الخدمات الإنسانية توظف التقنيات الحديثة في تعليم الأشخاص ذوي الإعاقة
في اليوم الثالث من أيام مخيم الأمل 27 الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تحت شعار (بطريقتي أتعلم) وتشارك فيه وفودٌ من دولِ مجلسِ التعاونِ وكوريا الجنوبية وزنجبار ـ تنزانيا أقيمت بالتعاون مع مؤسسة الشارقة للفنون والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين مجموعة من الورش المتنوعة والأنشطة الترفيهية التعليمية داخل أرض المخيم شارك فيها الأطفال ذوو الإعاقة بفعالية وحماس لافتين .
تميزت الورش بديناميكيتها التي سمحت للأطفال بالتنقل من ورشة إلى أخرى ليحظى الجميع بالفائدة المرجوة، وقد حملت الورش أسماء تحث الطلبة على الإبداع والابتكار والمعرفة فعلى سبيل المثال لا الحصر تعلم الأطفال ذوو الإعاقة في ورشة (اتقن) كيفية صنع البطاقات المضيئة وصنع الدوائر الكهربائية المصغرة ثم تثبيتها على البطاقات لتنير الرسوم التي رسمها الأطفال بأنفسهم فوق هذه البطاقات، أما في ورشة (اخترع) فقد تم تعليم الأطفال كيفية صنع الأجهزة الإلكترونية الصغيرة والترفيه عن أنفسهم بهذه الاختراعات البسيطة.
القائمون على مخيم الأمل أكدوا أن الهدف من هذه الورش لم يكن تلقين الأطفال معلومات جامدة بل كان الهدف تحقيق التفاعل بين الأطفال وتعليمهم بطرق مبتكرة بالإضافة إلى رسم البسمة على وجوههم من خلال الجمع ين التعليم والاستمتاع باللعب وقد أثبت الأشخاص ذوو الإعاقة على الدوام قدرتهم على التعلم والإبداع.
وأشار المنظمون إلى تجربة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ومواكبتها للتعلم الذكي الذي كان من ثماره اختيار مايكروسوفت لمدرسة الأمل للصم كمدرسة نموذجية في تطبيق البرامج الذكية ضمن عملية التعليم على مستوى العالم كما أهلها لتكون أول مدرسة من نوعها في برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي.
رعاة المخيم من ركائز نجاحه
وككل عام، يمثلُ رعاة مخيم الأمل ركيزة أساسية من ركائزِ نجاحهِ وتميزهِ فما يقدمونه من دعم مادي كريم يتمّ توظيفه خير توظيف لإدخال البهجة والسعادة إلى قلوب الأشخاص ذوي الإعاقة.
سعادة عبد الله سلطان العويس رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة قال في هذه المناسبة: يشرفنا في غرفة تجارة وصناعة الشارقة أن نكون جزءاً من هذا الحدث المهم الذي يحمل رسالة ذات مغزى ومضمون عميق، حطمت العوائق وفتحت الأبواب أمام تمكين الأطفال ذوي الإعاقة من المشاركة بدور فعال ومؤثر في المجتمع، والعمل على تخفيف الآثار النفسية الناجمة عن الإعاقة، بإشراك الطفل في الأنشطة المختلفة وجوانب الحياة العامة في تأكيد مستمر أن الشارقة كانت ولا تزال إمارة صديقة للطفل، تقف إلى جانب الطفولة باستمرار، حتى عندما يكون الطفل بحاجة للمزيد من الاهتمام والرعاية، كما في حالة الأطفال ذوي الإعاقة).
وأشار العويس إلى أن الطفل ذا الإعاقة لا يحتاج إلى نظرة شفقة، بل يحتاج إلى الرعاية والاهتمام وصولاً إلى التمكين ليكبر ويصبح عضوا فاعلاً وإيجابياً في المجتمع، فلديه من الطاقة الكامنة ما يكفي لتحريك عجلة التنمية المجتمعية، وأثنى العويس على دور الدولة في تكريم الأشخاص ذوي الإعاقة ومتابعتهم اجتماعياً وثقافياً وعلمياً لكي يكونوا مشاركين كغيرهم في بناء الوطن.
ودعا رئيس غرفة تجارة وصناعة الشارقة جميع مؤسسات الدولة والجهات الحكومية والخاصة إلى دعم ومساندة هذا الجهد الكبير الذي تبذله المدينة لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لهذه المبادرة، التي تشكل نافذة على المستقبل المشرق للأطفال ذوي الإعاقة، وسائر شرائح المجتمع.
الطفلة سلامة علي من وفد زنجبار ـ تنزانيا عبرت عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة في الورش وأكدت أنها بصحبة زملائها من مختلف الوفود استمتعوا كثيراً باستخدام الألعاب المفيدة دون أن تنسى التعبير عن فرحتها الكبيرة بمخيم الأمل وخاصة إتاحة الفرصة أمامها للتعرف على أصدقاء جدد من مختلف البلدان.
بدورها المشرفة حنان بنت زاهر من وفد سلطنة عمان أكدت نجاح المخيم في تسليط الضوء على القضايا التي تهم الأشخاص ذوي الإعاقة وتساهم في تعزيز دمجهم وتفاعلهم مع المجتمع وما حقهم بالتعليم واكتساب المهارات باستخدام أحدث الوسائل والتقنيات الحديثة إلا واحد من أهم هذه القضايا مشيدة بالجهد الكبير الذي تبذله المدينة في تمكين ومساندة الأشخاص ذوي الإعاقة.
معرض فوتوغرافي
أقيم على هامش الورش معرض للصور الفوتوغرافية الخاصة بالفنان محمد أحمد البلوشي وهو متطوع سابق في مخيم الأمل.
البلوشي عبر عن سعادته الكبيرة بهذه المشاركة والمساهمة في نقل رسالة توعوية إلى المجتمع مفادها أن هذا الفن ليس حكراً على أحد وباستطاعة الأشخاص ذوي الإعاقة التقاط أجمل الصور الفنية والحصول على الجوائز المرموقة.
وأوضح الفنان أن معظم أعماله تركز على التراث الإماراتي الجميل وتهدف إلى التعريف به نظراً لما يشكله من مادة فنية قيمة وغنية بالمواضيع.
كما أوضح البلوشي أنه متطوع قديم في مخيم الأمل حيث سبق له أن شارك ضمن اللجنة الإعلامية في أحد المخيمات السابقة متوجهاً بجزيل الشكر والتقدير إلى جميع المتطوعين والعاملين في المخيم متمنياً لهم دوام التوفيق والنجاح.
ختام فعالية الورش كان بكرنفال ترفيهي شارك فيه الأطفال ذوي الإعاقة جميعاً مع مرافقيهم والمتطوعين ومن المقرر أن تنطلق قافلة الأمل بعد ظهر اليوم إلى متحف الشارقة البحري ومربى الشارقة للأحياء المائية ثم ستحط رحالها في واجهة المجاز المائية لتتناول الوفود هناك وجبة العشاء ويمضي الأطفال ذوو الإعاقة وقتاً ممتعاً.
زيارة المتحف البحري ومربى الأحياء المائية
بعد فعاليات الورش المتنوعة واستراحة الغداء انطلق أطفال المخيم إلى متحف الشارقة البحري الذي يعد إضافة استثنائية لسلسلة متاحف الشارقة ثم انتقل الجميع بعد ذلك إلى مربى الأحياء المائية الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في يونيو من عام 2008 بمنطقة الخان وتعرفوا على البيئة البحرية لدولة الإمارات بما تحتويه من كائنات بحرية وأسماك بأنواعها المختلفة وشاركوا هناك بمجموعة من الورش الفنية المفيدة والممتعة.
كما استضافت واجهة المجاز المائية على بحيرة خالد ضيوف المخيم الذين تعرفوا على معالمها الجميلة واستمتعوا بأجوائها الخلابة.
الوفد الكوري يتألق خلال حفل السمر
بعد أن عادت القافلة أدراجها إلى أرض المخيم كان حفل السمر بالانتظار بكل ما فيه من فقرات متنوعة توجها احتفاء الجالية الكورية في دبي بالتعاون مع القنصلية الكورية والكنيسة الكورية بدبي بوفود المخيم فقدموا مجموعة من الفعاليات الرائعة.
كانت البداية مع أنغام شجية من الموسيقى العالمية عزفتها أنامل فتية وفتيات صغار تراوحت أعمارهم بين العاشرة والسادسة عشرة شكلوا جميعاً جوقة الكنيسة الكورية في دبي دبي Dubai Korean Church أحبوا أن يشاركوا الأطفال من ذوي الإعاقة فرحتهم في المخيم.
وقال السيد جانكشان لي Jangchan Lee المشرف على الجوقة إن الأطفال الكوريين أحبوا أن يقدموا عرضاً موسيقياً للأشخاص من ذوي الإعاقة في هذه المناسبة التي تتزامن هذه الأيام مع أعياد الميلاد، معبراً عن قناعة الجميع بأهمية خدمة هذه الفئة من الأطفال، ونحن حاولنا ذلك بالموهبة الموسيقية التي لدينا.
كما تعرف أطفال مخيم الأمل 27 من خلال عرض فيديوي على تراث وحضارة الجمهورية الكورية وتذوقوا بعض المأكولات الكورية.
وأشاد (لي) بالتنظيم المتقن للمخيم وتفاني متطوعيه في رسم البسمة على وجوه الأطفال ذوي الإعاقة وضيوف المخيم معبراً عن الاستعداد الدائم لتلبية دعوة المدينة والمشاركة في مختلف أنشطتها وفعالياتها إيماناً بما تقدمه من خدمات إنسانية جليلة تستحق كل الاحترام والتقدير.
بعد ذلك قدم لاعبون من نادي الشارقة الرياضي للتايكوندو بإشراف الكابتن عبد الله حاتم فقرة رياضية متقنة استحقوا عليها إعجاب أطفال المخيم.
وفي الأمسية ذاتها استقبلت خيمة السمر الفنانة (أشجان) التي تفاعلت مع جميع الفقرات والمسابقات وشاركت الأطفال ذوي الإعاقة أوقاتهم الممتعة بإيجابية ملموسة معبرة عن سعادتها الكبيرة بهذه المشاركة وعن فخرها واعتزازها بها. ولم تخف إعجابها الكبير بتنظيم المخيم والجهد الكبير المبذول من قبل المتطوعين مؤكدة أنها تحب التواصل دائماً مع الأطفال ذوي الإعاقة دون الحاجة إلى الكلام في كثير من الأحيان وقد تعلمت من بعض الطلبة الصم مجموعة من الكلمات بلغة الإشارة.
وأعربت عن استعدادها لمشاركة الممثلين من ذوي الإعاقة في الأعمال الفنية فهم كما أوضحت قادرون على الإبداع في مختلف المجالات والفن واحد منها.
في مسابقة المصور الصغير التي تقدمها لجنة الإعلام كانت المنافسة شديدة وقد فاز الطفل محمد عدنان مساعد من وفد دولة الكويت بالمسابقة للمرة الثانية بعد أن حصدت الصورة التي التقطها أكبر عدد من الإعجابات على موقع المدينة في الإنستغرام تجاوزت الـ 447 إعجاباً.
والدعوة مفتوحة أمام الجميع للمساهمة في تحديد الفائز بمسابقة المصور الصغير كل يوم من أيام المخيم عبر الدخول إلى موقع المدينة على الإنستغرام ووضع علامة الإعجاب على الصورة التي يراها المتصفح جديرة بالفوز وكالعادة ستفوز بالجائزة صورة الطفل التي حصدت الكم الأكبر من هذه الإعجابات.
بعدها استعرضت لجنة الاعلام فقرة الفيديو ولقطات طريفة من المواقف والأماكن التي زارها المشاركون خلال رحلتهم.