافأته عند الإستجابة، مرافقة أهله للمساعدة في التواصل بينه وبين الطبيب، إظهار الحب والتعاطف والحنان للطفل، حسن استقبال المريض، تعزيز السلوك الإيجابي… كما قد يحتاج المريض إلى التخدير العام، وذلك بسبب عدم القدرة على التعاون مع الطبيب أو التواصل، وذكرت أنواعاً من التخدير المتبعة دون آثار جانبية مؤكدة على ضرورة الحفاظ على جو محيط مريح للمريض وأهله.
السيدة أمل شبلي أمينة سر الإتحاد الوطني ومنسقة المؤتمر اختتمت بشكر بلدية سن الفيل وجميع المحاضرين والحضور باسم الإتحاد آملة أن يكون المؤتمر على قدر توقعاتهم. واختتم اللقاء بتسليم دروع لكل المحاضرين.