رعاة المخيم شركاء النجاح
إلى إمارة دبي ذائعة الصيت عالمياً انطلق أطفال مخيم الأمل 27 مع تباشير صباح اليوم الرابع من أيامه ليمضوا يوماً ترفيهياً تعليمياً سياحياً في رحابها ويستمتعوا بمشاهدها الخلابة وتألقها المعماري والحضاري.
بداية حطت قافلة الأمل رحالها في حديقة الخور حيث شاهد الأطفال ذوو الإعاقة عروض الدلافين التي أدخلت السرور إلى نفوسهم وأبهرتهم بما تقوم به من حركات بهلوانية وقفزات تخلب الألباب دون أن ينسيهم ذلك التقاط الصور التذكارية.
بعد ذلك تناول الجميع وجبة الغداء خلال جولة بحرية توجهوا إثرها إلى (دبي مول) وكيدزانيا مركز الترفيه العلمي وقاموا بجولة في المكان مستمتعين بأوقاتهم والابتسامة مرسومة على وجوه الأطفال الذين لم يخفوا سعادتهم الكبيرة بهذه الرحلة الممتعة.
وتعد كيدزانيا KidZania التي استضافت أطفال مخيم الأمل أهم مراكز الألعاب الترفيهية والتعليمية الحائزة على العديد من الجوائز العالمية حيث تم تصميمها على مساحة 80 ألف قدم مربعة كمدينة مصغرة تجمع بين الألعاب الترفيهية والتعليمية بطريقة مبتكرة وقد أحدثت فرقاً واضحاً في البيئة التعليمية ضمن دولة الإمارات العربية المتّحدة، إذ حصلت على تصريح من وزارة التربية والتعليم بإجراء رحلات ميدانية إليها ضمن المنهج التدريسي في الدولة بمرافقة فريق من الاختصاصيين الذين خضعوا لتدريب مكثف حول مختلف الأنشطة ويتواجدون بأعداد كبيرة لضمان توفير أجواء تعليمية آمنة تماماً للجميع.
الطفلة عائشة إبراهيم من وفد البحرين أكدت أن التجربة التعليمية والترفيهية التي عاشتها في كيدزانيا فريدة من نوعها كما أكدت روعة التنظيم المتقن لكل شيء في هذه المدينة التعليمية الترفيهية المميزة مشيرة إلى أن جميع المتطوعين كانوا على أهبة الاستعداد يبذلون أقصى ما بمقدورهم ليمضي الجميع أوقاتاً ملؤها السعادة والفائدة.
وأعربت عن رغبتها في تكرار هذه التجربة مستقبلاً فمخيم الأمل دون أي مبالغة فرصة لا تقدر بثمن لإدخال البهجة والسرور إلى قلوب ذوي الإعاقة وجميع المشاركين فيه يعيشون أيامه كأنهم أسرة واحدة.
الطفل محمد عبد الله محمد من وفد دولة الكويت أشاد بحسن الضيافة والكرم الكبير الذي قابله به الجميع في هذا المخيم (العالمي) مؤكداً أن تجربة الأطفال ذوي الإعاقة خلال تواجدهم في الإمارات العربية المتحدة ستبقى راسخة في أذهانهم.
وأشار إلى أنه تعرف على العديد من الأصدقاء الرائعين من وفود المخيم ومن المتطوعين الذين يصاحبونهم في كل الرحلات والفعاليات الرائعة متمنياً دوام النجاح والتوفيق لمخيم الأمل في المستقبل.
حفل السمر
بعد رحلة رائعة إلى إمارة دبي عاد أطفال المخيم إلى مواقعهم ليستريحوا قليلاً ثم اجتمعوا في خيمة السمر حيث قدم وفدا المملكة العربية السعودية وزنجبار ـ تنزانيا مجموعة من الفقرات الوطنية والتراثية بالإضافة إلى منتجات وأشغال يدوية تفاعل معها أطفال الوفود الأخرى وأكدوا إعجابهم بإتقانها والحرفة المصنوعة بها.
وشهد حفل السمر تحضيرات واستعدادات للموعد المرتقب مع سباق التحدي وهو السباق الذي ينتظره الجميع بحماسة ولهفة نظراً لما يتضمنه من تشويق وطرائف ومنافسة شريفة بين مختلف الفرق المشاركة فيه.
رعاة المخيم
تجدر الإشارة إلى أن رعاة مخيم الأمل يلعبون دوراً كبيرأً في نجاحه وتحقيق أهدافه نظراً للدعم الذي يقدمونه ويصب في ميدان الفعاليات والأنشطة التي تتيح للأطفال ذوي الإعاقة فرصة السفر والتعرف على بلاد جديدة وأصدقاء من مختلف الدول الخليجية والعربية والعالمية وزيارة أهمّ المعالم الحضارية والتراثية في دولة الإمارات العربية المتحدة مما يعزز ثقتهم بأنفسهم ويمكنهم من تحقيق استقلاليتهم والترويح عن أنفسهم.
الأستاذ يزن القريوتي مدير شركة سيسلي إنترناشيونال يقول في هذا المقام: دعمُ الشركة للمدينة ومخيم الأمل نابعٌ من إحساسنا بالمسؤولية الاجتماعية وتعبيرٌ عن الشكر والعرفان لإمارة الشارقة التي وفرت الفرصة المواتية كي نعمل ونتطور في رحابها.
كما أشاد القريوتي بفكرة المخيم ورسائله العميقة ذات التأثير الإيجابي ومن بينها رسالة هذا العام التي تركز على التعليم مع مراعاة الفروق الفردية وخصوصية كل حالة وفي هذا تأكيد على الدور التوعوي الذي تؤديه هذه المؤسسة الرائدة والسعي الدؤوب لجميع العاملين فيها بهدف الارتقاء المستمر بتعليم الطلاب ودمجهم في المجتمع.
ختاماً، توجه الأستاذ يزن بالدعوة لأصحاب الشركات والمقتدرين كي يبادروا ويساندوا المدينة التي تبذل جهداً عز نظيره في تقديم الخدمات التعليمية والتدريبية للأشخاص ذوي الإعاقة مع تأكيده أن هذا الدعم ليس بالضرورة أن يكون بالمال فقط فكل حسب موقعه وما يمتلكه من أدوات أو مهارات يمكن أن يساهم ولو مساهمة بسيطة في إنجاح هذا الجهد الإنساني المستمر منذ أربعة عقود.