الورقة الأولى
عندما تتهادى صباحات الأيام وتطل خيوط الذهب المنبثقة من تلك الشمس العظيمة لتكشف ما خبأه الليل خلف أستاره وما ضمة وراء تراتيل ساعاته الطويلة على من لا يجد الفرصة للإبحار في عالم الأحلام الذي ربما يراود المغتبطين بنوم هادئ أكثر ممن يتناوبهم القلق والسهاد ويصارعون الساعات ليختلسوا منها ولو برهة.
الورقة الثانية
تبدأ الشمس تكشف عن أجساد ربما تكون من كثر ما أصابها من الإعياء تبدو للناظرين مجرد هياكل مجوفة لكنها تمتلك بين جنباتها عقولا وأفكارا تسمو بمن يحملها نحو القمة؛ القمة المجهولة لدى الكثيرين من العامة الذين يقيسون الأمور بمقياس الوزن والكثافة ولا يتركون للتجويف الداخلي وتراكيب العقل والقلب أي قيمة ومعنى ظنا منهم بعدم جدوى إرتجاء ما سيكون عليه الحال هم يريدون شيء يلمس وبضاعة تفيد وتحصد لا تزرع ليرتجى ثمارها في غد بعيد هذا هو مجرد فكر ناقص ولكن للأسف من يحمله كثيرون وليس معنى ذلك أن لا يوجد المضاد له بل هو في إزدياد ونمو والله على إكثاره لقدير.
الورقة الثالثة
تراهم على كراسيهم كملوك يزين عروشهم الهندام ويبرق وجوههم مستحضرات الموضة إذا دخل عليهم مقعد أو مبتلى بفقد أي من حواسه الظاهرة يطلب منهم وظيفة أو عمل أو أي فرصة للإبداع والمشاركة في البناء يشهقون ويستثارون ويأمرون من يعمل تحت إمرتهم أعطوه وأصرفوه يظنون أن فتات صدقاتهم سيكتب لهم به أجر عظيم دون أن يستمعون يحكمون , ودون أن يجربون يصدرون, لا مكان لا وظيفة لدينا لمثل هؤلاء نحن لا نطيق الأصحاء فكيف لنا بمثل هؤلاء نحن بحاجة إلى جسم كالحديد وعقل كالجليد لايهم ما يفكربه المهم ما يشتغل به إنها ثقافة اللاوعي الله المستعان .
الورقة الرابعة
عندما تراه يصعد على منصات التتويج وتتعالى صرخات التشجيع وهتافات التأييد تتمنى أن تكون مكانه لكن عجبا أراه يمتطي حصانا غريبا غير ذي أرجل إن به عجلات وإطار يقاد به كاللجام ياترى هل هذا هو المقصود بالتكريم أم أن تشابها في الأسماء ساق هذا إلى هنا عجبا ؟ يستقصي يبحث يصل إلى حقيقة لا مفر عنها فعلا إنه هو سمى بعقله سخر مواهبه وصل ليبقى لا ليسقط فقد ودع زمن السقوط فلنحيي ولنشمر لنظهر طاقات هؤلاء للناس ولنترك جانبا ما يسمى المستحيل ولنحذو حذو من تقدم ويكن لنا أندية ومرافق تخدم أصحاب الحاجات الخاصة هيا نبدأ.
الورقة الخامسة
إنه بعيد بعيد جدا لا يمكن الوصول إليه لقد إنتهيت لم يبقى الا الإستسلام كيف وكيف وآه لو ولو كلمات تكونها حروف يجب أن تبعد من قاموس حياة المتحدين الراغبين والمقبلين على الحياة بإرادة أشد من الحديد لا تثنهم كلمات ولا تتصدى لهم عثرات بل يجمعون الحجارة التي تصادفهم في طريقهم لينوا بها سلالم يصعدون بها نحو النجاح والحياة لايملكها إلا موجدها فسبحانه العادل الملك الحق فما نقص منك ستعوضه بنعيم وملك لا تساويه السماوات والأرض فانهض واسعى وابدأ فالمشوار يبتدي بخطوة ولا توقفه الا زفرات النهاية الحتمية المؤكدة على الكل فهيا نتعاون للتعاون ونتساعد للحياة فما وجدنا إلا لهدف اللهم ارزقنا العمل لما أوجدتنا من أجله (آمين).